دراسة حول السيرة النبوية

وصف الطبيعة في شعر ابن خفاجة الأندلسي
سبتمبر 15, 2020
الرد على الاعتراضات على بعض الآيات القرآنية ( الحلقة الأولى )
أكتوبر 20, 2020
وصف الطبيعة في شعر ابن خفاجة الأندلسي
سبتمبر 15, 2020
الرد على الاعتراضات على بعض الآيات القرآنية ( الحلقة الأولى )
أكتوبر 20, 2020

 

دراسة حول السيرة النبوية

الأستاذ محمد أرشد رئيس الندوي *

بما أن للسيرة النبوية أهمية عظمى لأن فيها طرق الحياة العادية وتفسير الآيات القرآنية وبيان الأحاديث النبوية نقدم تعريفها وأهميتها وتاريخها في السطور التالية :

السيرة لغة : السنّة والطريقة والحالة التي يكون عليها الإنسان ، قال الله تعالى : ” سَنُعِيدُهَا سِيَرتَهَا ٱلأُولَىٰ ” [1] .

وقال أصحاب المعجم الوسيط : ” السيرة : السنة . والطريقة . والحالة التي يكون عليها الإنسان وغيره . والسيرة النبوية وكتب السير : مأخوذة من السيرة بمعنى الطريقة ، أدخل فيها الغزوات وغير ذلك .   ويقال : قرأت سيرة فلان : تاريخ حياته . ج سير ” [2] .

أما السير فهو : ” الذهاب كالمسير والتيار والمسيرة والسيرورة وسار يسير وساره غيره وأساره وسار به وسيره ، والاسم : السيرة . وطريق مسور به . والسيرة : الضرب من السير . وكهمزة : الكسير السير ، والسيرة بالكسر : السنة والطريقة والهيئة والميرة ” [3] .

واصطلاحاً : هي ما نقل إلينا من حياة النبي صلى الله عليه وسلم منذ ولادته قبل البعثة وبعدها وما رافقها من أحداث ووقائع حتى موته .

وقال أحمد بن عثمان المزيد : ” يعنى علم السيرة النبوية بذكر وقائع حياة النبي صلى الله عليه وسلم من مولده إلى وفاته ” .

وقال في أهميته : ” سيرة محمد صلى الله عليه وسلم هي تطبيق لكتاب الله تعالى وسنته صلى الله عليه وسلم فهي سجل حافل لكل تفاصيل حياته صلى الله عليه وسلم : عقيدةً وعبادةً ومعاملةً وأخلاقاً وسلماً وحرباً ، دعوةً وجهاداً ، يسراً وعسراً ، في بيته وبين أصحابه ومع أعدائه ، فيه الأسوة الحسنة لمن رام سياسة قومه أو قام على شؤون بيته ، صلى الله على صاحب هذه السيرة الشريفة وآله وصحبه وسلم ” .

وقال في ثمراته : ” يقدم علم السيرة للبشرية جمعاء ، نموذجاً يحتذى به في مكارم الأخلاق ومظاهر الكمال الإنساني ويقدم للمسلم الأسوة والقدوة التامة في حياته والذي أمرنا بمحبته صلى الله عليه وسلم فوق محبتنا لأنفسنا وأولادنا والناس أجمعين ويوقفنا على دعوة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم ومراحلها وفقهها وتمثلها في الحياة المعاصرة ومن معينها نستقي الدروس التربوية في تعامله صلى الله عليه وسلم مع صحابته خاصة والناس عامة ” [4] .

فتشمل السيرة النبوية ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ونسبه ومنزلة أسرته وأيام رضاعته وتفاصيل طفولته وشبابه ووقائع حياته قبل البعثة وبعدها من نزول الوحي عليه ومساعيه في سبيل الدعوة إلى الله وتضحياته في هذا المجال وتفاصيل المصائب التي عاناها هو والمسلمون الأوائل وأخلاقه ، وكذلك تشمل المعجزات التي أجراها الله تبارك وتعالى على يديه ومختلف مراحل الدعوة في مكة المكرمة والمدينة المنورة ، وتفاصيل الغزوات والسرايا .

وقد تكون السيرة مرادة لمعنى السنة عند علماء الحديث وهو ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة . كما تعني عند علماء العقيدة وأصول الدين طريقة النبي صلى الله عليه وسلم وهديه . أما عند علماء التاريخ فإنها تعني أخباره ومغازيه .

وقد وضع علماء هذا الموضوع نطاقين أولهما النطاق الزماني والثاني النطاق المكاني فالأول  يشمل السيرة النبوية في نطاقها الزماني من ميلاد النبي محمدصلى الله عليه وسلم يعني عام الفيل إلى وفاته في شهر ربيع الأول 11هـ يعني 63 سنة من التقويم القمري ، أما بالتقويم الشمسي فميلاده في 571م ووفاته في 632م .

وأما النطاق المكاني فهو يتعلق بمكان ولادته مكة المكرمة التي عاش بها أكثر حياته وفيها بدأ عليه نزول الوحي عندما كان عمره أربعين سنة . فبعد البعثة النبوية قضى فيها 13 سنة ثم هاجر إلى المدينة المنورة عند ما كان عمره 53 سنة . وعاش فيها بقية حياته يعني حوالي عشر سنوات وبالإضافة إلى هذين البلدين كان خرج إلى الطائف مرتين ؛ مرة قبل الهجرة وأخرى بعد فتح مكة ، وكذلك خرج إلى منطقة تبوك شمالي جزيرة العرب .

فبإلقاء الضوء على هذين النطاقين يستعرض كاتب هذا الموضوع جوانب مختلفة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم ويحاول أن يحيط بكل ما يمكن من هذا الموضوع حسب المستطاع .

فموضوع السيرة النبوية يبحث عن تفاصيل حياة النبي صلى الله عليه وسلم من مولده ورضاعته وطفولته وشبابه والبلد الذي عاش فيه 53 سنة وأسمائه المختلفة وتفاصيل قبيلته في قريش وفضائل نسبه وأجداده ومآثرهم وأعمامه وأخواله والحياة وتفاصيل الحياة التي عاشها قبل البعثة وحادث البعثة النبوية وواقعة غار حراء ونزول الوحي وتفاصيل أخرى بما فيها حصارة شعب أبي طالب وهجرة أوائل المسلمين إلى الحبشة وبيعة العقبة الأولى والثانية والهجرة النبوية وتأسيس مسجد قبا وبناء المسجد النبوي الشريف والمؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين والغزوات والسرايا وصلح الحديبية وفتح مكة وحجة الوداع ووفاة النبي صلى الله عليه وسلم ، وتفاصيل أخرى كذلك نجدها في كتب السيرة التي ألفت بناءً على الروايات ، واعتبرت أهم وسيلة للاطلاع على السيرة النبوية بعد القرآن الكريم .

أما أهمية السيرة النبوية في فهم الإسلام فوفق صاحب ” فقه السيرة النبوية ” بإيجاز على ما يلي :

  1. أن يفهم الإنسان شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم النبوية من خلال حياته وظروفه التي عاش فيها .
  2. أن يجد الإنسان بين يديه صورة للمثل الأعلى في كل شأن من شؤون الحياة الفاضلة .
  3. أن يجد الإنسان في دراسة سيرته عليه الصلاة والسلام ما يعينه على فهم كتاب الله تعالى وتذوق روحه ومقاصده .
  4. أن يتجمع لدى المسلم من خلال دراسة سيرته صلى الله عليه وسلم أكبر قدر من الثقافة والمعارف الإسلامية الصحيحة سواء ما كان منها متعلقاً بالعقيدة أو الأحكام أو الأخلاق .
  5. أن يكون لدى المعلم والداعية الإسلامي نموذج حي عن طرائق التربية والتعليم .

وإن من أهم ما يجعل سيرته صلى الله عليه وسلم وافية بتحقيق هذه الأهداف كلها أن حياته عليه الصلاة وسلم شاملة لكل النواحي الإنسانية والاجتماعية التي توجد في الإنسان من حيث إنه فرد مستقل بذاته أو من حيث إنه عضو فعال في المجتمع ” [5] .

