المؤامرة الغربية ضد المرأة المسلمة

صفات الحديد في القرآن الكريم
مايو 28, 2023
التعليم النبوي : طرقه وأساليبه ووسائله
مايو 28, 2023
صفات الحديد في القرآن الكريم
مايو 28, 2023
التعليم النبوي : طرقه وأساليبه ووسائله
مايو 28, 2023

( الحلقة الأولى )

الدعوة الإسلامية :

المؤامرة الغربية ضد المرأة المسلمة

( الحلقة الأولى )

الأستاذ عبد السلام الرياضي *

الحمد لله الذي خلق الإنسان من نفس واحدة ، وخلق منها زوجها ، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً ، وشرع لهم من الأحكام ما يلائمهم ذكوراً وأناثاً ، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على معلم البشرية جمعاء ، فما من خير للإنسانية إلا ودلَّهم عليه ، وما من شر وسوء إلا وحذرهم عنه ، وعلى آله وصحبه أجمعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

أما بعد : فقد تغلغل بعض الانحرافات في المجتمعات المسلمة منذ قرون ، ولكن لم تبلغ صورة الانحراف أوجها إلا في مطلع العصر الحديث حيث عاد المنبهرون بحضارة الغرب والمعجبون بعادات فرنسا وباريس ولندن . . . من السفور والتبرج والإباحية وتعاطي الجنسية دون قيد ، فنشروها بكل حماس وطموح ، فانتشرت دعوتهم في كثير من البلدان الإسلامية كتونس والعراق وبلاد الشام والهند بما فيها باكستان وبنغلاديش وغيرها .

من أكبر الانحرافات وأخطرها على الأمة الإسلامية إفساد المرأة ، لأن في إفسادها إفساد الجيل القادم بكامله ، بل والشعب كاملاً ، ومن ثم أرشدنا نبينا الحكيم صلى الله عليه وسلم إلى تفضيل المرأة المتمسكة المتدينة للنكاح والزيجة ، حيث قال صلى الله عليه وسلم : عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : ” تُنْكَحُ المَرْأَةُ لأَرْبَعٍ : لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا ، فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ ، تَرِبَتْ يَدَاكَ ” [1] ، ففي هذا الحديث توجيه نبوي إلى عموم الجدوى للأمة في اختيار المرأة الصالحة ، إذ هي تنجب أولاداً صالحين ، يتكوَّن بهم جيل جديد كريم ، وهم نواة أمة صالحة مستنيرة ، وبمثل هذا الإدراك والشعور ما أحسن ما قال من قال ، إذ يقول :If you give me a good mother I shall give you a good nation [2] .

فالمرأة الصالحة سر صلاح الجيل ، وتكوُّن الأمة الصالحة ، وهي خير متاع الدنيا كما ورد على لسان الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم ، حيث يقول : عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : ” إِنَّ الدُّنْيَا كُلَّهَا مَتَاعٌ ، وَخَيْرُ مَتَاعِ الدُّنْيَا الْمَرْأَةُ الصَّالِحَةُ ” [3] ، لعل في هذا الحديث خير إشارة إلى أن صلاح الدنيا ، وصلاح الشعب والأمة على صلاح المرأة ؛ حيث إنها خير متاع الدنيا الذي يتم به تطورها وازدهارها .

ويقابل ذلك أن إفساد المرأة تفضي إلى إفساد المجتمع والشعب بأكمله رويداً رويداً . ولعل هذا يستفاد من الحديث النبوي التالي والذي رواه الإمام مسلم وغيره : عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم : ” إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً ، يَجِيئ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ : فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا ، فَيَقُولُ : مَا صَنَعْتَ شَيْئاً ، قَالَ ثُمَّ يَجِيئ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ : مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ ، قَالَ : فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ : نِعْمَ أَنْتَ ” قَالَ الأَعْمَشُ : أُرَاهُ قَالَ : ” فَيَلْتَزِمُهُ ” [4] .

