رمضان – مدرسة تربية وتزكية

القرآن الكريم ورسالته الخالدة من خلال أسمائه : دراسة انتقائية
مارس 15, 2022
ما أعظم الفرق بين الدِّينين
أبريل 20, 2022
القرآن الكريم ورسالته الخالدة من خلال أسمائه : دراسة انتقائية
مارس 15, 2022
ما أعظم الفرق بين الدِّينين
أبريل 20, 2022

الدعوة الإسلامية :

رمضان – مدرسة تربية وتزكية

د . جمال الدين الفاروقي *

الإسلام دين الفطرة ، وكل ما فيه من العقائد والعبادات والأخلاق والسلوكيات ينسجم تماماً مع طبيعة الإنسان وغريزته وتطلّعاته ، والذي يَحيد عن الدين ويطاول على شريعته ، ويعلن الحرب على الإرشادات الإلهية يعرض نفسه للويل والوبال .

وخلافاً لسائر الديانات جعل الإسلام العبادات أكمل جرياناً مع فطرة الإنسان اعتباراً حالاته في مختلف ظروف الحياة ، ووضع لها من الرخص والتوسّع والتسهيل ما يجعله يؤديها دون تساهل ولا تهاون . والعبادات الإسلامية كلّها تقرّب الإنسان إلى ربّه وتطهّر قلبه وقالبَه دائماً ، والإنسان الذي ألْهِم البرّ والفجور غالباً ما يكون ميّالاً إلى الجانب الثاني ، لأنه يعيش دوماً بين المغريات والدافعات ، ولا بدّ من وازع ذاتي يدفعه إلى السداد والاستقامة . والعبادات بمثابة هذا الوازع الذاتي ، يحرّك ضميره ويعطيه البصيرة للبقاء في البرّ والصلاح ، كما أنها تقوم بإنتاج مزيد من التقوى والتزكية في الحياة ، والذي يصلي الخمس كل يوم كان كَمن يغسل خمس مرات في نهر يجري أمام بيته ، لا يبقـى فيه شيئ من الدرن والنجاسات ، والصلاة حين يؤديها المسلم بحضور النفس يجد وقتاً لمناجاة ربه ليفتح قلبه أمامه ويُسمَعه بلواه وبلاياه ، وكذلك الزكاة والصدقات حين تُخرج في موعدها ، تطهّر صاحبها وتربـّي بقية ماله ويجنّبه من البخل والشحّ ، والحج والعمرة من أفضل الفرص التي يجدها المسلم لتطهير ذاته وتزويده بالإيمان والتقوى . وكل المناسك فيهما كفيلة بصياغة شخصيته من جديد في قالب الإيمان ، ليبقى مدى الحياة نقيّاً نزيهاً مثل يوم ولدته أمه . وهذه الأهداف لا يمكن تحقيقها ما لم يكن للمسلم فهم صحيح لمقاصد الشريعة .

شهر البركة والرحمة :

والصيام الذي نحن بصدده الآن أبرز هذه العبادات من حيث أثره في تزكية المسلم وإصلاح باطنه ، يتكرّر مرةً في فترة كل أحد عشر شهراً . وكل سنة حين يُهلّ الله علينا رمضانَ يرحّب به المسلم ويزيّن له سريره وسريرته ، والمسلم مهما ثقلت عليه أعباء الحياة ومهما تراكم عليه الأشغال ، يجد بنفسه فسحة مع حلول رمضان ، ليخلو إلى نفسه ويقوم بالمحاسبة الذاتية على ما مضى في حياته من الإفراط والتفريط ، وليتمّ من خلاله ترميم ما قد فسد من الأخلاق وإحياء ما بلي من الجوانب الروحية ، ورمضان بليله ونهاره وسحوره وإفطاره يمنح للمسلم تنويراً عقلياً وفكريّاً ، يستطيع بفضله القيام بتنشيط كل حركاته وسكناته وتفعيل أوقاته ليزيد من رصيده العلمي والعملي . وكان الرسول صلى الله عليه سلم يقول إيذاناً بحلول رمضان : ” قد جاءكم شهر مبارك ، افترض الله عليكم صيامه ، تُفتح فيه أبوابُ الجنة وتُغلق فيه أبوابُ الجحيم ، وتغلّ فيه الشياطين ” [1] ، وبركة رمضان المشار إليها تغمر المنازل والمساجد وتجعلهما في محيط السكينة والاستقرار . وهذا الشهر يغيّر أجواء الحياة تماماً ، لأنه يلهم المسلمَ أهمية انتهاز الفرص الذي هو الآخر بركة لهذا الشهر . وإضاعة الوقت أشدّ وقعاً من الموت – على حدّ قول ابن القيم رحمه الله ، لأن الموت يقطعنا عن الدنيا وأهلها ، بينما إضاعة الوقت تقطعنا عن الله والدار الآخرة . وتبقى بركة رمضان بكل معانيها في الحياة لو استطاع المسلم الاحتفاظ بالعواطف المفعمة بحب الله ورسوله وامتثال أوامرهما .

