انتقادات المستشرقين للحديث الشريف في ضوء الواقع والميزان

منهج الأستاذ الشيخ محمد مصطفى المراغي في التفسير القرآني
مارس 15, 2022
الاستبداد والحراك الشعبي ورهاب الإسلام : قضايا الربيع العربي في الرواية العربيّة المعاصرة
مارس 15, 2022
منهج الأستاذ الشيخ محمد مصطفى المراغي في التفسير القرآني
مارس 15, 2022
الاستبداد والحراك الشعبي ورهاب الإسلام : قضايا الربيع العربي في الرواية العربيّة المعاصرة
مارس 15, 2022

دراسات وأبحاث :

انتقادات المستشرقين للحديث الشريف في ضوء الواقع والميزان

الباحث محمد سنان بي النوراني *

تختلف انتقادات المستشرقين للحديث الشريف بوجوه شتى عن نقد الحديث الذي ظهر في أوائل القرون بعد صدر الإسلام . فكانت الانتقادات من قبل المدارس الكلامية المختلفة في أوائل القرون ، كالخوارج والقدرية والجبرية والمعتزلة ، مبنيةً على أساس الدين أي كانت من داخل الإسلام . ولم توجد لها منهجية معينة يمكن العثور عليها . لكن انتقادات المستشرقين ضد الحديث الشريف منذ أواخر القرن الثامن عشر لم تكن كذلك . بل كان معظمها يتبع منهجيةً نقديةً معينةً . ألا وهي ” طريقة النقد التاريخية ” ( Historical Critical Method ) .

” طريقة النقد التاريخية ” أو ” HCM ” :

هي طريقة النقد التي تبناها الأساتذة المستشرقون الذين لا يقبلون طريقة ” علم مصطلح الحديث ” . ( “علم مصطلح الحديث ” عبارة عن قوانين وأصول في نقد الحديث الشريف وضعها وطوّرها علماء علم الحديث كابن شهاب الزهري والخطيب البغدادي ( 1002 – 1071م ) لتمييز الصحيح من الضعيف ، والموضوعِ والمدلسِ والمردود بأنواعها المختلفة ) . ومما يتبلور جلياً بالعودة إلى التاريخ الأوروبي أن طريقة النقد التاريخية     ( HCM ) تمتدّ جذورها إلى المادية الأوروبية ( European Materialism ) .

لقد وصف الأستاذ جوناثان إيه سي براون ( Jonathan AC Brown ) ، أحد رواد الباحثين الدكاترة في علوم الحديث ، أصلَ HCM بدقة فائقة . نلخص ذلك كما يأتي :

” بدأ الفكر القائم على المنطق والاستنتاجات العلمية ، في إيطاليا في القرن السادس عشر ، وأصبح موضوعاً ثقافياً في جميع أنحاء أوروبا في أواخر القرن السابع عشر . ومع الثورات العلمية اللاحقة ، تم استبدال المعجزات الإلهية والتدخل المباشر من الله لشرح التاريخ والعقيدة تماماً . بدلاً من ذلك ، بدأ اعتماد ” طريقة النقد التاريخية ” ، القائمة على المنطق والخبرة ، في النقد التاريخي . وحظيت الأسطر الشهيرة للشاعر الأوروبي هوراس ” لا تدخل من أي إله ” ، بقبول واسع النطاق من قبل المؤرخين الأوروبيين . ونفس هذه المنهجية تم استخدامها في انتقادات الحديث الشريف الاستشراقية منذ أواخر القرن الثامن عشر ” . ( للاطلاع على المزيد راجع صفحة 199 – 203 من كتاب (Hadith: Muhammad”s Legacy in the Medieval and Modern World ) .

علم مصطلح الحديث وطريقة النقد التاريخية ( HCM ) :

قد أشار براون نفسه بدقة إلى الاختلافات الأصلية بين ” HCM ” وعلم مصطلح الحديث الذي تبناه علماء الحديث الأوائل .

