خصائص النبي محمّدٍ المصطفى صلى الله عليه وسلم وميزاته البارزة في العالم

منهج المسلم في التعامل مع الابتلاءات والأوبئة
نوفمبر 3, 2021
فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( الحلقة الأولى )
ديسمبر 4, 2021
منهج المسلم في التعامل مع الابتلاءات والأوبئة
نوفمبر 3, 2021
فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ( الحلقة الأولى )
ديسمبر 4, 2021

الدعوة الإسلامية :

خصائص النبي محمّدٍ المصطفى صلى الله عليه وسلم

وميزاته البارزة في العالم

الدكتور عبد الصمد الندوي *

المقدمة :

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، والصلاة والسلام على سيد المرسلين ، وعلى آله وأصحابه أجمعين ، أما بعدُ ، فإن الله سبحانه وتعالى خصّ نبينا الكريم ورسولنا العظيم محمداً صلى الله عليه وسلم بكثيرٍ من الميزات البارزة والخصائص الممتازة قبل بعثته وبعدها ، وفضّله بها دون الأنبياء والرسل والخلق أجمعين ، وبمعرفتها يزداد حبّ المسلم له وتعظيمه إياه وإيمانه به ، فمن هذه الخصائص ما انفرد بها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده في الدنيا ، ومنها ما انفرد بها في الآخرة ، فلنذكر منها :

خصائصه في الدنيا :

أما خصائصه في الدنيا فهي الخصائص التي يعتقد المسلمون بأنّ الله تعالى قد خصّ بها نبيّهم ورسولهم محمداً صلى الله عليه وسلم في الدنيا ، وهي ما يأتي :

(1) التفضيل :

إن الله تعالى أخذ العهد والميثاق على جميع الأنبياء والمرسلين من لدن آدم إلى عيسى عليهم السلام أن يؤمنوا به ويتبعوه إذا ظهر في عهدهم كما قال تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ ) [1] .

لقد بينت الآية الكريمة أن الله عز وجل أخذ الميثاق على جميع الأنبياء والرّسل أنه إذا ظهر النبي محمد صلى الله عليه وسلم في عهدهم أن يؤمنوا به ويتبعوه ، ولا تمنعهم نبوتهم أن يتابعوا نبينا محمداً صلى الله عليه  وسلم ، فلذلك أخذ كل نبي العهد والميثاق على أمته أنه لو بُعث محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم أن يتابعوه ولا يتابعوا نبيهم .

قال ابنُ عباس رضي الله عنهما : ” ما بعث الله نبياً إلا أخذ عليه الميثاق : لئن بُعث محمد وهو حيّ ليؤمنن به ولينصرنَّه ، وأمره أن يأخذ الميثاق على أمته : لئن بُعث محمد وهم أحياء ليؤمننَّ به ولينصرنَّه ” [2] .

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ  رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِعُمَرَ رضي الله عنه : ” وَالذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ  حَيًّا ، مَا وَسِعَهُ إِلا أَنْ يَتَّبِعَنِي ”  [3].

وقال ابن كثير : ” فالرسول محمد خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه دائماً إلى يوم الدين هو الإمام الأعظم الذي لو وجد في أي عصر وجد لكان هو الواجب طاعته المقدم على الأنبياء كلهم ، ولهذا كان إمامهم ليلة الإسراء لما اجتمعوا ببيت المقدس ” [4] .

(2) السيادة والإمامة :

لقد ساد النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلمَ قومه وجميع الخلق ، فهو أفضل منهم في جميع الصفات والمناقب ، ومن المعلوم أنّه سيّد الأولين والآخرين ، فلذا قال عن نفسه : ” أنَا سيدُ الناسِ يومَ القيامة “[5]  . وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أنا سيد ولد آدم ولا فخر [6] . وقال أيضاً : ” أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ” [7] ، كما أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ساد جميع الأنبياء والرسل ، والدليل على ذلك أن النبي الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمّ جميع الأنبياء والمرسلين في بيت المقدس في ليلة الإسراء .

