مؤلفات الأستاذ الشيخ عيادة الكبيسي وأبحاثه المفيدة

الأستاذ أنور الجندي : أحد رواد الاتجاهات الدينية في القرن العشرين الميلادي
فبراير 21, 2021
الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله : المحدث المحقق
مارس 31, 2021
الأستاذ أنور الجندي : أحد رواد الاتجاهات الدينية في القرن العشرين الميلادي
فبراير 21, 2021
الشيخ عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله : المحدث المحقق
مارس 31, 2021

رجال من التاريخ :

مؤلفات الأستاذ الشيخ عيادة الكبيسي وأبحاثه المفيدة

بقلم  : الأستاذ الدكتور عبد الحكيم الأنيس *

الحمد لله رب العالمين ، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

وبعد : فهذه نبذة يسيرة تعرف بالشيخ عيادة بن أيوب الكبيسي رحمه الله تعالى .

هو العالم الجليل المفسر المربي النبيل الأستاذ الشيخ عيادة بن أيوب بن سويدان الكبيسي مدينةً العباسي نسباً .

ولادته ونشأته :

وُلِدَ الشيخ في ” كبيسة ” في محافظة الأنبار غربي العراق عام 1946م ودَرَسَ فيها المرحلة الابتدائية .

ثم دخل المتوسطة في الفلوجة إلى الصف الرابع ، ثم انتقل إلى المدرسة العلمية الدينية في كبيسة عام ( 1960 ) ، وتلقى فيها العلم عن الشيخ عبدالستار مُلا طه الكبيسي ، وهو من أكثر شيوخه فيه تأثيراً .

ثم انتقل إلى بغداد ، وحصل على الثانوية العامة في المدرسة القادرية عام ( 1971 ) ، وكان ترتيبه ( الأول ) على معاهد العراق بتقدير ( ممتاز ) .

ومن شيوخه في هذه المرحلة العلامة الشيخ عبدالكريم المدرس ، والشيخ كمال الدين الطائي .

ثم دخل كلية الإمام الأعظم ببغداد وحصل فيها على البكالوريوس في الشريعة الإسلامية ، وكان ترتيبه الأول على دفعته ، وتقديره ( ممتاز ) .

وفي أثناء تحصيله العلمي هذا وبعده عمل إماماً وخطيباً في عدد من جوامع بغداد ، آخرها وأهمها في حياته جامع الفرقان في منطقة الصليخ .

تحصيله العلمي العالي :

تابعَ تحصيلَه العلمي العالي في جامعة أم القرى في مكة المكرمة .

وحصل على درجة الماجستير في الدراسات الإسلامية ( كتاب وسنة ) ، بتقدير ( ممتاز ) ، وكان عنوان رسالته : ” صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة ” .

وعلى الدكتوراه في التفسير وعلوم القرآن ، بتقدير ( ممتاز ) ، مع التوصية بطبع الرسالة ، وكان عنوان رسالته ” تفسير سورتي الأنفال والتوبة لابن أبي حاتم الرازي ( ت : 327 ) ” دراسة وتحقيق وتخريج ” ، وتقع الرسالة في ( 1056 ) صفحة من القطع الكبير .

وظائفه العلمية :

بدأ بعد نيله شهادةَ الدكتوراه مشواره التعليمي ، وقد درس في ثلاث كليات :

-كلية أصول الدين في الجامعة الإسلامية العالمية في إسلام آباد في باكستان ، وقد درّس فيها سبع سنوات ( 1988 – 1995 ) .

وبعد شهورٍ قضاها في ( دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي ) انتقل إلى :

-كلية الدراسات الإسلامية والعربية في الإمارة نفسِها ، وبقيَ فيها إلى سنة ( 2005م ) ، ونال في هذه السنوات درجة أستاذ مشارك ، ودرجة أستاذ .

-ثمَّ انتقل إلى كلية الشريعة بجامعة الشارقة ، وعَمِلَ فيها إلى سنة       ( 2016م ) .

وتفرَّغ بعدها لأعمالهِ العلمية ، والتدريس مُحاضِراً ، وإلقاءِ المحاضرات ، وتقويمِ الأبحاث العلمية والمؤلفات التفسيرية الواردة إليه من الجامعات والمراكز المختصة ، – ومنها تقويمُه ” تفسير القرآن الكريم ” الذي أُعِدَّ في دائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي – .

وعلى هذا يكون الشيخُ قد قضى في التعليم الجامعي والعمل العلمي أكثر من ثلاثين سنةً ، أفادَ فيها مِنْ علمه وسمته وهديه أعدادٌ غفيرةٌ من الطلاب والطالبات مِنْ بلدان شتى . . . وما منهم مِنْ أحدٍ إلا وهو يذكرُ الشيخَ بالتبجيل والثناء ، والمحبة والدعاء .

وكانت كلماتُ الشيخ تنطبعُ في قلوبهم وتؤثرُ فيهم ولا ينسونها كما قال لي عددٌ منهم ، وهذا علامة الإخلاص والقبول .