فأحبهم إلى الشيطان وأقربهم إليه هو من قام بإفساد المرأة بأن فرق بينها وبين زوجها لتفسد دنياها وأخراها ، فهو أدناهم منه منزلة لأنه أعظم وأوسع وأعمق فتنةً ، تفضي هذه الفتنة إلى إفساد المجتمع ، بل والشعب الكامل . ففتنة النساء تمثل عند إبليس الهدف الأساسي الذي يسعى هو وجنوده إلى تحقيقها في واقع الناس ، فإفساد المرأة إذاً مهمة جنود الشيطان ، وكما ورد فيما رواه مسلم أيضاً أن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : ” إِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، وَإِنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا ، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ، فَإِنَّ أَوَّلَ فِتْنَةِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَتْ فِي النِّسَاءِ ” ، وَفِي حَدِيثِ ابْنِ بَشَّارٍ : ” لِيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ” [5] .

وقد أخذ هذا الدرس من اليهود الصهيون ، ثم تمكن منه في هذا العصر شياطين الجن والإنس ، نسأل الله السلامة والعافية .

فإدركاً لهذه الحقيقة الناصعة انطلق أعداء الإسلام ، وسلكوا مسالك شتى لإفساد المرأة المسلمة هدفاً لإفساد الأمة الإسلامية قاطبةً ، حتى تكون القيادة والسيادة لهم أنفسهم ، وينضب سعي الباحث لإثبات هذه الحقيقة في هذه المقالة بإذن الله تعالى ، فكان مكر الأعداء وبخاصة اليهود باسم ” حقوق المرأة ” ، وهذه دعوة برَّاقة في الظاهر ، سامة في الباطن ، انخدعت بها مسلمات متغربات كثيرات أو غسيلات المخوخ من قبل الغرب كما انخدعت مسلمات ساذجات عامة ، والمراد بحقوق المرأة أن تنطلق وراء كل رذيلة وأن تنحل من قيد الشريعة الإسلامية ، ولقد أطلقوا على هذه الدعوة أسامي أخرى خادعة ، ومنها :

(1) تحرير المرأة :

والمراد بتحرير المرأة تحريرها من تعليم الإسلام ، وإخراجها من ثقافته وتقاليده ، والهدف الرئيس من التحرير الانحلال بكل معنى الكلمة .

(2) النهضة بالمرأة :

ونهضة المرأة تعني أن تلتحق المسلمات بالكافرات الماجنات غربيات كن أو شرقيات .

(3) تطوير المرأة :

ومعنى تطور المرأة جعلها أن تقبل الفساد والإفساد والانحلال والإباحية في مجالات الحياة كلها أو جلها [6] .

بدْء السفور والتبرج الجاهلي :

ظهرت دعوة السفور والتبرج والانحلال في بلاد المسلمين في عهد الاستعمار ، حتى تم إحراق نقاب شرعي في ميدان ” التحرير ” في مصر من قبل نساء علمانيات بمظاهرة سيئة ضد الحجاب الشرعي ، كما نشر كتاب ” السفور والحجاب ” الذي ألَّفَتْه نظيرة زين الدين ، وهو أول كتاب في دعوة السفور علما بأن الذي قَرَّظَه هو علي عبد الرزاق ، وهو الذي كان قد حكم بإحراق الأزهر ، وفصْلِ شيخه من مشيخته ، وكما مُزِّقَ الحجاب في كل من تونس والمغرب الأقصى والجزائر وفلسطين وإريتريا في العهد الاستقلالي ، وانتشر هذا الداء الخطير في أنحاء البلاد الإسلامية ، فبدأت النساء المسلمات في كشف المفاتن من الذراع والصدور والسيقان ، ويَظْهُرْن بالأزياء الغربية كاسيات عاريات كما أخبر به المصطفى صلى الله عليه وسلم : ” . . . وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلاتٌ مَائِلاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا . . . ” [7] . واختلَطْن بالرجال في المدارس والجامعات والمعامل والمصانع ، وامتلأت المحلات والمتاجر بالعاملات والبائعات ، والْتَحَقْنَ بالغربيات العاريات ، قد لا يستطيع أحد أن يميِّز هل هذه البنت فرنسية أم تركية أو إماراتية أو كويتية أو باكستانية أو بنغالية مثلاً ، وكل ذلك باسم حقوق المرأة أو حريتها أو مساواتهن بالرجال أو الحرية الشخصية – دعواتٌ غربيةٌ مخدوعٌ بها المسلماتُ الساذجات – [8] .

