استخدام كلمة ” النداء “و ” الدعاء ” في منظور القرآن الكريم
فبراير 21, 2021الكتابة العربية العامة للشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي : أسلوبها ومميزاتها
فبراير 21, 2021دراسات وأبحاث :
مساهمة الهند في تطوير الحضارة العربية
الدكتور محمد آفتاب أحمد *
مما لا شك فيه أنّ الهند كانت مهداً للديانات والثقافات والحضارات ، وكان العرب يعترفون بأنّ الهنود هم أهل العلم والفكر كما يقول السيد تمام أبو الخير ، المحرر الصحفي لنون بوست في مقالة تحت عنوان ” كيف أثرى العلماء الهنود الحضارة العربية ” ، وهو يكتب : ” كانت العلوم المنتشرة في الهند تصل لدى معاصريهم من العرب قديماً ، وذلك عن طريق ترجمة الكتب الهندية إلى العربية ، واشتهرت بلاد الهند قبل عصر الإسلام بأنها بلد الفلسفة والعلوم ، وأقر الجاحظ بتقدمهم في علم الفلك والحساب والطب ، وفي وصفه لهم يقول المؤرخ اليعقوبي ” والهند أصحاب حكمة ونظر ” [1] .
وكان علم الفلك أحد العلوم الذي عرف به العالم العربي لأول مرة من خلال ترجمة كتاب ” سوريا سددهانتا ” السنسكريتية في نهاية القرن الثامن ، وقد ترجم إبراهيم الفزري هذا الكتاب على أمر من الخليفة المنصور وأصبح العلماء العرب مطلعين على التطورات التي حدثت في مجال علم الفلك في الهند . وبعد هذا ، درس العرب علم الفلك الهندي بكل الجهد والاهتمام . ومن الأعمال الفلكية السنسكريتية التي عرف بها العرب في ذلك الوقت تشمل : آريه بتيه لآريه بت ( 476 ) من كوسوم بوره وخند خدياكا لبرهمه غبتا ( 598 ) [2] . والكاتب الشهير أبو ريحان محمد ابن أحمد البيروني أشار إلى بعض المراجع ذات الشهرة الهائلة التي اكتسبها علم الفلك بين الهنود [3] .
وقد حصل علم الفلك شعبيةً كبيرةً في العالم العربي حينما تولى الخليفة منصور العرش . وكان مولعاً كبيراً لعلم الفلك ، وذلك عندما قرر بناء مدينة بغداد ، أمر ببنائها وفقاً للقواعد الفلكية [4] . وقد شغل عدد من علماء الفلك العرب أنفسهم في دراسة الأعمال الهندية وترجمها مع أكبر كمية من الارتجال على أساس ملاحظاتهم . وقد كتب إبراهيم الفزري كتاب الزج في الفلك استناداً على كتاب ” سوريا سددهانتا ” . ومجموعة طويلة من علماء الفلك مثل محمد بن موسى الخوارزمي وحبش ابن عبد الله بن المروازي ، كانت حقاً مستوحاة من أعمال العلماء الهنود . ومساهمة علم الفلك الهندي في نمو وترقية علم الفلك العربي كانت على حد سواء مفهوماً ولغوياً . وقد تم تعريب عدد من المصطلحات الفلكية السنسكريتية من قبل علماء الفلك العرب واستخدموها في معاهداتهم مثل : كردجا والجيوا وبعده استبدلوا بالوتر المستوي .
