الإسلام وخطاب الكراهية لأهل الكتاب ( الحلقة الأولى )

أبو نصر الفارابي وجهوده العلمية مع إشارة خاصة إلى كتابه ” إحصاء العلوم ” ( الحلقة الأولى )
سبتمبر 15, 2020
أثر اللغة واللباس على خلق الإنسان ودينه
سبتمبر 15, 2020
أبو نصر الفارابي وجهوده العلمية مع إشارة خاصة إلى كتابه ” إحصاء العلوم ” ( الحلقة الأولى )
سبتمبر 15, 2020
أثر اللغة واللباس على خلق الإنسان ودينه
سبتمبر 15, 2020

دراسات وأبحاث :

الإسلام وخطاب الكراهية لأهل الكتاب

( الحلقة الأولى )

الأستاذ عماد الدين العشماوي ، جمهورية مصر

المبحث الأول : خطاب الإسلام لأهل الكتاب بين الحب والكراهية

ينطلق الإسلام في رؤيته للأديان الكتابية من أن دين الله تعالى واحد في أسسه ومنطلقاته وإن تعددت الشرائع قبل الإسلام لخصوصية ومحلية تلك الرسالات لأقوام معينين في بقاع الأرض المختلفة [1] . فالشاهد كما يبين القرآن أن رسالات الله وكتبه التي توالت منذ أهبط أبوينا آدم وحواء إلى الأرض لها غاية واحدة رئيسية واحدة ، هي التوحيد ” وَٱعبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشرِكُواْ بِهِ شَيئاً ” [2] ، وإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر [3] ، والتي على أساسها تقوم العلاقات السليمة بين أبناء آدم المتساوين في الخلق والحقوق والواجبات وكافة جوانب التكريم الإلهي لهم ، فهم كلهم جميعاً أخوة يلزمهم كل معاني تلك الأخوة من تراحم وتعاون وتعارف على الخير وإنكار للمنكر والشر [4] .

ويعزو القرآن السبب الرئيسي لاختلاف أهل الأديان فيما بينهم قبل نزوله ، إلى تحريف أهل العلم القائمين عليه والحافظين له لمنطوق الوحي ومقصوده فحللوا وحرموا ومحوا وأضافوا إليه ما ليس منه لقاء مصالح وغنائم حصلوها من وراء ذلك ، بالإضافة إلى تجبر المبعوث إليهم من المترفين من أبناء هذه المجتمعات فقتلوا الأنبياء والمرسلين وكذبوهم [5] ، كما يرجع حالات الكراهية فيما بينهم لأسباب عديدة يكشفها ويعريها حتى لا يقع فيها أهل الكتاب الخاتم – ممن أسلم وجه لله من ابناء آدم من لدن بعثة محمد صلى الله عليه وسلم حتى يرث الله الأرض ومن عليها – فيها .

وفي ضوء مبادئه الرئيسية وجوهر رسالته واعتبارات الواقع ومقتضيات عالمية خطابه وخاتميته وأبديته إلى يوم الدين ، وضع الإسلام أطراً واضحة وحد حدوداً معروفة لمعاني الحب والكره التي يجب أن يلتزم بها المسلم في حياته وفي علاقته مع إخوته من أهل الكتاب .

وأول هذه الأسس ، أن الإسلام مشتق من الاستسلام لله وحده [6] والسلام مع سائر خلقه ، والله هو السلام [7] ، ويهدي تعالى من اتبع رضوانه سبل السلام في الدنيا [8] ويدخلهم الجنة دار السلام [9] التي لا يدخلها إلا من تحقق بالسلام ونزع من قلبه كل غل تجاه إخوانه من أبناء آدم في الآخرة [10] وكما أن تحية المسلمين في الدنيا هي السلام [11] ومن أول ما أمروا به إفشاء السلام فيما بينهم وبين العالمين ، فقد جعلها الله تحيتهم في الجنة سلام [12] .

وثاني تلك الأسس ، أن الدين في جوهره حب وسلام ومنحة من الله لعباده حتى يحيوا حياة طيبة على الأرض . فالله يحب عباده ولا يرضى لهم الكفر وإن ارتضوه لأنفسهم ، لكنهم يرضى لهم أن يؤمنوا فيفوزوا فوزاً عظيماً في الدنيا والآخرة [13] . وثالثها أن الناس كلهم ، في دين  الإسلام ، لهم كل الكرامة والتكريم [14] ، وهم إخوة متساوون ، لا يتفاضلون إلا بالتقوى [15] .