قصة إمامته بالأنبياء والمرسلين في بيت المقدس :

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” لَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي الْحِجْرِ وَقُرَيْشٌ تَسْأَلُنِي عَنْ مَسْرَايَ ، فَسَأَلَتْنِي عَنْ أَشْيَاءَ مِنْ بَيْتِ الْمَقْدِسِ لَمْ أُثْبِتْهَا ، فَكُرِبْتُ كُرْبَةً مَا كُرِبْتُ مِثْلَهُ قَطُّ ، قَالَ : فَرَفَعَهُ اللهُ لِي أَنْظُرُ إِلَيْه ، مَا يَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلا أَنْبَأْتُهُمْ بِهِ ، وَقَدْ رَأَيْتُنِي فِي جَمَاعَةٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ ، فَإِذَا مُوسَى قَائِمٌ يُصَلِّي ، فَإِذَا رَجُلٌ   ضَرْبٌ ، جَعْدٌ كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ، وَإِذَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ قَائِمٌ يُصَلِّي ، أَقْرَبُ النَّاسِ بِهِ شَبَهًا عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ ، وَإِذَا إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ قَائِمٌ يُصَلِّي ، أَشْبَهُ النَّاسِ بِهِ صَاحِبُكُمْ – يَعْنِي نَفْسَهُ – فَحَانَتِ الصَّلاةُ فَأَمَمْتُهُمْ ، فَلَمَّا فَرَغْتُ مِنَ الصَّلاةِ قَالَ قَائِلٌ : يَا مُحَمَّدُ ! هَذَا مَالِكٌ صَاحِبُ النَّارِ ، فَسَلِّمْ عَلَيْهِ ، فَالْتَفَتُّ إِلَيْهِ ، فَبَدَأَنِي بِالسَّلامِ ” [8] .

(3) القسم بعمره :

ها هو النبي الوحيد والرسول الفريد عليه ألف ألف تحية وسلام الذي أقسم الله بعمره وحياته من بين جميع الخلق والأنبياء والرسل في القرآن الكريم ، فمعنى ذلك أنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما أضاع لحظةً في حياته عبثاً ، وقضى كل دقائق عمره وثوانيها في التفكر وفي عبادة الله عزّ وجل وطاعته ، فلنسمع من القرآن الكريم : ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ ) [9] .

ومعناه : أقسم بعمرك وحياتك يا محمد ! وقد أقسم الله تبارك وتعالى بأشياء كثيرة من مخلوقاته الدالة على كماله وعظمته ليؤكد المعنى ويقرّره في نفوس المخاطبين ، فأقسم تعالى – على سبيل المثال – بالشمس والقمر والسماء وغير ذلك ، بينما نجده سبحانه وتعالى لم يقسم بأحد من البشر إلا بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، والإقسام بحياة المُقْسَم يدل على شرف حياته وعزتها عند المُقْسِم بها ، وأن حياته صلى الله عليه وسلم لجديرة أن يُقْسَم بها لما فيها من البركة العامة والخاصة ، ولم يثبت هذا لغيره من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم دائماً إلى يوم الدين . وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ : ” مَا خَلَقَ اللَّهُ وَمَا ذَرَأَ وَمَا بَرَأَ نَفْسًا أَكْرَمَ عَلَيْهِ مِنْ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَا سَمِعْتُ اللَّهَ أَقْسَمَ بِحَيَاةِ أَحَدٍ غَيْرِهِ ” [10] .

(4) غفران ذنوبه وخطاياه ما تقدم منها وما تأخر :

إنّ الله أخبره بأنه قد غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر ، وفي القرآن المجيد : ( إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُسْتَقِيمًا ) [11] .

ولم ينقل أنه أخبر أحداً من الأنبياء والرسل بمثل ذلك ، بل الظاهر أنه لم يخبرهم ؛ لأن كل واحد منهم إذا طُلبَتْ منهم الشفاعة في الموقف يذكر خطيئته التي أصابها وقال : ” نفسي نفسي ” ، ولو علم كل واحد منهم بغفران خطيئته لم يُوْجس منها في ذلك المقام الرهيب ، وإذا استشفعت الخلائق بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك المقام قال : ” أنا لها ” .

