في ظلال السيرة للشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله

في ظلال السيرة

للشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله

الأخ محمد مصعب الندوي *

هذا الكتاب ” في ظلال السيرة ” باللغة العربية . قامت بتأليفه شخصية ، عاشت حياتها متأسيةً بأسوة النبي صلى الله عليه وسلم ، شخصية جمعت بين العلم والكمال ، وسداد الفكر والقول ، والزهد والتقوى ، والورع والخوف من الله سبحانه وتعالى والتوازن والوسطية .

إنه كان دائم الفكر ، وطويل الصمت في إصلاح الأمة وإرشادها ، وكان رائد القيادة الإسلامية ، وصاحب القدح المعلى في الأدب العربي ، وإنه من رواد الأدب الإسلامي ، حتى عد من مؤسسي رابطة الأدب الإسلامي العالمية ، إنه الشيخ محمد الرابع الحسني الندوى .

له مآثر جديرة بالذكر في مجال التصنيف والتأليف ، كتب في شتى العناوين كالتاريخ والإرشاد والفكر والسيرة وغيرها ،يحتوي هذا الكتاب مجموعةً لمقالات كتبها الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في مناسبات مختلفة .

القسم الاول : يشتمل على الافتتاحيات التي كتبها بمناسبة ربيع الأول من كل عام في صحيفة الرائد ، وأوجز المصنف في هذه المقالات حياة النبي صلى الله عليه وسلم بأسلوب شامل جامع ، وخص بالذكر ما عاناه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضي الله عنهم من ظلم كاسر وعدوان ضائر من الكفرة والفجرة ، ثم تابعه ما تحلى به النبي صلى الله عليه وسلم من عفو وصفح عن الأعداء الذين لم يألوا جهداً في الإيذاء والإيلام وثبات أصحابه الحديدي وصبرهم القوي واستقامتهم الفولادي .

وأبرز المؤلف من صفات النبي صلى الله عليه وسلم النبيلة البارزة وأخلاقه الفاضلة العالية من الرحمة والرأفة بجميع من أوجعه أو أراحه ، والود والمواساة لكل من صاحبه وجالسه ما يكون معمولاً به في حياتنا ، ووجَّه المسلمين في هذه المقالات أن السيرة النبوية هي نموذج كامل وأسوة حسنة لهم ، وهي مصدر عزهم ونجاحهم .

ومن أبرز ميزات خلق النبي صلى الله عليه وسلم أنها خلق مزيج من الإيمان القوي والتوحيد الخالص . وإنه يعامل أصحابه معاملة الإخوة البررة .

وإنه بلغ من كماله من حيث البشر بشر كامل لا يعادله غيره ، بل لا يقاربه ، ومن حيث النبي والرسول كان إيمانه بالله واليقين بقدرته والثقة بقضائه والرضا بقدره قد بلغ كماله ، ودرجةً ليس فوقها درجة .

وقد ذكر المؤلف في المقالات أن ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وبعثته كانت منارة النور للتائهين والضالين ، وجزيرةً لسفينة كادت أن تغرق وأوشك أهلها أن يهلكوا وأثبت ذلك بأمثلة . وقال : ” الاحتفال بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم في معنى الكلمة اتباعه الكامل والعمل بما جاء به من الله ” .

وأراد من هذه المقالات أن يبين أن حياة النبي صلى الله عليه وسلم هي التي تخرج الإنسانية من الظلمات إلى النور ، وتهديها إلى سواء السبيل . كما أوضح القرآن الكريم أسوةً كاملةً ( لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ) . فهو أسوة حسنة في سائر مراحل الحياة الإنسانية .

القسم الثاني : يشتمل على مجموعة بحوث قُدمت في الندوات العلمية ، كُتبت بأسلوب علمي باحث ، وهي تختلف عن مقالات القسم الأول في الأسلوب ، ولكنها مشاعر الحب والوفاء لذات الرسول صلى الله عليه وسلم ، وحاول المؤلف أن يعرض على الإنسانية صورةً صادقةً واقعيةً للسيرة النبوية على صاحبها ألف سلام .

أمطر الله عليه شآبيب رحمته ، وجزاه عنا خير الجزاء .

* قسم الدراسات العليا بدار العلوم لندوة العلماء .