رمضان كله في خمس آيات :

وقد بيّن الله ما في رمضان من ملامح التربية والتزكية في الآيات الخمس الواردة في سورة البقرة ، ( 183 – 187 ) ومبدؤها ” يا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” . والعبادات الأخرى مثل الحجّ والصلاة والزكاة تكرّر ذكرها في مختلف السور ، إلا أن هذه الآيات الخمس لكفيلة لإظهار أهداف رمضان ورسالته النبيلة ، فيها بيان وتفصيل لحُرمة رمضان وآدابه وأهميته ، إلا أن الركيزة الأساسية لهذه الآيات الخمس هي التقوى المشار إليها في ختام الآيتين الأولى والأخيرة حيث ينتهي بقوله ” كَذٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ” .

ومن هذا المنطلق تأتي أهمية التربية التي يشملها رمضان . وكل تغيير فرديّ أو جماعيّ ينبغي أن يكون الدافع هو التقوى ، وهي لم يكن شيئاً إلا المراقبة والشعور بأن الله معنا حيث كنا نحن ، وأنه دائماً بالمرصاد . ولا يمكننا أن نعجزه بدهائنا وخداعنا ، وهذا الشعور يحتاج إلى تجديد وتحديث في فترات معينة لكي لا ينطفأ ويجمد ، ورمضان هو الوقت المناسب الأكثر فرصةً لعملية التجديد . والتقوى تتمثل في الإقلاع عن المنكرات والمحرّمات أكثر مما يتمثل في القيام بالعبادات والحسنات ، وعليه يقول ابن عباس رضي الله عنهما : ثلاثٌ من لم تكن فيه واحدة منهن فلا تعتدوا بشيئ من عمله : تقوى تحجزه عن معاصي الله ، وحِلم يكفّ به السفيه ، وخلق يعيش به في الناس ” [2] ، والذي يشهد شهر رمضان يصوم ويمتثل الأوامر بصورة روتينية على حسب الاتجاه السائد في المجتمع ، لا يكفيه ذلك القدر من التقوى لتجنب ما قد أتيح له من فرص المعاصي والفواحش حين يخلو إلى نفسه . والكثير ممن يصلون ويصومون ويحجّون ويكثرون الحسنات في حياتهم العامة ، يقعون اليوم في هوّة المعاصي والآثام ، وليس ذلك إلا أن تقواهم لم تعد قادرةً على مقاومة تلك الأحوال الشيطانية . وهؤلاء وأمثالهم لم يدركوا حقيقة التقوى ولم يقدروا رمضان حق قدره .

نزعة الإمساك وأثرها في الحياة :

إن أكبر شيئ يدرّبنا عليه الإسلام هو الإمساك ، وهو في جميع الأحوال لا يأتي إلا بخير ، الذي يمسك عن الطعام في الفترات المعينة يتمتع بالصحة واللياقة الجسمية ، والذي يمسك لسانه عن الفحش وفضول الكلام يستطيع الحفاظ على عرضه كما لا ينال من أعراض الآخرين . والذي يمسك عن الإسراف والتبذير يحصّن ماله من الضياع ، ورمضان يعطينا الفرص كثيراً لنتدرب على هذا الإمساك بنزعتنا الذاتية . والمسلم رغم ما يتوافر لديه من الطعام والشراب وسائر وسائل الملذّات ، إلا أنه يمسك عنها حرصاً على قبول صومه ، وإذا داومنا على هذه التربية – نزعة الإمساك – طول حياتنا كان النجاح حليفنا والسعادة رفيقنا . وهل في العلوم أو في التكنولوجيا الحديثة أي آليّات لصناعة الإنسان بهذا المثل الأعلى ؟ والله بدينه وشريعته لا يريد للعباد والبلاد إلا الخير والصلاح في عاجلهم وآجلهم .

