المفلحون في القرآن الكريم
يناير 2, 2022الحوار في القرآن بين الإنسان وأعضائه
يناير 2, 2022فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
( الحلقة الثانية الأخيرة )
د . يوسف محمد الندوي *
(6) الاستشفاء بالعسل في ضوء الاكتشافات الطبية الحديثة :
يُعتبر أول تقرير علمي موثوق به عن حالة مرضية ثبت فيها فائدة عسل النحل وظهور أثره الطبي في علاج أمراض المعدة والأمعاء ، هناك حديث نبوي يدل على أمر النبي صلى الله عليه وسلم للعلاج بالعسل لمرض المعدة واستطلاق البطن .
عن أبي سعيد الخدري قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أخي استطلق بطنه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” اسقه عسلاً ” فسقاه ثم جاءه فقال : إني سقيته عسلاً فلم يزده إلا استطلاقاً فقال له ثلاث مرات ثم جاء الرابعة فقال : ” اسقه عسلاً ” فقال : لقد سقيته فلم يزده إلا استطلاقاً ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صدق الله وكذب بطن أخيك فسقاه فبرئ [1] .
يقول د . صالح نجم بالقاهرة بعد دراسته التجريبية : ” عندنا دليل قوي على أن عسل النحل له مكان بارز في علاج الحالات المرضية على الجهاز الهضمي ، ولقد جربنا كذلك عسل النحل في صورة حقن شرجية للمرضى المصابين بتقرح في الأمعاء الغليظة ، وثبتت فائدته في التئام هذه القروح واستجابة المرض لهذا العلاج ” [2] .
في دراسة حديثة عن أثر العسل على إفرازات المعدة من أحماض وضمائر تبين أن العسل يهبط بإفراز حامض الهيدروكلوريك إلى معدل طبيعي ، وبذلك يساعد على التئام قرحة المعدة والاثني عشر [3] .
توصلت الباحثة الأمريكية ( جوليا تشرش ) بعد تجارب متعددة على الخنازير الغينية إلى إثبات وجود مادة مجهولة في عسل النحل وشمعه ، لها القدرة على علاج تصلب المفاصل ، ووجدت أن المستخرج من القرص مباشرة دون تسخين أو أي معالجة صناعية أخرى يعمل على القضاء على تصلب الرسغين الذي يصيب الإنسان ، وقد تبين أن الخنازير الغينية التي تنقصها هذه المادة المجهولة أو فيتامين ” س ” تتأثر أشكال عظامها تماماً كما يحدث للناس المصابين بالتهاب المفاصل [4] .
اتجهت الأبحاث العلمية التي جرت على النحل وعسله إلى دراسة سم النحل تقوم بعض المؤسسات الطبية باستخراج سم النحل الذي يفرزه عن طرق آلة اللسع لاستعماله في معالجة بعض الأمراض المستعصية ، وفي أمريكا وإنجلترا مناحل لا غرض لها إلا تربية النحل لاستخراج مصله وعمل حقن منه لعلاج كثير من الأمراض الروماتيزية واللمباجو وعرق النسا ، ونجحت كذلك في علاج تراخوما ( Trachoma ) [5] .
يعالج العسل تشنجات العضلات الناجمة عن أي مجهود رياضي أو التقلصات في عضلات الوجه والجفون ، وهي تزول مع أكل ملعقة كبيرة من العسل بعد كل وجبة لمدة ثلاثة أيام [6] .
واحد من الجراحين الكبار في مستشفى ( نورفولك الإنجليزي ) استخدم عسل النحل لتغطية آثار الجروح الناتجة عن عمليات جراحية يجريها بعد أن ثبت له أنه يساعد على سرعة التئام هذه الجروح وإزالة آثارها ، فلا تترك ندوباً وتشوهات بعد العملية كما تبين له من هذه التجارب التى أجراها أن طبيعة العسل وما يحويه من مواد تساعد على نمو الأنسجة البشرية من جديد فتلتئم الجروح بطريقة مستوية ويقوم الطبيب برش العسل على موضع الجرح بصورة سائلة أو على هيئة حبيبات .
يقول الجراح البريطاني ميخائيل بولمان بمستشفى ( نور فولك نورويتش ) بإنجلترا عن تجربته بأن العسل أتى بنتائج مذهلة في تضميد جرح ناتج عن استئصال ثدي النساء بسبب السرطان فتحسن الجرح بسرعة فائقة بعد استعمال العسل ، إن احتواء العسل على عناصر غذائية يلعب دوراً واضحاً في التشكيل السريع للأنسة النامية كما أنه يعمل على تهدئة الجروح الملتهبة والمتقيحة بطيئة الالتئام [7] .
