فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( الحلقة الأولى )

خصائص النبي محمّدٍ المصطفى صلى الله عليه وسلم وميزاته البارزة في العالم
ديسمبر 4, 2021
لماذا ذكر الله النملة في القرآن . . . ؟
ديسمبر 4, 2021
خصائص النبي محمّدٍ المصطفى صلى الله عليه وسلم وميزاته البارزة في العالم
ديسمبر 4, 2021
لماذا ذكر الله النملة في القرآن . . . ؟
ديسمبر 4, 2021

الدعوة الإسلامية :

فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ

( الحلقة الأولى )

د . يوسف محمد الندوي *

هذه القطعة القرآنية من الآية المباركة بسورة النحل تعلن الشفاء للناس في العسل الذي يخرج من بطون النحل التي هي من أعجب مخلوقات الله جل وعز ، كما تشير إليه بقية الآية الكريمة ، إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون .

العسل سائل لزج سكرى يستخلصه النحل من رحيق الأزهار ، وهو يعتبر أول مادة سكرية استخدمها الإنسان في طعامه إلى أن اهتدى إلى استخلاص السكر من القصب والبنجر منذ القرن السابع عشر وهو يحتوي على سكريات وفيتامينات وإنزيمات وأملاح معدنية وأحماض متنوعة ، وأيضاً بعض البروتينات وحبيبات غروية وزيوت طيارة تعطيه رائحةً وطعماً خاصاً ، وفيما يلي أهم وأبرز هذه المركبات والمواد الطبيعية .

قد عبر القرآن الكريم والحديث الشريف عن العسل بأنه دواء وشفاء للإنسان ، ومن إعجاز القرآن العلمي أو الطبي تعبيره عن العسل     ” فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ” في سورة محمد . ما وردت كلمة الشفاء في القرآن الكريم إلا في أربعة مواضع ؛ وهي ثلاثة عن القرآن نفسه ، وواحدة عن عسل النحل الذي نحن نبحث عنه ، كما يتضح من الآيات التالية ، يقول ربنا عز وجل :

  • يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [1]
  • وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا [2]
  • وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آَيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آَذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ [3]
  • وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ . ثُمَّ كُلِي مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ [4]

أما كلمة عسل فقد وردت في القرآن الكريم مرة واحدة ، ذلك عند ما ذكر الله تعالى عن الجنة الموعودة للمتقين في الحياة الأخروية يقول تعالى :

  • مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آَسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ [5]

(1) النحل والعسل :

تنقسم خلية النخل إلى ثلاث طوائف : هي الملكة والذكور  والشغالة ، هذه الأخيرة هي التى تقوم ببناء الأقراص الشمعية لتخزين العسل وتخرج لجمع الرحيق واللقاح بواسطة فمها اللاعق ، فيمر الرحيق – وهو سائل حلو مائي يوجد في أقراص الزهور –  من فم الحشرة إلى البلغوم فالمريئ فيختلط بإفرازات الغدد اللعابية والمعوية التى تحوله إلى عسل ( خليط من سكر الفواكه – الفركتوز ( Fructose ) – وسكر العنب – الجلوكوز – ( Glucose ) : 70 – 80% ) رغم ذلك تفرز عليه بعض حامض النمليك لمنع تخمره ، وبعد ذلك ترجعه النحلة إلى الفم لتخزنه في عيون الأقراص الشمعية ويبلغ ما يختزنه النحل من العسل في اليوم الواحد نحو رطلين [6] .

(2) تركيب العسل :

يتكون العسل من 19 مادة حيوية كلها مفيدة لجسم الإنسان ، منها البروتين الذي يعطي الطاقة الحرارية ويساعد في نمو العضلات والكربوهيدرات على شكل سكر سهل الهضم والامتصاص وفيتامين  ب 1 الذي يفيد في حالات شلل الأعصاب وتنميل الأطراف وفيتامين ب 2 الذي يدخل في علاج الأمراض الجلدية وقرحة الفم وتشقق الشفاه وإلتهابات العين واحمرارها وفيتامين ب 6 الذي يستعمل في علاج تشنجات الأطفال وبعض الأمراض الجلدية وحامض النيكوتنيك الذي يؤدي نقصه في جسم الإنسان إلى ظهور مرض البلاجرا ( Pellagra) وفيتامينه الذي يؤدي نقصه إلى العقم في الرجال والنساء ، كما أن العسل يحتوي على أملاح الصوديوم والبوتاسيم والكالسيوم والمغنيزيوم والمنجنيز والحديد والنحاس والفوسفور والكبريت والكولورين ، وبعض هذه المعادن تكون في صورة أملاح تساعد على تهدئة الأعصاب في حالات الاضطراب النفسي والعصبي كالفسفور وبعضها يساعد الأطفال على المشي وظهور الأسنان كالكالسيوم وبعضها يقوي الدم ويزيد نسبة الهيموجلوبين في كراته خصوصاً عند الأطفال والناقهين كأملاح الحديد [7] .

