(8) الحاج الشيخ سميع الدين القاسمي في ذمة الله تعالى
فبراير 21, 2021(1) سلام عليك يا أماه حرم أستاذنا الجليل سعادة الدكتور سعيد الأعظمي الندوي إلى رحمة الله تعالى
مايو 3, 2021إلى رحمة الله تعالى :
الأستاذ ظفر أحمد الصديقي الندوي : رجل العلم والأدب
قلم التحرير
فقدت الأوساط العلمية والأدبية في الهند رجلاً عظيماً في ذاته ، عظيماً في صفاته ، عظيماً في تعاملاته ، عظيماً في خدماته ، عظيماً في إنجازاته ، أحبه الخاصة والعامة ، وأعجب به التلامذة والطلبة ، ووثق بتحقيقاته ودراساته الأساتذة الكبار ، وقد أثنى على جهوده الأكاديميون والباحثون ، فإنه صنف الرجال ، كما صنف الكتاب ، بلغت مؤلفاته العلمية والتحقيقية أكثر من عشرين مؤلفاً قيماً ، وكتب حول 150/ دراسةً علميةً ، كما أشرف على إعداد ثلاثين بحثاً للدكتوراة ، من خلال الطلبة الجامعيين ، وقام بتدريس العلوم الأدبية في الجامعات الكبرى في الهند .
كان رحمه الله تعالى من مواليد 24/ جمادى الأولى 1372هـ ، المصادف 9/ فبراير 1953م ببلدة غهوسي من مديرية مئوناته بهنجن ، بولاية أعظم جراه ، أترابراديش ( الهند ) ، وكان والده الأستاذ وقار أحمد الصديقي رحمه الله ، وكانت أسرته تجمع بين العلماء والساسة منذ أجيال ، قلما توجد هذه الميزة في أسرة عامة من الأسر المسلمة ، وقد درس على أساتذة العلم والأدب في مدرسة ناصر العلوم بغهوسي ، ومدرسة وصية العلوم بإله آباد ، ومدرسة مظاهر علوم بسهارنفور ، وجامعة ندوة العلماء ، وجامعة بنارس الرسمية ، فتخرج كعالم ديني ، وأستاذ عصري ، نال شهادة الدكتوراة من جامعة بنارس حول موضوع : الجهود العلمية والأدبية للعلامة شبلي النعماني ، وأتقن في اللغات والعلوم المختلفة ، وكان مجال تدريسه اللغة الأردية .
انخرط الأستاذ ظفر أحمد الصديقي في سلك التدريس أولاً في القسم الأردي بجامعة بنارس منذ عام 3/ أبريل 1979م ، وتزوج الأستاذ ظفر أحمد الصديقي الندوي من بنت عمته ، في 30/ يناير عام 1981م ، وقد عقد قرانه العلامة المحدث حبيب الرحمن الأعظمي رحمه الله تعالى ، بعد صلاة الجمعة التي صلى فيها بالناس كاتب هذه السطور في مسجد مدرسة ناصر العلوم بغهوسي ، وحضر بالمناسبة للتهنئة والتبريك سماحة العلامة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي رئيس ندوة العلماء ( حفظه الله ) .
بعد ما قام الأستاذ ظفر أحمد الندوي بالتدريس في جامعة بنارس عشرين عاماً انتقل إلى جامعة علي جراه الإسلامية بعلي كراه في 20/ ديسمبر 1997م ، وتدرج هنا من منصب أستاذ مشارك إلى أستاذ ، ورئيس القسم الأردي بالجامعة ، وتقاعد من هذه الوظيفة قبل شهور من وفاته ، حتى لبى نداء ربه في 29/ ديسمبر 2020م ، ودُفن في مقبرة جامعة علي جراه الإسلامية ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
ترك الأستاذ وراءه زوجةً صالحةً ، وولداً وبنتين ، وأخوه الأصغر الطبيب أنوار أحمد الصديقي يسكن في جوار ندوة العلماء ، وكان الأستاذ ظفر أحمد الصديقي حينما يزور لكناؤ يقيم عنده ، والأستاذ أنوار أحمد على غرار أخيه الأكبر رحمه الله ، يعالج المرضى في عيادته بغاية من الاعتناء في المعالجة ، حتى يزدحم المرضى من كل نوع في عيادته صباح مساء ، بارك الله فيه وفي أولاده .
كان الأستاذ ظفر أحمد الصديقي عالماً جليلاً ، ومطلعاً على أحكام الشريعة الإسلامية ، وقد درس منذ صباه في المدارس الإسلامية ، ونال شهادات العالمية ، فرغم مسئولياته التعليمية والإدارية في جامعة بنارس كان يدرس المواد الدينية في الجامعة الإسلامية ، بريوري تالاب ، بنارس ، حوالي عشرين سنةً ، وقد اتصل روحياً بالعالم الكبير الشيخ محمد أحمد البرتابكرهي والشيخ الرباني محمد أبرار الحق الحقي رحمهما الله تعالى ، ولا يزال يزورهما أيام حياتهما ، كما لم ينس خلال مدة عمله في الجامعات ندوة العلماء وعلماءها الكبار ، فيزورهم حيناً لآخر ، ويعتبر الإمام العلامة السيد أبا الحسن علي الحسني الندوي مرجعاً في العلم والعمل ، وكانت له صلة قوية بسماحة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي ( رئيس ندوة العلماء ) ، فكان يدعوه في دورات رابطة الأدب الإسلامي العالمية ، وكان عضواً بارزاً فيها ، يقدم فيها أبحاثه ويساهم خلال تقديم المقالات في المناقشة إذا اقتضت الحاجة ، فلا شك أنه كان أديباً إسلامياً باللغة الأدرية – يجمع بين الغيرة الإسلامية والآداب المعاصرة – وكان تلامذته قد استفادوا منه في كلا المجالين ، في العلم والأدب ، لقد كانت وفاته خسارةً كبيرةً في الأوساط الأدبية بوجه خاص ، لأنه كان يعتبر مرجعاً في الأدب والنقد والتحقيق ، فإذا أبدى رأياً كانت وراءه دلائل وبراهين ، وكان يشارك في هذا العمل الأستاذ الأديب الناقد شمس الرحمن الفاروقي ، فإنه يراجع الأستاذ ظفر أحمد الصديقي في تحقيقاته ودراساته .
رحم الله الأستاذ ظفر أحمد الندوي الصديقي رحمةً واسعةً ، وغفر له زلاته ، وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان ، وجعله مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقاً .