جزيرة العرب : دراسة وجيزة

جزيرة العرب : دراسة وجيزة

بقلم : الأخ محمد دانش مجيد الندوي *

تقديم :

لا يخفى على دارسي أي لغة وأدب وتاريخ أهمية معرفة الجغرافية لتلك البقعة الأرضية التي هي منشأ ومولد تلك اللغة والأدب والتاريخ . وأما معرفة جغرافية الجزيرة العربية ، وهي مهبط الوحي الإلهي ، فقد تزداد أهميتها لكون لغتها لغة القرآن الكريم والسنة المشرفة . ولا شك أن فهم كثير من الآيات القرآنية ووقائع  السيرة النبوية حقاً يبتني على إلمام تام بجغرافية الأماكن المذكورة فيها .

فهذا الكتاب ” جزيرة العرب ” كتبه سماحة الشيخ محمد الرابع الحسني ( تغمده الله برحمته الواسعة ) تلبيةً لحاجة المثقفين من المسلمين عامةً وطلبة العلوم الإسلامية خاصةً إلى كتاب يعتمد عليه لمعرفة جغرافية الجزيرة العربية . إنه ثمرة جهوده المضنية التي تواصل ببذلها لمدة لا تقل عن خمس سنوات . وتم إصدار الكتاب لأول مرة في عام 1382هـ الموافق 1962م من المجمع الإسلامي العلمي ، لندوة العلماء ، الهند . وقد طبع مراراً وتكراراً على مر الأيام .

عرض الكتاب :

يحتوي كتاب ” جزيرة العرب ” على 270 صفحة من الحجم المتوسط بجانب الملحقات من الفهارس المتنوعة التي يبلغ بها العدد الإجمالي للصفحات  إلى 352 صفحة .

وازدان جيده بمقدمة رائعة لفضيلة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله ، الذي استحسن الكتاب ، وأشاد المؤلف وأثنى عليه لحسن القيام بهذا العمل الجليل ، كما سلَّط ضوءاً كاشفاً على أهمية الموضوع وغرض تأليف هذا الكتاب .

ويليها كلمة المؤلف الذي تحدث فيها عن مدى أهمية كتاب الجغرافية وما يقتضيه من الجهود والأسباب وما واجهه من تحديات وصعوبات خلال تأدية هذه المسؤولية الجليلة . كما أعرب عن أسفه لقلة انتباه العلماء والمؤلفين السابقين إلى جغرافية الجزيرة العربية التي لا ينكر دورها لمعرفة حظ كبير من مشاهد السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي بالضبط . وبجانبه أظهر عن سعادته لما تيسرت له فرصة زيارة معظم بلدان الجزيرة العربية التي ساعدته إلى حد كبير على إحاطة الموضوع بالدقة والشمول .

ينقسم الكتاب على 12 فصلاً رئيسياً كما سنذكره فيما يأتي :

يبدأ الكتاب بتحديد جغرافية الجزيرة العربية وتعريف بلادها ومناطقها وطبيعة أماكنها . ثم يأتي ذكر وضع المناخ والزراعة لأماكن مختلفة . ويتبعها بيان الأمم والقبايل العربية وأنسابهم من نوح عليه السلام إلى عبد المطلب جد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم . ثم يستعرض المؤلف حالة القبايل العربية خلقياً ودينياً وثقافياً وأدبياً . ثم يذكر بعض أهم حكومات عربية مثل رؤساء بطراء ، وملوك الحيرة ، والغساسنة ، وحمير وتبع .

وفي النهاية يذكر المؤلف عن مكة المكرمة والمدينة الطيبة وأماكن ومناطق بينهما أو بجوارهما بالتفصيل والتخصيص . بالإضافة إلى أماكن أخرى يأتي ذكرها في التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية مثل الطائف ، وجدة ، والجحفة ، وخيبر ، وتبوك وغيرها .

يضم هذا الكتاب خرائط عديدة الأنواع ليتمكن القارئ من إدراك جغرافية الأماكن تماماً . هكذا جمع في الكتاب كثيراً من الخرائط المختلفة النوع للجزيرة العربية كما يأتي :

• خريطة العالم الإسلامي
• خريطة الجزيرة العربية
• خريطة سلسلة جبال السراة
• خريطة المناطق حسب ارتفاعها عن سطح البحر
• خريطة السواحل الشرقية والسواحل الغربية الجنوبية
• خريطة شبه الجزيرة العربية
• خريطة الأودية والنخل
• خريطة وادي الدواسر وأماكن حضرموت
• خريطة مساكن الأمم البائدة
• خريطة أسواق العرب ( القرن السادس )
• خريطة الطرق التجارية
• خريطة مكة المكرمة ( الحرم ومضافاته )
• خريطة مدينة النبي الطيبة ومضافاتها
• خريطة مناطق هامة بشمال الجزيرة العربية
• خريطة الطرق والأماكن بين مكة المكرمة والمدينة الطيبة
• خريطة الطرق والأماكن مر بها الرسول عليه السلام خلال سفر الهجرة وحجة الوداع

الخاتمة :

تفيد دراسة هذا الكتاب بأن غرض المؤلف لم يكن منحصراً في ذكر الجغرافية محضاً ، بل يتسع نطاقه إلى استعراض تاريخ العرب وثقافتهم وطبيعتهم وعاداتهم وأذواقهم وتقاليدهم . فاتبع المؤلف في الكتاب منهجاً خاصاً ، وهو الجمع بين الجغرافية والتاريخ والثقافة في مكان واحد . يطلع قارئ الكتاب مع موقع الأماكن على تاريخها وثقافة سكانها أدبياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً .

وقد قام بتعريب هذا الكتاب د . محمد فرمان الندوي حفظه الله ورعاه ، فطُبع في القالب العربي من المجمع الإسلامي العلمي ، لكناؤ في عام 2017م .

* باحث الدكتوراة ، قسم اللغة العربية ، جامعة لكناؤ ، لكناؤ ، الهند .