ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله
يناير 6, 2021وسائل التواصل الاجتماعي : كيف يمكن استخدامها ؟
مارس 31, 2021صور وأوضاع :
حقائق مذهلة عن اعتناق الإسلام في البلدان الغربية
محمد فرمان الندوي
رغم جميع المحاولات المضادة للإسلام والمسلمين في أنحاء العالم نرى بأم أعيننا أن الإسلام يُظل على الإنسانية بظلاله الوارفة الفيحاء ، ويحنو عليها حنو المرضعات على الفطيم ، ذلك لأن الإسلام هو الملجأ الوحيد في كل زمان ومكان ، وما زال ولا يزال سفينة نوح ، من أوى إليها ، نجا ، ومن أعرض عنها هلك ، فهو دين الإنسانية جمعاء ، كما قال تعالى : إِنَّ الدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلاَمُ ، وقد خلّد الله تاريخ المؤمنين والمسلمين الذين تشبثوا بذيله في دياجير الظلمات ، واعتبروه مصابيح الدجى في متاهات الكفر والشرك . وأزال الله تعالى آثار أولئك المناوئين الذين يتربصون به الدوائر ، فليست هناك عيون تسكب عليهم الدموع ، ولا آذان تصغى لهم ، فأخذهم الله نكال الآخرة والأولى ، إن في ذلك لعبرةً لمن يخشى .
تنتشر في فرنسا والبلدان الغربية الإسلامفوبيا بشكل غريب ، ويتكاثر عدد الرجال والنساء الذين كانوا يمقتون الإسلام والمسلمين مقتاً شديداً ، ويحاولون طمس معالمه وآثاره من العالم ، إذا بحثنا عن الأسباب وراء هذه الكراهية الشديدة عرفنا أن هناك موجات عظيمة إلى اعتناق الإسلام وتعاليمه السمحة في البلدان الغربية ، وقد نشرت مجلة الفرقان الشهرية الصادرة من لكناؤ في عدد ديسمبر عام 2020م تقريراً مسهباً عن الإقبال على الإسلام في البلدان الغربية ، وذلك بقلم الداعية الإسلامي الأستاذ الفاضل الشيخ خليل الرحمن سجاد النعماني الندوي حفظه الله ، وإليكم هذا التقرير الكامل :
” أمريكا : كشفت قناة C.N.N. الأمريكية في تقاريرها : بأن الإسلام أكثر الأديان انتشاراً في الولايات المتحدة الأمريكية ، يقدر عدد المسلمين فيها حوالي سبعة أو ثمانية ملايين ، لكن ربع هذا العدد المسلمون الجدد ، وحسب إحصائية صحفية ، إن عشرين ألفاً من الناس يعتنقون الإسلام كل عام ، ويكون أغلبهم النساء ، ويقول CCTV News : إن الإحصائيات الحديثة تدل دلالةً واضحةً على موجات كبيرة إلى الإسلام في البلدان الأوربية .
وتقول مراسلة هندية (Pria Sridhar ) لـ R.T. News في تقريرها : يعتنق عشرون ألف أمريكي بالإسلام ، ولا يتأسفون على هذا العمل بعد إسلامهم ، وقد كشف هذا التقرير أن عدد النساء البيض كثير في المعتنقين بالإسلام ، وحينما وُجه سؤال إلى إحدى النساء من هذه الطبقة ، فردت عليه قائلةً : درست في المدرسة الكاثوليكية ، 12/ سنةً ، وكنت أحتاج إلى التعمق في إيماني ( Faith ) ، فما وجدتُ بغيتي الضالة إلا في الإسلام ، وورد في هذا التقرير ذكر امرأة أسلمت قبل أيام بكل تفصيل ، تُدعى بانجيلا المسيحية : فكتبت المراسلة الهندية : انظروا إلى إنجيلا ، تُرى كفتاة أمريكية الجنسية ، لكنها قد تغيرت تماماً ، فلا تكشف شعرها الجميل أمام الناس ، ولا تخرج إليهم سافرةً ، لأنها مسلمة ، اقرأوا الآن طرفاً مما حاوره المذيع الأخباري :
المذيع : لماذا اعتنقتِ الاسلام ؟
انجيلا : كنت باحثةً عن الصدق والحق ، فما وجدت إلا في الإسلام .
المذيع : هل تشعرين بفرح وسرور على هذه الخطوة ؟
انجيلا : بلى ، أنا مسرورة جداً الآن ، بعد اعتناق الإسلام .
بريطانيا : وحسب تقرير R.T. News صار الإسلام أشد انتشاراً في بريطانيا ، وقد ازداد عدد المسلمين ضِعفين خلال عشر سنوات ماضية ، وإن اسم محمد أحب الأسماء إلى الناس للأطفال ، وكذلك خلاصة تقرير آخر باسم Faith Matters ، وطبقاً لهذا التقرير اعتنق خمسة آلاف بالإسلام ، في العام الماضي .
ألمانيا : ووفق تقرير صدر من إحدى مراكز الدراسات من ألمانيا : يعتنق فيها كل عام ثلاثة آلاف ألماني منذ عام 2004م .
فرنسا : عدد المسلمين الجدد في فرنسا يبلغ إلى أكثر من خمسين ألفاً ، ووفق تقارير B.B.C. NEWS أصبح الإسلام أكثر الأديان انتشاراً في العالم كله .