ورابع تلك الأسس أن غايتهم في التعامل مع إخوتهم من أهل الكتاب تعاون وتعارف وتحالف على قيم الحق والعدل والجمال ، وتشارك في طيبات الحياة ، وجدال بالتي هي أحسن فيما اختلفوا فيه سعياً للوصول إلى الحق لا جلباً للعداوات والكراهية ، والاجتماع على الكلمة السواء في عبادة الله وحده [16] .

وعلى هذه الأسس دعا الله أبناء آدم أن ينسجوا علاقتهم بعضهم مع البعض ، مهما اختلفت بينهم السبل في طريقهم إلى ربهم ، وألا يكون الاختلاف في الدين سبباً في العداوة بينهم ، فالحكم في هذا لله وحده في الآخرة وهو وحده سيجزي كلاً منهم بعمله ، بل إن الواجب عليهم أن يدعوا الله مخلصين متأسين بالملائكة أن يغفر الله لهم جميعاً ويرحمهم جميعاً ويدخلهم جنته ورضوانه ودار سلامه وكرامته ومحبته جميعاً [17] .

لكن الإسلام لا يغرق في المثاليات أو يهتم بالعلاقات الطبيعية بين الناس التي تقوم على الفطرة السليمة المهتدية بالوحي المنزل ، فالنفس البشرية لقابليتها للانحراف عن الطريق المستقيم تنزع أحياناً للسوء حمية أو جاهلية أو كبراً وعناداً أو تمني ما فضل الله بعضهم على بعض حسداً أو حقداً أو غلاً . ومن هنا أولى الإسلام عنايته لهذا الجانب الآخر من طبيعة النفس البشرية وأرشد إلى كيفية معالجته حتى لا تتدهور العلاقات بين أبناء آدم من أهل الكتاب ووضح جذورها وأسبابها وطرق التغلب عليها .

أسباب العداوة بين أهل الكتاب :

يبدأ الإسلام في حديثه للمسلمين عن أسباب عداوة بعض أهل الكتاب لهم ، بالتأكيد على أن تلك العداوة المنتجة للكراهية ليست خاصة بهم ، لكنها عداوة تاريخية متوارثة من أمثال هؤلاء في اليهودية والمسيحية ، وذلك لأن بعضهم تحريفاً لوحي الله ادعى أن دينه أفضل من دين الآخر ، حتى وصلوا للادعاء أن الآخر الكتابي ليس على شيئ على الإطلاق ؛ مع مخالفة ذلك لما تقوله التوراة ويقوله الإنجيل ، وهوما وقع فيه بعض المسلمين الذين لا يعلمون مثل قولهم ، مع أن الحكم في هذا كله ليس لأحد منهم فهو لله يحكم فيه يوم القيامة [18] .

ومن خلال توضيح خلفية تلك الكراهية بين أهل الكتاب السابقين على المسلمين وأسبابها القائمة على ادعاءات بالية تزينها نفوس مريضة بحب احتكار الحق والحقيقة والأفضلية ، تنطلق آيات القرآن موضحة أسباب عداوة بعض أهل الكتاب للمسلمين : فبعضهم يود أن يرد المؤمنين عن دينهم كفاراً حسداً من عند أنفسهم [19] ، وبعضهم يودون لو يضلون المؤمنين عن دينهم فيحرفوا دينهم كما حرف هؤلاء دينهم من   قبل [20] ، بل إن بعضهم وصلت بهم العداوة أنهم يصدون عن سبيل الله من آمن [21] ، بل بلغ السفه بفريق منهم أنهم قالوا للذين كفروا وصدوا عن سبيل الله وحاربوا الله ورسوله أنهم أهدى من الذين آمنوا سبيلاً [22] . ويجمع الله جذور تلك العداوة بكافة أشكالها إلى أن هؤلاء المنحرفين من أهل الكتاب لا ينقمون من المسلمين سوى أنهم كشفوا انحرافهم عن الوحي الحق الداعي للحب والتعاون بين أبناء آدم – وخصوصاً المؤمنين – على الخير [23] . ثم يبين القرآن درجات العداوة للمسلمين بين بعض اليهود والنصارى من أهل ذلك الزمان وكل زمان ، وأن درجة عداوة الكارهين من اليهود أشد من عداوة الكارهين من النصارى [24] .