وقال العز بن عبد السلام رحمه الله : ” من خصائصه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه أخبره الله تعالى بالمغفرة ، ولم ينقل أنه أخبر أحداً من الأنبياء بذلك : ( أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ . وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ . الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ . وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ) [12] .

وفي حديث الشفاعة الطويل أن الناس يذهبون إلى الأنبياء فيذكر كلٌ منهم ذنبه حتى يجيئ الدور على عيسى عليه السلام فيقول : ” إِنَّ رَبِّي قَدْ غَضِبَ اليَوْمَ غَضَبًا لَمْ يَغْضَبْ قَبْلَهُ مِثْلَهُ قَطُّ ، وَلَنْ يَغْضَبَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ ، وَلَمْ يَذْكُرْ ذَنْبًا ، نَفْسِي نَفْسِي نَفْسِي اذْهَبُوا إِلَى غَيْرِي ! اذْهَبُوا إِلَى   مُحَمَّدٍ ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا فَيَقُولُونَ : يَا مُحَمَّدُ ! أَنْتَ رَسُولُ اللَّهِ وَخَاتِمُ    الأَنْبِيَاءِ ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ، اشْفَعْ لَنَا إِلَى رَبِّكَ ، أَلاَ تَرَى إِلَى مَا نَحْنُ فِيهِ ، فَأَنْطَلِقُ فَآتِي تَحْتَ العَرْشِ . . . ” [13] .

وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ : لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ! وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ؟ قَالَ : ” أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْداً شَكُوراً ، فَلَمَّا كَثُرَ لَحْمُهُ صَلَّى جَالِساً ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ قَامَ فَقَرَأَ ثُمَّ رَكَعَ ”  [14].

(5) شمول رسالته للناس كافة :

إن رسالة محمد صلى الله عليه وسلم جاءت لعموم الناس فليست لجماعةٍ معينةٍ . وقد كان الأنبياء والرسل السابقون عليهم الصلاة والسلام يُرسلون إلى أقوامهم ومللهم خاصة كما قال تعالى : ( إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )  [15]، ( وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ )  [16]، ( وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )  [17].

وأما نبينا صلى الله عليه وسلم ، فرسالته عامة لجميع الناس عربهم وعجمهم وإنسهم وجنّهم ، وأبيضهم وأسودهم ، وهذا من ميزاته البارزة وخصائصه الباهرة صلى الله عليه وسلم ، ففي حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” أُعْطِيتُ خَمْساً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي ، وفيه : ” وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً ” [18] .

قال ابن الملقن رحمه الله : ” ومن خصائصه أن الله تعالى أرسل كل نبي إلى قومه خاصة ، وأرسل نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم إلى الجن والإنس ، ولكل نبي من الأنبياء ثواب تبليغه إلى أمته ”  [19].

ولنبينا صلى الله عليه وسلم ثواب التبليغ إلى كل من أرسل إليه تارةً لمباشرة البلاغ ، وتارةً بالنسبة إليه ، ولذلك مَنَّ عليه ( وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا ) [20] . فوجه الدلالة : أنه لو بُعث في كل قرية نذيراً لما حصل لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أجر إنذاره لأهل قريته ، وقد جاءت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية تشير إلى هذه الخصوصية : ( وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ) [21] .

(6) عموم رسالته للثقلَيْن ( الإنس والجن ) :

إنّ الله تعالى أرسله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى الجن والإنس    جميعاً ، بعكس الأنبياء والرسل السابقين الذين كانوا يُرسلون إلى أقوامهم خاصة ، بينما رسولنا الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد بُعث للثقلين ( الجن والإنس ) أجمعين . وهذه من خصائصِهِ التي اختصَّه اللهُ عَزَّ وجَلَّ بها ، فقالَ اللهُ تعالى لنبينا مُحمَّدٍ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ : ( قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ      تَهْتَدُونَ ) [22] . ( تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ) [23] .

