ذهب الذين أحبهم ، وبقيت مثل السيف فرداً

أخي القارئ الكريم !
نوفمبر 18, 2023
البعث الإسلامي في عامها السبعين
ديسمبر 11, 2023
أخي القارئ الكريم !
نوفمبر 18, 2023
البعث الإسلامي في عامها السبعين
ديسمبر 11, 2023

الافتتاحية :                بسم الله الرحمن الرحيم

ذهب الذين أحبهم ، وبقيت مثل السيف فرداً

سوف لا أتناسى ذلك اليوم الأغر الذي تمت فيه زيارتي الأولى لسعادة العلامة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رحمه الله ، وذلك في أحد أيام العام الحادي والخمسين من القرن الميلادي المنصرم ، يوم كنت قد حضرت دار العلوم لندوة العلماء ، بأمر من والدي الجليل رئيس ومحدث الجامعة الإسلامية مفتاح العلوم في بلدة مئو بمديرية أعظم جراه ، وكان سماحة العلامة الكبير الشيخ السيد أبي الحسن على الحسني الندوي عائداً من رحلته العلمية والدينية والأدبية من مصر والسودان ، وعدد من الدول العربية بعد إنجاز رحلاته العلمية والدعوية والتربوية ، وعلم سماحته بوجودي في دار العلوم لندوة العلماء ، فأشار علي أن أحضر عنده في اليوم الأول من العام الدراسي ، وأتقدم إليه بطلبي للدراسة في  دار العلوم لندوة العلماء .

وهكذا حضرتُ في الأسبوع الأول من افتتاح دار العلوم التعليمي ، وأديت امتحان السنة الأولى للتخصص في الأدب العربي ، وأكرمني الله بالنجاح بالدرجة الأولى ، فكان اسمي مسجلاً في دفتر الحضور في الصف في السطر الأول ، وكنا نحن أربعة زملاء في السنة الأولى ، وانتهت السنتان بسرعة ، وقدَّر الله لي الالتحاق بمرحلة التكميل ( الأدب العربي ) ، ولم تكن هذه المرحلة لدراسة علوم الأدب العربي وتاريخه فحسب ، بل كانت ذات مسئولية لتدريس كتب بدائية للأدب العربي للطلاب الوافدين الجدد في المراحل الابتدائية التي مروا بها في مدارسهم وكتاتيبهم ، وفي أماكنهم التي كانوا يعيشون فيها .

من هنا كانت صلتي بسعادة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي وطيدةً ، اتصلت به أولاً كطالب علم في السنة الأولى للتخصص في الأدب العربي ، ثم مستشيراً في كثير من الشئون العلمية والدينية ، ثم مساعداً له في الأمور الإدارية والصحفية والعلمية ، ولما تم اقتراح إصدار صحيفة الرائد لتدريب الطلاب على الكتابة العربية ، فكان ذلك الأمر سراً ، لا يعرفه سوى أنا والشيخ محمد الرابع الحسني الندوي ، وجرت الأعمال الإدارية للصحافة بكل سرية ، ولما طبعت النسخة الأولى للصحيفة ، كان ذلك مفاجأةً سارةً للجميع ، وسرَّ بذلك سماحة الشيخ السيد أبي الحسن على الحسني الندوي رحمه الله ، وجميع من كان معه في ندوة العلماء ، فشجَّعنا على استمرارية هذا العمل ، وإيصاله إلى المستوى العالي الرفيع ، والحمد لله على أني التحقت بهذا العمل من أول عدد ، وبدأت أكتب كلمة الرائد في الصحيفة ، كما كانت طباعة هذه الصحيفة تحت إشرافي في مطبعة ندوة العلماء ، حيث تُطبع الكتب العلمية والدينية والأدبية للإمام الندوي رحمه الله تعالى وغيره من العلماء .