وكتبَ لي أحدُ طلابه – وهو الأخ الشيخ عبدالله الأرمكي من إيران – قائلاً : كنتُ أسمعُ شيخنا عيادة الكبيسي – رحمه الله – في دروسه ومحاضراته يتمثل كثيراً بهذين البيتين للإمام ابن رسلان الشافعي في كتابه ” الزُّبد ” :

وعالم بــــعلــمــه لم يعملنْ  معذّبٌ مِنْ قبلِ عُبّادِ الوثنْ

وكل مَنْ بغير عــلمٍ يعملُ  أعـــمــــالُه مــردودةٌ لا تُقبلُ

وهذا يُبيِّن مزجَه التعليمَ بالدعوة إلى العمل ، وقد كان داعيةً مخلصاً ناصحاً محباً لطلابه حريصاً شفوقاً عليهم ، وكان شديدَ الغيرة على الإسلام ، كثيرَ الرغبة في بثِّ العلم والتذكير بالعمل . . . وقد اتخذ من التعليمِ الجامعي والمنبرِ والتأليفِ والتحقيقِ والمحاضراتِ وسائلَ لخدمةِ الدين والسعي للنهوض بالمسلمين ، وعلى هذا عاشَ ، وعلى هذا ماتَ .

وقد قال في حديثٍ له عن زميله الشيخ الدكتور نعمان أبو ليل وقد عَرَفه في الجامعة الإسلامية العالمية : ” كان الشيخ الدكتور نعمان يتجولُ في أرض الله يدعو إلى الله فزارَ بلاداً كثيرةً ، شأنه في ذلك شأن أهل الدعوة مِنْ أمثاله ، ممّا جعله يستقيلُ مِنْ عمله الجامعي ليبقى مزاولاً لعمله الدعوي ومُتَفرِّغاً له ، وإنْ كان العملُ الجامعي مِنْ أهم ألوان الدعوة متى ما خلصت النيةُ ، وحسن التوجهُ والتوجيهُ ” . وهذا يُبينّ رأيَ الشيخ في العمل الجامعي ومقاصدَهُ منه .

وقد أراد الشيخُ بعد نيله شهادة الدكتوراه أَنْ يعمل في المملكة العربية السعودية ولكن لم يتم ذلك ، وقدّر اللهُ له أَنْ يُعلِّم في باكستان وفي الإمارات ، وأَنْ يُعلِّم ويحاضر ويخطب في عددٍ من البلدان التي    زارها . . . قال في حديثٍ له عن زميله الدكتور نزار الحمداني :              ” وللدكتور نزار يدٌ بيضاءُ عليَّ في محاولته مساعدتي للعمل في تلك  البلاد ، إلا أنَّ الأمرَ لم يتم ، وشاء اللهُ تعالى لنا أَنْ نتنقل في البلاد ، وعسى أن يكون ذلك خيراً ، وقد كان الشيخ سعيد الطنطاوي يُحبِّذُ عدمَ البقاء ، ويفضَّلُ الخروجَ لنشر العلم والذكر حتى إنه تعجّبَ واستغربَ لمّا عرفَ أني أحاولُ البقاء ، وكان يضربُ مثلاً بالصحابة رضي الله عنهم الذين خرجوا ينشرون نور الله في الأرض ” .

ومِنْ آثار انتفاعِ الناس بعلم الشيخ ما حكاهُ هو عن بعض طلابه في أوغندا في إفريقيا ، في سلسلة مقالاته النافعة المباركة المشوِّقة بعنوان ” شذرات مِنْ مزايا رجالٍ صَحبتُهم ” ، في ” مجلة الرِّباط ” الموصلية ، قال تحت عنوان : الأستاذ سام أحمد الأوغندي ، ( جمع الكلمة . . . وتوحيد الصفوف ) : ” من تلاميذنا في الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد ، كان شاباً نشطاً مجتهداً متفوقاً ، حصل على الماجستير بتقدير ممتاز ، ثم رجع إلى بلده فعمل أستاذاً للدراسات الإسلامية في جامعة كمبالا عاصمة أوغندا ، وقد قدَّر الله تعالى لي أن أذهب إلى أوغندا في الإجازة الصيفية ، وكانت لنا هناك نشاطات متنوعة ، في المساجد والمدارس والمؤسسات ونحوها داخل كمبالا وفي أطرافها ، وفي يوم من الأيام إذا بالأستاذ سام أحمد يزورني في المنزل الذي أنا فيه ويلتمس مني أن ألقي محاضرة في مسجد الجامعة ، فوافقتُ على أن يقوم هو بالترجمة ، فسألتُه كيف يكون مسجد في جامعة غير إسلامية ؟! فقال : إن لبناء هذا المسجد قصة عجيبة ، فقلت : وما هي ؟ فقص علي القصة فكان مما قال :

لما جاء الرئيس الجديد ” موسيفيني ” وأعلن الدمقراطية في    البلاد ، تقدَّم أصحاب الديانات بطلباتهم لبناء معابدهم في الجامعة وهي جامعة كبيرة ذات مساحة واسعة جداً ، وتقدَّمنا نحن المسلمين بطلب لبناء مسجد ، فأعطونا مكاناً منزوياً يقع في آخر الجماعة ، فأردنا مكاناً أحسن من هذا فأبوا إلا ذلك المكان ، فرضينا وقلنا : أحسن من لا    شيئ ، وشرعنا في بناء المسجد فماذا كان ؟ ما إن أتممنا بناء المسجد ، وأقيمت منارتُه ، حتى صدر الأمرُ بتغيير مدخل الجامعة الرئيسي ، ليكون من عند المسجد !! فالآن مَنْ دخل الجامعة يجد عن يمينه المسجد شامخاً بمنارته ، حتى لا يشك في أنَّ الجامعة جامعة إسلامية !

