” ندوة العلماء : حركتها . دعوتها . أبعادها ” لسعادة الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله تعالى ورعاه
مارس 31, 2021الأدب العربي بين عرض ونقد للأديب الناقد الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي
يوليو 31, 2021قرأت لك :
الإسلام ودعائم اليقظة الإسلامية
لسعادة الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله
الأخ محمد ميزان الرحمن الندوي ( آسام )
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد !
فما من شك في أن هذا الكتاب القيم الذي ألفه أستاذنا الدكتور سعيد الأعظمي الندوي يتحدث عن الإسلام ودعائم اليقظة الإسلامية ، ويقول بأن الله تعالى جعل هذه الأرض قاعة امتحان أوسع للكائن العاقل الذي يشمل الجن والإنس ، ووزع فيها ورقة ذات أسئلة مهمة جداً تتعلق بالإيمان والكفر بصفة دائمة باقية إلى بقاء العالم البشري ، وفضل الله تعالى الإنسان على كافة الخلائق أجمعين وأكرمه بنعم التمييز الإنساني في هذا الكون ، فليس للإنسان أن يسكن فيها كما يشاء وكيف يشاء ، وأن يرد على الأسئلة التي تتضمن إنسانيته وتشمل العلة التي خلق من أجلها ، ولا ينبغي له أن يرد على الأسئلة الامتحانية بصرف النظر عن كل هذه التميزات التي لم يحظ بها أي خلق آخر .
وقد وازن المؤلف حفظه الله بين المسلمين في الأمس واليوم ، فإن السلف الصالح قد استماتوا في سبيل الحفاظ على الدين ، مع ذلك لم يرضوا بأدنى ضيم ودنيئة في مجال الدين قائلين ” أينقص الدين وأنا حي ” .
والكتاب يعلن بكل صراحة أن مصدر كل خير هو شجرة إيمانية لا شرقية ولا غربية ، وفيه ذكر مكانة الإنسان ومنصب خلافته ومسؤولياته ، ثم جناية المدنية على الإنسان والإنسانية ، ومن ثم غارات وهجوم على الإسلام من أولياء الشيطان ، وتهديدات للعودة بالعالم الإسلامي إلى عصر الحجارة وهدم الكعبة ، صرح هذا بعنوان : نواميس الكون وبناء الإنسان .
وتحدث الكاتب عن فضل محرم الحرام قبل الإسلام وبعده ، ثم تناول ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم ، وهو أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً ، وشرح هذا الموضوع بعنوان : أزهار الربيع كيف ينبغي أن نجنيها ؟ والجو الإيماني الذي يعرف بمدرسة الصيام ، فعنون له المؤلف الكريم : دعوني أتعلم في مدرسة الصيام ، وختم هذا الباب بالتمسك بالإبراهيمية عليه الصلاة والسلام .
بعد ذلك وقبل كل شيئ :
وعلى كل ، فهذا الكتاب مشتمل على أربعة أبواب :
الباب الأول : نواميس الكون وبناء الإنسان .
الباب الثاني : غارات شعواء على الإسلام وحضارته البناءة .
الباب الثالث : الإسلام هو الحل الوحيد للخروج من الأزمات .
الباب الرابع : دعائم اليقظة الإسلامية .
وأشهد على نفسي كلما قرأت هذا الكتاب جاش خاطري ، وثارت عواطفي ، وشعرت بدبيب المعاني والأحاسيس في نفسي وبحركة للحماسة الإسلامية في عروقي ، وجدته يملأ قلبي حماسةً وقوةً في جانب ، وفي جانب آخر إيماناً ويقيناً ، وجدته يستنهض همتي الفاترة ، ويشحذ عزيمتي الخامدة ، ويذكر كل نوع من أنواع المجتمعات البشرية رجالاً ونساءً ، صغاراً وكباراً ، سادةً وخدمةً وأساتذةً وتلاميذ ، شعوباً وقبائل ، مسؤوليتهم التي عادت عليهم حيث قال الله تعالى : ” كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ ” .
ويدعوهم لأداء واجباتهم نحو توجيه المجتمعات الإنسانية إلى الوجهة الصحيحة المطلوبة التي أنزلها الله سبحانه وتعالى عن طريق عباده المرسلين .
فأشكر للأستاذ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله لجهده هذا الجليل ، وندعو الله تعالى أن يبارك في عمر المؤلف حفظه الله تعالى ويصونه من كل سوء .
وأخيراً أقول عن هذا الكتاب : إن هذا لهو الفوز العظيم ، ولمثل هذا فليعمل العاملون وليتنافس المتنافسون .
ندعو الله سبحانه وتعالى أن يبارك في عمر المؤلف ( حفظه الله تعالى ) ويصونه من كل سوء ، حتى يتحفنا بأمثال هذه العطايا العلمية والإيمانية . وصلى الله تعالى على خير خلقه محمد وعلى آله وصحبه وسلم .