ومثل علم الفلك الهندي قد علم العرب الرياضيات في أواخر القرن الثامن . وقد قام إبراهيم الفزري بترجمة المعاهدات الرياضية من اللغة السنسكريتية إلى اللغة العربية . ومن خلال ترجمة هذه الأعمال قد أصبح النظام العددي الهندي ومفهوم الصفر معروفاً لدى العرب . وقد تعلم العرب الرياضيات من الهنود وسموها الرياضيات الهندية أو أرقام هندية . والأوروبيون قد استفادوا من الابتكارات الرياضية في الهند عن طريق العرب وأطلقوا عليها الأرقام العربية . وذكر ذلك أيضاً وصل إلي مثل هذه النتيجة الرئيس الهندي الأول جواهر لعل نهرو في مذكراته المعروفة ” باختراع الهند ” ومن الصعب التوصل إلى نتيجة أن العرب متى عرفوا الرياضيات ولكن يقال : إنهم عرفوها بترجمة سوريا سددهانتا التي تتضمن الرياضيات والعدد في الفصول من الفصل الثالث عشر والرابع العشرين [5] .
وقد عرف العرب نظام الطب الهندي على الأرجح في الوقت المبكر جداً ، لأن قبيلة قريش من مكة المكرمة تناولت تجارة المخدرات والتوابل ، وبالتالي جاء في اتصال دائم مع الهند وبلاد فارس . ويقول مقبول أحمد : إن تجار المخدرات ما كانوا يستوردون الاتجاهات للاستخدام الطبي فقط بل التفسيرات الدوائية والنباتية والمعدنية كذلك [6] . وترجمة بعض الكتب الطبية من اللغة اليونانية إلى اللغة العربية بدأت بالفعل في العصر الأموي في وقت مبكر من القرن الثامن ولكنها تطورت بشكل كامل مع تأسيس الخلافة العباسية في بغداد . وكان علم الطب الهندي ( الأيورفيدا ) قد وصل إلى العالم العربي بشكل صحيح بعد ترجمة عديد من الأعمال الهندية الكلاسيكية حول هذا الموضوع إلى اللغة العربية تحت رعاية الخلفاء العباسيين [7] .
وانتشار الطب الهندي في العالم العربي مرتبط بمرض الخليفة هارون الرشيد ( 786 – 809 ) . وكان الأطباء العرب غير قادرين على علاج الخليفة عندما كان يعاني من مرض خطير . ولذا دعا الخليفة طبيباً هندياً اسمه منكا على اقتراح شخص من رجال الحاشية . وعالج ” منكا ” الخليفة وشفا الخليفة من علاجه فمنحه العطايا ، وبعد ذلك اشتغل منكا بمستشفى البرامكة . وقد ترجم منكا عدداً من الأعمال السنسكريتية إلى اللغة العربية . ومن الأطباء الهندية من حصل على شهرة واسعة في العالم العربي كان ابن دهن وبلهه وصالح ابن أوسليل بهيلا . ومن الأعمال المشهورة الهندية التي قد تمت ترجمتها إلى اللغة العربية كانت كتاب تشكارا اسمتا وسسرد وهرديا استانكا وندان وكتاب السم .
وبين الكتب الهندية المترجمة إلى اللغة العربية ، كتاب سسرد ( يطلق عليه العرب سسرو ) وكتاب تشكارا اسمتا للطبيب الهندي الشهير تشكارا ، كان مشهوراً جداً . وكتاب سسرد يحتوي على عشرة فصول مع تفاصيل علامة الأمراض وعلاجهم . وترجم كتاب تشكارا اسمتا لأول مرة في اللغة الفارسية ثم إلى العربية من قبل عبد الله بن علي . ومن الكتب الهندية المترجمة إلى اللغة العربية ، كتاب ندان يفسر عن 404 علامات الأمراض فقط وليس العلاج [8] . علاوةً على ذلك ، قد تمت ترجمة الأعمال الأخرى حول أنواع مختلفة من الثعابين وسمومها والعلاج للنساء الحوامل ، والمسكرات والأمراض والأدوية وآثار الهوس والهستيريا إلى اللغة العربية [9] . ومن المهم أن أعمالاً طبيبةً هنديةً اسمها روضا قد ترجمت في اللغة العربية تحتوي على الأمراض النسائية .
