عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : فضائله في مجال العلم والدين

أدب الأطفال وأهدافه في المنظور الإسلامي
يناير 2, 2022
منهج الإمام أبي الحسن علي الندوي في إصلاح المجتمع وفي تنمية جيل جديد
فبراير 7, 2022
أدب الأطفال وأهدافه في المنظور الإسلامي
يناير 2, 2022
منهج الإمام أبي الحسن علي الندوي في إصلاح المجتمع وفي تنمية جيل جديد
فبراير 7, 2022

دراسات وأبحاث :

عبد الله بن مسعود رضي الله عنه :

فضائله في مجال العلم والدين

( 32هـ – 653م )

د . همايون كبير *

قد وردت نصوص كثيرة في فضائل ابن مسعود رضي الله عنه ، وذلك فيما يلي :

(1) روى البخاري عن مسروق ، ذكر عبد اللّه بن عمرو عبد اللّه ابن مسعود فقال : لا أزال أحبّه ، سمعت النّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم يقول : ” خُذُوا القُرْآنَ مِنْ أَرْبَعَة مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَسَالِمٍ ، وَمُعَاذِ بْنِ    جَبَلٍ ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ” [1] .

(2) عن القاسم بن عبد الرّحمن ، قال : كان أَوَّل منْ أفشى القرْآن بمكة من في رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن مسعود ، وأوّل من بنى مسجداً صلّي فيه عمّار بن ياسر ، وأوّل من أذَّن بلال ، وأَوّل من رمى بسهم في سبيل الله سعد بن مالك ، وأَوّل من قتل من المسلمين    مهجع ، وأوّل من عدا به فرسه في سبيل الله المقداد ، وأَوّل حيّ أدّوا الصّدقة من قبل أنفسهم بنو عذرة ، وأول حيّ أَلَّفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جهينة [2] .

بعض عاداته :

وله عادات متميزة عن غيره ، وقد وردت بها نصوص ، وذلك فيما يأتي :

(1) روى عبد الرزاق : أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ يَقُولُ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ ، ” يَعُسُّ الْمَسْجِدَ فَلا يَدَعُ سَوَادًا إِلا أَخْرَجَهُ إِلا رَجُلاً مُصَلِّياً ” [3] .

(2) روى عبد الرزاق : عن عَبدِ الرَّحمن بنِ يَزِيد قَال : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ ” يُسْفِرُ بِصَلاةِ الْغَدَاةِ ” [4] .

(3) روى عبد الرزاق : عن علقمة قال : سَأَلْتُهُ وَكَانَ يَبِيتُ عِنْدَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ مَتَى كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُوتِرُ ؟ قَالَ : ” كَانَ يُوتِرُ حِينَ يَبْقَى عَلَيْهِ مِنَ اللَّيْلِ مِثْلُ مَا ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ حِينَ صَلَّى الْمَغْرِبَ ” قَال : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَسْمَعُ قِرَاءَتَهُ أَهْلُ الدَّارِ مِنَ اللَّيْلِ [5] .

(4) روى عبد الرزاق : عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يَأْمُرُنَا أَنْ نُصَلِّيَ قَبْلَ الْجُمُعَةِ أَرْبَعاً ، وَبَعْدَهَا أَرْبَعاً ، حَتَّى جَاءَنَا عَلِيٌّ فَأَمَرَنَا أَنْ نُصَلِّيَ بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ أَرْبَعاً [6] .

(5) روى عبد الرزاق : عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُقِلُّ الصِّيَامَ ، فَقُلْنَا لَهُ : إِنَّكَ تُقِلُّ الصِّيَامَ قَالَ : ” إِنِّي إِذَا صُمْتُ ضَعُفْتُ عَنِ الصَّلاةِ ، وَالصَّلاةُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ ” [7] .

(6) عن أبي المليحِ الهذليّ قال : كَانَ عَبْدُ اللهِ يَسْتُرُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إذَا اغْتَسَلَ وَيُوقِظُهُ إذَا نَامَ وَيَمْشِي مَعَهُ فِي الأَرْضِ وَحْشاً [8] .

(7) عن القاسم قَال : كَانَ عَبْدُ اللهِ يُلْبِسُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَعْلَيْهِ وَيَمْشِي أَمَامَهُ [9] .

(8) عن علقمة قال : كان عَبْدُ اللهِ يُشَبَّهُ بِالنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي هَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ [10] .