وقد نشرت C.N.N. HEADLINE حواراً مفصلاً لامرأة أسلمت قبل أيام ، فإنها أجابت على سؤال المذيع جواباً كافياً ، مفاده :
أعتقد أن عيسى عليه السلام هداني إلى الإسلام ، وذلك حينما علمتُ أن المسلمين أيضاً يؤمنون بعيسى عليه السلام ويحبونه من صميم القلب ، فنشأ في ذهني سؤال عن فكرة القرآن والمسلمين عن عيسى عليه السلام ، فتحت القرآن أول مرة فكانت أمام عيني السورة الثالثة للقرآن الكريم ، وهي آل عمران ، وبدأت أقرأ الآيات التي ورد فيها ذكر عيسى عليه السلام وذريته الذين نحبهم حباً جماً .
اقرأوا على سبيل المثال الآيات : من 35 إلى 53 من سورة آل عمران .
قرأت هذه الآيات فصدر من لساني : يا ربي ! يا إلهي ! هكذا يذكر القرآن ذكراً حسناً عن عيسى عليه السلام وذريته ، قرأت في هذه الآيات ذكر زوجة عمران ، ومريم وزكريا وعيسى عليهم السلام مفصلاً ، لا أستطيع أن أخبركم كيف كانت حالتي بهذه المناسبة ؟ وغرقت في حيرة واستغراب ، وشعرتُ في قلبي بفرح وسرور غريبين ، وساورني شعور آخر ، فوضعت القرآن ، ولم ألبث حتى أخذت القرآن وجعلت أقرأه من جديد ، وكانت أمام عيني آية من سورة المائدة : 83 ، ذكر الله تعالى فيها سيدنا عيسى عليه السلام ، قالت هذه المرأة لمذيع الأخبار : لعلك تعلم أن الله تعالى ماذا قال في هذه الآية : يقول الله تعالى : وَإِذَا سَمِعُواْ مَآ أُنزِلَ إِلَى ٱلرَّسُولِ تَرَىۤ أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ ٱلْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَآ آمَنَّا فَٱكْتُبْنَا مَعَ ٱلشَّاهِدِينَ ( المائدة : 83 ) .
أقول صدقاً : لما تلوت هذه الآية انهمرت عيني بالدموع ، وأخبر الله تعالى في هذه الآية أن المسيحيين الصادقين نادوا بأعلى صوت : ربنا آمنا ، فاكتبنا مع الشاهدين ، وأيقنت حينذاك أني مؤمن ومسلم ، وأن القرآن كتاب الله تعالى ، وأيقنوا : إذا لم يهدني الله فلا هادي لي إلى يوم القيامة ” . ( تعريب لمقتطف من افتتاحية عدد ديسمبر 2020م لمجلة الفرقان بالأردية بقلم كاتب هذه السطور ) .
هذه بعض نماذ ج وأمثلة للإقبال على الإسلام في البيئات والمجتمعات ، التي يعتبر الإسلام فيها حجر عثرة في سبيل التقدم والرقي في مجالات الحياة المختلفة ، ولا شك أن الإسلام دين الفطرة ، والفطرة إذا لم تتوسخ ولم تكدر دلاؤها بالشرك والكفر والعصيان ، فإنها تعلن بكل صراحة عن نصاعة هذا الدين الحقيقي ، والفطرة هي التوحيد ، والإيمان بالله تعالى ، كما أشار إلى ذلك القرآن الكريم : فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِى فَطَرَ ٱلنَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ ٱللَّهِ ذٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلْقَيِّمُ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَ ٱلنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ( الروم : 30 ) ، وقال صلى الله عليه وسلم : كل مولود يولد على الفطرة ، فأبواه يهودانه وينصرانه ويمجسانه ( صحيح البخاري ) .
هذا هو الواقع المعاش ، لكن ظهرت هناك أفكار ملحدة نحو خلق الإنسان ، من الملحدين الغربيين أمثال داروين وديكارت وجان جاك روسو ، ونيوتن وغيرهم نشروا الإباحية والمنكرات والفجور في المجتمعات الإنسانية ، وبنى العالم المعاصر اتجاهاته على أساس أفكارهم الملحدة ، وقد وفق بعض منهم إلى دراسة الإسلام والقرآن ، فتأثروا به تأثراً كبيراً ، يقول أستاذ علم النفس بجامعة ميونخ بألمانيا : إني وجدت في الإسلام راحةً نفسيةً ، لم تفتقدها ألمانيا الغربية فحسب ، وإنما تفتقدها أوربا كلها ، وقال الكاتب الفرنسي : موريس بوكاي في كتابه التوراة والإنجيل والقرآن والعلم : ” ونحن نعلم أن الإسلام ينظر إلى العلم والدين كتوءمين ، وأن تهذيب العلم كان جزءً من التوجيهات الدينية منذ البداية ، وأن تطبيق هذه القاعدة أدى إلى التقدم العلمي العجيب في عصر الحضارة الإسلامية العظمى ، التي استفاد منها الغرب قبل نهضته ” . ( ماذا قدم المسلمون للعالم : ج 2/735 ) .
هذه هي بذرة الإسلام ، إذا دخلت شغاف القلوب والأرواح ، فإنها لا تخرج منها إلى الأبد ، وإن حرقت وقتلت ، فلا عجب ولا استغراب في قوله تعالى بالأمس ولا اليوم ، وهو أصدق القائلين : هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ ( الصف : 9 ) .