اتفقنا على موعد ، فذهبتُ إلى الجامعة ، فإذا بالمسجد يغصُّ بجموع غفيرة من المصلين ، لقد كان الأستاذ سام أحمد موفقاً وصادقاً وحكيماً فقد استطاع أن يجمع الشباب على اختلاف توجهاتهم وتنوع أفكارهم في ذلك المسجد العامر ، ومن أنشطته أنه رتَّب وليمة واسعة للجميع بعد انتهاء المحاضرة ، حقاً لقد كانت الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد تُحسن تربية طلابها ، فإنَّ سعة الأفق وجمع كلمة المسلمين من الأمور المهمة التي ينبغي أن يتحلى بها كلُّ مسلم غيور على أمته ، وإنَّ ضيق الحزبية والعصبية أمرٌ مرفوضٌ لا يوصل إلى نتيجة مرضية ، وفَّق الله تعالى الأخ الأستاذ سام أحمد وزملاءه للمضي في هذا السبيل    الحميد ، وجمعَ اللهُ كلمةَ المسلمين على ما يرضيه ، وجعلهم يداً على مَنْ سواهم آمين ” .

ومما يُبيّن حبَّ الشيخ للتعليم وإخلاصه فيه ما كتبَه إليه الأستاذ الدكتور محمد عبد التواب وكيل كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية العالمية وعميدها ، بعد مغادرته العملَ فيها : ” إنَّ الكلية قد خُلِقتْ لك ، وأنتَ خُلقتَ لها ” .

مؤلفاته وبحوثه :

وفَّق الله عز وجل الشيخ لنشر العلم عن طريق آخر وهو الـتأليف والتحقيق ، فألَّف كتباً غزيرة الفائدة ، وحقَّق كتباً قيمةً ، على رأسها أجزاء من تفسير ابن أبي حاتم الرازي .

ومنْ مؤلفاته النافعة المباركة كتابُه : ” الأربعون المنيرة في الأجور الكبيرة على الأعمال اليسيرة ” ، وقد استخرجتُ منه مطويةً بعنوان :       ” دليلك إلى العمل اليسير والأجر الكبير ” . وأحسب هذا الكتاب يجسِّد شخصية مؤلفه .

وكلُّ أعمال الشيخ من المؤلَّفاتِ – النثريةِ والشعريةِ – والمحقَّقاتِ والبحوثِ والمقالاتِ أعمالٌ علميةٌ عمليةٌ مباركةٌ نافعةٌ تمسُّ الحاجة إليها ، ويعظمُ الانتفاعُ بها ، وهذا ثبت بمؤلفاته وأبحاثه :

أولاً : الكتب المنشورة :

  1. تفسير سورتي الأنفال والتوبة لابن أبي حاتم الرازي – دراسة وتحقيق وتخريج ، رسالة الدكتوراه دار ابن الجوزي .
  2. صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسُّنة ، رسالة ماجستير ، نشرته دار القلم ، الطبعة الأولى سنة 1407 ، الطبعة الثانية دار ابن حزم سنة 1430 .
  3. تفسير سورة المائدة لابن أبي حاتم الرازي – دراسة وتحقيق وتخريج ، تقوم بطباعته دار ابن الجوزي .
  4. تفسير سورة يونس عليه السلام لابن أبي حاتم الرازي – دراسة وتحقيق وتخريج ، كتاب يقع في ( 538 ) صفحة من القطع الكبير ، طبعته دار ابن حزم ، الطبعة الأولى سنة 1421 – 2000 ، بيروت .
  5. قصة هاروت وماروت في ميزان المنقول والمعقول – وكان بحثاً صغيراً طوّره إلى كتاب ، نشرته دار ابن حزم ، الطبعة الأولى ، سنة 1424 – 2003 .
  6. تفسير سورة الناس للبرهان النسفي ( 687 ) ” دراسة وتحقيق مع إحدى وعشرين فائدة تفسيرية تتعلق بالسورة الكريمة ” كتاب يقع في ( 235 ) صفحة من القطع المتوسط ، نشرته دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي ، الطبعة الأولى سنة 1422 – 2001 .
  7. أبرز أسس التعامل مع القرآن الكريم ، كتاب يقع في ( 152 ) صفحة من القطع المتوسط ، نشرته دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي . الطبعة الثالثة سنة 1422 – 2001 ، الطبعة الرابعة دار ابن حزم سنة 1431 – 2010 .
  8. الأربعون المنيرة في الأجور الكبيرة على الأعمال اليسيرة ، كتاب يقع في ( 414 ) صفحة من القطع الكبير ، نشرته دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبـي . الطبعة الثالثة سنة 1422 – 2001م ، الطبعة الرابعة دار ابن حزم سنة 1433 – 2012 .
  9. الوسوسة : أسبابها وعلاجها ، كتاب يقع في ( 189 ) صفحة من القطع المتوسط ، نشرته دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي ، الطبعة الثانية سنة 1422 – 2001 ، طبعة دار ابن حزم سنة 1431 – 2010 .
  10. لباس التقوى والتحديات المعاصرة للمرأة المسلمة ، كتاب يقع في ( 340 ) صفحة من القطع الكبير ، نشرته دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبـي ، الطبعة الثانية سنة 1422 – 2001 ، الطبعة الثالثة دار ابن حزم سنة 1433 – 2012 .
  11. دعائم السلوك الأمثل من الكتاب والسُّنة ، كتاب يقع في ( 176 ) صفحة من القطع المتوسط ، نشرته دار ابن حزم سنة 1429 – 2008 .
  12. الأرجوزة المكية في الصلوات السنية بالأسماء الإلهية والشمائل المحمدية ، كتاب يقع في ( 200 ) صفحة من القطع الكبير ، نشرته دار ابن حزم سنة 1432 – 2011 .
  13. دراسات في التفسير ومناهجه – جائزة دبي الدولية للقرآن الكريم ، الطبعة الأولى سنة 1436 – 2015 .
  14. الأربعون القدسية من الصحيحين – شرح وتعليق ، تقوم على طباعته جائزة دبي الدولية – وهو قيد التنفيذ والإخراج سنة 2019 .
  15. الأربعون الخطيرة في عقوبات كبيرة على أعمالٍ اتقاءاتُها يسيرة – وافقت على طباعته جائزة دبي الدولية .