تاريخها :

إن موضوع السيرة النبوية موضوع هام توجه إليه كثير من الأدباء والباحثين في كل عصر ومصر . فـ ” أول ما دونه الكُتاب المسلمون من وقائع التاريخ وأحداثه هو أحداث السيرة النبوية ثم تلا ذلك تدوين الأحداث التي تسلسلت على أثرها إلى يومنا هذا ” [6] . وهم يناقشون فيه حياة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة والمدينة المنورة وكذلك قبل البعثة النبوية بالإضافة إلى ابراهيم عليه الصلاة والسلام والوضع الاقتصادي في العرب ورحلات قبائل العربية ومغازيها وكذلك يلقي باحثو هذا الموضوع وكُتابه ضوءاً على ما يتعلق بالغزوات والسرايا والجهود الدعوية واعتناق القبائل العربية بالإسلام .

ولا يمكن تفسير القرآن الكريم إلا بالاستفادة من السيرة النبوية لأن مناسبات نزول الآيات القرآنية تعتبر مهمةً جداً في مجال التفسير فيحتاج المفسر إلى تتبع المناسبات لنزول الآيات القرآنية في مسلسلات السيرة النبوية . وقد تطور موضوع السيرة النبوية في القرنين السابع والثامن من الهجرة ولم يكتف العلماء بذكر المغازي فقط بل وأقدموا على تدوين وجمع أحداث مهمة لحياة النبي صلى الله عليه وسلم فصارت مؤلفاتهم من أهم مصادر هذا الموضوع فهؤلاء العلماء هم المحدثون والمهتمون بالحديث النبوي فكانت حياتهم عبارةً عن الثقة والعدالة وقوة الحفظ ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم وحفظ الروايات الصحيحة عنه .

ولا نجد أى عمل حول الحديث النبوي فضلاً عن أي كتاب في مجال السيرة النبوية دوّن في العهد النبوي لأنه كان هناك خطر الالتباس بالقرآن الكريم حتى منع النبي صلى الله عليه وسلم من كتابة الحديث النبوي في بداية الأمر ثم أجاز ذلك نظراً إلى أهميته ، أما عملية كتابة السيرة النبوية فنجد بدايتها في آخر القرن الأول الهجري لأن القرآن الكريم كان تدوينه النهائي في شكل مصحف في عهدالخليفة الثالث عثمان رضى الله عنه وحفظته آلاف صدور المسلمين ، فما كان خطر الالتباس بين القرآن والسنة .

وأولاً كانت السيرة تعرف بمجموعة أحاديث مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم فمثلاً كان يسأل بعض الولاة أو الأمراء أو الحكام أو الأعيان في المدينة ودمشق وغيرهما من عرف بالحفظ والرواية : كيف كانت غزوة بدر ؟ أو من الذين شهدوا هذه الغزوة ؟ أو ما عددهم ؟ فيخبرهم ما لديه من الأخبار إسناداً ومتناً إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه صلى الله عليه وسلم كان أحياناً – عبر أحاديثه – يفسر آيات القرآن الكريم التي تضمنت تاريخ وقائع النبي صلى الله عليه وسلم وغزواته كما يذكر في غزوة بدر وكذلك في غزوة أحد ويوم حنين . ومن الطبيعي أن يختلف بعض رواتها في الزيادة أو النقص عن أمثالهم في جملة الأخبار وتفصيلها أو في دقة الإسناد كذلك ، حسب المصادر التي أمدته . ثم تقدمت السيرة تقدماً ملحوظاً بواسطة أبرز التابعين بعد الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين فمثلاً أبان بن الخليفة عثمان ثم عروة بن الزبير – وهما من أبناء أشراف العرب وكبرائهم – فمكنتهم قرابتهم من رسول الله صلى الله عليهم وسلم أن يجمعا من الأخبار والأسانيد ما لم يجمع غيرهما لذلك يمكن عدهما مؤسسي تاريخ السيرة في الإسلام ثم أخذ الكتاب بها بعين الاعتبار أمثال شرحبيل بن سعد ووهب بن منبه وعبد الله بن أبي بكر وعاصم بن عمر بن قتاده ثم الزهري وتلاميذه الذين من أعظمهم مرتبة محمد بن إسحاق صاحب السيرة الشهيرة ، قال الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي : ” ولعل أول من اهتم بكتابة السيرة النبوية عموماً هو عروة بن الزبير 92هـ ثم أبان بن عثمان 105هـ ثم وهب بن منبه 110هـ ثم شرحبيل بن سعد 123هـ ثم ابن شهاب الزهري 124هـ ” [7] .

فصحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين اعتنوا عنايةً بالغةً بالأحاديث المتعلقة بالسيرة النبوية ، ومنهم عبد الله بن عباس والبراء بن عازب وعبد الله بن عمرو بن العاص وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله رضي الله عنهم أجمعين ، فرواياتهم وانطباعاتهم حول السيرة النبوية انتقلت صدراً عن صدر وجيلاً بعد جيل حتى بدأت الكتابة حول هذا الموضوع في عهد عمر بن عبد العزيز . ثم بذل التابعون ومن جاء بعدهم مجهوداً كثيراً في تدوين هذا الموضوع .

في القرن الأول عروة بن الزبير بن العوام ( 94هـ ) الذي كان ابن صحابي جليل و اعتبر من سبعة الفقهاء والمحدثين الشهيرين في المدينة المنورة .

وأبان بن عثمان ( 105هـ ) الذي كان محدثاً كبيراً وتابعياً  معتبراً .

ومحمد بن مسلم بن شهاب الزهري ( 124هـ ) المحدث الذي كان يعيش في المدينة المنورة .

وعبد الله بن أبي بكر بن عمر بن حزم ( 135هـ ) الذي كان محدثاً ثقةً وأستاذاً للإمام مالك .

وموسى بن عقبة ( 141هـ ) المحدث الذي كان ثقةً وتلميذاً كبيراً من تلاميذ الإمام الزهري .

ومحمد بن إسحاق بن يسار ( 151هـ ) المؤرخ الذي كان من أهالي المدينة المنورة ويعتبر إماماً في فن المغازي وتلميذاً شهيراً من تلاميذ الإمام الزهري .

وفي القرن الثالث الهجري كان من المشهورين محمد بن عمر الواقدي ( 207هـ ) صاحب ” كتاب المغازي ” ومحمد بن سعد ( 230هـ ) صاحب ” الطبقات الكبرى ”  وأبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري   ( 194 – 256هـ ) صاحب ” الجامع الصحيح ” وأبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري ( 206 – 261هـ ) صاحب ” صحيح مسلم ” ومحمد بن عيسى الترمذي ( 209 – 279هـ ) صاحب ” سنن الترمذي ” وأبو عبد الله محمد بن يزيد ابن ماجة ( 209 – 273هـ ) صاحب ” سنن ابن ماجة ” .

وفي القرن الرابع الهجري كان من المشهورين أبو الحسن علي بن عمر الدار قطني ( 306 – 385هـ ( صاحب ” سنن الدار قطني ” وأبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي ( 215 – 303هـ ) صاحب ” سنن  النسائي ” . واهتم هؤلاء المحدثون بذكر البعثة والوحي وأخلاق النبي صلى الله عليه وسلم وآدابه ومغازيه ومعجزاته وميزاته . ويضاف إليه أربعة كتب شهيرة وهي ” السيرة من كتاب تاريخ الأمم والملوك لمحمد بن جرير الطبري ( 310هـ ) و ” السيرة من كتاب مروج الذهب لعلي بن الحسين المسعودي ( 346هـ ) و ” السيرة النبوية وأخبار الخلفاء  لمحمد ابن حبان التميمي السبتي ( 354هـ ) و ” أسماء رسول الله ومعانيها لأحمد بن فارس ( 395هـ ) .

وفي القرن الخامس الهجري كان من الكبار مصعب بن محمد بن أبي ذر مسعود بن عبد الله الجياني الخشني الشهير بـ ” أبو ذر الخشني ” وعلي بن أحمد بن حزم الأندلسي ( 456هـ ) صاحب ” جوامع السيرة النبوية ” وأبو محمد علي بن أحمد بن سعيد ابن حزم ( 456هـ ) صاحب     ” جوامع السيرة ” وأبو عمر يوسف بن عبد الله بن محمد ابن عبد البر النَّمَري ( 463هـ ) صاحب ” الدرر في اختصار المغازي والسير ” .