أحد أساسيات HCM هو مبدأ ” التشابه ” ( Anachronism ) . ويشير مبدأ ” التشابه ” إلى أن ” المجتمع البشري يعمل بشكل أساسي بطريقة أصلية ذات وحدة أساسية على الرغم من أن الثقافات تتغير بمرور الوقت واختلاف المكان ” . وبعبارة أخرى ، يقترح HCM أنه يجب التعامل مع القرن الأول والفترات اللاحقة بنفس الطريقة في نقد التاريخ الإسلامي .

لكن تختلف مقاربات ” علم مصطلح الحديث ” عن التاريخ تماماً عن هذا . وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم نفسه : ” خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ يَجِيءُ أَقْوَامٌ تَسْبِقُ شَهَادَةُ أَحَدِهِمْ يَمِينَهُ ، وَيَمِينُهُ شَهَادَتَهُ ” ( متفق عليه ) . في ضوء أمثال هذا من النصوص الدينية ، لا يمكن لعلماء الحديث والسنة الذين يحافظون على التقاليد الدينية أن يروا رجال القرن الأفضل والمجتمع الإسلامي اللاحق على حد سواء .

مبدأ آخر في HCM هو ” التمايز ” ( Analology ) . يصفها المفكر الهولندي جاكوب بيريسيونيوس : ” إذا كان هناك تقرير يتعارض أو يتحدى المبادئ التقليدية ، فهذا التقرير صحيح بالفعل ” . وغنيّ عن القول أن هذا أيضاً يتعارض مع طريقة النقد في علم مصطلح الحديث . وتختلف كلتا المنهجيتين اختلافاً جوهرياً فشتان بينهما !

يمكن القول أن الاختلاف النهائي بين أساليب نقد HCM وعلم مصطلح الحديث هو في النهج العام الذي يعتمده كلاهما . يعني أنه لا يعطي علم مصطلح الحديث أهميةًَ بالغةً لمجرد التصورات والشكوك حول الرواة بدون دليل يدل عليها ، مع أنه قد يتبع معايير دقيقة وصارمة . ولكنه ينظر إلى الروايات بمعنى إيجابي .

إن HCM وهو نتاج المادية الغربية ، يتعامل مع الروايات بمعنى سلبي تماماً . علاوةً على ذلك ، يجب القول أنه حتى المبادئ الأساسية في HCM تشكلت من أيديولوجية ضيقة الأفق تستند إلى الشكوك والتخمينات فقط . فلم يقبل المستشرقون نصوصاً دينيةً صحيحةً وحقائق تقليديةً ثابتةً أمثال معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بما يقع في المستقبل ، وتفضيل القرون الثلاثة الأولى على ما بعدها ، زاعمين أنها غير واقعية . انطلاقاً من هذا ، أبدوا رغبةً شديدةً في دحض الأحاديث التي تحتوي على نبوءات على طريقة النقد التاريخية التي تكونت من مجرد الشكوك والظنون والتخمينات .

باختصار ، استخدام طريقة النقد التاريخية ، وهو نتاج المادية الغربية ، لتحليل الأحاديث ، وهو أحد المبادئ الأساسية للإسلام ، معيب تماماً . على العكس من ذلك ، فإن نقد الحديث يتطلب منهجيةً تحترم قيم ومعتقدات الدين . ويمكن قراءة منهجية ” علم مصطلح الحديث ” بهذه الطريقة . وتجدر بالذكر كلمات الباحث الألماني هارولد مودسكي Harald Modsky ، الذي درس الحدود العلمية التي قدمها علم مصطلح الحديث : ” منهجية نقد الحديث الإسلامي الكلاسيكي أكثر فاعلية بكثير من منهجية HCM في التمييز بين الأحاديث المزورة والأحاديث الصحيحة ” .