عسل النحل بسيط التركيب سهل الهضم والامتصاص ، لذلك فهو غذاء ممتاز للمرضى والناقهين ، إذ يحتوي على 20% ماء (Water ) ، 40% جلوكوز ( Glucose ) ، 34% ليفيلوز ( Laevulose ) ، كما يحتوي على 15 بروتينات وبه من الأحماض ما يكسبه العضوية التى توجد به ، وأهمها أحماض الفورميك واللبنيك والفوسفورك كما يحتوي على 5% أملاح معدنية 1% سكر قصب [8] .

من المتفق عليه علمياً أن عسل النحل يتفوق على جميع أنواع الأطعمة والأغذية بسهولة هضمه وسرعة امتصاصه داخل الجسم وأن كيلوجرام واحد من العسل يساوي القيمة الغذائية الموجودة في أربعة كيلوجرامات من اللحم ، ويساوي أيضاً من الناحية الغذائية الموجودة ما قيمته 12 كيلوجرامات من الخضروات ، هذا بالإضافة إلى احتوائه على مجموعة من العناصر المعدنية وكمية عالية من الفيتامين ج والفيتامينات الأخرى والهورمونات وعدد كبير من الخمائر [9] .

(3) العلاج بالعسل عند القدامى :

عرف الإنسان القيمة الغذائية للعسل منذ أقدم العصور ، لكن الفراعنة عرفوا فوائده الغذائية والعلاجية أكثر من غيرهم بدليل أنهم كانوا يقدمونه ضمن القرابين والهدايا للموتى ، وعثر علماء الآثار على عدة أوانى فخارية مملوءة بعسل النحل في مقبرة الملك ( رح مرع ) في مدينة طيبة ويرجع تاريخها 3300 سنة ، واستخدموا أيضاً لعلاج العديد من الأمراض كعلاج الجروح والحروق والالتهابات الجلدية وأمراض العيون [10] .

قد عبر القرآن الكريم عن العسل ” فيه شفاء للناس ” على الإطلاق دون أن يعينه لأمراض خاصة ، أما علم الطب الحديث فقد اكتشف الفوائد الصحية والنواحى الطبية لعسل النحل مع مرور الزمن ، وفي هذا السبيل يستطيع الدارس أن يفهم آفاق التعبير القرآني ” فيه شفاء للناس ” وأعماقه . يقول الأستاذ د . محمد عمارة من جمهورية مصر العربية على الحديث النبوي الذي رواه الإمام البخاري عن سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم بسقي العسل لمن يعانى استطلاق البطن حيث يقول يحمل هذا الحديث الصحيح عدة معانٍ أهمها [11] .

  • أن العسل شفاء من معظم الأمراض دون تحديد لمرض معين حيث إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رأى ذلك المريض ، وإنما جاء أخو المريض يشكو له وعلى الرغم من ذلك فقد وصف له العسل فلو كان العسل شفاء لبعض الأمراض دون بعضها الآخر لتأكد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم من نوع المرض قبل أن يصف له العسل .
  • إن العسل لكي يحدث تأثيره الشفائي يحتاج إلى مرور بعض الوقت وقد يختلف مقدار هذا الوقت من مرض إلى آخر ، ويتضح هذا المعنى تردد أخو المريض على النبي صلى الله عليه وسلم مشتكياً من أن أخاه لا يزال يعاني من مرضه وتأكيد الرسول صلى الله عليه وسلم بالاستمرار في سقي أخيه العسل قائلاً : كذب بطن أخيك ، وصدق الله العظيم ” فيه شفاء للناس ” عليك بالعسل [12] .

(4) العسل في آراء العباقرة القدامى :

ينقل الأستاذ مختار سليم آراء عباقرة من الأطباء اليونانيين القدامى عن فوائد العسل في كتابه ” الطب الإسلامي بين العقيدة والإبداع ” ومن أهمها ما يلي من الأقوال للشخصيات الآتية [13] .

  • ديموكوريدس :

يجب على الناس أن يشربوا العسل ويدهنوا بشرتهم بالزيت .

  • هيبوقراط هو الذي يعد أبا لعلم الطب :

إنني أتناول العسل باستمرار وأستخدمه في علاج الكثير من الأمراض لأن العسل يمنح الغذاء والصحة .

  • ديوسكوريدس :

العسل يمكن استخدامه بنجاح في علاج أمراض الأمعاء والجروح المتقيحة والبواسير ، إنه يزيل البلغم ويوقف السعال .