(7) خاتم النبيين والمرسلين :

قد أجمع العلماء الكرام جميعاً على أن نبينا الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو آخر الأنبياء والمرسلين كما أن رسالته خاتمةٌ للرسالات السماوية . فالدليل على ذلك أن الله تبارك وتعالى قد أخبر في كتابه العزيز ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده ، ليعلم العباد أن كل من ادعى بهذه النبوة والرسالة بعده فهو كذاب أفاك دجَّال ( مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) [24] .

أما في الحديث فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ : أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُوراً   وَمَسْجِداً ، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً ، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ ” [25] .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ” إِنَّ مَثَلِي وَمَثَلَ الأَنْبِيَاءِ مِنْ قَبْلِي ، كَمَثَلِ رَجُلٍ بَنَى بَيْتًا فَأَحْسَنَهُ وَأَجْمَلَهُ ، إِلا مَوْضِعَ لَبِنَةٍ مِنْ زَاوِيَةٍ ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَطُوفُونَ بِهِ ، وَيَعْجَبُونَ لَهُ ، وَيَقُولُونَ : هَلا وُضِعَتْ هَذِهِ اللَّبِنَةُ ؟ قَالَ : فَأَنَا اللَّبِنَةُ وَأَنَا خَاتِمُ النَّبِيِّينَ ”  [26].

وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” إِنَّ لِي أَسْمَاءً ، أَنَا مُحَمَّدٌ ، وَأَنَا أَحْمَد ُ وَأَنَا الْمَاحِي الَّذِي يَمْحُو اللهُ بِيَ الْكُفْرَ ، وَأَنَا الْحَاشِرُ الَّذِي يُحْشَرُ النَّاسُ عَلَى قَدَمَيَّ ، وَأَنَا الْعَاقِبُ الَّذِي لَيْسَ بَعْدَهُ أَحَدٌ ، وَقَدْ سَمَّاهُ اللهُ رَءُوفاً رَحِيماً ” [27] .

وهذه المسألة من أصول دين الإسلام وقواعده ، قال ابن الملقن : ” وَلا يُعَارضهُ مَا ورد من نزُول عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلاة وَالسَّلام آخر الزَّمَان فَإِنَّهُ لا يَأْتِي بشريعة ناسخة بل مقرراً لَهَا عَاملاً بهَا ”  [28].

وأساساً لهذه النصوص أجمعت الأمة سلفاً وخلفاً على هذه   العقيدة ، كما أجمعت على تكفير من ادعى النبوة بعده صلى الله عليه وسلم ووجوب قتل مدعيها إن أصرّ على ذلك ، فقال الآلوسي : ” وكونه صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين مما نطق به الكتاب ، وصدعت به السنة ، وأجمعت عليه الأمة ، فيكفر مدعي خلافه ويقتل إن أصر ” [29] .

قال ابن كثير : ” وقد أخبر الله تبارك وتعالى في كتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم في السنة المتواترة عنه أنه لا نبي بعده ، ليعلموا أن كل من ادعى هذا المقام بعده فهو كذاب أفاك دجال ضال مضل ” [30] .

فهذه النصوص الواضحة تدلّ دلالةً واضحةً على أنه صلى الله عليه وسلم خُتِمَت به النبوة والرسالة ، لا كما يزعم الشيعة أن المراد بخاتم النبيين ، أي : أنه زينتهم كالخاتم الذي يكون زينة في الإصبع ، وأن النبوة لم تُختم بعدُ ، ويكذب هؤلاء ما ورد من نصوص كما تقدم ، وما ثبت عن ثوبان رضي الله عنه مرفوعاً : ” وَإِنَّهُ سَيَكُونُ فِي أُمَّتِي كَذَّابُونَ ثَلاثُونَ ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، وَأَنَا خَاتَمُ النَّبِيِّينَ لا نَبِيَّ بَعْدِي ”  [31] .