وفي القرن السادس الهجري ظهر كتاب مثل عبد الرحمن بن عبد الله بن أبي الحسن الخثعمي السهيلي الأندلسي صاحب ” الروض الأنف ” وأبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي ( 597هـ ) صاحب ” تلقيح فهوم أهل الأثر في عيون التواريخ والسير ” .

وفي القرن السابع الهجري كان ثلاثة كتاب شهيرين وهم سليمان بن موسى الكلاعي الأندلسي ( 634هـ ) صاحب ” الاكتفاء في مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم والثلاثة الخلفاء ” وأبو زكريا يحيى بن شرف النووي ( 676هـ ) صاحب ” تهذيب السيرة النبوية ” وابن النفيس علاء الدين علي أبي الحزم   ( 687هـ ) صاحب ” الرسالة الكاملية في السيرة    النبوية ” .

وفي القرن الثامن الهجري كانت هناك مؤلفات كثيرة ومنها       ” السيرة النبوية لعبد الله المؤمن بن خلف الدمياطي ( 705هـ ) و ” عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير ” لأبي الفتح محمد بن محمد بن سيد الناس ( 734هـ ) و ” عيون الأثر في ذكرى فنون المغازي والشمائل والسير ” لمحمد بن محمد سيد الناس اليعمري ( 734هـ ) و ” نور العيون في تلخيص سيرة الأمين المأمون ” لابن سيد الناس محمد ابن محمد اليعمري  ( 734هـ ) و ” توثيق عرى الإيمان في تفضيل حبيب الرحمن ” لهبة الله بن عبد الرحيم أبي القاسم شرف الدين بن البارزي ( 738هـ ) وعلي بن محمد البغدادي المعروف بالخازن ( 741هـ ) ” الروض والحدائق في تهذيب سيرة سيد الخلائق ” و ” السيرة النبوية ” لشمس الدين الذهبي ( 748هـ ) و ” زاد المعاد في هدي خير العباد ” لابن قيم الجوزية ( 751هـ ) و ” البداية   والنهاية ” لابن كثير ( 774هـ ) .

ونجد في القرن التاسع الهجري أربعة كتب شهيرة وهي ” نور النبراس في شرح سيرة ابن سيد الناس ” لسبط ابن العجمي ( 841هـ )       و ” مختصر السيرة ” لابن حجر العسقلاني ( 852هـ ) و ” إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع ” لتقي الدين أحمد بن علي المقريزي ( 845هـ ) .

وفي القرن العاشر الهجري ستة كتب شهيرة وهي ” اقتباس الاقتباس لحل مشكلة سيرة ابن سيد الناس ” ليوسف بن حسن الحنبلي   ( 909هـ ) و ” المواهب اللدنية بالمنح المحمدية ” لشهاب الدين القسطلاني   ( 923هـ ) و ” حدائق الأنوار ومطالع الأسرار في سيرة النبي المختار ” لجمال الدين محمد بن عمر بن مبارك بن عبد الله الحميري بحرق ( 930هـ )      و ” سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ” لمحمد بن يوسف الصالحي الشامي ( 942هـ ) و ” قرة الأبصار في سيرة المشفع المختار ” لعبد العزيز بن عبد الواحد اللمطي الفاسي ( 964هـ ) .

وأما في القرون التالية فهناك خدمات جليلة في هذا المجال فمثلاً هناك ” نفائس الدرر في أخبار سيد البشر ” لمسعود بن محمد جموع الفاسي ( 1119هـ ) ” مواهب المجيب في خصائص الحبيب ” للأستاذ الشاعر أحمد بن علي العدوي الدمشقي ( 1172هـ ) و ” مولد النبي ومعجزاته ” لمحمد أمين الجندي ( 1270هـ ) و ” عصمة الأنبياء ” لأحمد المرزوقي المالكي ( 1281هـ ) و ” مختصر السيرة النبوية ” لمحمد بن عبد الوهاب ( 1306هـ ) و ” السيرة النبوية والآثار المحمدية ” لأحمد بن زيني دحلان الحسني ( 1304هـ ) و ” سعادة الدارين في منحة سيد الدارين ” لأحمد البخاري الدمياطي ( 1309هـ ) و ” النظم البديع في مولد الشفيع ” ليوسف إسماعيل النبهاني ( 1350هـ ) ، وفي القرن الحاضر كتاب          ” السيرة النبوية ” لسماحة العلامة السيد الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي ، رحمه الله .