الأدب والموسيقى :
ووقعت التفاعلات الثقافية بين العرب والهند أيضاً في مجال الموسيقى . والكاتب العربي الشهير الجاحظ أشاد الموسيقى الهندي في كتاباته . ويرى البعض أنه لم يترجم أي كتاب في الموسيقى الهندي في بغداد ، ولكن المؤرخ الإسباني القاضي سعيد الأندلسي ( 1070 ) قد كتب عن كتاب اسمه ” نفر ” معناه ” ثمار الحكمة ” في الموسيقى الهندي الذي تم الوصول إلى العرب . ووفقاً لذلك فإن هذا الكتاب يحتوي على الألحان والأنغام . ومن الممكن أن يكون الكتاب في الفارسية ” نوبر ” معناه ” الثمر الجديد ” وصل إلى العرب من خلال الترجمة من الفارسية . ونقلاً عن صديقه الهندوسي ، يقول العلامة السيد سليمان الندوي : إنه يمكن أن يكون الند معناه الصوت في اللغة السنسكريتية [10] . والمطربون من السند كانوا مشهورين جداً بين العرب ، وكان الشعراء والمثقفون العرب يتمتعون بهم . وكان مغني شهير من السند لدى أبي جميل ، الشاعر الشهير في عهد المهدي ( 775 – 785 ) وكان اسمه مطرز سندي مدني وهو يتلو قصائده . وقد اشترى عبدالله بن ربيع مغنيةً هنديةً مشهورةً ” خمار قندهارية ” في درهمين وجلبها إلى الحجاز [11] .
وبالمقارنة مع الكتابات العلمية الهندية ، الأعمال الأدبية في اللغة السنسكريتية كانت أقل تعارفاً لدى العرب ، لم يكن هناك أي ترجمة عربية للأعمال الكلاسيكية . وقد ترجم بعض ما هو معروف فأصبح الأدب الشعبي في العصور الوسطى . قد يكون السبب أن العرب كانوا يفتخرون بأدبهم أكثر بكثير ، وكان الأدب العربي قد أحرز تقدماً كافياً في كل من الأشكال نثراً وشعراً بزعمهم .
وهكذا ، الملاحم الهندية الكبيرة والأعمال الفلسفية مثل مهابهارتا ورامايانا بقيت غير المترجمة في العصر العباسي على الأرجح بسبب محتواها الديني . ومن الأعمال الهندية الأدبية التي اكتسبت شهرةً واسعةً كانت كليلة ودمنة ، وهي مجموعة من القصص التي تحتوي على أقوال حكيمة . وقد ألفه العالم الهندوس الكبير بندت وشنوشرما . وقد ضاع هذا الكتاب بعد ترجمته في اللغة البهلوية في القرن السادس الميلادي . وترجمه عبد الله بن المقفع إلى اللغة العربية باسم كليلة ودمنة في القرن الثامن الميلادي .
وقد ذاع صيت هذا الكتاب بترجمته في اللغة الإنجليزية في أوروبا وبعد ذلك تمت ترجمته إلى اللغة العبرية واللاتينية والإسبانية والإيطالية . وفي عهد نوشيروان ( 531 – 579 ) ، قد أرسل ” بزرج مهر ” إلى الهند لشراء نسخة من القصص لبد بائ ( Bidpai ) ( المعروف باسم كليلة ودمنة ) [12] .
وفي العصر العباسي ، قد أصبحت القصص والحكايات الهندية مشهورةً بين العرب مع ترجمة القصص الهندية إلى اللغة العربية . ومن الكتب المترجمة المشهورة كانت كليلة ودمنة وسند باد كبير وسند باد صغير وكتاب البد وكتاب بوناسيف وبلوهر وكتاب آداب الهند والصين وقصة هبوط آدم وكتاب الطرق وكتاب الدبق الهندي ( حول الرجل والمرأة ) وكتاب السويرم وكتاب الشنق في التدبير وكتاب بيدبا ( حول الحكمة والمعرفة ) وكتاب عطر المشروبات [13] .
