” ندوة العلماء : حركتها . دعوتها . أبعادها ” لسعادة الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله تعالى ورعاه

العلامة الشريف  محمد واضح رشيد الحسني الندوي حياته وفكره وأعماله
نوفمبر 10, 2020
الإسلام ودعائم اليقظة الإسلامية لسعادة الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله
يونيو 2, 2021
العلامة الشريف  محمد واضح رشيد الحسني الندوي حياته وفكره وأعماله
نوفمبر 10, 2020
الإسلام ودعائم اليقظة الإسلامية لسعادة الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله
يونيو 2, 2021

تعريف وجيز بكتاب :

” ندوة العلماء : حركتها . دعوتها . أبعادها ”

لسعادة الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله تعالى ورعاه

بقلم : الأخ الأستاذ محمد سلمان خان الندوي ( البجنوري )

حركة ندوة العلماء حركة فكرية دعوية تربوية تعليمية شاملة ، وهي تأسست على مبدأ التوسط والاعتدال والجمع بين القديم الصالح والجديد النافع ، وهي – في الحقيقة – حاجة اليوم في العالم الإسلامي كله ، ويقول سماحة العلامة الشيخ السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله عن حركة ندوة العلماء في مؤلفه :  ” الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية ” :

” وكانت ندوة العلماء فكرةً ومدرسةً فكريةً أكثر من حركة إصلاح مناهج التعليم فحسب ، وكانت – لو قدَّر الله – خطوةً مباركةً وفتحاً جديداً يستحق التقليد في الأقطار والمجتمعات الإسلامية التي خاضت في ذلك العهد في معركة الصراع بين القديم والجديد . . . ولا تزال فكرة ندوة العلماء الفكرة الوسط الحقيقية التي تستطيع أن تنقذ نظام التعليم الديني من الانهيار ” .

وبين أيدينا  كتاب يشتمل على تعريف هذه الحركة الفكرية المتوسطة وبيان ميزاتها وأبعادها المختلفة وتاريخ دعوتها إلى الجمع بين القديم الصالح والجديد النافع واتخاذ المنهج الوسط المتزن نحو الحضارة الغربية والعلوم الجديدة والصناعات الحديثة ، وهذا الكتاب هو في الواقع التاريخ الرائع المفيد بقلم الأديب الأريب والكاتب القدير فضيلة الشيخ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي ( حفظه الله ) مدير جامعة ندوة العلماء ورئيس تحرير مجلة ” البعث الإسلامي ” ، وهو ممن شارك في إنشاء المجلة وإصدارها مع فقيد الدعوة الإسلامية الأستاذ محمد الحسني رحمه الله من بدء فكرتها ، ولا يزال يتولى رئاسة تحريرها من بعد ارتحاله ولقاء ربه إلى يومنا هذا ، وهي  الآن – بمشيئة الله تعالى – قضت من عمرها مدة أكثر من ستة وستين عاماً .

وهذا الكتاب القيم مجموعة من مقالاته التي دبجها يراع فضيلته في مناسبات مختلفة لمجلة ” البعث الإسلامي ” ، وهو يشتمل على أربعة أبواب ، وهي على ما يأتي :

الباب الأول : ندوة العلماء حاجتها ورسالتها

الباب الثاني : ندوة العلماء ومقاومة الأفكار المنحرفة

الباب الثالث : ندوة العلماء والأدب العربي

الباب الرابع : ندوة العلماء والصحافة العربية الهادفة

يقول فضيلة الدكتور وهو يلقي الضوء اللامع على تأسيس ندوة العلماء والظروف العصيبة السائدة في بلاد الهند حين تأسيسها : ” كان تأسيس ندوة العلماء في الهند منحةً من الله لمسلمي هذه البلاد أفاءها عليهم عن طريق نخبة من العلماء المخلصين الذين ألهموا فكرتها ، وذلك في ظروف عصيبة جداً في عام ١٣١٠ه‍ حينما كانت مطامع الاستعمار الإنجليزي قد صبّت جام غضبها على المسلمين في الهند ، لأنهم كانوا حرباً ضد الإنجليز . . . ولكي يتحقق هذا الغرض الخبيث أشرفوا على توزيع المسلمين بين طائفتين منفصلتين تستبد كل واحدة منهما بآرائها ونظرياتها : طائفة العلماء التي لا علاقة لها بأي شأن من شؤون الدولة ولا بالسياسة والعلوم التي ليست لها صلة مباشرة بالدين ، وطائفة المثقفين بالثقافة العصرية التي ترى إلى العلماء بنظرة ملؤها ازدراء . . . نجح الاستعمار الغربي في الاحتيال لهذا التقسيم المشين وتحبيبه إلى المسلمين . . . ولسد هذه الفجوة التي أحدثها أعداء الإسلام ، ولقمع الفتنة التي نسجوا خيوطها في الظلام ، قام نخبة من العلماء الأعلام ، وعلى رأسهم العالم الرباني الكبير الشيخ فضل رحمن الكنج مرادآبادي الذي أعد تلميذه النابغة الشيخ محمد علي المونغيري لمقاومة هذه الفتنة التي كانت تهدد كيان المسلمين في هذه البلاد وبالتالي في جميع العالم الإسلامي ” .