(8) دوام معجزته ليوم الدين :

إن جميع معجزات الأنبياء انتهت وفنيت ، عدا معجزته صلى الله عليه وسلم أعني بها القرآن الكريم ، فهي باقية إلى يوم الدين ، وصالحةٌ لكل زمانٍ ومكانٍ ، كما أنه من المعجزات الخالدة إلى يوم الدين.  لقد أوتي نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم القرآن وهو أميّ لا يقرأ ولا  يكتب ، فتكفّل الله تعالى بحفظ القرآن الكريم من أي تزويرٍ أو تحريفٍ إلى يوم الدين . وقال : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ) [32] ، وقال أيضاً : ( لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ ) [33] ، وقال قتادة وثابت البناني : ” حفظه الله تعالى من أن تزيد الشياطين فيه باطلاً أو : أن تنقص منه حقاً ” [34] .

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَا مِنَ الأَنْبِيَاءِ نَبِيٌّ إِلا أُعْطِيَ مَا مِثْلهُ آمَنَ عَلَيْهِ البَشَرُ ، وَإِنَّمَا كَانَ الَّذِي أُوتِيتُ وَحْياً أَوْحَاهُ اللَّهُ إِلَيَّ ، فَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَكْثَرَهُمْ تَابِعاً يَوْمَ القِيَامَةِ ” [35] .

فالقرآن معجزته العظمى التي اختص صلى الله عليه وسلم بها دون غيره فهو الحجة المستمرة الدائمة القائمة في زمانه وبعده إلى يوم القيامة ، كتاب خالد لا ينضب معينه ، ولا تنقضي عجائبه ولا تبلى جدّته ولا تنتهي فوائده ، محفوظ بحفظ الله عزّ وجلّ من التغيير والتبديل والتحريف .

يستطرد العلامة ابنُ حَجَرٍ رحمه الله قائلاً عن هذه المعجزة الكبرى الخالدة : ” المراد أنه المعجزة العظمى التي اختص بها دون غيره ؛ لأن كل نبي أعطي معجزةً خاصةً به لم يعطها بعينها غيره تحدى بها  قومه ، وكانت معجزة كل نبي تقع مناسبةً لحال قومه ، كما كان السحر فاشياً عند فرعون فجاءه موسى عليه السلام بالعصا على صورة ما يصنع السحرة ، لكنها تلقفت ما صنعوا ولم يقع ذلك بعينه لغيره ، وكذلك إحياء عيسى عليه السلام الموتى وإبراء الأكمه والأبرص لكون الأطباء والحكماء كانوا في ذلك الزمان في غاية الظهور فأتاهم من جنس عملهم بمالم تصل قدرتهم إليه ؛ ولهذا لما كان العرب الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم في الغاية من البلاغة جاءهم بالقرآن الذي تحداهم أن يأتوا بسورة مثله ، فلم يقدروا على ذلك ” [36] .

فالقرآن أخص معجزات النبي صلى الله عليه وسلم ، قال الماوردي : ” والقرآن أوّلُ مُعْجزٍ دعا به مُحمَّدٌ صَلَّى اللهُ عليهِ وسلم فصدعَ فيه برسالتِهِ ، وخُصَّ بإعجازِهِ من جميعِ رُسُلِه ” [37] .

(9) أوتي صلى الله عليه وسلم بجوامع الكلم :

فضَّل الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم على غيره من الأنبياء عليهم السلام بأن أعطاه جوامع الكلم ، فكان صلى الله عليه وسلم يتكلم بالقول الموجز القليل اللفظ ، الكثير المعاني ، وأعطاه مفاتيح الكلام وهو ما يسَّره له من الفصاحة والبلاغة ، والوصول إلى غوامض المعاني وبدائع الحكم ومحاسن العبارات والألفاظ التي أغلقت على غيره وتعذرت عليه ، قال الهروي : ” نعني بجوامع الكلم القرآن جمع الله تعالى في الألفاظ اليسيرة منه المعاني الكثيرة ، وكلامه صلى الله عليه وسلم كان بالجوامع قليل اللفظ كثير المعاني ” [38] .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” فُضِّلْتُ عَلَى الأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ : أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُوراً وَمَسْجِداً ، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً ، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ ” [39] . وفي رواية البخاري زاد : ” وَبَيْنَا أَنَا نَائِمٌ أُتِيتُ بِمَفَاتِيحِ خَزَائِنِ الأَرْضِ فَوُضِعَتْ فِي يَدِي ” .