  • رئيس الحكماء جالينوس :

العسل علاج نافع لكثير من الأمراض ، وكان يوصفه لعلاج حالات التسمم المختلفة وأمراض القناة الهضمية .

  • أبوبكر الرازي صاحب ” كتاب الحاوي ” :

إن مرض العصب مع مرض الجلد رأيته مراراً وأصحاب الرياضة يداوونه بالضماد المتخذ من الدقيق الباقلى وخل العسل ، وحقا أن هذا دواء جيد وإذا كان العصب مجروحاً استعمل مرهم العسل أما في حالة جرح المثانة فيستخدم ماء العسل وأورام الكلى تعالج بضمادات التين المسلوق مع ماء العسل .

  • ابن سينا صاحب كتاب ” القانون في الطب ” :

العسل يفيد في إطالة العمر وحفظ القدرة على العمل في سن   متأخرة ، وإذا أردت أن تحفظ بشبابك فتناول العسل ، أما الذين جاوزوا سن الخامسة والأربعين فيجب أن يشربوا العسل بأن تظأم وخصوصاً مع الجوز المسحوق ويستخدم عسل النحل مخلوطاً بالدقيق للجروح السطحية على شكل ضمادات ، أما في أمراض الرئة والأدوار الأولى للسل فقد يستعمل مزيج مكون من العسل وبتلات الورد وهو يأتي بأحسن النتائج إذا أخذ عند الصباح وقبل الظهر كما يستخدم العسل في حالات الأرق بكميات قليلة .

  • ابن البيطار :

عسل النحل حار يابس وهو يجلو ظلمة البصر ويقوي المعدة .

  • الإمام ابن قيم الجوزية :

والعسل فيه منافع عظيمة ، فإنه جلاء للأوساخ التى في العروق والأمعاء وغيرها ، محلل للرطوبات أكلا وطلاء ، نافع للمشايخ وأصحاب البلغم ، ومن كان مزاجه بارداً رطباً وهو مغذ ملين للطبيعة ، حافظ لقوى المعاجين عندما يستودع فيه ، مذهب لكيفيات الأدوية الكريهة ، منق للكبد والصدر ، مدر للبول . . . وهو غذاء مع الأغذية ، ودواء مع الأدوية وشراب مع الأشربة وحلو مع الحلو وطلائ مع الأطلية ومفرح مع المفرحات [14] .

عندما يتكلم ابن قيم الجوزية رحمه الله عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في شراب العسل الممزوج بالماء البارد يقول : ” إن شربه ولعقه على الريق يذيب البلغم ، ويغسل خمل المعدة ، ويجلو لزوجتها ، ويدفع عنها الفضلات ، ويسخنها باعتدال ، ويفتح سددها ، ويفعل مثل ذلك بالكبد والكلى والمثانة ، وهو أنفع للمعدة من كل حلو دخلها ، وإنما يضر بالعرض لصاحب الصفراء لحدته وحدة الصفراء فربما هيجها ودفع مضرته لهم بالخل فيعود حينئذ لهم نافعاً جداً وشربه أنفع من كثير من الأشربة المتخذة من السكر أو أكثرها ، وأما الشراب إذا اجتمع وصفي الحلوة والبرودة ؛ فمن أنفع شيئ للبدن ، ومن أكبر أسباب حفظ    الصحة ، وللأرواح والقوى والقلب والكبد عشق شديد له ، واستمداد منه وإذا كان فيه الوصفان حصلت به التغذية ، وينفذ الطعام إلى الأعضاء والماء البارد رطب ، يقمع الحرارة ويحفظ على البدن رطوباته الأصلية ويرد عليه بدل ما تحلل منها ويرقق الغذاء وينفذه في العروق [15] .

(5) العلاج بالعسل في الطب الحديث :

برزت اكتشافات عديدة تظهر عن فوائد العسل الغزيرة للصحة البشرية من الذين اشتغلوا بعلم الصحة والطب في هذا الزمان ، وجرت في ذلك تجارب متنوعة وبحوث عديدة في شتى الجامعات والكليات والمستشفيات في أنحاء العالم منها ما يأتي :

  • العسل مضاد حيوي :

قام الدكتور ( ساكيت ) : وهو متخصص في الجراثيم وكان باحثاً أيضاً بكلية كلورادو الزراعية بإجراء اختبار لمعرفة أثر العسل على قتل الجراثيم فزرع مجموعة من الجراثيم المسببة لمختلف الأمراض في مزارع العسل الصافي ، فوجد أن جميع الجراثيم قد ماتت وقضى عليها منها جراثيم الحمى النمشية ( التيفوس ) وذلك بعد 48 ساعة وجراثيم الحمى التيفية بعد 24 ساعة وجراثيم الزخار العصري هلكت تماماً بعد عشر ساعات .