وفي نفس السنة التي صدرت فيها صحيفة الرائد أنشي المجمع الإسلامي العلمي ، وهو عام 1959م ، وكانت فكرة إنشاء هذه الأكاديمية للإمام السيد أبي الحسن على الحسني الندوي ، وكان أساس ذلك مقال الإمام الندوي : ردة ولا أبا بكر لها ، فإن الإمام الندوي قد أثار في هذا المقال فكرة مقاومة الردة الفكرية التي تنشأ رويداً رويداً في الشباب المسلم ، حتى إنهم فقدوا ثقتهم بالإسلام ، ويعتبرون الإسلام كالديانات الماضية التي لا تسمن ولا تغني من جوع ، قدم الإمام الندوي هذه الفكرة أمام المثقفين والعلماء ، فلبوا هذه الفكرة ، واعتبروها حاجة الساعة ، وتم تخطيط هذا المجمع الإسلامي العلمي ونشر كتيبات دينية وعلمية تشرح أصول الإسلام ، وتعيد ثقة الشباب المسلم بالإسلام من جديد ، في أربع لغات : العربية والأردية والهندية والإنجليزية ، وكان الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي أكبر مساعد من أول يوم لهذا الغرس ، بل انتخب الإمام الندوي رئيساً لهذا المجمع ، وعُيّن الشيخ محمد الرابع أميناً عاماً له ، وقد ازدهر المجمع زمن أمانته العامة ازدهاراً كبيراً ، وانتخب له أعضاء ورجال ، وكنت كذلك من أعضائه ، فأسندت إلى جميع الأعضاء المسئوليات ، وإنهم أنجزوا هذه المسئوليات بكل أمانة ، حتى صدرت جميع مؤلفات الإمام الندوي من المجمع الإسلامي العلمي ، ومؤلفات كُتاب آخرين ، وبعد وفاة الإمام الندوي انتخب الشيخ محمد الرابع الحسني رئيساً للمجمع ، فصدرت كتب ومؤلفات علمية ، وعين بعض الباحثين الجدد للدراسات الإسلامية ، فحققوا وألفوا كتباً قيمةً ، حتى بلغ عدد مؤلفاته الآن إلى أربع مائة مؤلَّف ، والحمد لله على ذلك .

فكرة هيئة التعليم الديني للناشئة المسلمة في الهند كانت من الموضوعات الأساسية ، التي شغلت بال كثير من الناس ، ذلك لأن بيئة الهند بعد تحريرها أصبحت مسمومةً بسبب البذور التي بُذرت من الطائفة الهندوسية ، وجرى تعديل وتغيير في المقررات الدراسية الحكومية في المدارس الرسمية ، فكان هذا مبعث قلق كبير ، فقام القاضي عديل أحمد العباسي من مديرية بستي ، وشاور كبار العلماء والمثقفين في هذا الشأن ، حتى اتفقوا على إنشاء هيئة التعليم الديني على مستوى ولاية أترابراديش ، فجرت هذه النشاطات الدينية تحت رئاسة الإمام الندوي ، وانتخب الشيخ محمد الرابع الحسني عضواً لها ، وما زال يحضر مجالسها ودوراتها ، حتى جعله الله تعالى رئيساً للهيئة ، فجعل يرشد هذه المسيرة التعليمية بكل أمانة ودقة ، وقد رأس كثيراً من المؤتمرات ، وقدم فيها خطبه الرئاسية ، وقد جمعت هذه الخطب في مجموعة كتاب ، قام بترتيبها البروفيسور مسعود الحسن العثماني ( سكرتير هيئة التعليم الديني حالياً ) ، ومن فضل الله تعالى على أني كنت عضواً منذ بداية الهيئة ، وبعد وفاة الإمام الندوي أصبحت نائب رئيس للهيئة ، وهذه الهيئة تعمل أعمالها ، وتستمر في فعالياتها ، وقد أصدرت سلسلةً من الكتب للمدارس البدائية من روضة الأطفال إلى الصف الخامس ، وهي تدرس في كتاتيب الهيئة المنبثة في مدن وقرى أترابراديش ، واختار المثقفون هذا المنهج نظراً إلى فوائده الكثيرة ، فما من كُتاب يوجد الآن في مناطق الهند ، إلا وله علاقة مباشرة أو بواسطة بهذه الهيئة ، قدَّر الله تعالى لها الاستمرارية والقبول .

