قصة أصحاب الكهف وما لها من نتائج وعبر
مايو 28, 2023التوجيه الإسلامي :
أسباب حيرة الشباب وعلاجها*
الإمام الشيخ السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي ( رحمه الله )
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء وإمام المرسلين والمتقين محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين . وبعد :
فإني أصارحكم أيها السادة ! أني كنت مستغرباً جداً إذا لم يكن الشباب الإسلامي في حيرة كما تجدونه وتشعرون به ، إن الشجرة لا تلام على ثمرتها ، إن في إمكان البستاني أن لا يغرس شجرةً من الشجرات ولكن ليس من المعقول ، وليس من الطبيعي أنه إذا غرس شجرةً معينةً ، ثم سهر عليها وغذاها ونماها ، وسقاها وأحيا ليالي متواليةً ، وقف في وهج الشمس وفي البرد القارس ليحرس منها هذه الشجرة ولتؤتي أكلها بعد حين ، ثم إذا آتت أكلها الطبيعية لامها ونزل عليها غضباً وأنكر منها هذه الشجرة ، هذا شيئ غير معقول وغير طبيعي ، لأن طبيعة الشجرة هي طبيعة الشجرة منذ خلق الله هذا الكون ، ومنذ خلق هذه الشجرة ، فشجرة الزيتون ستعطي ثمر الزيتون وشجرة الرمان ستعطي الرمان ، وهكذا .
إن من أعظم الأسباب في هذه الحيرة التي يعانيها الشباب المسلم بصفة خاصة وشباب العالم عامةً ، هو التناقض في التوجيه والإعلام والتربية ، تناقض بين ما ورثوه وبين ما يعيشونه ، وبين ما يلقونه تلقيناً وبين ما يطلبه منهم علماء الدين ، هذا التناقض العجيب الذي سُلط عليهم ومنوا به هو السر في هذه الحيرة ، هذه الحيرة المردية ، هنالك عقائد آمنوا بها كمسلم وُلد في بيت إسلامي في أسرة إسلامية ، ونشأ على كثير من العقائد وتلقاها بوعي أو بغير وعي ، ثم إنه نشأ في بيئة دينية تؤمن بمبادئ الإسلام وقرأ التاريخ الإسلامي – إذا أكرمه الله بذلك وسنحت له هذه الفرصة الكريمة – وكان سعيداً بوجوده في بيئة واعية دينية ، ثم سبق – ومعذرتي إلى اختيار هذه الكلمة ، لأنه لا يزال في سن مبكرة وليس له خيار – إلى دور ثقافة يسمع فيها من أولئك الأساتذة الذين يجلهم ، لأنهم أصحاب اختصاص وأصحاب زعامة في كثير من العلوم ، كل ما ينقض ما أبرمته البيئة ، وكل ما غرسته في قلبه وعقله من التربية الإسلامية ، يسمع ويرى كل ما ينفي كل ذلك ، أو ما يقلل قيمته على الأقل ، فيقع في تناقض عجيب وفي صراع فكري عنيف ، وهذا الصراع الفكري يدوم معه إلى أن يشاء الله ، أو تحدث معجزة ، إنها حقاً في هذه البيئة التي نعيش فيها ، صراع من أدق أنواع الصراع ، ومن أصعب أنواعه ، الصراع بين القوى المتعارضة ، أنه قد يواجه الصراع في ساحة القتال ، ومدة ساعة القتال قصيرة