(9) عن شقيق أَبي وائل ، قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللهِ يُذَكِّرُنَا كُلَّ يَوْمِ خَمِيسٍ ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ إِنَّا نُحِبُّ حَدِيثَكَ وَنَشْتَهِيهِ ، وَلَوَدِدْنَا أَنَّكَ حَدَّثْتَنَا كُلَّ يَوْمٍ ، فَقَالَ : مَا يَمْنَعُنِي أَنْ أُحَدِّثَكُمْ إِلا كَرَاهِيَةُ أَنْ أُمِلَّكُمْ ، ” إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَخَوَّلُنَا بِالْمَوْعِظَةِ فِي الأَيَّامِ ، كَرَاهِيَةَ السَّآمَةِ عَلَيْنَا ” [11] .

(10) عن إبراهيم قال : كان عَبْدُ اللهِ لا يَرْفَعُ يَدَيْهِ في شيْئ مِن الصَّلاةِ إِلا فِي الافْتِتَاحِ ” وقد روي مثل ذَلِك أَيْضاً عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ [12] .

موته :

مات عبد الله بن مسعود رضي الله عنه بالمدينة ، ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين [13] .

قَالَ مُحَمَّد بْن عُمَر : وسمعت من يقول : صلى عليه عمار بْن ياسر ، وَقَال قائل : صلى عليه عثمان بْن عفان ، وهو أثبت عندنا [14] .

مساهمته في الفقه :

قال ابن عابدين الشامي : العلوم ثلاثة : علم نضج وما احترق ، وهو علم النحو والأصول . وعلم لا نضج ولا احترق ، وهو علم البيان والتفسير ، وعلم نضج واحترق ، وهو علم الحديث والفقه . وقد قالوا : الفقه زرعه عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، وسقاه علقمة ، وحصده إبراهيم النخعي ، وداسه حماد [15] .

وقد نظمه بعضهم فقال :

الفقه زرع ابن مسعود ، وعلقمةٌ   حَصَّاده ، ثـــم إبــراهـيم دَوَّاسُ

نعمان طاحنه ، يعقوب عاجــنــه   محمد خابز ، والآكلُ الناسُ [16]

وأكثر الصحابة كانوا من المحدثين ، لأنهم رأوا الحديث ولو واحداً لكن الحظ في الفقه ما كان لكل فمن ساهم في الفقه على رأسهم عبد الله بن مسعود وعن الشعبي قال : ذكروا أن عمر بن الخطاب لقي ركباً في سفر له فيهم عبد الله بن مسعود فأمر عمر رجلاً يناديهم من أين القوم فأجابه عبد الله أقبلنا من الفج العميق ، فقال عمر : أين تريدون ؟ فقال عبد الله : البيت العتيق فقال عمر : إن فيهم عالماً وأمر رجلاً فنادهم أي القرآن أعظم فأجابه عبد الله الله لا إله إلا هو الحي القيوم حتى ختم الآية قال : نادهم أي القرآن أحكم فقال ابن مسعود : إن الله يأمر بالعدل والإحسان الآية فقال عمر : نادهم أي القرآن أجمع فقال ابن مسعود : فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره فقال عمر : نادهم أي القرآن أخوف فقال ابن مسعود : ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءاً يجز به الآية فقال عمر : نادهم أي القرآن أرجى فقال ابن مسعود : يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله فقال عمر : نادهم أفيكم ابن مسعود ؟ قالوا :  اللهم . نعم [17] .

وعن مسروق قال شاممت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فوجدت علمهم انتهى إلى ستة نفر منهم عمر وعلي وعبد الله وأبي بن كعب وأبو الدرداء وزيد بن ثابت ثم شاممت هؤلاء الستة فوجدت علمهم انتهى إلى رجلين : علي وعبد الله [18] .

وعن علي قال : أول من قرأ آيةً من كتاب الله عن ظهر قلبه عبد الله بن مسعود [19] .