ثانياً : الأبحاث المنشورة :

  1. القصّ . . بين الهدف النبيل والانحراف المسيئ . نشرته حولية الجامعة الإسلامية العالمية ، إسلام آباد ، باكستان ، العدد ( 1 ) ، المجلد ( 1 ) ، ( 1415 – 1994 ) .
  2. البسملة وسبب سقوطها من سورة براءة . نشرته مجلة الدراسات الإسلامية ، إسلام آباد ، العدد ( 3 ) ، المجلد ( 26 ) ، ( 1412 – 1992م ) .
  3. قراءة البسملة أول سورة براءة للإمام ملا علي القاري : دراسة وتحقيق وتعليق ، نشرته مجلة الدراسات الإسلامية ، إسلام آباد ، باكستان ، العدد ( 4 ) ، المجلد ( 28 ) ، ( 1412 – 1991 ) .
  4. تفسير الخازن والإسرائيليات ، نشرته حولية الجامعة الإسلامية العالمية ، إسلام آباد ، باكستان ، العدد ( 2 ) ، المجلد ( 1 ) ، ( 1416 – 1995 ) .
  5. البرهان النسفي وتفسيره ” كشف الحقائق ” ، نشرته مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبـي ، العدد ( 14 ) ، ( 1418 – 1997 ) .
  6. النصر في القرآن : الأسباب والمعوقات ، نشرته مجلة الأحمدية التي تصدر عن دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث بدبي ، العدد ( 1 ) ، ( 1419 – 1998 ) .
  7. شبهات حول تفسير الرازي – عرض ومناقشة ، نشرته مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي ، العدد ( 16 ) ، ( 1419 – 1998 ) .
  8. تدبُّر القرآن الكريم بين المنهج الصحيح والانحرافات المعاصرة ، نشرته مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي ، العدد ( 19 ) ، ( 1412 – 2000م ) .
  9. ابن ابي حاتم الرازي وتفسيره المسند ، نشرته مجلة الدراسات الإسلامية ، مجمع البحوث الإسلامية ، إسلام آباد ، العدد ( 3 ) ، المجلد ( 24 ) ، ( 1409 – 1989 ) .
  10. إمعان النظر في فواتح السور ، نشرته مجلة الدراسات الإسلامية ، مجمع البحوث الإسلامية ، إسلام آباد ، باكستان ، العدد ( 2 ) ، المجلد ( 25 ) ، ( 1410 – 1990 ) .
  11. قصة هاروت وماروت في ميزان المنقول والمعقول ، نشرته مجلة الدراسات الإسلامية ، وهي مجلة محكمة تصدر عن مجمع البحوث الإسلامية ، الجامعة الإسلامية العالمية ، إسلام آباد ، باكستان ، العدد ( 3 ) ، المجلد ( 27 ) ، ( 1413 – 1992 ) .
  12. رسالة في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ ٱللَّهِ ) الآية للشيخ علي الأجهوري المالكي ( ت 1006 ) : دراسة وتحقيق ، نشرته مجلة كلية الدراسات الإسلامية والعربية بدبي ، في العدد الخامس والعشرين ( 1424 – 2003 ) .
  13. البيِّنات في بيان بعض الآيات للإمام ملا علي القاري ( ت 1014 ) : دراسة وتحقيق ، نشرته مجلة الأحمدية في العدد الخامس عشر ( 1424 – 2003 ) .
  14. أهمية التفسير بالمأثور في الدراسات القرآنية – من خلال التفسير المُسند لابن أبي حاتم الرازي ( 327 ) ، نُشِرَفي مجلة الدراسات الإسلامية ، الجامعة الإسلامية العالمية بإسلام آباد ، باكستان ، العدد الثاني ، المجلد الحادي والأربعون ( 1427 – 2006 ) .
  15. المحكي في القرآن : حكمه أنواعه دلالاته ، نُشِرَ في مجلة الأحمدية في العدد الرابع والعشرين ( 1429 – 2008 ) .
  16. القراءة الجديدة للقرآن الكريم بين المنهج الصحيح والانحراف المسيئ ، نشرته حولية جامعة إفريقيا العالمية بالسودان في العدد الحادي عشر ( 1429 – 2008 ) .
  17. حديث القرآن عن الفتح وأنواعه وهداياته ، نشرته مجلة كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر في العدد السادس والعشرين ( 1430 – 2008 ) .
  18. القصّر ومَن في حكمهم في النظرة القرآنية ، نُشِرَ في مجلة جامعة القرآن الكريم ، الخرطوم ( 1433 – 2012 ) .
  19. مناهج المُفسِّرين بين الأثر والتجديد ، نُشِرَ في مجلة كلية العلوم الإسلامية بجامعة بغداد ( 2010 ) .
  20. الاستطاعة بين التقوى وإعداد القوة في القرآن الكريم ، نُشِرَ في مجلة الدراسات الإسلامية بإسلام آباد ، العدد الأول ، المجلد السابع والأربعون ( 1433 – 2012 ) .
  21. شُعيب عليه السلام في القرآن الكريم – دراسة موضوعية ، وافقت على نشره موسوعة التفسير الموضوعي لموضوعات القرآن الكريم بتاريخ ( 9/3/1434 ) الموافق ( 21/1/2013 ) .
  22. عناصر القوة بين الأخذ والترك وأثر ذلك في نهضة الأمة ، نشرته مجلة معالم القرآن والسُّنة التي تصدر بجامعة العلوم الإسلامية الماليزية ، العدد الحادي عشر ( 2015 ) .
  23. أهمية القضاء الشرعي في حياة الأمة الإسلامية في العصر الحاضر ، نشرته مجلة البحوث العلمية والدراسات الإسلامية ، جامعة الجزائر ، مخبر الشريعة ، في العدد التاسع ( 2015 ) .
  24. التزكية وأثرها في السلوك الأمثل : الأمير عبدالقادر الجزائري أنموذجاً ، وافق على نشره مركز البحث في الأنثروبولجيا الاجتماعية والثقافية بمدينة وهران في الجزائر ( 2016 ) .