وإن طالت ، ولكن هذا الصراع يعالجه دائماً ، إنه يعالجه في المسجد ، ويعالجه في المدرسة ، ويعالجه في البيت ، ويعالجه فيما بينه وبين نفسه ، هذا الصراع المرير الهائل العمق يتلقى من مؤسسة ” الإعلام ” ومؤسسة الصحافة بالمعنى العام ، ومن التلفزيون الذي جاء حديثاً ، يسمعون إذاعات وأحاديث وبرامج نقضي على البقية من آثار التربية القديمة ، وتحدث فيهم ثورةً فكريةً وقلقاً نفسياً ، والصحافة التي هي ” صاحبة الجلالة ” في نظر كثير من الناس تقدم إليهم في أول النهار الغذاء الفاسد العفن ، والمواد المثيرة المهيجة للعواطف قبل أن يكسر الصفراء على تعيير إخواننا السوريين ، وقبل أن يتلو شيئاً من القرآن ، فأول ما يقع عليه نظرهم صورة عارية لفتاة ، وعناوين مثيرة للغرائز أو مقالات مثيرة للشكوك مزعزعة للإيمان والثقة ، فيتلقون هذا في رغبة ونهامة ، وفي شوق واستجابة ، إنه يقع في أيديهم كتب علمية لها عناوين هائلة ، وأسماء مرعبة صادرة من أناس آمنوا بفضلهم وعبقريتهم ، فيرون ما يشككهم في مصادر الشريعة الإسلامية ، وحتى في مصادر اللغة والأدب الأولى ، ويشككهم في صلاحية هذه الأمة ، وفي خلود الرسالة التي يحملونها ، يشككهم في صلاحية اللغة العربية ، فيتلقون هذا المزيج العجيب ، وهذه الخميرة العجيبة ، من أفكار ومبادئ وإغراءات ومن نظريات علمية ، ويقعون من كل ذلك في حيرة لا تعدلها حيرة ، فخليق بكل هذا أن يوقع الإنسان – وإن كان ناضح الفكرة ، مختمر العقل حصيف الرأي – في حيرة ، فكيف بالشباب الناعم ؟ وكيف لهذه البراعم الناعمة التي لم تفتح بعد ، كيف يرجى منهم أن يقفوا أمام التيارات المتصارعة ؟
إن مثل ذلك أيها الإخوان السادة ! كمثل عجلة أو مركبة ركب فيها فرس في الأمام وركب فيها فرس في الوراء وكلاهما قويان ، فكما أن هذه العجلة من المعقول جداً أن يكون ركابها في حيرة من أمرهم ، هذا يجرها إلى الأمام ، وهذا يجرها إلى الوراء ، فكذلك الشباب يتأرجحون في أرجوحة يميناً وشمالاً .
إن الأدب الذي لم يزل يواجهنا منذ خمسين سنة على الأقل من العواصم العربية الكبرى ، التي كان لها التوجيه ، وكانت لها الزعامة الفكرية والدينية ، وهذه غرست في قلوب الناشئة وفي قلوب الشباب ، بل في قلوب كثير من الكهول بذوراً من الشك والاضطراب ، تشككوا حتى في وجودهم ، تشككوا في كل ما تواتر واستفاض وأصبح من قبيل البديهيات ، إن هذه الكتب التي أريد من ورائها رزق أو شهرة ، أو زعامة فكرية ، أو هتاف وتصفيق حاد ، إن هذه كلها غرست في قلوب شبابنا الشك والحيرة والتناقص ، فأنا لا أستغرب هذا الوضع ، وهذا هو السبب الرئيسي والسر في حيرة الشباب .