أعاد الدكتور ( لوكهيد ) الذي يعمل في قسم الخمائر في جامعة ( أوتاوا ) نفس هذه التجربة التي قام بها الدكتور ( ساكيت ) في ظروف أخرى إنه أكد وصرح بما لا يدع مجالاً لأي شك أن الجراثيم التي تسبب الأمراض للإنسان تموت وتهلك بفعل عسل النقي .

أظهرت التجارب أيضاً أن العسل يمكن استعماله كبديل عن الجلوكوز الذي يعطي عادة للمصابين بالإسهال وأن مادة الفركتوز الموجودة في العسل تشجع على امتصاص الماء من الأمعاء بدون أن تزيد من امتصاص الصوديوم .

هناك نتيجة جيدة لاستعمال العسل في هيئة حقن شرجية للمرضى المصابين بتقرحات في الأمعاء الغليظة فثبتت فائدته في التئام هذه القروح ، وفي دراسة حديثة حول أثر العسل على تفرزه المعدة من أحماض تبين أن العسل يقلل إفراز حامض الهيدروكلوريك إلى المعدل الطبيعي وبذلك يساعد على التئام قرحة المعدة والاثني عشر .

أظهرت الدراسات الحديثة أن هناك فرقاً كبيراً بين السكر العادي وبين العسل فالسكر المصنع من العسل لا يسبب تخمراً أو نمواً للجراثيم ولذلك فإن الأطفال المعالجين بالعسل يكون احتياجهم إلى المضادة الحيوية أقل من أولئك الذين لم يستخدموه [16] .

أظهر ( دولد ) في بحثه سنة 1937م مفعول العسل كمضاد حيوي على سبعة عشر نوعاً من مختلف الميكروبات وفي سنة 1944م ناقش الباحث ( بلاكى ) محتويات العسل التي قد يكون لها مفعول المضاد الحيوي وفي سنة 1956م استخلص ( فوجل ) مكونات العسل بواسطة عدة مذيبات وتوصل إلى أن المواد القاتلة للميكروبات فيه موجودة في المواد القابلة للذوبان في الأثير وفي سنة 1958 وجدت الدراسات أن المضاد الحيوي في العسل ليس في الخمائر الموجودة فيه وفي سنة 1958م أيضاً وجد( ورنك ) أن العسل المخفف له نفس المفعول كمضاد حيوي وأنه قد يكون ذلك بسبب خميرة الأنفرتيز ( Invertase) بالعسل وفي سنة 1960م قال ( ستومغارى ) إن تلك المادة في العسل غير معروفة . وناقش كل من    ( ستنسون ) سنة 1960م و ( جوناشن ) سنة 1963م المادة القاتلة للميكروبات بالعسل وافترضوا أن تكون في حامض الجليكونيك أو في فوق أكسد الهيدروجين وفي سنة 1970 وجد ( كافاناج ) في دراسة على مريضة أجريت لها العملية الجراحية لاستئصال الرحم أن استعمال العسل موضع الجرح يجعله خالياً من الميكروبات بين 3 إلى 6 أيام فقط وإن الالتئام يحدث غالباً بعد أسبوعين [17] .

( للبحث صلة )

* الأمين العام : رابطة الأدب الإسلامي العالمية ، فرع ولاية كيرلا ، الأستاذ المساعد : كلية العلوم والآداب لدار الأيتام المسلمين بويناد ، موتل ، وايناد ، الهند .

[1] سورة يونس : 57 .

[2] سورة الإسراء : 82 .

[3] سورة فصلت : 44 .

[4] سورة النحل : 68 – 69 .

[5] سورة محمد : 15 .

[6] محمد الأنور أحمد البلتاجى ، موسوعة الطب النبوي : 1/59م .

[7] د . محمد عمارة ، عسل النحل وأمراض العين : 7 موسوعة الإعجاز العلمي ، مكتبة ابن جرير ، دمشق 2003م .

[8] موسوعة الطب النبوي : 59 .

[9] مختار سالم ، الطب الإسلامي : 372 .

[10] والمرجع نفسه : 370 .

[11] عسل النحل وأمراض العين : 1 .

[12] مصنف ابن أبي شيبة : 5/461 .

[13] الطب الإسلامي : 371 و 372 .

[14] الإمام ابن قيم الجوزية ، الطب النبوي : 44 دار الجيل ، بيروت 2002م .

[15] والمرجع نفسه : 240 .

[16] موسوعة الإعجاز العلمي : 767 – 768 .

[17] د . أحمد شوقى إبراهيم ، العسل كمضاد حيوي ، موسوعة الإعجاز العلمي : 768 – 769 .