فبنجاح فكرة تحرير المرأة عَمَّتِ الفوضى الجنسية والأخلاقية معظم أقطار العالم الإسلامي ، وازداد الحال سوءً على سوء في عهد الاستقلال ، فحُورِبَتْ وعوديت أحكام الله تعالى بأيدي أبطال الاستقلال أكثر مما حُورِبَ بأيدي المستعمرين ، يقول الشيخ علي الطنطاوي وهو شاهد عيان بعنوان : ” امتهان الفضيلة يوم الاحتفال بالجلاء في سوريا ” : ” فما الذي كان في ذلك اليوم ؟! كانت دمشق التي عرفناها تستر بالملاءة البنت من سنتها العاشرة شهدت يوم الجلاء بنات السادسة عشرة وما فوقها يمشِيْنَ في العرض باديةً أفخاذَهَن ، تهتزُّ نهودُهن في صدورهن ، تكاد تأكلهن النظرات الفاسقة . . . ، وأخِذَتْ صور هذا كله ، ونشرت في الجرائد ، وعُرِضَتْ في السينمات ، فازداد جرأة الناس على نقض عرى الأخلاق ، وشهدت بنتاً جميلةً زُيِّنَتْ بأبهى الحلل ، وألْبِسَتْ لباس عروس ، ورُكِّبَتْ السيارة المكشوفة وسط الشباب . . . ، وقالوا : إنها الوحدة العربية ، ولم يدر هؤلاء أن العروبة إنما هي في تقديس الأعراض لا في امتهانها ، وكان في العرض مناظر كثيرة من أمثال هذا ، وقالوا : إنها لوحات حية تعبر عن الفرح والسرور ، وقالوا : إنه يوم النصر ، يجوز فيه ما لا يجوز في غيره ” [9] . فهذا التصوير – تصوير النساء – من الشيخ يمثل أحوال النساء في معظم البلدان المسلمة أو كلها ، نسأل الله السلامة والعافية .

ولعبت وسائل الإعلام من الصحافة والإذاعة والتلفاز والدشوش التي تديرها اليهود دورها الخطير هدفاً لتحطيم ذلك السياج الذي أقامه الإسلام لمحافظة العرض والشرف والمجد والقيم ، فانتشر التَبَرُّجُ الصارخ والأوبئة الغربية في كل بلاد المسلمين تسللاً من الغرب المنهارة فيها .

ولا شك أن هذا الإفساد باسم تحرير المرأة أو حقوق المرأة مما لعبت به أيدي الصهاينة ، وخير شاهد على هذا بروتوكولات حكماء الصهيون ، ففي البروتوكول الأول ، ( ص 110 ) : ” كنا قديماً أول من صاح في الناس : الحرية والمساواة والإخاء ” ! .

وفي البروتوكولات أيضاً : ” إن الكلمات التخريبية شعارنا ،   هي : الحرية والمساواة والإخاء ” .

ويقول أحد زعماء الماسونية : ” يجب أن نكسب المرأة ، ففي أي يوم مدت يدها إلينا فزنا بالحرام ونبذنا المنتصرين بالدين ” ! [10] .

هذه تغيرات عجيبة غير متوقعة معاكسة في البلدان الإسلامية ، ويتضح ذلك بالمقتطفات المشهود بالأعيان .

نساء المسلمين قبل الاستعمار :

يقول الشيخ علي الطنطاوي : ” وكانت النصرانيات واليهوديات من أهل الشام يلبَسْنَ قبل الحرب الأولى الملاءات الساترات كالمسلمات ، وكل ما عندهن أنهن يكشفن الوجوه . . . ” .

” وكان السفور بين المسلمات مستغرباً حتى إنه جاءت مرةً وكيلةً لثانوية البنات إلى المدرسة سافرةً ، فأغلقت دمشق كلها حوانيتها ، وخرج أهلوها محتجين متظاهرين حتى روعوا الحكومة ، فأمرتها بالحجاب ، وأوقعت عليها العقاب ، مع أنها لم تكشف إلا وجهها . . . ” [11] .

وقال أيضاً : ” وكانت نساؤنا كمنازلنا ، يَسْتُرُهن الحجاب السابغ ، فلا يبدو جمالها إلا لمن يحل له النظر إليها ، فهُتِكَتِ الأستار عن المرأة وعن الدار . . . ” [12] وكذلك الحال في كل دولة مسلمة .