اكتشف الجراح السوفيتي ( د . كرينس فسكي ) بأن العسل الممزوج مع زيت كبد الحوت يتم التئام الجروح جيداً خلال عشرة أيام أو اثني عشر ، إنه أكد في تقريره الطبي أنه تمكن عن طريق استخدام هذا الدهن من علاج أكثر من 37 حالة الجروح البطيئة الالتئام والجروح المتقيحة ، وبعد خمسة أيام لاحظ انتزاع الأنسجة الجديدة بسرعة وصلت إلى 90% من الحالات التي عالجها .
قام ( د . سيميروف ) الأستاذ بمعهد توسيك الطبي بالاتى والسوفياتي أكد أنه استعمل عسل النحل في علاج الجروح الناتجة عن الإصابة بالرصاص في 75 حالة ، وأكد أن العسل ينشط عملية نمو الأنسجة في الجروح بطيئة التئام [8] .
ينصح كثير من الأطباء الذين لا يستطيعون التحكم في عضلات المثانة البولية بعد سن 3 سنوات بتناول ملعقة عسل قبل النوم بأن العسل يجذب سوائل الجسم فيريح الكلى في أثناء الليل حتى يتعود الطفل على عدم التبول في الفراش ليلاً ، إن كبار السن أيضاً ينصحون بتناول العسل قبل النوم لوقايتهم من النهوض في الساعات المبكرة للتبول [9] .
في إحدى المستشفيات بأسبانيا أجريت تجربة على 30 طفلاً لمدة 6 أشهر ، وقورنوا بعدد مماثل من الأطفال الذين يأخذون الغذاء العادي ، فظهرت زيادة في الوزن وزيادة في عدد كرات الدم الحمراء وزيادة في الهيموجلوبين وزيادة في الكائنات النافعة بالأمعاء علاوة على قدرة تحمل غير عادية بالنسبة للأطفال الذين يأخذون العسل وينصح الأطفال في حالة إصابتهم بالآن يميا بإضافة ملعقة أو ملعقتين إلى وجبة الطفل [10] .
من المتفق عليه علمياً أن الجلوكوز يزيد من قدرة الكبد على التخلص من البكتيريا الضارة ، وبذلك تزداد مقاومة الجسم للعدأوى وهذا يوضح لنا مدى أهمية استعمال عسل النحل الذي يحتوي على نسبة عالية من الجلوكز [11] .
كان الطبيب الشهير داود الأنطاكي يعين العسل علاجاً لمرض الصفراء وتسمم الكبد وفي مستشفى جامعة بولونيا ثبت أن العسل له تأثير مقو لمرضى الكبد كما أن العسل والليمون والزيتون يفيد في حالات أمراض الكبد والحوصلة المرارية فالعسل يزيد من مخزون الكبد من مادة ” الغليكوجين ” عن طريق زيادة الجلوكوز في الدم وبذلك يساعد الكبد على أداء وظائفها ويخفف من أعبائها [12] .
أعلن الدكتور ( وليام بيترسون ) إخصائي أمراض الحساسية بجامعة أيوى الأمريكية أنه قام بمعالجة 22 ألف مريض بالحساسية بمقدار ملعقة يومياً من عسل النحل الخام وأكد العسل فاعليته في 90% من الحالات في حالات الشعور بضيق الصدر والسعال وخشونة الصوت يفيد منقوع البصل مع العسل في جلي الصدر وكذلك في علاج السعال الديكي وفي حالة التهاب الشعب الهوائية [13] .
لما كان العسل يحتوي على بعض العناصر المهدئة والمقوية بنسبة مقبولة مثل أملاح البوتاسيوم والصوديوم إذا شرب الذي يعاني بالأرق ملعقة كبيرة من العسل قبل النوم ، فسوف ينام نوماً هادئاً لا تتخلله أحلام مزعجة أو قلق [14] .
والعسل من الأغذية الرئيسية في مستشفيات ومصحات مدمني الخمر في أوروبا ، وذلك لأنه ينقي الكبد من التسمم الكحولي كما أن سكر ” الفركتوز ” ومجموعة فيتامين ” ب ” في العسل تؤكد بقايا الكحول الموجودة في الجسم [15] .
يستعمل العسل في هذه الحالة بالاستنشاق بعد عمل محلول مكون من 10% من العسل في الماء ويرش المحلول برشاش خاص أو يستنشق في الحلق والأنف والرئتين لمدة خمسة دقائق ، وبذلك يزول الزكام والتهاب الحلق والسعال ، ومن الأفضل أن يتبع ذلك مضغ قطعة من الشمع الطبيعي لأقراص العسل ، ويساعد هذا العلاج أيضاً على شفاء الجيوب الأنفية وإزالة الحساسية في الأنف [16] .