الكتب والبحوث المعدّة للنشر :

  1. من هدايات القرآن – دروس على المنبر في تدبر كتاب الله العظيم من سورة الفاتحة إلى نهاية سورة التوبة .
  2. الاستطاعة . . بين التقوى وإعداد القوة في القرآن الكريم ( معد للطبع ) .
  3. منبر الجمعة . . مِنْ هدايات القرآن – تفسير خَطابي دعوي ( عدة مجلدات ) .
  4. مقدمة تفسير ” كشف الحقائق ” للبرهان النسفي ( ت 687 ) : دراسة وتحقيق .
  5. مقالات هادفة تهم كل مسلم ومسلمة ، الجزء الأول .
  6. شذرات مِنْ مزايا رجال صحبتُهم أو لقيتُهم .
  7. أيها الحفيد .

الشيخ والمنبر :

بدأ الشيخ الخطابة مبكراً ، وظل حريصاً على القيام بها بعد مغادرته العراق كلما أتيحت له الفرصة ، وقد خطب في بلاد متعددة ، ومن ذلك في جوامع دبي ، ومنذ سنوات بدأ تفسير القرآن الكريم في خطبه ، وكانت آخر خطبة له في سورة الأنبياء ، وكان عازماً على إصدار هذه الخطب في كتابٍ سمّاه : ” مِنْ هدايات القرآن ” ، وقد وقفتُ على الجزء الأول منه ، ويُتوقع أنْ يكون – إلى حيثُ وصلَ مِنْ سورة الأنبياء – في عشرين جزءاً .

وقد قصَّ في مقدمة هذا الجزء حكايته مع المنبر .

شيء من سجاياه :

كان الشيخُ رحيمَ القلب ، رقيقَ المشاعر ، وكانت الرحمةُ تغلبُ على حاله فيما يأتيه من الأعمال العلمية لتقويمها ، وقلَّما ردَّ عملاً ، وكان يشير في الغالب بالتعديل .

ولم يُرَ الشيخ غاضباً إلا مرةً واحدةً ، إذ بدرتْ من طالبٍ كلمةٌ غير لائقة في معرض ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فانتفضَ الشيخُ واهتزَّ وقال له بأعلى صوته – وكأنه أسدٌ كاسرٌ – : اسكتْ . فسكت ذلك الأرعن ولم ينطقْ بكلمة .

قلت : كان الشيخ رقيق المشاعر ، وقد بدا هذا جلياً حين مرضتْ إحدى بناته فقد اهتم بذلك اهتماماً كبيراً ، ثم قدر الله وفاتها وهي بعيدة عنه فحزن عليها حزناً شديداً ، وقد عزيتُه برسائل عن أعلام فقدوا بناتهم ، فكتب لي هذه الرسالة :

( أخي د . عبدالحكيم جزاك الله خيراً على تصيُّد مثل هذه الأخبار  . . .