و ” أما القرن الخامس عشر الهجري فلاقت فيه السيرة النبوية عنايةً بالغةً من الباحثين والمؤلفين في العصر الحاضر وتميزت طائفة من هذه الدراسات بالجودة في الاعتماد على ما صح من أخبار السيرة النبوية ، وأيضاً في العناية بفقه السيرة والدروس والعبر التربوية المستفاد منها وهذا النوع كثير ولله الحمد غير أن التفاوت حاصل بين تلك المؤلفات حسب قدرات مؤلفيها وتخصصاتهم العلمية وكما قيل ” كل يؤخذ من قول هو يرد إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم ” والدراسات المعاصرة في السيرة النبوية بعضها يتصف بالشمولية وبعضها يفرد حدثاً أو غزوةً من الغزوات بالدراسة وذكر العبر والفؤائد ” [8] . ومن الكتب المفيدة في هذا الباب      ” السيرة النبوية دروس وعبر ” للدكتور مصطفى السباعي و ” السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية ” للدكتور مهدي رزق الله أحمد            و ” السيرة النبوية ” لأبي الحسن علي الندوي و “حياة محمد ” لمحمد حسين هيكل و ” في ظلال السيرة لمحمد الرابع الحسني الندوي و ” الرسالة المحمدية ” لسيد سليمان الندوي و ” الرحيق المختوم لصفي الرحمن المباركفوري و ” محمد صلى الله عليه وسلم سيد رجال التاريخ ” لعلي الطنطاوي و ” عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم لعباس محمود العقاد وغيرها .

ثم استمرت الكتابة في السيرة النبوية ومثالها على ذلك ” مصادر السيرة النبوية وتقويمها ” لفاروق حمادة ومن مؤلفات المستشرقين ” علم التاريخ عند المسلمين ” لفرانز روزنتال ومقدمة ” مغازي الواقدي ” لمارسدن جونز . وكذلك نجد في هذا المجال باللغة العربية ” رحمة للعالمين ” باللغة الأردوية للقاضي سليمان المنصور فوري و ” سيرة النبي ” لشبلي النعماني .

وعباس محمود العقاد شخصية بارزة في مجال الأدب العربي وله دور مهم في تعريف الشخصيات الإسلامية العبقرية وله أسلوب خاص . كتب العقاد سلسلة العبقريات منها ” عبقرية محمد ” وله ” عبقرية الصديق ” و ” عبقرية عمر ” و ” عبقرية الإمام علي ” و ” عبقرية خالد ” وما إلى ذلك .

* قيصر غنج – أترابراديش ( الهند ) .

1 سورة طه : 21 .

2 المعجم الوسيط للجماعة ، مطبعة اللغة العربية ، الإدارة العامة للمعجمات وإحياء التراث ، طبعة رابعة ، 1425هـ/2004م ، مادة : سير .

3 القاموس المحيط للفيروز آبادي ، تحقيق : مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة ، إشراف : محمد نعيم العرقوسي ، مطبعة مؤسسة الرسالة ، مادة : سير .

[4] مختصر السيرة النبوية لابن هشام ، اختصار : أ . د . أحمد بن عثمان المزيد ، طبعة أولى ، 1438هـ/2017م ، مداد الوطن للنشر ، ص : 9 .

[5] فقه السيرة النبوية مع موجز تاريخ الخلافة الراشدة للدكتور محمد سعيد رمضان   البوطي ، دار الفكر المعاصر ، بيروت – لبنان ، دار الفكر ، دمشق – سورية ، طبعة  ثانية ، ص : 15 – 16 .

[6] المصدر السابق ، ص : 17 .

[7] فقه السيرة النبوية مع موجز تاريخ الخلافة الراشدة للدكتور محمد سعيد رمضان   البوطي ، ص : 18 .

[8] لمحات من السيرة النبوية والأدب النبوي لمحمد واضح رشيد الحسني الندوي ، مطبعة الرشيد ، لكناؤ ، الهند ، عام 1431هـ/2010م ، ص : 216 – 217 .