وبعد هذا البيان ، يرسم القرآن طريق التعامل مع هذه الفئات المنحرفة عن الوحي القاطعة لرحم الآدمية وأخوتها ، والدين وجوهره ، والاجتماع وأسسه ، مؤكداً على الالتزام بهذه المبادئ عند التعامل معهم :

  1. أن هؤلاء فريق من أهل الكتاب ليس إلا صورة مهما كبر حجمه ، لا يحب أن يُنسي المسلمين قواعد اجتماع أبناء آدم الناجح القائم على الأخوة والمحبة والتعاون مع باقي أهل الكتاب ، وإذا كان هؤلاء قد انحرفوا عن جادة السبيل فلكل وجهة هو موليها [25] .
  2. بدلاً من الالتفات إلى العداوات التي تنتج الكراهية يدعونا القرآن لنستبق في الخيرات ، وأن نطبق شرع ربنا في التعامل معهم ، وإن اضطررنا لجدالهم فيما يقولونه من زور فلا يكون جدالنا معهم إلا بالتي هي أحسن على أرضية الحب والإحسان [26] ، بل إن القرآن يمدح موقف المؤمنين ويزكي توجههم على محبتهم وإيمانهم بالكتاب كله ، وينبههم أنهم سيقابلون من قبل ذلك الفريق الكافر بالإسلام ويدعوهم للصبر والثبات على هذا الموقف الديني السليم مهما رأوا من هؤلاء من كراهية تظهر في تصرفاتهم وعلى وجوههم [27] .
  3. وينهى القرآن المسلمين على الخوض في الجدال حول أفضلية وأحقية أهل أي دين ، فالإسلام لا يفرق بين رسل الله وكتبه فكلهم أصحاب رسالة واحدة ، والحكم لله بين أهل الأديان ، معياره التقوى والعمل الصالح بعد الإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والملائكة والنبيين ، أما الحكم فيما بينهم فهو لله وحده يوم القيامة [28] .

ثلاثة وعشرون عاماً كاشفة :

يسرد لنا تاريخ الأديان في القرآن أن التعصب بالباطل للأديان والمعتقدات والأمراض والمصالح التي تتخفى وراءهما كان جزءاً رئيسياً من إشاعة خطاب الكراهية بين أبناء آدم وسبيلاً لتفرقهم وانقساماتهم ومنازعاتهم وحروبهم الطويلة طوال تاريخهم على الأرض ، منذ قتل قابيل هابيل . وقد ظل الرسول النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة وعشرين عاماً يدعو الناس في زمنه إلى الإسلام ومن بينهم أهل الكتاب من اليهود والنصارى والصابئين والمجوس ، ولم يؤثر عنه أنه دعا يوماً لكراهية بين أهل الكتاب بل كانت دعوته لهم طيلة سنوات حياته العشر في مدينته صلى الله عليه وسلم أن تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ، فدخل معم في معاهدة المدينة [29] على القدم المساواة الإنسانية وشاركهم أعيادهم ولم يواجههم بالعنف إلا عندما تآمروا عليه وعلى دعوته يريدون استئصالها فنبذ إليهم على سواء وهو كاره لقتالهم محب لهدايتهم [30] .

وعاش معهم – صلى الله عليه وسلم – عشر سنوات ما ظلم منهم أحد وكان في قمة حربه معهم يصهر إليهم استبقاء لمودة واجبة وترسيخاً لمبدأ لا يمكن خرقه بين المسلمين وأهل الكتاب مهما اشتدت عداوتهم فتزوج ميمونة وصفية [31] . وكانت آيات الله تنزل تترى ، حاملة قصص أنبياء الله من بني إسرائيل ومن آمن معهم تذكر بجهادهم وخلقهم مع    أقوامهم ، وتنوه بمكانة مريم بين نساء العالمين ومعجزات ابنها المسيح عيسى رسول الله ، ويسمي المسلمين السور بأسماء أنبيائهم وتدعو الآيات لمخالطتهم في الطعام والشراب والنسب والإصهار ، كل ذلك تمتيناً للعلاقات وتطبيقاً لمبادئ الدين في تحقيق الأخوة واقعاً معاشاً في الحياة اليومية [32] .