بدء دراسات النقد الاستشراقية حول الحديث الشريف :

المستشرقون هم علماء غربيون تم تكليفهم بدراسة الإسلام للتغلب على المقاومة الفكرية لفكرة أن الإسلام لا يمكن تدميره بالكفاح المسلح . على الرغم من أنهم بدأوا في دراسة الإسلام في وقت مبكر من القرن السابع عشر ، إلا أن الدراسات الرئيسية التي ركزت على الأحاديث جرت في القرنين التاسع عشر والعشرين . ووفقاً لما قال الدكتور محمد سالم آلشيري (Mohammed Salim Alshery ) ، الذي قام بأبحاث في دراسات الحديث الشريف ، في ورقته البحثيةWestern works and views on hadith: Beginning, nature and impact ”  ( الأعمال الغربية والآراء في الحديث ؛ البداية والطبيعة والتأثير ) ، أنه كتب الفيلسوف الفرنسي بارتيليمي ديربيلوت Barthelemy d”herbelot ( 1625 – 1695 ) ، الذي عاش في القرن السابع عشر ، في كتابه ” Bibliotheque Oriental ” قليلاً من النقود للأحاديث المطهرة .

يكتب الدكتور محمد سالم نفسه أنه على الرغم من أن المستشرقين درسوا القرآن والمعتقدات الإسلامية الأخرى في وقت مبكر من القرن السابع عشر ، إلا أنهم تأخروا في دراسات الحديث النقدية تأثراً بما ذكر أمثال إرنست رينان ( 1823 – 1892م ) من كبار الدكاترة المستشرقين في كتبهم من أن الأحاديث ليست عظيمةً أهميةً في دراسة الإسلام . غير أن كوكبة من العلماء الغربيين ، الذين أدركوا تأثير التعاليم الإسلامية على تفسير القرآن ، بدأوا في الاقتراب من الأحاديث بهدف دراسة سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم . من جانب هذا ، نتجت دراسات متعلقة بالحديث الشريف لغوستاف ويل ( 1808 – 1889م ) ، وألويس سبرينغر ( 1813 – 1856م ) وويليام مور ( 1819 – 1905م ) . فقد دحض ويليام مور ، مؤلف كتاب ” The life of Muhammed ” ، ما يقرب من نصف الأحاديث في كتاب صحيح البخاري بتطبيق طريقة النقد التاريخية HCM بشكل صغير . وكان مديرَ المستعمرات والمعلم في الهند البريطانية وتوصل إلى استنتاج مفاده أن القرآن فقط يمكن اعتباره مصدراً وثيقاً للإسلام .

إغناز جولدتسيهر ( Ignaz Goldziher ) ونظرية التطور الديني (Religious Evelution Theory ) :

يتميز إغناز جولدسير ، وهو أكاديمي يهودي ، بأنه درس الأحاديث بشكل مستقل ، على عكس المستشرقين الأوائل الذين درسوا الأحاديث بشكل طائفي كجزء من دراسة التاريخ والسيرة . وقد أطلق انتقادات ومزاعم خطيرة ضد الحديث الشريف في كتابه                       ” Muhammedan Ische Studien ” ،تطبيقاً لطريقة النقد التاريخية بنطاق واسع وبشكل غير مسبوق .

ادعى جولدتسيهر أيضاً أنه يجب إصلاح الإسلام بالكامل بمرور الوقت ، من خلال إنكار الحديث . ومن أجل تأسيس هذه الحجة نظرياً ، طرح جولدتسيهر ” نظرية التطور الديني ” ، والتي تُعرَّف بأنها ” التغيير الحتمي في نظام معرفة المعتقدات للأديان بمرور الوقت ” .

ومعروف أن هذه الحجة تتعارض مع التعاليم القرآنية التي تقول     ” ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ” ( المائدة : 3 ) . وقد كان تأثر بكتاب The Theory of Resolution للكاتب الشهير ألفريد فون كرامر ( 1828 – 1889م ) .

يمكن تلخيص الادعاءات الرئيسية للأستاذ جولدتسيهر فيما يتعلق بالحديث على النحو التالي :

  • لم يتم قبول الأحاديث على أنها صحيحة ، في القرون الأولى للإسلام .
  • تأثر تدوين الحديث بالمنافسات السياسية بين الأمويين والشيعة .
  • وكلا الفريقين قاما بوضع أحاديث مزورة ، واستخدم الأمويون الإمام الزهري في اختلاق أحاديث مزيفة موضوعة .
  • وقد نقل أبو هريرة ( رضي الله عنه ) الكثير من الأحاديث التي تكثر فيها الروايات .