وأود أنْ أقول : لقد فقدتُ كثيراً من الأحبة أمي ، وأبي ، وخالتي الوحيدة التي كانت تحبني كثيراً ، وأخي الكبير ، وابن بنتي الصغير ، وجمعاً من مشايخي الذين أحببتهم وأحبوني ، وعدداً من زملائي ومعارفي وذوي قرباي رحمهم الله جميعاً ، وقد بكيتُهم وأحزنني فراقُهم ، ولكن يبدو أنَّ فقد الولد شيئ آخر . . لا يعرف وقعَه إلا مَنْ أصيب به ، وكيف لا وهو فلذةُ كبد أبيه وقطعة منه ؟ فسبحان الحكيم الذي جعل جزاء مَنْ صبر على ذلك الجنّة ، فالحمد لله رب العالمين ، وإنا لله وإنا إليه   راجعون ، والحمد لله الذي أذن لنا بهذه الدموع ، فقد علِم سبحانه أنَّ حبسها صعب شديد ، فالحمد لله الذي رخَّص لنا بها وجعلها رحمةً منه لعبده الضعيف وصلى الله وسلم على مَنْ كان قدوةً حسنةً في ذلك ، والحمد لله الذي حرّك قلوب جمع كبير من عباده بالدعاء لابنتي رحمها الله تعالى من بلاد متعددة ، من فضلاء أخيار وبررة أتقياء ممن نعرفهم وممن لا نعرفهم ، والحمد لله الذي يسّرَ مبشرات كثيرةً تشير إلى أنها ماتت شهيدةً وأنها في قبرها سعيدة ، فاللهم اجعلها رؤى حق ومبشرات صادقة واغفر لها وارحمها وشفِّعها فينا واجمعنا معها في مستقرِّ رحمتك على الرضا والمحبة آمين . . . ولا تنسونا مِنْ صالح دعواتكم لنا ولها وجزاكم الله خيراً . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ) .

وقد علمت أنَّ الشيخ كان كلما صحا مِنْ غمرات مرضه الذي توفي فيه كان يطلبُ ممَّن معه أن يسمعوه صوت ابنته الراحلة ، مِنْ رسائلها الصوتية إليه . رحمهما الله تعالى وجمعهما في دار كرامته .

شعره :

كان الشيخ شاعراً فياض الشعور ، وقد وظّف شعره في الثناء على الله ورسوله والصالحين من عباده ، والنصح والإرشاد ، وهذه قصيدة من أواخر ما كتبه رحمه الله ، وكان يبكي كلما سمعها :

أرجـــــوك ربـــــي بلـــطــفٍ منك ترحمُني  أرجـــــوك ربــي بفضلٍ منك تغمُرني

أرجـــــــوك يــــا واسـعَ الإحسان منْ قدَم  عــــلــــى عـــــيـوبي بجودٍ منك تقبلني

أرجــــــــوك عـــند خروج الروحِ من بدني  أرجوك باللطف والإحسان تنظرني

وتُـــــــحـــــسن الــــــخـــتـم بالتوحيد أعلنه  على الــــحــنيفية السمحـاء تقبضني

أرجـــــوك لــــمّـــــا يصير التربُ مفترشي وصار حِـــبـــي بـذاك التـرب يدفنني

أرجـــــوك فـــــاجــعله قبراً مشرقاً نضراً أرجوك في ظلمة الأجداث تــؤنسني

أرجــــوك بــــالأمــــن يـا مولاي تحشرني  أرجوك أرجوك بالرضوان تـــبــعثني

أرجــــــوك تـــغـــفـرُ ما قد كان مِنْ زلل  ومِنْ عيوب بلطفٍ منك تـــســـتــرني

أرجــــوك يـــــا مُـــــولــي الإحــسـان مبتدأ أرجوك أرجوك ربـــــي لا تــــخــيبني

أرجـــوك أقـــبــلْ بقلبي نحوَكم كرماً  أرجوك مِنْ رقدة الغفلات تــنقـذني

قد كنتَ في صِغَري باللطف تكلؤني أرجوك في كـبري ألا تــــضــــيــعني

ربــــاه صــــــلِّ عــــلــــى الــهــادي بلا عدد  حتى بصحبته في الـــخـلـــد تدخلني

والآل والــــــــصـــــحــب والأحباب قاطبة  ومَنْ دعا لي بــأنَّ الله يرحــــمـــنـــي

مرضه ووفاته :

مرض الشيخ سنة ( 1440 – 2019 ) ، وأدخل مستشفى توام في مدينة العين في دولة الإمارات العربية المتحدة ، وخرجَ بعد مدة – قبيل عيد الأضحى – وقد بدتْ عليه علامات العافية ، واستأنف خطبة الجمعة ، وسر به محبوه ومتابعوه ، ثم عاوده المرض ، فأدخل المستشفى المذكور مرةً أخرى ، وقدر الله وفاته فجر يوم السبت السابع عشر من ربيع الآخر سنة 1441 ، ( الموافق 24/12/2019م ) ، وقد صلي عليه في مسجد الصحابة في إمارة الشارقة في جمع غفير ، ووري الثرى في مقبرتها .

وقد رُثي بعدد من القصائد ، فمن ذلك قولي فيه :

أيها الشيخ الجليل :

أنــــتَ ذكَّــرتَنا رجالَ العراقِ مِنْ أُولي المكرُماتِ والأخلاقِ

والخـــصــالِ الـتي تشعُّ ضياءً والــــفـــعـــالِ الـشديدةِ الإشراقِ

كنتَ في هذه الحياةِ شعاعاً خالـــصَ الــنُّــور واضـحَ الإبراقِ

نافعاً بالـــمــقالِ والفعلِ حِيناً ثــــمَّ حِـــيــــنـــاً بالـحبـرِ والأوراقِ

مستقيماً عــلى الطريق حييّاً خاضعَ الطرفِ دائــمَ الإطـراقِ

بلسانٍ باللهِ يـــلــــهـــجُ ذكراً  وفــــــــؤادٍ بـــــــحُــــــبِّـــــهِ خـــــفّاقِ