قال الزهري : ” جوامع الكلم – فيما بلغنا – أن الله تعالى يجمع له الأمور الكثيرة التي كانت تكتب في الكتب قبله في الأمر الواحد والأمرين ، ونحو ذلك ”  [40]. وقال ابن رجب الحنبلي : فجوامع الكلم التي خص بها النبي  صلى الله عليه وسلم  نوعان : أحدهما : ما هو في    القرآن ، كقوله عز وجل : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) [41] ، وقال الحسن : لم تترك هذه الآية خيراً إلا أمرت به ، ولا شراً إلا نهت عنه . والثاني : ما هو في كلامه  صلى الله عليه وسلم ، وهو موجود منتشر في السنن المأثورة عنه صلى الله عليه وسلم  [42].

(10) النصر بالرعب مسيرة شهر :

اختص نبينا صلى الله عليه و سلم ، بأن الله عز وجل نصره بالرعب ، وهو الفزع والخوف ، فكان سبحانه يلقيه في قلوب أعداء رسوله صلى الله عليه وسلم ، فإذا كان بينه وبينهم مسيرة شهر أو شهرين هابوا وفزعوا منه ، فلا يقدمون على لقائه . وفي حديث جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم قَالَ : ” أُعْطِيتُ خَمْساً لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي ، وفيه : ” نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ ” [43] .

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله : ” فالظاهر اختصاصه به مطلقاً ، وإنما جعل الغاية شهراً ؛ لأنه لم يكن بين بلده وبين أحد من أعدائه أكثر من ذلك ، وهذه الخصوصية حاصلة له على الإطلاق حتى لو كان وحده بغير عسكر ، وهل هي حاصلة لأمته من بعده فيه احتمال ” [44] .

قال ابن هُبيرة : ” إن الله تعالى نصره – صلى الله عليه وسلم – بالرعب ، وهو أنه جعل جنده في قلوب أعدائه ، وهو الرعب ، فخذلهم وهزمهم ، وبينه وبينهم مسيرة شهر مسافة ، لا يصلها سهم ولا ينالها رمح ، ولا يدركها عدو جواد من الخيل ، وهي زهاء ثلاث مأة فرسخ ، وكان في قوله صلى الله عليه وسلم مخبراً لنا بهذا الحديث أن لله جنوداً منها ما يرى صورته ، ومنها ما يرى أثره ، ومنه الرعب الذي نصر به نبيه ، فأما مسيرة شهر فالذي أراه فيه : أنه لما سخر الله الريح لسليمان فكان غدوها شهراً ورواحها شهراً ، أي مسيرة شهر ، إلا أن الرعب الذي يكون مسيرة شهر لرسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل ؛ لأن مسيرة شهر من بلده إلى وقت الرواح مسيرة شهر عند انتهاء وصولها ، وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حين يذكره الأعداء يقع رعبه في القلوب في الحال ، فحاله أتم ، فقد فضلت حاله على سليمان من هذا الوجه ، ومن وجه آخر ، وهو أن سليمان كان يصل إلى الأعداء الذين يقاتلهم وقلوبهم لهم ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصل إلى الأعداء وقد سبقه الرعب فصارت قلوبهم له ، فهذا معنى قوله  صلى الله عليه وسلم : ” لم يعطهن أحد قبلي ” [45] .

خصائصه في الآخرة :

وأما خصائصه في الآخرة فهي الخصائص التي يعتقد المسلمون بأنّ الله سيخصّ بها نبيّهم ورسولهم محمّداً صلى الله عليه وسلم في الآخرة ، وهي فيما يلي :