ذلك بغلي ليمونة كاملة في ماء حتى يلين جلدها وعصرها في كوب وإضافة ملعقة كبيرة من الغلسرين ثم إكمال الكوب بعسل النحل وبعد تقليب المزيج جيداً يؤخذ منه ملعقة كبيرة خمس مرات في اليوم وسوفى يشفي بإذن الله تعالى من كل أنواع السعال وخصوصاً عند الأطفال وهو أفضل من كل الأدوية الكيميائية الموجودة في السوق لهذا المرض [17] .
في عام 1981م أشار الدكتور محمد عمارة رئيس مستشفى طب العيون بجامعة المنصورة إلى نجاح العسل في علاج التهاب القرنية وعتمات القرنية المرتبة على الإصابة بفيروس الهربس ، والتهاب وجفاف الملتحمة وينصح بوضع العسل في جيب الملتحمة الأسفل 2 – 3 مرات يومياً مثل وضع المراهم تماماً ؛ وسيحدث في الغالب حرقان وقتي بالعين وانهمار الدموع ولكن سرعان ما يتلاشى وتتحسن الحالة بنسبة 85% [18] .
يعتبر المخلوط المكون من العسل والليمون والجلسرين من أفضل الوصفات الطبية القديمة في علاج تشقق الجلد وخشونته وجروح الشفة والتهاباتها وعلاج ضربة الشمس والبقع الجلدية وتوجد الكثير من المرهم والكريمات لعلاج البشرة يدخل العسل كعنصر أساسي في تركيبها .
بدأت الشركات باستخدام عسل النحل في كثير من منتجاتها ، وامتد الأمر إلى صالونات التجميل الراقية في استخدامها العسل مع خلطات معينة ، لها أغراض متعددة منها :
ما يتعلق بصفاء البشرة ونضارتها أو في مجال إطالة شعر الرأس ومنع تساقته ومعالجة التالف منه إلى جانب علاج الكلف والنمش وكذلك تبييض الأسنان وحفظ اللثة ، فلتبييض الأسنان بعسل النحل يجب تدليك الأسنان به مرة كل صباح ، وبذلك يصقلها ويحفظ صحتها وصحة اللثة لنعومة البشرة يختلط عسل النحل واللبن كالمعجون استعماله مثل ” الكريم ” على اليدين يزيد من نعومتها وبياضها وكذلك فإن عمل خلطة من عسل النحل وماء الورد بكمية معينة واستخدامها كقناع للوجه فإنه يكسبها طراوةً وشباباً دائمين ويستخدم هذا القناع بعد تنظيف الوجه بزيت الزيتون بواسطة قطعة من القطن ومسح الوجه بها جيداً ثم القيام بتوزيع ذلك الخليط على الوجه بأكمله باستثناء منطقة العينين وتركه لمدة ربع ساعة ثم غسل الوجه بماء فقط دون استخدام الصابون على أن يكون دافئاً وبعد ذلك يجفف الوجه بفوطة ناعمة [19] .
* الأمين العام : رابطة الأدب الإسلامي العالمية ، فرع ولاية كيرلا ، الأستاذ المساعد : كلية العلوم والآداب لدار الأيتام المسلمين بويناد ، موتل ، وايناد ، الهند .
[1] صحيح البخارى ، رقم الحديث : 5252 .
[2] د . صالح نجم ، عسل النحل وأمراض الجهاز الهضمي ، موسوعة الإعجاز العلمي : 770 .
[3] والمرجع نفسه : 773 .
[4] د . أحمد مصطفى ، الموسوعة الذهبية في إعجاز القرآن الكريم والسنة النبوية : 513 .
[5] والمرجع نفسه : 514 .
[6] د . أحمد فنجرى ، الطب الوقائ في الإسلام : 324 ، الهيئة المصرية العامة للكتاب ، 2000م .
[7] الموسوعة الذهبية في القرآن والسنة ، ص : 514 – 515 .
[8] الطب الإسلامي : 373 .
[9] الموسوعة الذهبية في الكتاب والسنة : 516 .
[10] والمرجع نفسه : 516 .
[11] الطب الإسلامي : 375 .
[12] الإعجاز العلمي : 782 .
[13] الموسوعة الذهبية : 517 .
[14] موسوعة الإعجاز العلمي : 782 .
[15] والمرجع نفسه : 782 .
[16] الطب الوقائي في الإسلام : 323 .
[17] موسوعة الإعجاز العلمي : 782 – 783 .
[18] الموسوعة الذهبية : 513 .
[19] موسوعة الإعجاز العلمي : 783 – 784 .