التخطيط المدني والتربوي اللائق بمركز الإسلام وأثره في حياة الشعب ، ووضع البلاد
مارس 15, 2022في مسيرة الحياة : 48/ سنةً في ظلال تربية الإمام العلامة أبي الحسن الندوي ( الحلقة الثانية )
مارس 15, 2022التوجيه الإسلامي :
البلاغة والإعراب والبيان في القرآن الكريم
( سور المدثر والقيامة والإنسان والمرسلات )
بقلم : معالي الشيخ الدكتور راشد عبد الله الفرحان *
28 ( لاَ تُبْقِى وَلاَ تَذَرُ ) .
29 ( لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ ) .
قيل : معناهما واحد لا تبقى ولا تذر للكفار شيئاً من لحم ولا عصب إلا أهلكته ، ثم يعود كما كان ، وأما ( لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ) سواء كان معناها التغيير أو من نفح الجلد فتدعه سواداً أشد سواداً من الليل ، والبشر أعالي الجلود ، وعن الحسن : تلوح الناس ، والمهم أنها تزيدهم عذاباً .
50 ( كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُّسْتَنفِرَةٌ ) .
51 ( فَرَّتْ مِن قَسْوَرَةٍ ) .
شبههم في إعراضهم بالحمير التي فرَّت من الأسود .
أول سورة القيامة
4 ( بَلَىٰ قَادِرِينَ عَلَىٰ أَن نُّسَوِّىَ بَنَانَهُ ) .
بنانة :
مرتبطة بقوله ( نَّجْمَعَ عِظَامَهُ ) وبنانه أطراف أصابعه ، وأعضاء الإنسان قد تتشابه مع الغير ، أما البنان لا تتشابه مع الغير .
22 ( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ ) .
23 ( إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ ) .
نَّاضِرَةٌ – نَاظِرَةٌ :
أطلق الوجه فيه وأراد جزءه ، ففي لفظ وجوه بالنظر إلى ناضرة ، و ( نَاظِرَةٌ ) جمع بين الحقيقة ، والمجاز هو جائز .
هل يرى المسلمون ربهم يوم القيامة ؟
زعمت المعتزلة والخوارج أن الله تعالى لا يراه أحد من خلقه ، وأن رؤيته مستحيلة عقلاً ، قول بلا دليل ، أما أهل السنة والجماعة فيرون إمكان رؤية الله في الآخرة لهذه الآية ولأدلة أخرى كثيرة ، يراه المؤمنون أصحاب الوجوه الناضرة ، أما الكفار فـ ( إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ ) .
29 ( وَٱلْتَفَّتِ ٱلسَّاقُ بِٱلسَّاقِ ) .
30 ( إِلَىٰ رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ ٱلْمَسَاقُ ) .
البلاغة – استعارة تمثيلية :
المحتضر عند الموت تلتف ساقه على ساقه الأخرى من الخوف والشدة ، وفي ذلك من التهديد والوعيد للكافر .
34 ( أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ) .
35 ( ثُمَّ أَوْلَىٰ لَكَ فَأَوْلَىٰ ) .
هذه الآية ذهبت مذهب المثل في التخويف والتحذير والتهديد ، ومعناها : ويل لك أيها الشقي ، ثم ويل لك ، وأصلها من وليه الشيئ ، أي قاربه ودنا منه ، تهديد بعد تهديد ، وعيد بعد وعيد .
37 ( أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ ) .
يَكُ :
حذفت النون تنبيهاً على مبدأ الإنسان وصغر قدره ، تنبيهاً على صغر مبدأ الشيئ .
أول سورة الإنسان
2 ( إِنَّا خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً ) .
أَمْشَاجٍ – نَّبْتَلِيهِ :
وصف النطفة مع أنها مفرد بـ ( أَمْشَاجٍ ) أي أخلاط جمع مشج ، وهو جمع عطف على ( نَّبْتَلِيهِ ) ما بعده بالفاء مع أن الابتلاء متأخر عنه ؟ والجواب : نبتليه حال مقدرة أي مريدين ابتلاءه حين تأهله ، فجعلناه سميعاً بصيراً .
3 ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ ٱلسَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ) .
أي بينا له طريق الخير وطريق الشر ، عن طريق الرسل والكتب المنزلة والدعاة ونصب الأدلة السمعية والعقلية ، ثم أوكلنا له الخيار .
البلاغة – شَاكِراً :
عبَّر سبحانه على الشكر باسم الفاعل ( شَاكِراً ) للدلالة على القلة ، وعبَّر عن الكفر بصيغة المبالغة وهو الأكثر ، فقال ( كَفُوراً ) ( وَمَآ أَكْثَرُ ٱلنَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ) .
10 ( إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً ) .
شديداً طويلاً .
البلاغة :
المجاز وصف اليوم بالعبوس مجازاً ، لأنه يوم تعبس فيه الوجوه ، مثل يوم عاصف .
15 ( وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِّن فِضَّةٍ وَأَكْوابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَاْ ) .
يُطَافُ :
ذكره بالبناء للمفعول وقال بعده ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ ) بالبناء للفاعل ، لأن المقصود في الأول ما يطاف به لا الطائفون ، والمقصود في الثاني الطائفون ، فذكر في كل منهما ما يناسبه .
19 ( وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤاً مَّنثُوراً ) .
مَّنثُوراً :
أراد سبحانه تشبيههم لحسنهم وانتشارهم في الخدمة باللؤلؤ الذي لم يثقب ، وهو أشد صفاء .
28 ( نَّحْنُ خَلَقْنَاهُمْ وَشَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ وَإِذَا شِئْنَا بَدَّلْنَآ أَمْثَالَهُمْ تَبْدِيلاً ) .
شَدَدْنَآ أَسْرَهُمْ :
وجاء في سورة النساء ( وَخُلِقَ ٱلإِنسَانُ ضَعِيفاً ) المراد به ضعيف أمام الشهوات ، ومعنى شددنا أسرهم ربطنا أوصالهم بعضها إلى بعض بالعروق والأعصاب .
أول سورة المرسلات
سميت بذلك كزميلاتها لورود كلمة المرسلات في أول السورة .
15 ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ ) .
كررها عشر مرات ، والتكرار في مقام الترغيب والترهيب مستحسن ، وسيما إذا تغايرت الآيات .
35 ( هَـٰذَا يَوْمُ لاَ يَنطِقُونَ ) .
36 ( وَلاَ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ ) .
لاَ يَنطِقُونَ :
الكافر ينطق في الدنيا بلسان سليط ، أما في الآخرة ، فلا كلام ولا عذر ، ولا ينطق إلا بإذن .
32 ( إِنَّهَا تَرْمِى بِشَرَرٍ كَٱلْقَصْرِ ) .
إنما يتطاير من النار ، كل واحدة منها في عظمها وارتفاعها كالقصر ، وهو ما علا من البناء ، ففيه تشبيه مرسل .
* وزير الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الكويت سابقاً .