  1. أنّه أوّل من تنشقّ عنه الأرض يوم القيامة ، قال عن نفسه : ” أَنا أوَّلُ من تنشقُّ عنهُ الأرضُ يومَ القيامةِ ولا فَخرَ ” [46] .
  2. أنّه إمام الأنبياء وخطيبهم ، تحدّث عن نفسه : ” إذا كانَ يومُ القيامةِ كنتُ إمامَ النَّبيِّينَ وخطيبَهم وصاحبَ شفاعتِهم غيرَ فَخْرٍ ” [47] .
  3. أنّ كلّ الأنبياء يوم القيامة يكونون تحت لوائه ، قال عن نفسه : ” آدمُ فمَنْ دونَه تحتَ لوائي ولا فخرَ ” [48] .
  4. أنّه أكثر الأنبياء تَبَعاً يوم القيامة ، ذكر عن نفسه : ” أنا أكثرُ الأنبياءِ تبَعاً يومَ القيامةِ ” [49] .
  5. أنّه أوّل من يقرع باب الجنة ، وأوّل من يدخلها ، قال عن نفسه : ” أنا أولُ مَنْ يَقرَعُ بابَ الجنة ” [50] ، وقال أيضاً : ” آتي بابَ الجنةِ يومَ القيامةِ ، فأستفتِحُ ، فيقولُ الخازِنُ : مَنْ أنت ؟ فأقولُ : محمدٌ ، فيقولُ : بك أُمرتُ لا أفتحَ لأحدٍ قبلَك ” [51] .
  6. أنّه سيُعطى الشفاعة ، قال عن نفسه : ” وأُعطيتُ الشفاعةَ ” [52] .
  7. أنّه سيُعطى ما يُسمّى ” المقام المحمود” ، في القرآن الكريم : ( وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا ) [53] ، وقد قال عن نفسه أنه في يوم القيامة : ” فيَكْسوَني ربِّي حُلَّةً خضراءَ ، ثمَّ يؤذَنَ لي ، فأقولُ ما شاء اللهُ أنْ أقولَ ، فذلك المقامُ المحمودُ ” [54] .
  8. أنّه سيُعطى ” الوسيلة ” ، وهي مرتبة عالية في الجنة ، لا ينالها إلا شخص واحد بحسب اعتقاد المسلمين ، قال عن نفسه : ” سلوا اللَّهَ ليَ الوسيلَةَ ، فإنَّها منزِلةٌ في الجنَّةِ لا تنبغي إلا لعبدٍ من عبادِ اللَّهِ ، وأرجو أن أكونَ أنا هو ” [55] .

الخاتمة :

في الحقيقة ليس في وسعنا أن نستقصي خصائص محمد صلى الله عليه وسلم وميزاته البارزة استقصاءًً كاملاً لأنه صلى الله عليه وسلم جامع كمالات الخلق أجمعين ، ومتمّم جميع مكارم الأخلاق ، كما أنه تحلّى بجميع الشّيم الجميلة والعادات الطيبة المعطّرة ، والخصائل المحمودة الفاضلة كما أنشد سيدنا حسّان بن ثابت رضي الله عنه :

” خُلِقْتَ مُبَرّءاً من كُلِّ عَيْبٍ كَأَنّك خُلِقْتَ كَما تَشاءُ ”

وصلى الله تعالى وسلم على خير خلقه محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .

المراجع :

  1. القرآن الكريم .
  2. الصحيحان للبخارى ومسلم .
  3. سنن أبي داود .
  4. سنن الترمذي .
  5. المستدرك للحاكم .
  6. مصنف ابن أبي شيبة .
  7. المسند لأحمد بن حنبل .
  8. تفسير القرآن العظيم لابن كثير .
  9. روح المعاني للعلامة الآلوسي البغدادي .
  10. جامع البيان في تأويل القرآن المعروف بـ ” تفسير الطبري ” للإمام محمد بن جرير الطبري .
  11. فتح الباري لابن حجر العسقلاني .
  12. الإفصاح عن معاني الصحاح لابن هبيرة .
  13. غاية السؤل في خصائص الرسول لابن الملقن .
  14. خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ماجد المبارك ، تاريخ الوصول ، يونيو 2013م .
  15. جامع العلوم والحكم لابن رجب .
  16. حادي الأرواح لابن القيم الجوزية .
  17. إسلام ويب : خصائص النبي صلى الله عليه وسلم الأخروية .

* أستاذ مساعد بكلية الدراسات العربية والإسلامية بجامعة هلال بى ، يس ، عبد الرحمن ، للعلوم والتكنولوجيا ، تشنائ ، الهند .

[1] آل عمران ، الآية : 81 .