ورداً على سؤال وجهه الأستاذ عن العلاج الصحيح لهذه الحيرة التي يقع فيها الشباب صرح سماحته : ” إنني أعتقد أن أول خطوة نخطوها نحو إنقاذ الشباب من هذه الحيرة المردية هي توحيد نظام التعليم ، ولستم في حاجة إلى شرح هذه النقطة ، فإن المعسكر التعليمي موزع قسمين : المعسكر الديني ، والمعسكر اللاديني أو العلماني ، أو المعسكر القديم ، والمعسكر الجديد ، وهذه الثنوية أو الازدواجية في التعليم هو السبب الأكبر في خلق هذه الحيرة التي يعيشها الشباب ، فأول خطوة نخطوها إلى الغاية الصحيحة لإزالة هذه الحيرة ، هو تنسيق غايات التعليم ومواد التعليم ، فهنالك كما قلت تناقض في المواد الدراسية فالذي يبنيه تعليم يهدمه تعليم آخر ، فكذلك العلوم التي لم تكن لها صلة بالعقائد هي كذلك لها اتصال بالعقائد وما أصبح التعليم مجرداً أن اعتقاد أن من التعليم ما هو محايد وما هو نزيه كل النزاهة ، وما هو بعيد كل البعد عن التأثير في العقيدة قد أصبحت نظريةً قديمةً ولا نصيب لها من الصحة ، فالخطوة الأولى الخطوة الثورية الجذرية هي إحداث تنسيق في نظام التعليم ، فلا قديم ولا جديد ، ولا ديني بالمعنى اللاهوتي ، وبالمعنى الكهنوتي المسيحي الأوربي ، ولا بالمعنى الإسلامي الصحيح ، فلا تعليم لاهوتي ولا تعليم دنيوي أو زمني أو علماني ، بل التعليم وحدة لا تتجزأ ، إنما ينقسم بين غايات ووسائل ، ولا بد أن تكون بين هذه الوسائل وحدة تربطها وتخضعها للغاية الأساسية .
ثم إزالة النفاق يعني : هذا التناقض الذي يعبر عنه لسان الشريعة ، ولسان القرآن بكلمة : ” النفاق ” لا أعنى بالتنسيق التنسيق بين تعليم قطر وبين تعليم قطر آخر ، إنما أعني به التنسيق في تعليم القطر ، إن هذا يحتاج إلى قلب نظام التعليم رأساً على عقب ، يعني إحداث نظام تعليمي كوحدة متكاملة متناسقة ، وهذا يحتاج إلى ثورة عارمة ، إلى ثورة جريئة ودقيقة وشاملة ، ويحتاج طبعاً إلى أناس عندهم الأصالة الفكرية ، لا يعيشون متطفلين على مائدة الغرب ، إنه يحتاج إلى الاجتهاد في المواد الدراسية ، وهذا يحتاج طبعاً إلى مشاريع عملاقة ، وإلى جهود كبيرة واسعة النطاق عميقة الجذور ، وتحتاج كذلك إلى أن تتبناها الحكومات الإسلامية والمجامع الإسلامية الكبيرة ، فإذا نجحنا في تطوير نظام التعليم تطويراً جديداً ، وإذا نجحنا في إزالة النفاق عن هذا المجتمع الذي نعيش فيه إذاً من المؤمل أن ننقذ الشباب من هذه الحيرة المردية .
ثم الإخلاص والعزم الصادق والتضحية التي لا غنى عنها ، هذه كلها عوامل لوجود بيئة مناسبة أو الأجواء المناسبة لنمو الشخصية الإسلامية وإكمالها ووصولها إلى الغاية المطلوبة ، وهذه الغاية لا تتحقق إلا إذ مثل الشباب دورهم كشباب مسلم في هذا المعترك الفكري الذي لم يشاهد تاريخ الإنسانية معتركاً فكرياً مثله ، إن الشباب طبقات وأقسام كثيرة ، وليس هناك طراز واحد من الشباب ، إننا شاهدنا عدداً كبيراً من الشباب يتلهفون شوقاً إلى أن يلعبوا دورهم ، وهم في استعداد تام وعندهم التألم الشديد مما واقع