أقامت ندوة العلماء المهرجان التعليمي على مرور 85/ عاماً منذ إنشائها في الفترة ما بين 25 – 28 شوال 1395هـ الموافق 31 أكتوبر 1 – 3 نوفمبر 1975م في رحاب ندوة العلماء ، ونال هذا المهرجان إقبالاً عظيماً من المهتمين بالفكر الإسلامي والمشتغلين بالتربية الإسلامية ، إن هذا المهرجان كان يهدف إلى مغزى عميق في مجال التعليم والتربية للفكر الإسلامي ، ويرمي إلى وضع نظام جديد للتعليم في سائر الأقطار والدول الإسلامية ، ذلك النظام التعليمي الذي يتولى الجمع بين الثقافتين الإسلامية والعصرية، ويوفق بينهما بغاية من الدقة والانسجام والحكمة ، الأمر الذي تبنته ندوة العلماء من أول يومها .

بدأ المهرجان في موعده المحدد بحضور وفود العالم الإسلامي والعربي التي بلغ عدد أعضائها 65/ عضواً من 15/ دولة ، وقد كان هؤلاء الأعضاء ذوي خبرة واختصاص في موضوع التعليم والتربية ، واستمر المهرجان أربعة أيام ببرامجه الحافلة الهادفة ، وانتهى بنجاح – والحمد لله – وأمل مشرق لمستقبل تعليمي لامع ، وكان في إنجاح هذا المهرجان التعليمي نصيب الأسد للشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي ، فإن جميع أعمال هذا المهرجان كانت تحت إشراف شيخنا رحمه الله ، فإنه هو الذي اقترح لطباعة بعض الرسائل العلمية والمؤلفات الفكرية بهذه المناسبة ، وقد أصدر عدداً خاصاً لصحيفة الرائد بندوة العلماء وأقسامها وشعبها ، ورجالها وأبرز خريجيها ، وقام بإدارة جميع الجلسات بالعربية ، وقد شرف المهرجان شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم وكثير من مشايخ العالم العربي ، وأبدوا انطباعاتهم الجيدة عن هذا المؤتمر .

إن أكثر أعمال ونشاطات الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي خلال هذه المدة المديدة كانت باللغة العربية ، وقد عُيّن أستاذاً للعربية في بداية الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي ، ومنذ ذلك الحين جعل يدرِّس اللغة العربية والأدب العربي نثراً وشعراً ، وكانت جهوده في صحافة أدب الأطفال بإصدار صحيفة الرائد ، وقد لعبت هذه الصحيفة دوراً بارزاً في نشر اللغة العربية في الجاليات الناشئة ، وقد صدرت له كتب ومؤلفات بالعربية أمثال : منثورات من أدب العرب ، ومعلم الإنشاء  ( الجزء الثالث ) والأدب العربي بين عرض ونقد ، ومختار الشعر العربي في جزئين ، وقاد حركة رابطة الأدب الإسلامي إلى مدة طويلة ، وظل متصلاً بها منذ أول يومها ، فتقديراً لهذه الجهود الأدبية أُكرم بجائزة رئيس جمهورية الهند عام 1982م ، ونال صيتاً حسناً على المستوى القومي والعالمي في الأدب والبلاغة والنقد .

أُسندت إلى الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي مسئولية إدارة ندوة العلماء عام 1993م ، وقد كنت مساعد المدير ( مشرفاً إدارياً )  لدار العلوم نحو سنتين وثلاثة شهور ، زمن إدارة الشيخ محب الله اللاري الندوي ، وذلك لأنه قد انهارت صحته ، فتم انتخابي كمشرف إداري لدار العلوم ، وحينما أصبح الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي مديراً لدار العلوم لندوة العلماء ، وكان منصب عميد كلية اللغة العربية شاغراً ، فانتخبتُ له بأمر من الإمام الندوي رحمه الله تعالى ، وكنت أثناء ذلك أساعد الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي في الأعمال الإدارية والشئون التعليمية ، وظل الشيخ على هذا مواظباً على العمل إلى وفاة الإمام الندوي ، والجدير بالذكر أن مؤتمر العلماء المسلمين للنظر في قضايا الدعوة الإسلامية عُقدت زمن إدارته لدار العلوم لندوة العلماء في الفترة ما بين 12 – 13 رجب 1418هـ ، الموافق 12 – 13 نوفمبر 1997م ، وكان مؤتمراً كبيراً ، شرَّفه إمام الحرم الشيخ محمد بن عبد الله السبيل رحمه الله تعالى ، وإمام وخطيب المسجد الأقصى الشيخ محمود الصيام ، وكانت محاور المؤتمر على ما يأتي :