فـــهــنــيـــئاً لكَ الــقدومُ عـليه فـــإلــــيـــهِ قدْ كنتَ بالأشواقِ [1]

وأرخ وفاته الأخُ الجليلُ الأستاذ عبدالستار البغدادي – سلّمه الله – فقال :

نـعى البرقُ نبراسَ الدُّعاة عيادةَ الـ    كُبيسيَّ إذ أودى فــــأورثــــنــا الغَمّا

نــــعاهُ خطيباً مِصْقعاً ذا فـــقـــاهــةٍ    لــــســـانَ رشـــــادٍ بــــالـــفضيلة مُعْتَمّا

قضى عُمُراً في طاعة الحق مُخبتاً    إلــــى الله مُــعـــتــزّاً بمنهجهِ الأسمى

وكــــم فـوق أعوادِ المنابرِ جَلْجلتْ    له خُطبٌ بالتبرِ قـد نُــــظِــمــتْ نـظما

تحرّى بها للخلقِ توضيحَ شرعةِ الـ    مُهيمنِ كيما تستفيض بها النُّعمى

وســــارَ عـلى قصد السبيل مسدّداً    حــــميـــــدَ الـمزايا ناشراً رَشَداً جَمّا

بثاني الربــــيـــعين ارتقتْ روحُهُ إلى    معارج فــضل الله فاكـتسبَ الغُنْما

ومُذْ غابَ ذاك الـــفذُّ تاريخُهُ : دعا    غيابُ ابــنِ أيــوبَ الــمُــصابُ به عَمّا

=1441

وقال الأستاذ الدكتور عبدالستار فاضل خضر النعيمي ( من الموصل الحدباء ) :

أزمــــعــــتَ يــا شيخَ العلومِ مسيراً   وتركتَ جمْعَ العاشقينَ كسيراً

فلقد ملكتَ فؤادَ مَنْ جالستهم   وأحـــــبّـــكَ الـــقاريْ لديكَ سطوراً

وســـعـــيــتَ ما بــين الورى متعلماً   ومـــــعـــــلِّــــمًــــا للـــمــدلجينَ سميراً

زانـــتــــك في دنـــيـــا الأنام شمائلٌ   وطلـــــعـــــتَ بــــدراً ســاطعاً ومنيراً

تـــبــــكــيكَ أعوادُ المنابرِ خاطباً   كم قد صدحتَ مـــبشـراً ونذيراً

ونــأيتَ عن مهدِ الصبا بغضاضةٍ     وتــــــركـــــتَ أحـــبــاباً به والدورا

والـــيـــوم تــرحلُ في البعاد مودعاً     مــــن بــــعـــد لـقياك البلاء صبوراً

فـــعـــليك من رب العباد سحائبٌ   من رحـــــمــــــة تـــحـيا بها مسروراً

هذا رثــــائـــي قــد أتاك مؤرِّخاً :   يُكسى ( عيادةُ ) جــــنّةً وقصوراً

=1441

وقال الشيخ الفاضل محمد عبدالله ناصر المفتي في دائرة الشؤون الإسلامية :

نال الــــمــــــنــــــى مِـــــنْ ربــــه ومـرادَهْ  وانساقت الحُسنى له وزيادَهْ

قــــضّــــى الــحــياة مجاهداً ومهاجِراً  ومــــــفارقـــــاً أوطـــانه وبلادهْ

فــــحوى جميلَ محاسن التطواف في كـــل البــلادِ بطاعة وعبادهْ

كم غالب الجهلَ المقيتَ فما ارعوى عن غـــــيـــــه إلا بـحرب إبادهْ

طـــــلابُـــــه لا يـــذكـــرون خــــصـــاله  إلا بـــــوصــــفٍ طيبٍ وإشادهْ

جــــــعـــــل الإلهُ لــــه الـــبـــــريـة ترتجي  رحــــمـــاتـه ، ونباته وجمادهْ

بـــــدقــــــائـــــق الـــتــــفـــسير أعلى رتبة  قد حازها قدْماً بغير شهادهْ

نــــــاهــــــيـــــك عــــن باقي العلوم فإنه  قد نـــــــالــــهـا بجدارة وريادهْ

لا زال بالذكر الجميل يعيش في الـ أحياء نـــبـراس الحياة عيادهْ

وقال الشيخ محمد أبو المعالي السيد أحمد الشنقيطي :

اذْرِ الــــــدَمُـــــــوعَ لـــــخَــــطــــبٍ حَــلّ باِلْبَلدِ لَــــــمْ يُــــبْقِ لِلنَّاسِ مِنْ صَــبْرٍ وَلا جَلَدِ

قَـــدْ فَــــاجَـــأ الــــكلَّ بالأحـــــْـزَان فَاجِعُهُ فَأَظْلَمَتْ بالضّحى الدنيَا عَلَى الْخَلَدِ

وقَــــدْ فَـــــزِعْــــــنَـــــا إلــــى تَــكذِيبِ نَبْأَتِهِ حَـــتَّــــى تَــــرَامَـــتْ به الْأنْبَاءُ في الْبُرُدِ

وَبِـــــالْــــــــهَـــــوَاتِــــــفِ حَـــتَّى لَيْسَ مِنْ أَحَدٍ إلا وَقَـــــدُ غُــــــمَّ مِنْ هَوْلٍ وَمِنْ كَمَدِ