جولدتسيهر ، الذي شكك في صحة جميع الأحاديث تقريباً من خلال هذه الادعاءات ، دعا مراراً وتكراراً إلى إعادة صياغة الإسلام وعبارته ، ” Faith In Constant Evolution ” ( الإيمان في التطور المستمر ) ، يسخر من الإسلام ، وغالباً ما يستشهد به الحداثيون والملحدون باعتباره استهزاءً بالعقيدة الإسلامية التقليدية .

جوزيف شاقت ( Joseph Schacht ) ونظرية الرابط المشترك         ( Common Link Theory ) :

بعد إغناز جولدسيهر ، كان جوزيف شاقت مستشرقاً آخر كان له تأثير كبير في تطوير الدراسات الاستشراقية حول الأحاديث النبوية الشريفة . وتميزه Common Link Theory ( نظرية الرابط المشترك ) عن دراسته للحديث الشريف بنفس الطريقة التي سلكها جولدتسيهر أي طريقة النقد التاريخية . وهذا يعني أن الأسانيد المختلفة للأحاديث النبوية المطهرة قليلاً ما تتركز في تابعي واحد قبل أن تصل إلى الصحابة رضي الله عنهم ، ويرى شاقت أن ذلك التابعي الرابط المشترك بين الأسانيد ، قد تم تزوير الأحاديث ووضعها من قبله . وقد رد الأحاديث الآحاد الصحيحة رداً صريحاً بأنها لا تصح للاستدلال مع أن معظم الأحكام الشرعية مبنية على الآحاد اكتفاءً بالظن القوي الحاصل منها . وسيأتي فصل يتمحور فيه البحث عن حجيتها .

وصف الباحثون اللاحقون زعم شاقت المذكور أعلاه القائم على مجرد شكوك غير واقعية بأنه ” حجة من الصمت ” ( Argument From Silence ) . وقد انتقد شاقت المذاهب الأربعة الفقهية ومصادر الشريعة الأربعة النبيلة على حد سواء ، وصوّر الإمام الشافعي رحمه الله بطريقة مشوهة للغاية من النقد . وندع البحث عنها تحليلياً والجواب عنها تركيزاً على موضوعنا المبحوث فيه . ( للاطلاع على المزيد من التفاصيل راجع كتاب An Introduction To Islamic Law ) .

قد منحته دعاويه ومزاعمه تقديراً وتصفيقاً وقبولاً حسناً من قبل كوكبة من المستشرقين البارزين مثل JND Anderson و H. Ritter ، بل جعلته متضلعاً رائداً في الدراسات الاستشراقية حول الأحاديث النبوية الشريفة ، بالإضافة إلى أنه قام عدد من المستشرقين بعده ، مثل جين   بول ، الذين انبهروا وانجذبوا وتأثروا بدراساته حول الحديث الشريف ، بتوجيه ادعاءات أكثر جديةً ضد الأحاديث النبوية المطهرة .

أليست الآحاد حجةً شرعيةً ؟

يجدر بنا الآن البحث عن حجية الأحاديث الآحاد حيث ردها جوزيف شاقت رداً شنيعاً على أساس نظرية ” الرابط المشترك ” .

أولاً : دعونا ننظر أولاً إلى ما يقصده ويهدف إليه شاقت من خلال إثبات أن الآحاد ليست صالحةً للحجية . وواضح أن الأحاديث المتواترة قلة قليلة . فلا يبعد القول بأن الهدف الأساسي النهائي لشاقت هو الرفض التام للفقه الإسلامي من خلال إنكار الآحاد .

ثانياً : إنكار الآحاد هو بمثابة إنكار للتاريخ برمته . هذا لأن التواريخ التقريبية مبنية على مجرد ظنون وخيال وإمكانية بدون سلسلة سرديّة واضحة علمية . لكن الأحاديث النبوية رويت ونقلت بإسناد متصل بدون إنقاع راو في السند . ومع ذلك ، قد قام علماء مصطلح الحديث بدراسة نقدية دقيقة عن كل راو من الرواة ، وميز بين الواضعين للحديث والمدلسين وغيرهم ، وصنفوا في ذلك كتباً غير قليلة ككتاب ” ميزان الاعتدال في نقد الرجال ” للإمام محمد بن أحمد الذهبي ( 1274 – 1348م ) .

