العلاقة الفكرية بين الدكتور محمد يوسف موسى والسيد أبي الحسن الندوي

التعليم والدعوة وتأثيرهما على المجتمع
يوليو 11, 2022
الأسلوب الفني في أمثال القرآن الكريم
يوليو 11, 2022
التعليم والدعوة وتأثيرهما على المجتمع
يوليو 11, 2022
الأسلوب الفني في أمثال القرآن الكريم
يوليو 11, 2022

الدعوة الإسلامية :

العلاقة الفكرية بين الدكتور محمد يوسف موسى والسيد أبي الحسن الندوي

بقلم : فضيلة الشيخ فاروق صالح باسلامة *

إن هذه العلاقة ، أخوياً وفكرياً وأدبياً ، بين الأستاذين بدأت مبكرةً منذ قدم الفكر الإسلامي في مصر الثقة المعرفية والإسلامية للإخوة الأساتذة في ندوة العلماء لكنؤ الهند في السبعينيات من القرن الرابع عشر الهجري ، وأثناء ذلك قدَّم الأستاذ سيد قطب بمقدمة رائعة لكتاب ” ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ” للسيد أبي الحسن  الندوي ، ثم توالت وتقدمت هذه العلاقة ، وبين حين وآخر تجلو فكرياً تبادل الكلمات في الكتابات والمؤلفات والمجلات والإصدارات الصحفية والإعلامية ، كل يدلو بدلوه ، والاتفاق هو إثراء الفكر الإسلامي الحديث المعاصر ! وتقدم الدعوة الدينية وعقيدتها السليمة والمضي قدماً للحركة الفكرية في الأدب والثقافة والمعرفة ، وهي علاقة معنوية قيمة يسودها مفهوم مبادئ الإسلام وشريعته وفقهه على ضوء آيات القرآن الكريم وحديث الرسول محمد عليه الصلاة وأتم التسليم ، وبذلك اتسمت الفكرية الدينية والشرعية الفقهية والفكر الإسلامي ، بالمفهوم التراثي الأصيل والفهم المدني المعاصر ، حضارياً وتقدمياً وميراثياً ، الشأن المعنوي وما يترتب على ذلك من خدمة الأمة دينياً ودنيوياً ، وأدبياً وثقافياً ، إذ أن الفكرة إنسانية المنزع تأتي تأملاً وتفكيرياً وتعقلاً وحلمياً في الحياة وميادينها العامة ، وتتجلى عند المفكر والباحث عن الحقيقة الحقة في هذه الحياة الدنيا عامةً وخاصةً ، ومن جدَّ وجد ، ومن قدم حصل ، ومن سار على الدرب وصل .

إن الفكر الإسلامي الحديث بحاجة إلى تجلية ومزيد من جهد من مفكريه وأهله ، فالوعي الفكري اليوم يحتاج في محمله إلى ذلك الجهد والمزيد منه ، والمتابعة ثقافياً وأدبياً للنشر العلمي والفكري والصحافي ، كي يتم الوقوف على ناتج ذلك من الأفكار والعلم والمعرفة لما يُنتج ويُؤلف وما تقذفه المطابع للنشر ، من رصد معلوماتي أو معارف معنوية أو وجهات نظر وما إلى ذلك من الآراء والمعاني وأفكار الناس عموماً والمفكرين والمنظرين خصوصاً ، الأمر الذي تشعبت – بعد كل ذلك – العلاقة بين السيد الندوي والدكتور موسى عليهما رحمة الله ، من باب الفكر الديني والدعوي والأدبي الثقافي ، وعلى غرار تقديم سيد قطب لكتاب الأستاذ الندوي ، قدم للدكتور موسى لكتابه ، الندوي ، ككلمة اختارها الدكتور موسى المؤلف لكتابه ” الإسلام وحاجة الإنسانية إليه ” في طبعته الثانية الصادرة في شهر شوال من عام 1381هـ – 1961م ، أما ما قدَّمه السيد الندوي للكتاب فقد كانت بتاريخ 21 من شهر ذي الحجة من العام 1379 للهجرة النبوية المشرفة ، وهي كلمة على وجازتها فإنها ركزت على أهم ما جاء في كتاب الدكتور موسى عن حاجة الإنسانية لهذا الدين الذي أنقذها الله به من السوء في الحياة الدنيا وفي الآخرة .

وقد أورد المؤلف موسى فصولاً جيدةً ، في الكتاب كعادته ، وإنما لاحظه السيد أبو الحسن الندوي مجيئ علم الكلام وفلسفته في الكتاب ، وهو الأمر الذي لا يرغبه مفكر كالندوي ، ولا حتى بعض المتلقين الذين لا يعجبهم هذا التفلسف الكلامي حتى لو كان المؤلف شخصاً آخر غير الدكتور محمد يوسف موسى ، فأنا أحب موسى وأحب الحق ، ولكن حبي للحق أكبر ! الشيئ الذي يعرفه الباحثون في مثل هذه الأمور ! ومع ذلك شكر الأستاذ أبو الحسن صاحبه موسى نظراً لشروعه في موضوع مهم هو موضوع حاجة البشرية إلى الإسلام في كل عصر ومصر ، كما نوَّه الكاتب الندوي في كلمته عن هذا الكتاب الفكري المهم جداً في الدعوة والفكر والأدب الإسلامي خاصةً في عصر   كعصرنا .

ولله في خلقه شؤون .

* جدة ، المملكة العربية السعودية .