  1. النظر في المذاهب الدينية المنحرفة وجهودها المتزايدة اليوم
  2. النظر في جهود النحلة القاديانية المستورة منها والظاهرة ، ومدى تأثيرها على الغافلين من المسلمين والبحث في طرق صدها
  3. النظر في التخلف الشائن للمسلمين في المجالين العلمي والديني ، والبحث في الحل المناسب لتدارك هذا التخلف
  4. النظر في قضايا المسلمين الدينية والثقافية في البلدان غير الإسلامية والبحث في طرق معالجتها النافعة
  5. البحث في المنهج الأفضل للأعمال الدعوية والتربوية في الأوضاع الراهنة

نالت الدعوة استجابةً مخلصةً قويةً من جميع الجهات العلمية والدعوية والفكرية ، وعقد المؤتمر، وحضر المندوبون من العالم الإسلامي ، وقدم كلمة ترحيب وتحية مدير دار العلوم لندوة العلماء آنذاك الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي ، ومن أبرز عناصر هذه الكلمة : ندوة العلماء في مواجهة الحركات الهدامة ، خطورة فتنة القاديانية ، استعراض الأوضاع من واجباتنا ، لا شك أن هذا المؤتمر من الأعمال الدينية الذهبية زمن إدارة الشيخ محمد الرابع لدار العلوم      لندوة العلماء ، فالفضل يرجع إليه بعد الله تعالى وجهود الإمام الندوي رحمه الله .

انتقل إلى رحمة الله تعالى إمامنا وشيخنا السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي في 31/ دسمبر 1999م ، فألمت مصيبة كبرى بالعالم الإسلامي ، وصار الجو حزيناً ، تبكي جدران ندوة العلماء حزناً وكمداً ، وفور ما سمعنا النبأ ذهبنا إلى زاوية الشيخ علم الله الحسني وصلينا صلاة الجنازة عليه بدموع ساخنة ، وألقينا على قبره التراب بعواطف مكلومة ، ولم يمض يوم أو يومان ، إذ عقد المجلس التنفيذي لندوة العلماء جلسةً طارئةً لتعيين رئيس لندوة العلماء تحت رئاسة الدكتور السيد عبد الله عباس الندوي رحمه الله ، فوافق جميع أعضاء الأمانة العامة لندوة العلماء على اسم الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رئيساً لها ، وكان هذا الانتخاب مباركاً ، ومتفائلاً ، استبشر به جميع الناس على شتى المستويات ، وظل الشيخ على هذا المنصب حوالي 23 عاماً ، كما انتخبت كمدير لدار العلوم لندوة العلماء في نفس الجلسة ، وشكرت على هذه النعمة ، ودعوت الله أن لا يكون هناك إخلال بالمسئولية وتقصير في أداء الواجب .

استمرت نشاطات ندوة العلماء تحت رئاسة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي بكل هدوء ، وقد أصدرت مجلة البعث الإسلامي عدداً ممتازاً حول سماحة العلامة الإمام أبي الحسن علي الحسني الندوي ، وكان عنوان مقال الشيخ محمد الرابع الحسني : رحم الله شيخنا أبا الحسن ، كما كتب للعدد الخاص لصحيفة الرائد مقالاً بعنوان : وفي الليلة الظلماء يُفتقد البدر ، وكان كلا العددين حافلين بالمقالات العلمية والانطباعية ورسائل التعازي القلبية .

