البلاغة والإعراب والبيان في القرآن الكريم ( أول سور المعارج ونوح والجن والمزمل والمدثر )

مشكلات المسلمين وكيفية معالجتها
فبراير 7, 2022
التخطيط المدني والتربوي اللائق بمركز الإسلام وأثره في حياة الشعب ، ووضع البلاد
مارس 15, 2022
مشكلات المسلمين وكيفية معالجتها
فبراير 7, 2022
التخطيط المدني والتربوي اللائق بمركز الإسلام وأثره في حياة الشعب ، ووضع البلاد
مارس 15, 2022

التوجيه الإسلامي :

البلاغة والإعراب والبيان في القرآن الكريم

( أول سور المعارج ونوح والجن والمزمل والمدثر )

بقلم : معالي الشيخ الدكتور راشد عبد الله الفرحان *

سميت بذلك لورود كلمة المعارج في أول السورة .

8 ( يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ ) .

9 ( وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ ) .

ٱلْبلاغة – التشبيه المرسل :

ووجه الشبه التلون أي كالفضة المذابة ، ثم جاء في الآية التي تليها ( كَٱلْعِهْنِ ) ، ووجه الشبه التطاير والتناثر في الصفوف ، فشبهها في لينها وخفتها كالصوف المصبوغ ألواناً .

17 ( تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ ) .

تدعو النار الكفار فتهلكهم ، وهؤلاء أدبروا وتولوا في الدنيا .

19 ( إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً ) .

فسّر هلوعاً : إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً ، وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً .

س : هل خُلق الإنسان على هذه الصفة ، ومثله وكان الإنسان عجولاً ؟ والجواب : إن تلك الصفات يكتسبها الإنسان باختياره وإرادته ، ومثلها البخل والكرم ، ولكنه لما امتزجت هذه الصفة في الإنسان وداوم عليها صارت كأنها خلقت معه منذ صغره ، لأنه بإمكان أن يغير من هذا الخلق ويبطل هذه العادة .

23 ( ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ ) .

سورة نوح

4 ( يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ) .

مِّن ذُنُوبِكُمْ – وَيُؤَخِّرْكُمْ :

( مِّن ) صلة ، والمعنى يغفر لكم ذنوبكم ، والأجل المسمى هو يوم القيامة ، والمعنى يؤخر عنكم المؤاخذة في الدنيا إلى يوم القيامة ثم يحاسبكم ، وهذا مثل العرض لهم لكي يؤمنوا ، وإغراء لهم ، لكنهم كفروا وعاندوا ، فجازاهم الله بالغرق وعجل لهم العذاب بعد أن أمهلهم وهو يدعوهم قرابة الألف سنةً .

26 ( وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً ) .

بعد أن عرف نوح أنه لن يؤمن من قومه أحد غير من آمن ، وخاف على المؤمنين بعد أن بلغ أذى الكفار لهم ولما استيقن أنه لا فائدة ترجى من ورائهم هنالك دعا الله عليهم ألا يبقى منهم دياراً ، أي أحداً في الدار .

سورة الجن

سميت بذلك لأنها تتحدث عن جماعة من الجن استمعوا القرآن من النبي صلى الله عليه وسلم .

3 ( وَأَنَّهُ تَعَالَىٰ جَدُّ رَبِّنَا مَا ٱتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً ) .

البلاغة – الاستعارة التصريحية :

( جَدُّ رَبِّنَا ) استعار من الجد الذي هو الحظ والبخت ، تعالى الله عن الصاحبة والولد لعظمته وسلطانه .

8 ( وَأَنَّا لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً ) .

البلاغة – المجاز المرسل :

في ( لَمَسْنَا ٱلسَّمَآءَ ) أي طلبنا بلوغها لاستماع الكلام ، من الملائكة ، واللمس قيل مستعار من المس للطلب كالحس .

سورة المزمل

سميت بذلك لورود كلمة المزمل في أول السورة .

5 ( إِنَّا سَنُلْقِى عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً ) .

ثَقِيلاً :

أي القرآن ثقيلاً في نفسه بما حوى من المواعظ والأحكام والعقائد ، لم يطق الكفار والمشركون تحمله فتراهم يطلبون دائماً من النبي أن يخفف عنهم .

7 ( إِنَّ لَكَ فِى ٱلنَّهَارِ سَبْحَاً طَوِيلاً ) .

السبح من السباحة في الماء فاستعير للذهاب مطلقاً أي تصرفاً في حوائجك ، وإقبالاً وإدباراً ، كما يفعل السابح في الماء .

17 ( فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ ٱلْوِلْدَانَ شِيباً ) .

البلاغة – الكناية :

عن الهول والشدة يقال يوم شديد ، والأصل فيه أن الهموم إذا تفاقمت أسرع الشيب في الإنسان .

19 ( إِنَّ هَـٰذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَآءَ ٱتَّخَذَ إِلَىٰ رَبِّهِ سَبِيلاً ) .

معناه : فمن شاء النجاة اتخذ إلى ربه سبيلاً .

20 ( فَٱقْرَءُواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ٱلْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُمْ مَّرْضَىٰ وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِى ٱلأَرْضِ ) .

البلاغة – إطلاق الجزء على الكل :

اقرؤا ما تيسر من القرآن في الصلاة بما تيسر من القرآن ، عبَّر بالقراءة عن الصلاة التي هي بعض واجباتها ، فهو من إطلاق الجزء على الكل ، ويسمى في البلاغة بالمجاز المرسل ، لأن القراءة أحد أركان  الصلاة ، وقوله ( مَا تَيَسَّرَ مِنه ) تأكيد ، حثاً على قيام الليل بما يتيسر .

سورة المدثر

سميت لورود كلمة المدثر في أول السورة ، وهو النبي صلى الله عليه وسلم لما جاءه الوحي قال دثروني .

4 ( وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ) .

5 ( وَٱلرُّجْزَ فَٱهْجُرْ ) .

البلاغة – الكناية :

في قوله وثيابك كناية عن تطهير النفس ، يقال فلان طاهر   الذيل ، وصفوه بالنقاء من المعايب . المجاز المرسل : في قوله ( وَٱلرُّجْزَ    فَٱهْجُرْ ) الرجز : العذاب الشديد ، والمراد هنا عبادة الأصنام .

9 ( فَذٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ ) .

10 ( عَلَى ٱلْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ ) .

فائدة ذكره بعد قوله ( فَذٰلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ ) رفع توهم أن يراد بـ ( عَسِيرٌ ) يرجى تيسيره كما يرجى تيسير العسر من أمور الدنيا ، وقيل : فائدته التوكيد .

18( إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ) .

19 ( فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ) .

20 ( ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ) .

ذكر قدَّر ثلاث مرات ، ( وَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ) مرتين لأن المعنى أن الوليد بن المغيرة الذي سمع القرآن وتأثر به وكاد أن يسلم وقال لقومه لقد سمعت كلاماً ما هو من كلام الإنس ولا الجن ، ( والله ! إن له لحلاوة وإن عليه لطلاوة ، وإن أعلاه لمثمر ، وأنه يعلو وما يعلى عليه ) ، فكر في شأن النبي وما أتى به من القرآن ، وقدر ما يمكنه أن يقول فيهما ، فقال الله ( فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ) أي على أي حال تقديره ، وكرر ( ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ ) للمبالغة .

*  وزير الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الكويت سابقاً .