ماذا جنى تحرير المرأة على المرأة المسلمة ؟

 إن النساء في الإسلام -أمّاً أو بنتاً أو أختاً ، مُحْرَمَةً كانت أو أجنبيةً – كنَّ مصونات محفوظات ومُكرَّمات مشرفات ، ثم خرجن عن البيوت ، وتركن الحجاب وراء ظهورهن طلباً للحرية الغربية الخادعة باسم ” تحرير المرأة ” ، واختلطن مع الرجال في المتاجر والمصانع ، وفي الأسواق والشوارع ، والنوادي والشواطئ ، وفي دوائر الحكومات والمؤسسات ، بل وزدن حتى ساهمن في السينمات والتمثيليات والمسرحيات والرقص والغناء والتي أنشأها المستعمرون تحت اسم المدنية والترفيه وأمثالهما ، وأدخلوا جيوشاً أخبث من جيوش المستعمرين من الممثلين والممثلات ، والبغايا والراقصات ، وشجَّعوا على إنشاء المسارح وفِرَق الغناء والتمثيل والمراقص والملاهي المتنوعة كانت الأجنبيات أولاً ثم الوطنيات من غير المسلمات ، فشجع كل ذلك المرأة المسلمة على السفور والتعري والاختلاط الماجن ثم التقليد في كل شيئ من الغناء الفاجر والرقص الكاشف والتمثيل العاري . . . ، كأنهن استبدلن ما وعدهن الشيطان غروراً من الحقوق والحرية والمساواة الموهومة بما رزقهن الله من الحقوق العادلة والمكانة السامية والكرامة العالية .

فنتيجةً عما سبق أن وقعت النساء المسلمات فريسةً لمكيدة يهودية في بلادهن ؛ لأن اليهود أفسدوا المرأة في أوربا الغربية ، وانتقلت تلك العدوى إلى بلاد المسلمين ، وأصبحن أمتعةَ ملذَّةٍ مهانة للعلمانيين والجنسيين الذين يريدون إشباع الغريزة الجنسية بأي طريق كان ، فأصبحت دور البغاء والخمارات المرخصة مفتوحةً في معظم العواصم الإسلامية ، وتجرأ الناس على ارتكاب الموبقات باسم الحرية الشخصية ، فعمت الزنا والربا واللواطة والمسكرات والمخدرات ، وشاعت جريمة القتل والاختطاف والاغتصاب والتشرد ، والانحلال الأسري والضياع وما أشبه ذلك من الجرائم الاجتماعية في العالم الإسلامي التي تضاهي ما تحدث في أوربا وأمريكا ، حتى تتعرض الصبيات اليوم للاختطاف والتحرش من قبل الجنسيين الشهوانيين ، ولا يعزب مثل هذه الحوادث عمن يتصفح الجرائد اليومية ، كأن دنيا الإنسانية أصبحت دنيا البهائم [13] .

فضاحة الغرب ورذائلها الهائلة :

وكان الغرب وحلفاؤهم من المبشرين والمتغربين والعلمانيين يَتَوَخَّوْن باسم تحرير المرأة ، وحقوق الإنسان ، والمساواة وما إلى ذلك من الدعوات البرّاقة المُجَوَّفَةِ النَّيْلَ من الفضائل وحتى من الإنسانية إفساد المجتمع الإسلامي بعد أن انغمس المجتمع الغربي في الرذائل ، وما أدل على ذلك من إحصائياتهم المنشورة في الجرائد والمجلات المتنوعة ، ذكر بعض الإحصائيات أن 40% من النساء العاملات في كندا ، و 70% في الولايات المتحدة يتعرَّضْن الاعتداء الجنسي [14] ، وأن في أمريكا تسجل في كل ست (6) دقائق جريمة اغتصاب ، وأن ما لا يقل عن 40% من النساء العاملات في إيطاليا ممن أعمارهن ما بين 14 إلى 59 هن ضحايا الاغتصاب  الجنسي [15] ، وأن نسبة أولاد الزنا في أمريكا 33% وفي الاسكندنافية 50% [16] ، ومن الملائم أن نصور ههنا بعض الصور البهيمية الغربية في بلاد الغرب التي ذاقت ثمار تحرير المرأة وحقوقها والمساواة والحرية .