ثالثاً : إنما يحتاج إلى القطع واليقين في الأمور الاعتقادية ، أما في المعاملات والعبادات فيحتاج إلى حصول الظن القوي فقط وفقاً لما أقر به الإمام الغزالي في كتاب المصطفى ، والإمام الشاطبي في كتاب ” شرح المواقف ” . ويلاحظ بالذكر أن الأحاديث التي تصل إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من خلال سلسلة من الرواة المخلصين والرواة الثقات ، سواء كانت آحاداً أو متواترةً ، أقرب من القطع بصحتها بالنسبة إلى غيرها من النصوص التاريخية المنقولة إلينا .

رابعاً : إنما توصل جوزيف شاقت إلى رفض الآحاد من خلال تطبيق طريقة النقد التاريخية التي تكونت من مجرد الشكوك والظنون والاحتمالات . وقد نبّه الإمام أبو بكر البغدادي من قبل على مشاكل كبيرة تحصل من تطبيق منهجية غير لائقة في تناول علم من العلوم الشرعية مع وجود منهجية لائقة خاضعة لقواعد الشرع وأصوله ومعتقداته البناءة يعني علم مصطلح الحديث ( كتاب ” الجامع لأخلاق الراوي والسامع ” 316–2/320 ) .

أما في العالم الأكاديمي الحديث ، فقد صدرت أخيراً دراسات كثيرة ، تنتقد بحوث فئة من المستشرقين البارزين بمن فيهم إغناز جولدسيهر وجوزيف شاقت . وأقرت كوكبة من الدكاترة ، بمن فيهم Devid Power و Noel Coulson و Fuat Segzine ، بأوجه القصور في المنهجية النقدية ” طريقة النقد التاريخية ” التي اعتمدها جولدتسيهر وشاقت في نقد الحديث . وتجدر بالذكر دراسات الأستاذ الدكتور جوناثان إيه سي براون التي صدرت أخيراً .

إضافةً إلى مناهج علم الحديث والاستشراق في نقد الحديث ، هناك نهج آخر لمجموعة من العلماء ، بمن فيهم الدكتور فضل الرحمن ، يركز على الشرق الأوسط . وهو منهج معتدل لا يرفض الأحاديث النبوية بشكل خطير ، إلا أنه استعار كثيراً من أصول المستشرقين كما بين ذلك الدكتور محمد سالم في بحثه السابق ذكره .

عصارة القول أن معظم الانتقادات الاستشراقية ضد الأحاديث النبوية الشريفة ، بما فيها نقود الأستاذ إغناز جولدتسيهر وجوزيف شاقت ، حاصلة من تطبيق طريقة النقد التاريخية التي هي من إحدى النتاجات عن المادية الأوروبية والتي بنيت قوائمها على مجرد ظنون وشكوك واحتمالات وإمكانات لا دليل عليها . فلا غرو لو رفض جوزيف شاقت أو جولدتسيهر أو من تبعهما معظمَ الأحاديث النبوية المطهرة أو كلها . لأن المنهجية وطريقة النقد غير موافقة لنقد الحديث الشريف لما بينا أعلاه من المخاطر والمشاكل الكثيرة في ذلك .

المصادر والمراجع :

  • Hadith: Muhammad”s Legacy in the Medieval and Modern World” by Jonathan AC Brown
  • “Western works and views on hadith: Beginning, nature and impact” by Dr. Mohammed Salim Alshery
  • “Muhammedan ische Studien” by Ignaz Goldziher
  • “An Introduction to Islamic law” by Joseph Schacht
  • ” في الحديث الشريف والبلاغة النبوية ” للأستاذ الدكتور سعيد رمضان البوطي رحمه الله .
  • كتاب المصطفى للإمام الغزالي رحمه الله .

* مدينة المعرفة ، كاليكوت ، كيرالا ، الهند .