مؤسس مدرسة الكوفة في الفقه :

وفي النّصف الثّاني من القرن الهجريّ الأوّل كانت تقوم بالعراق مدرسة أخرى مركزها الكوفة تناهض مدرسة المدينة وتحاول جاهدة في إفساح الطّريق أمام مبادئها ، وقد كان لهذه المدرسة قيمة فقهيّة كبيرة وشهرة ذائعة حصلت عليها بفضل جهود فقهائها الّذين عملوا مخلصين في إرساء قواعدها ، وكافحوا في سبيل إعلاء منارتها ، وإن كانت لم تصل إلى مركز مدرسة المدينة وشهرتها ، بل ولم تتبوّأ مركزها الممتاز إلا في القرن الثّاني الهجريّ بفضل جهود تلامذتها ، وعلى الأخصّ في عصر وعلى يد أبي حنيفة النّعمان وأصحابه وتلامذته . ومؤسّس هذه المدرسة من الصّحابة هو عبد اللَّه بن مسعود بن غافل الهذليّ من السّابقين إلى الإسلام ، وممّن شهدوا بدراً ، وأحد المبشّرين بالجنّة ، أقرب الناس سمتاً ودلاً وهدياً برسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلم كما قال حذيفة ، ابن مسعود معلّم أهل الكوفة وقاضيها ، ومؤسّس طريقتها ، كان ينحو منحى عمر بن الخطّاب رضي اللَّه تعالى عنه وعلى منحاه كان يسير من الاعتداد بالرّأي حيث لا نصّ من كتاب أو سنّة ، وهو الّذي يقول : لو سلك النّاس وادياً وشعباً وسلك عمر وادياً وشعباً لسلكت وادي عمر وشعبه ، وكان لا يخالفه إلا في القليل النّادر ، وكان ذلك القليل النّادر أقرب إلى القبول عند هذه المدرسة مما اجتمع عليه هو وعمر رضي اللَّه عنه .

وعن الأعمش عن إبراهيم النّخعي أنه كان لا يعدل بقول عمر وعبد اللَّه إذا اجتمعا ، فإذا اختلفا كان قول عبد اللَّه أعجب إليه ، لأنه ألطف ، وقرأ القرآن فأحلّ حلاله وحرم حرامه ، فقيه في الدين عالم بالسّنة ، ولي بيت المال بالكوفة لعمر وعثمان رضي اللَّه عنه وقدم آخر عمره المدينة ومات بها في خلافة أمير المؤمنين عثمان رضي اللَّه عنه سنة 32هـ [20] .

تلاميذ هذه المدرسة :

وأشهر تلاميذ هذه المدرسة من أصحاب عبد اللَّه بن مسعود الّذين أخذوا أقواله وتثقّفوا بآرائه هم هؤلاء الفقهاء السّتة : علقمة بن قيس النّخعي ، والأسود بن يزيد النّخعي ، ومسروق ابن الأجدع الهمدانيّ ، وعبيدة بن عمرو السّلماني ، وشريح بن الحارث القاضي ، والحارث الأعور [21] .

أصول مدرسة الكوفة :

عند أهل الكوفة أن عبد اللَّه بن مسعود وأصحابه أثبت النّاس في الفقه ، ولهم تحقيق أعلى في الفقه ، وكانت قلوبهم أميل شيئ إلى أصحابهم كما قال علقمة لمسروق : هل أحد منهم أثبت من عبد اللَّه ؟ وقال أبو حنيفة : إبراهيم أفقه من سالم ، ولولا فضل الصحبة لقلت علقمة أفقه من ابن عمر ، وعبد اللَّه هو عبد اللَّه ، وقد جمعوا من فتاوى ابن مسعود وقضايا علي وفتاواه وكل ما تيسّر لهم جمعه ، وصنعوا في آثار أصحابهم كما صنع أهل المدينة ، وخرجوا كما خرج هؤلاء ولم يكن عندهم من الأحاديث والآثار ما يقدرون به على استنباط الفقه على الأصول التي اختارها أهل الحديث ، ولم تنشرح صدورهم للنّظر في أقوال علماء البلدان وجمعها ، وكان عندهم من الفطانة والحدس وسرعة انتقال الذّهن من شيئ إلى شيئ ممّا يقدرون به على تخريج جواب المسائل على أقوال أصحابهم وكلّ ميسّر لما خلق له و ” كلّ حزب بما لديهم فرحون ، فمهدوا الفقه على قاعدة التخريج [22] .

قال أبو محمد الطيب : كان ابن مسعود كثير الولوج على النبي صلّى الله عليه وسلم والخدمة له ، وكان من كبار الصحابة وسادتهم وفقهائهم ومقدمهم في القرآن والفقه والفتوى ، ومن أصحاب الحلق ، والأصحاب والأتباع في العلم ، أقرب الناس سمتاً وهدياً برسول الله صلّى الله عليه وسلم [23] .