حولهم ، إن هؤلاء الشباب هم أمل اليوم وجيل المستقبل ، وفي الحقيقة إن الشباب هم الذين يستطيعون أن يحولوا هذا التيار ، وعندي من المعلومات ما تؤكد لي أن في الشباب مجالاً واسعاً للعمل الإسلامي والفكر الإسلامي ، وعندهم قلق والقلق أول خطوات النمو والتقدم والتحسن ، فإن الشباب قلقون اليوم وإن الحضارة الغربية قد عجزت عن تسليتهم وإرضائهم ، وإن هناك فراغاً لم يملأ ولا يمكن أن يملأ ، كما تفضل الأستاذ كامل الشريف ، إن هنالك ديناً واحداً يستطيع أن يملأ الفراغ الهائل الذي أحدثته أوربا بين القلب والروح والجسم والمادة ، وهذا من خصائص الحضارة الغربية التي لها تجارب خاصة ومراحل معينة مرت في رحلتها الطويلة ، ولكن – مع الأسف الشديد ومن سوء حظ الإنسانية – لما آلت القيادة إلى أوربا أثرت هذه التجارب في تفكير الأمم التي كانت في عزلة عن هذه التجارب ، تجارب مجتمع خاص كانت لدينه طبيعة خاصة ، وقد حدث فيه صراع بين الكنيسة والحكم وصراع بين تعليم الدين ، وصراع بين الكهنوت والعقل السليم والعلم الحديث ، هذا كله من تجارب الغرب وكان الشرق غنياً عن هذه التجارب ، لم يكن منها في عير ولا نفير ، ولكن فرض الغرب وفرضت الثقافة الغربية هذه التجارب وانطباعات هذه التجارب ، ومردود هذه التجارب ، وقيمة هذه التجارب ، فنظرية ” الدين قضية شخصية ” و ” الفصل بين الدين والسياسة ” هذه كلها تجارب الأمم الأوربية لظروف خاصة ، وأجواء خاصة ، وللطبيعة المسيحية التي دانت بها أوربا ، ولكنها قد أشركت فيها الشعوب الشرقية من غير سبب ومن غير مبرر ، فهذا الفراغ موجود في الشباب ، والشباب بدؤوا يشعرون بهذا الفراغ ، إن ما نشاهده من انحرافات وشذوذ ومن مبالغات ومن تطرف في حياة الشباب ، كل ذلك شعور لهذا الفراغ . وإني أستطيع أن أقول في ضوء تجاربي ومشاهداتي في الشرق وفي آسيا : إن الشباب فيهم قابلية واستعداد كبير ليكونوا قادة حركة جديدة ، وليخوضوا هذه المعركة .
ولكننا نعيش في عزلة عن الشباب وعندنا كثير من سوء تفاهم ، ومن إساءة ظن ومن جهل للوضع الذي يعيش فيه الشباب ، فإذا ملئت هذه الفجوة بين الكهول والشباب ، وبين الدعاة إلى الدين وبين الشباب الجامعيين والشباب المثقفين بالثقافة الغربية ، يمكن أن نجر عدداً كبيراً ونجعلهم مقتنعين مستجيبين لهذه الدعوة متحمسين لها ، ولكن ذلك يحتاج إلى مخططات دقيقة عميقة ، مخططات علمية مدروسة ، يحتاج ذلك إلى مكتبة جديدة ، يحتاج ذلك إلى أسلوب جديد في الحديث مع الشباب ، يحتاج ذلك إلى الحكمة التى أشار إليها القرآن بقوله: ( ٱدْعُ إِلِىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلْحِكْمَةِ وَٱلْمَوْعِظَةِ ٱلْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِٱلَّتِى هِىَ أَحْسَنُ ) يحتاج ذلك إلى أن تكون عندنا أقلام قوية بليغة ، وأن تكون عندنا تلك المقدرة البيانية والطلاوة الأدبية وحلاوة التعبير التى لا يمكن لدعوة أن تشق طريقها إلى الأمام وأن تنفذ في عقول الشباب وفي نفوسهم عن غير هذا الطريق .