وفي آخر كلمات الرسول صلى الله عليه وسلم قبل وفاته بثلاثة وثمانين يوماً يعلن من على جبل عرفة ومن أطهر بقاع الأرض في موسم الحج الأكبر والشعيرة الأعظم والبيت الأعظم في تاريخ الدين أن الناس كلهم إخوة ؛ فما بالك بالمؤمنين بالله من أهل الكتاب منهم ، كلهم لآدم وآدم من تراب ، ولا فضل لعربي على أعجمي ولا لأبيض على أصفر إلا بالتقوى والعمل الصالح ، وأمر المسلمين أن يبلغ الشاهد الغائب وهي دعوة مستمرة ليوم يبعثون ويسأل عنها المسلمين في كل زمان ومكان هل بلغتم رسالة ربكم وخطاب نبيكم [33] ، فهل هذا دين يدعو للكراهية وهل تلك وصية كاره للناس أو مؤصل للعداوة بينهم .

( للبحث صلة )

[1] وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ . الأنبياء : 25 . وقال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ” إنا معاشر الأنبياء ديننا واحد ” ” الأنبياء إخوة لعلات ” ” وأنا أولى الناس بابن مريم ، فإنه ليس بيني وبينه نبي ” .

[2] النساء : 36 .

[3] إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ . البقرة : 62 .

[4] يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً . النساء : 1 ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ .            الحجرات : 13 .

[5] فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا . النساء : 155 .

[6] وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا . النساء : 125 .

[7] هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ . الحشر : 23 .

[8] يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ . المائدة : 16 .

[9] لَهُمْ دَارُ السَّلَامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ . الأنعام : 127 ، وقال تعالى: إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ . هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ . لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ . سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ . يس : 55 – 58 .

[10] وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ . وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَٰذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ . الأعراف : 42 – 43 .

[11] فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ . النور : 61 .

[12] إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ . هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلَالٍ عَلَى الْأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ . لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ . سَلَامٌ قَوْلًا مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ . يس : 55 – 58 . إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُم بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ  دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ –    –وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . يونس : 9 – 10 ، تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚوَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا  كَرِيمًا . الأحزاب : 44 .

[13] إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَاتَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚإِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . الزمر : 7 .

[14] وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا . الإسراء : 70 .

[15] يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ . الحجرات : 13 ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا . النساء : 1 .

[16] قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ . آل عمران : 64 ، لَيْسُوا سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ  . يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَٰئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ . وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ . آل عمران : 113 – 115 .

[17] الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ . غافر : 7 ، وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَن فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ . الشورى : 5 .

[18] وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ . البقرة : 113 .

[19] وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . البقرة : 109 .

[20] وَدَّت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ . آل عمران : 69 .

[21] قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا   تَعْمَلُونَ . يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ .             آل عمران : 99 – 100 .

[22] أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُوا نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَيَقُولُونَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا هَٰؤُلَاءِ أَهْدَىٰ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا . النساء : 51 .

[23] قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ . المائدة : 59 .

[24] لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ . وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَىٰ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ . المائدة : 82 – 83 .

[25] الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ . الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ . وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَمَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ . البقرة : 146 – 148 .

[26] وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . العنكبوت : 46 .

[27] هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ . إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ . آل عمران : 119 – 120 .

[28] وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ . قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَىٰ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَىٰ وَعِيسَىٰ وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ . فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوا وَّإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا هُمْ فِي شِقَاقٍ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ . صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْنُ لَهُ عَابِدُونَ . قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ . أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ . تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَاكَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلَا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ . البقرة : 135 – 141 .

[29] بخصوص تفاصيل الوثيقة ، انظر : الشعيبي ، أحمد  قائد . وثيقة المدينة : المضمون والدلالة . ط 1. الدوحة : وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية ، كتاب الأمة (110) ، 2005م .

[30] طعيمة ، صابر عبد الرحمن . الإسلام في العهد المدني والخصومات القديمة المتجددة .     ط 1 . القاهرة : مكتبة مدبولي ، 2005م ، ص 110 – 240 .

[31] عن زواج الرسول بأمهات المؤمنين ، جويرية وصفية انظر : عبد الرحمن ، عائشة . تراجم سيدات بيت النبوة . ط 1 . القاهرة : دار الريان للتراث ، 1987م ، ص 355 – 376 .

[32] راجع سور القرآن الكريم والآيات المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية مع أهل الكتاب في المدينة وما حكته الآيات عن أنبياء بني إسرائيل وصالحيهم وعن مريم ابنة عمران سيدة نساء العالمين وابنها المسيح عيسى بن مريم رسول الله.

[33] انظر: ابن حزم الأندلسي، أبو محمد علي بن أحمد. خطبة الوداع.ط1.الرياض: بيت الأفكار الدولية للنشر، 1998م.