قال أبو يوسف : أصحاب عبد الله بن مسعود ، فهم الذين يُفتون الناس ويعلمونهم ويفتونهم : علقمة بن قيس النخعي ، والأسود بن يزيد النخعي ، ومسروق بن الأجدع الهمداني ، وعَبيدة السلماني ، والحارث بن قيس الجعفي ، وعَمرو بن شرحبيل الهمداني [24] .

قال أبو بكر الرازي : الذي لا يشك فيه أحد من أهل العلم : أن أبا هريرة ليس في رتبة عبد الله بن مسعود : في الفقه ، والدراية ، والإتقان ، وقرب المحل من النبي عليه السلام [25] .

أقوال ابن مسعود في الفقه :

أظهر العلماء آراءهم  حول فقه ابن مسعود كما يأتي :

(1) قال أبو بكر الرازي : كان عبد اللّه بن مسعود يقول :         ” الْمُتَّقُونَ سَادَةٌ وَالْفُقَهَاءُ قَادَةٌ وَمُجَالَسَتُهُمْ زِيَادَةٌ ” [26] .

(2) عن أبي وائل قال : سئل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن القراءة خلف الإمام ، قال : أنصت ، فإن في الصلاة شغلا ويكفيك الإمام [27] .

مساهمته في الحديث :

كان محدثاً كما كان فقيهاً ، فأسند عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم نيفاً وثلاث مأة حديث [28] .

واتفقا له في ” الصحيحين ” على أربعة وستين ، وانفرد له البخاري بإخراج أحد وعشرين حديثاً . ومسلم بإخراج خمسة وثلاثين حديثاً ، وله مرويات بالمكرر ثماني مأة وأربعون حديثاً [29] .

وقد قال عمرو بن ميمون : ” جالست عبد الله بن مسعود فما سمعته يروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ، إلا مرةً واحدةً ، فإنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم ثم اعتراه السهو والعرق ، ثم قال : أو نحو هذا ، أو قريباً من هذا ، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان مثله في محله من العلم : يتهيب الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فمن لا يدانيه ولا يقاربه في الضبط والإتقان أولى بذلك .

ولا يخفى على ذي معرفة : أن رواية أبي هريرة رضي الله عنه ليست مثل رواية ابن مسعود : في التثبت ، والإتقان ، وسكون النفس إليها [30] .

قال ابن البيع : وأصح أسانيد عبد الله بن مسعود : سفيان بن سعيد الثوري عن منصور بن المعتمر عن إبراهيم بن يزيد النخعي عن علقمة بن قيس النخعي عن عبد الله بن مسعود [31] .

قال زيد بن وهب : كنت جالساً عند عمر فأقبل عبد الله فدنا منه ؛ فأكب عليه ، وكلَّمه بشيئ ، ثم انصرف ، فقال عمر : كنيف مليئ علماً . وقال عبد الله بن بريدة في قوله تعالى : حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفًا ، قال : هو عبد الله بن مسعود .

وقال عقبة بن عمرو : ما أرى أحداً أعلم بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وسلم من عبد الله ؛ فقال أبو موسى : إن تقل ذلك ، فإنه كان يسمع حين لا نسمع ، ويدخل حين لا ندخل [32] .

بعض مروياته :

وقال الزركلي : عدد أحاديثه 848 حديثاً ، وجمع أحاديثه في مصحف ابن مسعود [33] . وبعض ذلك فيما يلي :