وبعد العصر العباسي قد انخفض التفاعل الأدبي بين الهند والبلدان العربية . ولكن النهضة الثقافية في مصر في أواخر القرن التاسع عشر قادت إلى تشجيع تجديد الترجمة من اللغة العربية إلى اللغة الهندية وبالعكس . وترجمت أعمال الشخصيات مثل طاغور والعلامة محمد إقبال إلى اللغة العربية من قبل علماء من مصر ودول عربية أخرى .
وترجم وديع الحقي في لبنان كتاب طاغور ( Geetanjali ) الحائز على جوائز نوبيل للأدب . وقد تم ترجمة كتاب السيد سليمان الندوي الشهير حول العلاقات بين الهند والعرب وكتاب العلامة شبلي النعماني ” الفاروق ” الذي قام بترجمته د . جلال سعيد الحفناوي . كما تم ترجمة غاؤدان للكاتب الأردي الشهير بريم جند في اللغة العربية . وقد نشرت مكتبة رضا في رامبور حالياً كتاباً حول ” الهند في الشعر العربي ” الذي يقدم صورة الهند كما تتجلى في الشعر العربي . كما أعد الباحث المصري ثروة عكاشة موسوعة الفنون الهندية باللغة العربية في الآونة الأخيرة .
وهناك قائمة طويلة من العلماء الهنود الذين ساهموا مساهمةً كبيرةً في الحفاظ وتطوير العلوم الإسلامية بما فيها القرآن والحديث والفقه الإسلامي واللغة العربية وآدابها في القرن العشرين . وليس من الممكن أن نذكر كل الأسماء ولكن الذين قاموا بالأعمال الجليلة في هذا المجال هم العلامة أشرف علي التهانوي ومحمد أنور شاه الكشميري والشاه ولي الله الدهلوي والعلامة عبد الحي الحسني والقاضي أطهر المباركفوري والسيد سليمان الندوي وغلام علي آزاد البلغرامي والنواب صديق حسن خان والسيد أبوالحسن علي الحسني والآخرون .
وفي الآونة الأخيرة ، يتم عقد اللقاءات الثقافية والأدبية بين الهند والعالم العربي على نطاق واسع ولا سيما بعد إنشاء المركز الثقافي العربي الهندي بالجامعة الملية الإسلامية في نيو دلهي . وهذا المركز يبذل كل الجهد في تعزيز العلاقات الثقافية القديمة من خلال انعقاد البرامج الثقافية العربية في الهند وتطوير الثقافة الهندية في العالم العربي . ويقوم المركز بقيام الدراسة والبحوث حول الجوانب الثقافية ويبذل قصارى جهوده في تعزيز الدبلوماسية الثقافية . وينظم المركز اللقاءات الأدبية بين الكتاب الهندي والعربي الشهير بشكل متواصل . وخلال العامين الماضيين قام المركز بترجمة أكثر من عشرين كتاباً للكتاب الهنود مثل السيد أى بي جي عبد الكلام ( الرئيس الهندي السابق ) والسيد أمرتيا سين والسيد أميتاب غوش والبروفيسور مشير الحسن والسيد مبشر جاويد أكبر والسيد بافان ورما والسيد تلميذ أحمد إلى اللغة العربية . كما تمت ترجمة الأعمال الأدبية العربية مثل باص القيامة لروضة البلوشي ، ووجه أرملة فاتنة لفاطمة المزروعي ومريم والحظ السعيد لمريم السعيدي وغرفة القياس لعائشة الكعبي ، إلى اللغات الهندية المختلفة .