المجتمع الغربي مجتمع حيواني :

يقول الإمام السيد أبو الحسن الندوي : ” إن أوربا اليوم مصابة بالجذام الخلقي ، ولا يزال جسمها يتقطع ويتعفن حتى أصبح الجو كله موبوءاً ، وسبب هذا الجذام هو الإباحة الجنسية نتيجة تحرير المرأة وحقوقها والخلقية التي تسود أوربا اليوم ، وتخطى حدود الحيوانية والبهيمية ” [17] . كما يقول في كتابه ماذا خسر العالم بانحطاط المسليمن   ” تحولت أوربا النصرانية جاهليةً ماديةً ، تجردت من كل ما خلفته النبوة من تعاليم روحية ، وفضائل خلقية ، ومبادئ إنسانية ، أصبحت لا تؤمن في الحياة الشخصية إلا باللذة والمنفعة المادية . . . ، وازداد هذا القطار البشري سرعةً إلى الغاية الجاهلية حيث النار والدمار والاضطراب والتناحر والفوضى الاجتماعية والانحطاط الخلقي والقلق الاقتصادي والإفلاس الروحي ” [18] .          ( للحديث بقية )


* الأستاذ المحاضر بقسم علوم القرآن والدراسات الإسلامية ، الجامعة الإسلامية العالمية شيتاغونغ . وأستاذ الحديث والفقه الإسلامي بجامعة دار المعارف الإسلامية ، شيتاغونغ ، سابقاً .

[1] البخاري . أبو عبد الله محمد بن إسماعيل . صحيح البخاري . الرياض . بيت الأفكار الدولية للنشر . 1419هـ/1998م ، (7/7) ، ح 5090 .

[2] وهو نيبوليَن بونابّرْتْ .

[3] الإمام أحمد بن حنبل ، مسند أحمد ، بهامشه منتخب كنز العمال ، دار الفكر للطباعة ،    ( 6/140) ، ح 6568 .

[4] القشيري ، أبو الحسن مسلم بن حجاج النيسابوري ، صحيح مسلم ، الرياض ، بيت الأفكار الدولية للنشر ، 1419هـ/1998م ، (7) .

[5] صحيح مسلم ، المرجع السابق ، ( 4/2098 ) .

[6] أبو نصر محمد بن عبد الله ، المؤامرة الكبرى على المرأة المسلمة ، ( صنعاء : دار الآثار ، ط/ 2 ، 1429هـ/ 2008م ) ، ص 19 .

[7] القشيري ، مسلم بن حجاج ، صحيح مسلم ،  المرجع السابق ، برقم 2128 ، ص 881 .

[8] محمد فارق الخالدي ، التيارات الفكرية والعقدية في النصف الثاني من القرن العشرين ، الطبعة الأولى ، بيروت  : دار المعالي ،  1422هـ/2002م ، ص 88 .

[9] الطنطاوي ، الشيخ علي ، ذكريات الطنطاوي ، ج 5 ، ص 225 .

[10] أبو نصر ، محمد بن عبد الله الإمام ، لمؤامرة الكبرى على المرأة المسلمة ، دار الآثار ، صنعاء ، ط 2 ، 1429هـ/2008م ، ص 19 .

[11] المصدر نفسه ، ج 5  ، ص  226 . والتيارات الفكرية ، المصدر السابق ، ص 89 .

[12] المصدر السابق ، ج 1 ، ص 22 .

[13] بكر عبد الله أبو زيد ، حراسة الفضيلة ، الرياض ، دار العاصمة ، ص 68 .

[14] مجلة الأسرة ، صفر  ، 1420هـ .

[15] مجلة الأسرة ، (70) ، محرم ، 1420هـ .

[16] مجلة المجتمع  ، العدد ( 1399 ) .

[17] الندوي ، أبو الحسن علي الحسني ، الصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية في الأقطار الإسلامية ، الطبعة الأولى ، الهند ، المجمع الإسلامي العلمي ، 1419هـ/1998م ، ص170 .

[18] الندوي ، ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ، الطبعة السادسة والستون ، تحقيق : السيد عبد الماجد الغوري ، بيروت ، دمشق ، دار ابن كثير ، 1420هـ/1999م ، ص 288 .