  1. روى ابن أبي شيبة : عَنْ إبْرَاهِيمَ ، قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللهِ يَقُولُ : خَيْرُ صُفُوفِ النِّسَاءِ الْمُؤَخَّرُ [34] .
  2. روى ابن أبي شيبة : عَنِ الْقَاسِمِ ، قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللهِ يُصَلِّي فِي نَعْلَيْهِ [35] .
  3. روى ابن أبي شيبة : عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَقُولُ : سُبْحَانَ اللهِ عَدَدَ الْحَصَى [36] .
  4. عن أبي الأحوص ، قال : كان عبد اللّه ، يقول : ” إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ مَأْدُبَةُ اللَّهِ ، فَمَنْ دَخَلَ فِيهِ ، فَهُوَ آمِنٌ ” [37] .
  5. عن رباحٍ النّخعيّ ، قال : كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ يَخْطُبُنَا كُلَّ خَمِيسٍ فَيَقُولُ : ” إِنَّ أَصْدَقَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا ، وَإِنَّكُمْ مَجْمُوعُونَ بِصَعِيدٍ وَاحِدٍ يَنْفُذُكُمُ الْبَصَرُ وَيُسْمِعُكُمُ الدَّاعِي ، أَلا وَإِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ شَقِيَ فِي بَطْنِ أُمِّهِ وَالسَّعِيدُ مَنْ وُعِظَ بِغَيْرِهِ” [38] .
  6. عن عبد الرّحمن بن الأسود ، قال : ” كَانَ عَبْدُ اللهِ لا يَقْنُتُ فِي صَلاةِ الْغَدَاةِ ، وَإِذَا قَنَتَ فِي الْوِتْرِ قَنَتَ قَبْلَ الرَّكْعَةِ ” [39] .
  7. عن أَبي عبيدة بن عبد اللّه بن مسعود ، أَنّه قال : ” إِنَّ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ : إِمَامٌ مُضِلٌّ يُضِلُّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ ، أَوْ رَجُلٌ قَتَلَ نَبِيًّا ، أَوْ رَجُلٌ قَتَلَهُ نَبِيُّ ، أَوْ رَجُلٌ مُصَوِّرٌ ، يُصَوِّرُ هَذِهِ التَّمَاثِيلَ ” [40] .
  8. عن أبي وائل قال : قال عبد اللّه بن مسعود : ” الصَّلَوَاتُ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا اجْتُنِبَتِ الْكَبَائِرُ ” [41] .
  9. عن عبد الله بن مسعود ، قال : مَنْ قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ وَأَتُوبُ إلَيْهِ ثَلاثًا غُفِرَ لَهُ ، وَإِنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ [42] .
  10. البخاري : عن عبد اللّه بن مسعود رضي اللّه عنه ، قال : انْشَقَّ القَمَرُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِقَّتَيْنِ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” اشْهَدُوا ” [43] .

الختام :

كان عبد الله بن مسعود من السابقين الأولين ومن النجباء العالمين شهد بدراً وهاجر الهجرتين ، وكان يوم اليرموك على النفل ، ومناقبه غزيرة روى علماً كثيراً . أتم ” عبد الله بن مسعود ” رضي الله عنه حفظ القرآن في حياة النبي عليه الصلاة والسلام . وكان أفقه الصحابة وأجل المحدثين .

* الأستاذ المشارك ، جامعة شيتاغونغ ، muftihumayun@gmail.com

[1] البخاري ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 4999 .

[2] ابن أبي شيبة ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 36933 .

[3] عبد الرزاق ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 1654 .

[4] عبد الرزاق ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 2160 .

[5] عبد الرزاق ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 4627 .

[6] عبد الرزاق ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 5525 .

[7] عبد الرزاق ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 7903 .

[8] ابن أبي شيبة ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 32890 .

[9] ابن أبي شيبة ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 32892 .

[10] ابن أبي شيبة ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 32906 .

[11] مسلم بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري ( المتوفى : 261هـ ) ، المسند الصحيح ، ( بيروت : دار إحياء التراث العربي ) ، رقم الحديث : 2821 .

[12] الطحاوي ، أبو جعفر أحمد بن سلمة الأزدي الحجري المصري ( المتوفى : 321هـ ) ، شرح معاني الآثار ، ( مصر : عالم الكتب – 1414هـ ، 1994م ) ، رقم الحديث : 1363 .

[13] ابن سعد ، المرجع السابق ، ج 3 ، ص 118 .

[14] أبو بكر البغدادي ، المرجع السابق ، ج 1 ، ص 486 .

[15] ابن عابدين الشامي ، محمد أمين بن عمر بن عبد العزيز عابدين الدمشقي الحنفي          ( المتوفى : 1252هـ ) ، رد المحتار على الدر المختار ، ( بيروت : دار الفكر ، 1412هـ – 1992م ) ، ج 1 ، ص 49 .

[16] علاء الدين الحصكفي الحنفي ، محمد بن علي بن محمد الحِصْني ( المتوفى : 1088هـ ) ، الدر المختار شرح تنوير الأبصار وجامع البحار ، ( الناشر : دار الكتب العلمية ، 1423هـ – 2002م ) ، ص 12 .

[17] جمال الدين ، المرجع السابق ، ج 1 ، ص 401 .

[18] جمال الدين ، المرجع السابق ، ج 1 ، ص 403 .