الخاتمة :
وبالرغم من ذلك أنه لا يمكن تحديد بداية العلاقات بين العرب والهند لكن ذكر الهند في الأساطير العربية والشواهد التاريخية التي توجد في عهد الخلافة العباسية يدل على أن الهند كانت على علاقة وثيقة مع العرب منذ القديم في عصور ما قبل الإسلام من خلال النشاطات التجارية التي كانت قائمةً بينهما . وتتوطد هذه العلاقات فيما بعد خاصةً في العصر العباسي من خلال ترجمة كثير من الكتب الهندية في مجال العلوم والفلك الرياضية والنجوم والهندسة والحكمة والموسيقى وغيرها . وهكذا يمكن أن نقول إلى جانب العلاقات التي كانت قائمةً بين العرب والهند في عصور ما قبل الإسلام والتي كانت محدودةً في مجال التجارة اتخذت العلاقات شكل التبادل الثقافي في العصر العباسي الذي يعرف في التاريخ الإسلامي بالعصر الذهبي والذي يتميز بولوع خلفائه بالعلوم والفلسفة والأدب فأسسوا بيت الحكمة للاستقاء من خير التراث الإنساني الفكري .
وفي العصر الحديث الذي هو عصر العولمة والتكنولوجيا الذي قد سهل تبادل الآراء والاتصالات ونقل المعلومات والأيدي العاملة تشكلت العلاقات بين العرب والهند في مجالات جديدة ظهرت في العصر الجديد لتلبية الحاجات الحديثة مثل الدبلوماسي السياسي والثقافي والفكري بين الدولتين وكذلك تبادل الأفكار السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها . وبالجملة يمكن أن نقول إن العلاقات بين العرب والهند تنوعت في العصر الحديث ولم تعد محدودةً في النشاطات التجارية الثقافية فقط بل تفرعت في كثير من المجالات المستجدة .
* الأستاذ المساعد ، المركز الثقافي العربي الهندي ، الجامعة الملية الإسلامية ، نيودلهي .
[1] تمام أبوالخير ، كيف أثرى العلماء الهنود الحضارة العربية https://www.noonpost.com /author/23920
[2] مقبول أحمد ، العلاقات الهندية – العربية ، بابولر بركاشن ، مومبائ ، 1969 ، ص 11 .
[3] نفس المصدر ، ص 13 .
[4] السيد سليمان الندوي ، عرب وہند كے تعلقات ( العلاقات بين الهند والعرب ) ، دار المصنفين ، أعظم جراه ، ص 153 .
[5] السيد سليمان الندوي ، عرب وہند كے تعلقات ( العلاقات بين الهند والعرب ) ، دار المصنفين ، أعظم جراه ، ص 133 – 134 .
[6] مقبول أحمد ، العلاقات الهندية – العربية ، بابولر بركاشن ، مومبائ ، 1969 ، ص 16 .
[7] نفس المصدر ، ص 16 .
[8] السيد سليمان الندوي ، عرب وہند كے تعلقات ( العلاقات بين الهند والعرب ) ، دار المصنفين ، أعظم جراه ، ص 148 .
[9] مقبول أحمد ، العلاقات الهندية – العربية ، بابولر بركاشن ، مومبائ ، 1969 ، ص 17 .
[10] السيد سليمان الندوي ، عرب وہند كے تعلقات ( العلاقات بين الهند والعرب ) ، دار المصنفين ، أعظم جراه ، ص 158 .
[11] قاضي أطهر مبارك فوري ، خلافت عباسيہ اور ہندوستان ( الخلافة العباسية والهند ) ، ندوة المصنفين أردو بازار ، جامع مسجد دهلي ، ص 390 – 391 .
[12] مقبول أحمد ، العلاقات الهندية – العربية ، بابولر بركاشن ، مومبائ ، 1969 ، ص 19 .
[13] قاضي أطهر مبارك فوري ، خلافت عباسيہ اور ہندوستان ( الخلافة العباسية والهند ) ، ندوة المصنفين أردو بازار ، جامع مسجد دهلي ، ص 390 .