ويقول عن دعوتها : ” ندوة العلماء دعت إلى الفكر الإسلامي الصحيح والمنهج الوسط في شؤون العلم والدين والحضارة والاجتماع ، وقامت بدورها الرائع في مجال تفجير طاقات الأمة ووضعها في بناء المستقبل المضمون للحياة الإنسانية على جميع المستويات ، . . . ندوة العلماء اليوم قطعت شوطاً بعيداً في مجال العلم والدين والدعوة والفكر السليم ، وفي إعداد العقول لمواجهة الأفكار الهدامة وتزييفها بالحجة والبرهان ” .

ويقول فضيلة الدكتور مشيراً إلى العلاقات الأدبية والروابط العلمية بين الهند والعرب وما ساهمت حركة ندوة العلماء في تنشئة حملة الدين والدعوة وترقية الأدب العربي والفكر السليم في الأسلوب العلمي التقدمي المعاصر حول عنوان ” ندوة العلماء : همزة وصل بين الهند   والعرب ” :  ” كانت ندوة العلماء واحة خضراء في صحراء قاحلة جرداء ، فكان تركيزها على اللغة العربية والأدب العربي لكونها لغة الكتاب والسنة ولغة المصادر الإسلامية الأصيلة ، فرحبت ندوة العلماء من العالم العربي بكل ما كان يدعم هذا الاتجاه وهذه الفكرة من الزيارات واللقاءات والحوارات العربية ، وإصدار مجلات عربية ، وعقدها محافل أدبية ، وقد تحقق كل ذلك من ثلاثة جوانب : أولاً : زيارة شخصيات عربية ، ثانياً : مجلات عربية في ندوة العلماء ، ثالثاً : قضايا عربية ” .

ويذكر المؤلف أخيراً بعض جهود أبناء ندوة العلماء المنهجية وغير المنهجية في مجال تطوير أدب الصحوة الإسلامية حول اللغة العربية وآدابها وموضوع العقيدة الإسلامية والقرآن الكريم وعلومه والحديث الشريف وعلومه والقواميس والمعاجم وكتب النثر العربي وموضوع أدب الأطفال وكتب السير والتراجم من خلال تأليف الكتب الدراسية لتعليم اللغة العربية وتعميم الذوق الأدب الإسلامي في الناشئين والمتوسطين .

ويتحدث المؤلف في الباب الرابع الأخير عن الصحافة العربية الهندية الهادفة وتأثير ندوة العلماء عليها ، ويذكر هناك المجلات العربية التي صدرت عن ندوة العلماء مثل مجلة ” الضياء ” الشهرية التي صدرت منها عام١٣٥١ه‍ الموافق ١٩٣٢م ، ومجلة ” البعث الإسلامي ” الشهرية التي بدأ صدورها عام ١٩٥٥م ، وصحيفة ” الرائد ” عام ١٩٥٩م ، ويقول فضيلته عن هاتين المجلتين البعث الإسلامي وصحيفة الرائد : ” وكلتا الصحيفتين مثّلتا الصحافة العربية الخالصة ونالتا إعجاب الصِحافة العربية في الدول العربية وأحرزتا إعجاب الأدباء والعلماء والدعاة في داخل البلاد وخارجها على السواء ، وقد رحب بهما الناس في كل مكان مثل ما نالت مجلة ” الضياء ” – في عهدها – ترحيباً حاراً من جميع الأوساط العلمية والأدبية والصحفية في العالم ” .

ولا شك أن هذا الكتاب القيم حافل بتاريخ ندوة العلماء العلمي والأدبي والدعوي ورسالتها وحاجتها العصرية و يتمثل تاريخها من خلال دراسته الغائرة زاخراً بالإنجازات العلمية والأعمال الأدبية والإنتاجات الدينية والإبداعات الفكرية ، كما أنه يتحلى بمقدمة مبسوطة للعلامة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي حفظه الله تعالى ، وصدر هذا الكتاب عن مؤسسة الصحافة والنشر لندوة العلماء لكناؤ .

فالمرجو من محبي العلم والأدب العربي وأوساط الثقافة العلمية أن يتوجهوا إليه ويقبلوا على دراسته ويطلعوا على حركة ندوة العلماء وتاريخها ومنهجها وأهدافها التي نجحت في تحقيقها عبر خدماتها المتعددة الجهات ، والدارس لهذا الكتاب سوف يجد فيه متعةً أدبيةً وثروةً لغويةً كذلك إلى جانب التعرف على حركة ندوة العلماء وتاريخها وأغراضها السامية ، فهو جدير بأن يكون مبعث الخير والزيادة في المكتبات العربية الإسلامية ونبراساً لمعرفة حركة ندوة العلماء . نسأل الله تعالى أن يتقبل هذا الجهد العلمي الأهم من فضيلته ويجعله زيادةً في أعماله الحسنة وذخراً له في الآخرة .