عَــــــيَـــــادَةٌ نَــجْـلُ أيُوبَ الْكْبَيْسِي مَضَـى إلــــى رضـــى الله ذَا زَادٍ مِــــنَ الرَشَدِ

وَاهـــَـــاً لِــــثَــــلْــــمَـــةِ ديـــــنِ الله كَيْفَ لَنَا بِـــــرَتـــــقِ فَـــــتْـــقِ علومِ الدّينِ وَالسَّدَدِ

فَاعْمُرْ أيَا ” عَامِرُ ” الـرَبْعَ الَذي غَــنــِيَــتْ شَــــمَـــــائِــــلُ الـشَّيْخِ فيهِ الْغُرُّ وَاجْتَهِدِ

وَاصــــــْبِرْ لِـــــــرَبِّــكَ قَاسِـــي وَقْــعِ صَـدْمَتِهِ إِلَـيْهِ – تَـحْـمَـدُ غِبَّ الصَّبْرِ– إِنْ تَهُدِ

وَاصْبِرْ ” مُحَمَّدُ ” وَارْجُ الأْجْـــرَ مُـــحْتَسِباً وَارْصــــُـــدْ بِــبَنْكِ الْبَقَاءِ الْكَنْزَ للأَبَدِ

كـــــذاك نَـــــــاصِـــــــرُ عَـــبْــدُ اللهِ قُدْوَتُنَا في الصَّبْرِ عِنْدَ حُلُولِ الْحَازِب النَّكِدِ

يــــا سَـــادَتـــي – وَسَــبـِيلُ الْمَوْتِ سَالِكَةٌ وَلَيْسَ يَــبْــقى عَلَى الْأَيّامِ مِنْ أَحَدِ – :

قَــــــدْ كــــــانَ عَــــيَّـــــادَ مِــــنْ مَوْلَاهُ عَارِيَةً ثُـــــمَّ اسْــــتُـــــرِدَّ بِأَمْرِ الْوَاحِــــــدِ الأَحَدِ

وَاصــــْبَـــــحَ الْـــيَــــوْمَ في الْمِيزَانِ عِلْقَ مُنىً تَلْقَوْهُ مِنْ بَعْدِ طُولِ الْــــعُـــمْرِ في الْخُلُدِ

وَيــــــا إِمَـــــــارَاتُ قَــــــدْ آوَيْــــتِ مِــنْ كَرَمٍ مَنْ كانَ في الْعِلّمِ أَمْسَى بَـيْضَةَ الْبَلَدِ

لا بُــــــــدَّ لِلْــــــــمَـــــــرءِ مِـــــــنْ أَوْبٍ لِـــــبَارِئِهِ لوْ أَنّهُ زَادَ تَـــــــــعْــــــمِــــــيــــــراً عَــلَى لُبَدِ

وَأَزْلَـــــــــفَ اللهُ مِــــــــــنْ فِـــــــردَوْسِ جَـــنَّتِهِ قَصْراً لِعَيَّادَ مَــــــرْفُــــوعـــاً عَلَى الْــعَمَدِ

يُـــــسْقــــى مِــــنَ الْكَوْثَرِ الرِّضْوَانِ عَاتِقَةً أشْهَى مِنَ الْقَرْقَفِ الصَّهْبَاءِ وَالــشُّــهُدِ

وَالْـــــــحَـــــمْــــــدُ للهِ أَنْ أبْـــــقَـــــى خَـــلِيفَتَهُ يا قُــــــرَّةَ الْعَــــيْـــنِ دُمْتَ الدَّهْرَ في مَدَدِ

وَبَـــــــارَكَ اللّهُ أَهْـــــــلَ الْــــــبَـــــــيْــتِ قَاطِبَةً وَلِلْــــقِــــــــرَاءَاتِ دَامُـــــــــوا أَرْفَـــعَ السَّنَدِ

***

وبعد فالحديثُ عن الشيخ يطولُ ، ولا توفي قدرَهُ هذه الكلمات ، وما لا يُدرك كله لا يترك جله ( قلّه ) .

وقد عرفتُ الشيخ سنة 1400 ، في جامع الفرقان في حي الصليخ في بغداد ، وتوثقت المعرفةُ مع الأيام إلى حين وفاته ، وكان بيننا تواصلٌ علميٌّ ممدودٌ ، وأقولُ باختصار : لقد رأيتُ فيه العالمَ العاملَ الصالحَ المصلحَ ، ولم أرَ فيه إلا خيراً ، ولم أسمعْ عنه إلا خيراً ، وقد تواردتْ كلمات كل مَنْ عرفه على الثناء عليه والدعاء له .

وتوفي وهو يطلب العلم ، وقد أجيز بالقرآن ( رواية حفص عن عاصم ) إجازتين : عام ( 2018 ) ، وعام ( 2019 ) .

رحم الله الشيخَ رحمةً واسعةً ، وغفر له ، ورضي عنه ، ومتَّعه بالنظر إلى وجهه الكريم ، وقد كان كثير الدعاء أنْ يلقى الله تعالى على المحبة والرضا .

* كبير باحثين أول ، عضو هيئة كبار العلماء ، دائرة الشؤون الإسلامية في دبي .

[1] يوم الأحد 25/12/2019م .