إننا نرى – مع الأسف الشديد – أن كثيراً من علمائنا الأفاضل يعتبرون التضلع من آداب اللغة ، والحصول على تلك المقدرة البيانية ، والأسلوب البليغ الذي يدخل إلى قرارة النفوس ، من فضول واجبات العلماء وعلى هامشها ، وقد يعتبرون ذلك ابتعاداً عن وظيفتهم وانحرافاً عن جادتهم ، مع أننا نرى أن القرآن نوه بهذه الحقيقة ، وكلنا نؤمن أن الله سبحانه وتعالى هو أغنى الأغنياء ، ولكنه أنزل كتابه في أسلوب معجز ، وفي لسان عربي مبين ولم ينزل في لسان عربي مبين فحسب ، بل نوه بهذه الناحية في غير موضع من مواضع القرآن ، فقال : ( نَزَلَ بِهِ ٱلرُّوحُ ٱلأَمِينُ . عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ ٱلْمُنْذِرِينَ . بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) ( إِنَّآ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) فمعنى ذلك أن ناحية اللفظ وناحية الأسلوب وناحية البلاغة ناحية مهمة . وإذا رجعنا إلى تاريخ الإصلاح والتجديد رأينا أن الذين كانوا على قمة الإخلاص وعلى ذروة الانقطاع إلى الله وإلى الربانية الصادقة كانوا لا يستهينون بهذه الناحية ، وإنما كانوا يهتمون بها كل الاهتمام ، ولا نضرب المثل بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم في هذه المناسبة لأنه صلى الله عليه وسلم أفصح الفصحاء وأبلغ البلغاء من غير شك ، وهذا معروف عند الجميع ، ولكني أضرب المثل بسيدنا علي بن أبي طالب ، إنه كان في قمة من البلاغة ، ونواصل سيرنا إلى آخر القرون الإسلامية ، فنرى أن من تبوأ القيادة أو الزعامة في الدعوة الإسلامية كانوا على جانب عظيم من البلاغة ومن فهم نفسية المخاطبين ، إنني في الحقيقة أوخذ بالحيرة ، إذا قرأت خطب سيدنا عبد القادر الكيلاني ، فأنا أرى أن هذا الرجل الذي اشتهر في العالم كله ، وفي جميع العصور بزهده وبقناعته وبريانيته ، وبإشراقه وتبتله ، إنه يخاطب الجيل المعاصر والمجتمع الذي كان يعيش فيه في بغداد ، البلد الذي وُلد فيه الحريري ووُلد فيه ابن الجوزي ، ووُلد فيه الصابي ، ووُلد فيه هؤلاء الشعراء ، وتغنى فيه البحتري ، والشريف الرضي ، والمتنبي ، وأبو تمام ، والمعري .
كانت بغداد عاصمة عالم الإسلام ومركز الخلافة العباسية ، كانت محطة كل عبقري من جميع الأصناف ، فسيدنا عبد القادر الكيلاني نراه يخاطب الجيل المعاصر في بغداد بلسان يحلق في البلاغة ، ويخاطبهم بأسلوب ساحر ، بأسلوب يبلغ إلى الأعماق، بأسلوب لا تزال له الصولة إلى الآن ، وإذا قرأنا خطبه التي دونها المدونون وحرصوا على نقل اللفظ الصحيح لاعتقادهم أن ما يصدر من القلب يدخل في القلب ، وهذا كان من دواعي الحرص على نقل الكلام بالحرف .
وهذا يعطينا الفكرة عن أهمية الأدب والأسلوب ، إننا إذا أردنا أن نوجه الشباب التوجيه الإسلامي العميق ، فعلينا أن نتسلح بذلك ، أن نعد له عدته ، وأن نستوفي تلك الشروط التي كانت لكل زمان ومكان ، وهي لا تزال لها قيمتها وأهميتها وتأثيرها ، وهو إحداث مكتبة إسلامية علمية تلائم عقلية الشباب وتؤثر فيها ، ويتقبلها الشباب بقبول حسن ، بل يتشوقون إليها ويمدون إليها يدهم ، فإذا وفينا هذه الشروط فإني واثق بأن الشباب مستعدون ليكونوا ، لا مؤمنين بهذه الفكرة فحسب ، بل دعاة متحمسين لهذه الفكرة والدعوة ، متفانين فيها ، متهالكين عليها ، لا يعدلون بها شيئاً .
* محاضرة ألقاها الإمام الندوي في ندوة علمية في عمان في 18/8/1973م .