وقد وفقني الله تعالى خلال هذه المدة الطويلة للاجتماع معه مرةً أو مرتين كل يوم وليلة في مكتبه أو في دار الضيافة لندوة العلماء ، فكنا نتشاور في كل دقيق وجليل حول ندوة العلماء وتنشيط برامجها التعليمية والإدارية والدعوية ، ولم نفارقه إلا إذا كان سفري إلى مكان ، أو هو سافر إلى أي جهة ، وحق لنا أن ننشد بهذه المناسبة قول الشاعر متمم بن نويرة اليربوعي :

وكنا كندماني جذيمة حقبةً      من الدهر حتى قيل لن يتصدعا

فــلــمـا تفرقنا كأني ومالكا      لــطــول اجـتماع لم نبت ليلة معا

وكان دأب الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي أنه إذا وُجهت إليه دعوة للمؤتمر ، وكان هو مشغولاً في أعمال ندوة العلماء أرسلني إليه كنائب عنه ، هذا ما وقع كثيراً ، فامتثلت أمره ، وذهبت إلى المؤتمر وشاركت فيه وألقيت فيه كلمةً نيابةً عنه بحمد الله وتوفيقه ، أما ندوات رابطة الأدب الإسلامي في شبه القارة الهندية فلا نعرف أني تغيبت عن أي ندوة من ندواتها السنوية ، حينما عُقدت أول ندوة أدبية لرابطة الأدب الإسلامي عام 1981م في رحاب ندوة العلماء ، وكانت هي بذرة أولى لإنشاء الرابطة شاركت فيها ، وساهمت في تنشيط فعالياتها ، حتى انتخبت عضواً لمجلس أمناء رابطة الأدب الإسلامي العالمية ، وقد سافرت مع الشيخ السيد محمد الرابع الحسني إلى القاهرة وتركيا والبلدان العربية للحضور في الندوات الأدبية وهيئتها العامة .

وفي عام 2005م تلقيت أنا والشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي دعوةً للحضور في حفل منح جائزة نائف بن عبد العزيز آل سعود العالمية ، للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة ، فاستجابةً للدعوة سافرنا إلى المدينة المنورة ، حيث تشرفنا بالحضور في حفل منح الجوائز في دورتها الأولى ، في قاعة فندق مريديان بالمدينة المنورة ، وبدئ البرنامج بتلاوة من القرآن الكريم ، وتلته كلمة سمو الأمير الملكي نائف بن   عبد العزيز راعي الجائزة ، وتم منح الجوائز للفائزين الخمسة : اثنين من الذكور وثلاث من الإناث ، وكل جائزة تمثلت في شهادة وميدالية ومبلغ وجيه من النقود ، وكانت موضوعات الجائزة من السنة النبوية : عناية السنة النبوية بحقوق الإنسان ( دراسة حديثية فقهية ) ، وكان هذا السفر مبعث خير كثير ، حيث سلمنا على النبي الكريم صلى الله عليه وسلم في الروضة المطهرة ، ثم سعدنا بالعمرة وزيارة بيت الله الحرام .

هذا غيض من فيض تلك العلاقات التي تمتد على خمسة وسبعين عاماً ، وإذا ذكرت كل ما كان من أحوال وأمور دارت بيني وبينه خلال هذه المدة المديدة لاستغرق ذلك وقتاً ، وغطى حجم كتاب مستقل ، فأكتفي بهذه الكلمات ، وندعو الله أن يغفر له زلاته ، ويرفع درجاته ، ويسكنه فسيح جناته ويلهم الجميع الصبر والسلوان ، ( وَبَشِّرِ ٱلصَّابِرِينَ . ٱلَّذِينَ إِذَآ أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا للَّهِ وَإِنَّـآ إِلَيْهِ رَاجِعونَ . أُولَـٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُهْتَدُونَ ) .

وما توفيقي إلا بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب .

سعيد الأعظمي الندوي

1/صفر/1445هـ

19/أغسطس/2023م