ويجدر بنا النظر في قوله تعالى : ” يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ ٱلْعُسْرَ ” الوارد في معرض كلامه عن رمضان . ويفاجئنا سؤال : هل الإمساك عن الطعام لمدة 14 ساعة سهل هيّن ؟ وفي بعض الأقطار يطول النهار إلى 18 ساعة أو يزيد . وما العنصر الكيميائي الذي يعملُ وراء تسهيل المشقّات وتيسير الصعوبات ؟ ويمكننا القول من منظور قـرآني إن حرارة الإيمان وحلاوته هي الوحيد الذي يسهّل الأمور مهما كانت صعبةً شاقةً ، وهو الآخر تجلّياً للتربية الرمضانية ، وكل يوم في رمضان يعلّمنا أننا نستطيع الغلبة والبقاء بالإرادة القوية التي يولّدها الإيمان فينا ، مهما كانت السلبيات والمضايقات التي تحيط بنا . والإرادة الإيمانية هي التي تسهل علينا تحمّل ما لم يحملها السموات والأرض والجبال .

الجوانب الصحية للصيام :

كما أن إرادة الله في إبقاء اليُسر والتوفيق في حياة المسلم تتمثل في المناحي الصحّية التي تتعلق بالصيام ، وهناك أثر مشهور ، ومفاده :         ” صوموا تصحّوا ” ، وهذا الأثر ، رغم ما يوجد فيه من الضعف ، يشير إلى الفوائد الصحية التي يجلب إلينا الصوم . وقد أثبتت الدراسات الطبية أن الصيام يساعد على إزالة السموم التي تتراكم في الجسم من الهواء والمياه ومن العمليات الكيميائية التي تحدث داخل الجسم ، مما يحتزن في الدهون . وفي أوقات الإمساك عن الطعام يتمّ حرق هذه الدهون وتزول معه السموم ، والتجويع أيضاً يفيد لإبقاء السعرات الحرارية التي تتطلبها الوظائف الحيوية في الجسم ، كما أوضحت هذه الدراسات أن الصيام يخفّف أمراض الجهاز الهضمي والأمراض الحسّاسية ، والإمساك عن الطعام لمدة أيام يشفـي التهاب المفاصل ويقضي على حالات تصلب الشرايين . والتوازن العقلي والفكري والجسمي هو الأهمّ والأكبر من حيث النتائج الصحية للصوم ، والذي يتعوّد على الصيام في كل الشهور يكون بإمكانه تفادي حالات حدوث الزهايمر . ومؤخراً ، وفي ظل المستجدات العلمية التي تزامنت ظهور جائحة الكوفيد ، قامت جامعة جنوب كالفورنيا بدراسة متميزة من نوعها لبحث أفضل نظام لتجديد الجهاز المناعي لدى الإنسان ليجعله أكثر قدرة لمكافحة الفيروزات ، واستمرّت دراستهم ستة أشهر ، وكانت إحدى توصياتهم صوم  ثلاثة أيام متتالية ، حيث يقدر الجسم الإنساني على مقاومة الفيروزات والقضاء على الخلايا التالفة في الجسم . د . ولتور لونغو (Dr. Voltar Longo) يصرح هذه الحقيقة ويقول : حين يتضوّر [3] الجسم جوعاً خلال الصيام ، فإنه يوحي للقضاء على الخلايا الهرمة والمتضررة ، ويتم إعادة تشكيل الخلايا المناعية من جديد ، ليبقى الجسم أكثر نشاطاً وفاعليةً لمواجهة الإصابات الطارئة . وبجانب رمضان لقد أمرنا الرسول بصيام ثلاثة أيام كل شهر ، ورغّبنا في ذلك حتى إنه اعتبره صيام الدهر كله ، وكأن النبي صلى الله عليه وسلم يريد أن يقول : جدّدوا نظام المناعة لديكم كلّ شهر ، والرسول لم ينطق عن الهوى ، وإنما ذلك بقوة الإلهام والوحي الإلهي .

انتهاز رمضان للتحصيل التربوي :

وتربية رمضان وتزكيته لا يمكن تحصيلها بصورة عفوية ، بل تحتاج إلى التعويد والتدريب العمدي ، والتربية أهمّ ما يقوم به المسلم في ذاته وذويه ، لأن التعاليم الدينية لا تكون منطقيةً في الحياة ما لم نداوم عليها حتى تكون جزءًا من عادتنا ، والكثير من الحسنات والنوافل يغفل عنها المسلمون ، ليس ذلك من أجل عدم الوعي بها ، بل إنهم لم يجربوا أنفسهم عليها ولم يتعوّدوا على عملها ، ولا يهتمّون بها إلا إذا وجدوا أنفسهم في مأزق لا مناص منه ، وأحسن طريقة للامتثال بكل الخير والحسنات أن يجعله المسلم في عادته اليومية بحيث لا ينسى ولا يسهو عنه ، وإليه يشير قول ابن مسعود رضي الله عنه : ” عوّدوهم الخير ، فإن الخير عادة ” ، والخير لا يستمرّ ولا يبقـى إلا إذا كان عادةً مألوفةً لا يملّ منه صاحبه ولا يتخلّف عنه ، وكل خير يجب أن يكون من عادات المسلم ، كما أن كل عادة يجب أن تهديه إلى الخير حتى لا يبقى في حياته مجال للمنكرات والفواحش .