[19] ابن عساكر ، محمد بن مكرم بن على ، أبو الفضل ، جمال الدين ابن منظور الانصاري الرويفعى الإفريقى ( المتوفى : 711هـ ) ، مختصر تاريخ دمشق ، ( سوريا : دار الفكر للطباعة والتوزيع ، 1402هـ – 1984م ) ، ج 14 ، ص 47 .

[20] ابن حجر العسقلاني ، أبو الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد ( المتوفى : 852هـ ) ، الإصابة في تمييز الصحابة ، ( بيروت : دار الكتب العلمية ، 1415هـ ) ، ج 1 ، ص 58 .

[21] ابن حجر العسقلاني ، المرجع السابق ، ج 1 ، ص 58 .

[22] ابن حجر العسقلاني ، المرجع السابق ، ج 1 ، ص 59 .

[23] أبو محمد الطيب بن عبد الله بن أحمد بن علي بامخرمة ، الهِجراني الحضرمي الشافعي    ( 870 – 947هـ ) ، قلادة النحر في وفيات أعيان الدهر ، ( جدة : دار المنهاج ، 1428هـ – 2008م ) ، ج 1 ، ص 294 .

[24] أبو يوسف ، يعقوب بن سفيان بن جوان الفارسي الفسوي ( المتوفى : 277هـ ) ، المعرفة والتاريخ ، ( بيروت : مؤسسة الرسالة ، 1401هـ – 1981م ) ، ج 2 ، ص 552 .

[25] أبو بكر الرازي ، أحمد بن علي الجصاص الحنفي ( المتوفى : 370هـ ) ، الفصول في الأصول ، ( الناشر : وزارة الأوقاف الكويتية ، الطبعة : الثانية ، 1414هـ – 1994م ) ، ج 3 ، ص 133 .

[26] أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي الخطيب البغدادي ( المتوفى : 463هـ ) ، الفقيه والمتفقه ، ( السعودية : دار ابن الجوزي ، 1421هـ ) ، ج 1 ، ص 142 .

[27] ابن الهمام ، كمال الدين محمد بن عبد الواحد السيواسي ( المتوفى : 861هـ ) ، فتح القدير ، ( الناشر : دار الفكر ) ، ج 1 ، ص 340 .

[28] ابن عساكر ، المرجع السابق ، ج 14 ، ص 46 .

[29] شمس الدين الذهبي ، المرجع السابق ، ج 3 ، ص 281 .

[30] أبو بكر الرازي الجصاص الحنفي ، المرجع السابق ، ج 3 ، ص 132 .

[31] ابن البيع ، أبو عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله بن محمد بن حمدويه بن نُعيم بن الحكم الضبي الطهماني النيسابوري ( المتوفى : 405هـ ) ، معرفة علوم الحديث ، ( بيروت : دار الكتب العلمية ، 1397هـ – 1977م ) ، ص 55 .

[32] مناع بن خليل القطان ( المتوفى : 1420هـ ) ، تاريخ التشريع الإسلامي ، ( الناشر : مكتبة وهبة ، الطبعة : الخامسة 1422هـ – 2001م ) ، ص 250 .

[33] الزركلي ، خير الدين بن محمود بن محمد بن علي بن فارس ، الدمشقي ( المتوفى : 1396هـ ) ، الأعلام ، ( الناشر : دار العلم للملايين ، الطبعة : الخامسة عشر – أيار/ مايو 2002م ) ، ج 4 ، ص 137 .

[34] ابن أبي شيبة ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 7705 .

[35] ابن أبي شيبة ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 7953 .

[36] ابن أبي شيبة ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 30050 .

[37] صحيح الدارمي ، الدارمي ، أبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن التميمي السمرقندي        ( المتوفى : 255هـ ) ، سنن الدارمي ، ( دار المغني للنشر والتوزيع ، المملكة العربية السعودية ، 1412 هـ – 2000 م ) ، رقم الحديث : 3365 .

[38] روى الطبراني ، المعجم الكبير ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 8531 .

[39] الطبراني ، المعجم الكبير ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 9430 .

[40] معمر ، معمر بن أبي عمرو راشد الأزدي مولاهم ، أبو عروة البصري ، نزيل اليمن           ( المتوفى : 153هـ ) ، الجامع ، ( ببيروت : المجلس العلمي بباكستان ، الطبعة: الثانية ، 1403هـ ) ، رقم الحديث : 19487 .

[41] عبد الرزاق ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 147 .

[42] ابن أبي شيبة ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 30063 .

[43] ابن أبي شيبة ، المرجع السابق ، رقم الحديث : 3636 .