[2] إسلام ويب : خصائص النبي صلى الله عليه وسلم الأخروية .

[3] رواه البخاري في صحيحه ، رقم الحديث : 438 .

[4] خصائص النبي صلى الله عليه وسلم ، ماجد المبارك ، تاريخ الوصول ، يونيو 2013م .

[5] رواه مسلم في صحيحه .

[6] رواه الحاكم في مستدركه عن جابرٍ .

[7] رواه مسلم في صحيحه ، وأبو داود في سننه ، وابن أبي شيبة في مصنّفه عن أبي هريرة .

[8] رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة ، رقم الحديث : 172 .

[9] الحجر ، الآية : 72 .

[10] تفسير ابن كثير ، 4/542 .

[11] الفتح ، الآية : 1 – 2 .

[12] الانشراح ، الآية : 1 – 4 .

[13] رواه البخاري ومسلم  في صحيحيهما عن أبي هريرة .

[14] رواه البخاري ، رقم الحديث : 4837 .

[15] نوح ، الآية : 1 .

[16] هود ، الآية : 50 .

[17] الأعراف ، الآية : 73 .

[18] رواه البخاري ، رقم الحديث : 335 ، ورواه مسلم ، رقم الحديث : 521 .

[19] غاية السؤل في خصائص الرسول : 64 .

[20] الفرقان ، الآية : 51 .

[21] سبأ ، الآية : 28 .

[22] الأعراف ، الآية : 158 .

[23] الفرقان ، الآية : 1 .

[24] الأحزاب ، الآية : 40 .

[25] رواه البخاري ، رقم الحديث : 335 ، ومسلم ، رقم الحديث : 521 .

[26] رواه مسلم ، رقم الحديث : 2354 .

[27] رواه البخاري ، رقم الحديث : 335 ، ومسلم ، رقم الحديث : 521 .

[28] غاية السؤل : 256 .

[29] تفسير الألوسي المسمى بروح المعاني ، 22/41 .

[30] تفسير ابن كثير ، 2/100 .

[31] رواه أبو داود ، رقم الحديث : 4252 ، والترمذي ، رقم الحديث : 2219 ، وصحّحه الألباني .

[32] الحجر ، الآية : 9 .

[33] فصّلت ، الآية : 42 .

[34] عبد الرزاق في تفسيره ، 2/345 .

[35] رواه البخاري ، 4981 .

[36] فتح الباري للعسقلاني ، 8/623 .

[37] أعلام النبوة ، 57 – 58 .

[38] غاية السؤل في خصائص الرسول ، لابن الملقن ، 73 .

[39] رواه البخاري : 7013 ، ورواه مسلم : 523 .

[40] البخاري تعليقًا عقب حديث 7013 .

[41] النحل ، الآية : 90 .

[42] جامع العلوم والحكم ، 1/50 .

[43] رواه البخاري : 335 ، ورواه مسلم : 521 .

[44] فتح الباري ، 1/437 .

[45] الإفصاح عن معاني الصحاح ، 8/311 – 312 .

[46] رواه ابن القيم عن أبي هريرة في حادي الأرواح ، رقم : 267 .

[47] رواه ابن حجر العسقلاني عن أبي بن كعب في تخريج مشكاة المصابيح ، ج 5 ، ص 264 ، وقال عنه : حسن .

[48] رواه أحمد بن حنبل عن أبي بن كعب في مسنده ، ج 4 ، ص 187 ، وقال عنه أحمد شاكر : إسناده صحيح .

[49] رواه مسلم عن أنس بن مالك في صحيحه ، رقم : 196 .

[50] رواه مسلم عن أنس بن مالك في صحيحه ، رقم : 197 .

[51] رواه مسلم عن أبي هريرة في صحيحه ، رقم : 194 .

[52] رواه البخاري عن جابر بن عبد الله في صحيحه ، رقم : 438 .

[53]  الإسراء ، الآية : 79 .

[54] رواه ابن جرير الطبري عن كعب بن مالك في تفسيره ، رقم : 9/1/180 ، وقال : صحيح .

[55] رواه مسلم عن عبد الله بن عمرو في صحيحه ، رقم : 384 .