والتربية المنشودة في رمضان تنطلق كذلك من كثرة العبادات التي يتشوق المسلم للقيام بها أثناء ليله الساهر ونهاره الصائم ، وهذا الشهر مجمع الحسنات والعبادات ، الصلوات والصيام وقيام الليل وتلاوة القـرآن ومجالس الذكر والاعتكاف والزكاة والصدقات كلها تجعل أيامه ناضرةً زاهرةً عاطرةً بشذى الإيمان والطاعة ، وهي قادرة لترسيخ أقدامنا ولا نتعثر في الحياة . ورسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يفصّل مدى التحصيل التربوي في رمضان حاكياً عن ربه ويقول : ” كل عمل ابن آدم له ، إلا الصيام ، فإنه لي وأنا أجزي به ، والصيام جنة ، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ، ولا يصخبْ ولا يجهلْ ، فإن شاتمه أحد أو قاتله ، فليقل : إني صائم – مرتين – والذي نفس محمد بيده ، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله يوم القيامة من ريح المسك ، وللصائم فرحتان يفرحهما إذا أفطر فرح بفطره ، وإذا لقـي ربه فرح بصومه ” [4] .

والحديث يشير إلى القدرة الذاتية التي يكتسبها الصائم بمجرّد صيامه ليملك نفسه أمام نزعات الشر والفساد ، حتى إذا فاجأه أحد بمثلها جهّز نفسه تلقائياً للرد عليه في غاية الحلم والأناة ، والصوم إذاً هو الفانوس السحري الذي يصنع العجائب ، وكلمة ” إني صائم ” أقوى من أي أسلحة أخرى يلجأ إليها الإنسان للدفاع الذاتي . وكلمات الشيخ ابن القيم رحمه الله توضح لنا كيف يتأثر المسلم بصيامه وكيف يكتسب هذه القدرة الذاتية ، وهو يقول : ” الصائم هو الذي صامتْ جوارحُه عن الآثام ، ولسانُه عن الكذب والفحش وقول الزور ، وبطنُه عن الطعام والشراب وفرجُه عن الرفث ، فإن تكلّمَ لم يتكلم بما يجْرح صومه وإن فعل لم يفعل ما يفسِد صومه ” . إن التقوى والخشوع يمكن التظاهر به في سائر العبادات ، ولكن ذلك التظاهر لا يمكن في الصيام ، حتى ولو جاء رجل ملآن البطن يستطيع إقناعنا بظاهره أنه صائم ، ولا يعلم باطنه إلا الله ، مما ينطبق عليه قوله عليه السلام ” الصوم لي . . . ” .

والحديث في ختامه يشير إلى أروع مجالات التربية وتزكية النفس ، حيث يذكر الرسول صلى الله عليه وسلم عن الفرحتين . الفرحة الأولى جربناها في حياتنا ، وكل واحد يشعر بها حين يقترب وقت الإفطار ، والوجبات المجهزة للإفطار – مهما كانت قليلةً بسيطةً – تعطينا من الراحة البدنية ما لا نجده لدى الوجبات الأخرى ، حتى ولو لم يكن إمساكنا بنية الطاعة والعبادة . ولكن السؤال الذي يفاجئنا : كم منا نحن الذين جرّبنا الفرحة الأولى في الحياة يستحق تلك الفرحة الثانية يوم القيامة ؟ ولا شك أن استدامة التزكية والمحاسبة الذاتية التي خلفها رمضان فينا ، هي الوحيد الذي يؤهلنا لتلك السعادة يوم نلقى الله تعالى . وكل المنافع التربوية في الدين والدنيا لا يكفل به شيئ من العبادات إلا الصوم ، وعليه يقول عليه السلام حين سأله سائل عن عمل يدخله الجنة : عليك بالصوم ، فإنه لا عدل له ” [5] . نعم ، إن الصوم لا يعادله شيئ آخر ، وإنه يهدينا إلى الجنة الأبدية كما يجعل دنيانا جنة الأمن والراحة .

*  ويناد – كيرالا .

[1] رواه النسائي ، كتاب الصيام ، 129/4 .

[2] رواه الإمام الطبراني من حديث أم سلمية .

[3] تضوَّر : تلوَّى وصاح من جوع أو ألم .

[4] رواه مسلم في صحيحه في كتاب الصيام ، برقم 163 .

[5] رواه النسائي ، كتاب الصيام ، رقم الحديث 2223 .