مجلة البعث الإسلامي

مجلة البعث الإسلامي
صدرت من ندوة العلماء عام 1931م مجلة "الضياء"، تحت إشراف وتوجيه العلامة السيد سليمان الندوي، والعلامة الأديب الدكتور تقي الدين الهلالي المراكشي، وكانت هيئة رئاسة المجلة تتكون من الأستاذين الجليلين الشيخ مسعود عالم الندوي والشيخ السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي، واستمر صدورها إلى أربع سنوات، ثم احتجبت، ولم يكن لندوة العلماء لسان حال باللغة العربية، فظلت الحاجة باقيةً إلى مجلة تكون خير واسطة بين الهند والعالم العربي، وتكون منبراً أدبياً، تستطيع أن تبلغ به ندوة العلماء نداءها إلى الناس كافة


فكرة إنشاء البعث الإسلامي
وعلى كل، فقد كان في بداية الخمسينيات من القرن العشرين المنتدى الأدبي، الذي أنشأه الأستاذ محمد الحسني رحمه الله تعالى، وكان رئيسه الشيخ محمد طاهر المنصور فوري (والد الشيخ السيد سلمان الحسيني الندوي)، وكان هذا المنتدى يعقد حفلات أسبوعية، ونشط أعضاؤه، وكان الشيخ سعيد الأعظمي من أعضائه المتحمسين له، وكان يكتب كل أسبوع مقالاً، ويقدم في الحفلات الأسبوعية

ولما كثرت المقالات دار في خلد أعضاء المنتدى أن يهتموا بطباعتها، ويجعلوها ذكريات حلوة، كان هذا الاقتراح قد أخذ بقلب الأستاذ محمد الحسني رحمه الله تعالى كل مأخذ، لكن تشاور الشيخ محمد الحسني والأستاذ سعيد الأعظمي في إصدار مجلة عربية لنشر أمثال هذه المقالات، وحينما قدم هذا الاقتراح أمام أعضاء المنتدى لم يوافقوا عليه تماماً، واعتبروه محالاً، لكن رأي الأستاذ محمد الحسني لم ينثلم، واستشار في هذا الشأن والده الطبيب السيد عبد العلي الحسني فشجعه على هذا العمل، ووعد بتوفير كل نوع من المعونات، وفي جانب آخر أخبر الأستاذ محمد الحسني والأستاذ سعيد الأعظمي بهذا الأمر العلامة الشيخ السيد أبا الحسن علي الحسني الندوي، فكان تشجيعه وعنايته بالموضوع كثيراً، وهو الذي سمّى هذه المجلة: بالبعث الإسلامي

صدور العدد الأول للمجلة:
صدر العدد الأول في شهر أكتوبر عام 1955م، المصادف صفر 1375هـ، وكان رئيس التحرير والمدير المسئول لهذه المجلة الأستاذ محمد الحسني، وكان الأستاذ سعيد الأعظمي والأستاذ محمد اجتباء الحسيني مديري التحرير لهذه المجلة، ومنذ فبراير عام 1959م استقل الشيخ سعيد الأعظمي بإدارة التحرير، لأن الأستاذ محمد اجتباء الندوي غادر إلى سوريا لمواصلة التعليم العالي، وظلت المجلة تصدر بانتظام واستمرار، حتى حازت في مدة قريبة ثقة الخاصة والعامة

أهداف المجلة:

أما أهداف المجلة فهي مكتوبة على الصفحة الأخيرة لغلاف المجلة:

توجيهات رشيدة للطلبة في الدراسة والتعليم.
توثيق الصلات الأدبية والثقافية بين المدارس العربية في الهند.
إنشاء روابط ثقافية بين طلبة المدارس العربية في الهند وشباب العالم العربي.
رفع مستوى اللغة العربية والأدب العربي في الهند.

وقد غطى العدد الأول للمجلة 32/ صفحة، واشتمل على خمسة مقالات، وهي:

أهدافنا
الكتب التي عشت فيها
الأدب قوة
السيد أحمد الشهيد
الشاعر محمد إقبال يناجي العرب
قرأت لك، وندوة البعث

وقد علق على هذه العناوين رئيس تحرير هذه المجلة
“أهم ما في هذا العدد، هي مقالة سماحة الأستاذ أبو الحسن علي الحسني الندوي
الكتب التي عشت فيها، وهي مقالة ممتعة شائقة طريفة، وهي من اللذة والمتعة والخطورة والأهمية، حيث لو كانت هي الوحيدة في المجلة لأغنت
عن الجميع، وذلك في أسلوب قصصي عذب جميل، نلفت أنظار أبناء المدارس العربية بوجه خاص إلى دراستها والاستفادة منها

يرى القارئ في هذا العدد بعض العناوين، أمثال: أعلام التاريخ الإسلامي، وقرأت لك، وندوة البعث، وهي عناوين بصفة دائمة، نقدم في الأول إحدى الشخصيات الإسلامية الكبرى في القديم والحديث، ونعرض في الثاني مقتطفات من الأدب العربي، ونماذج من الإنشاء البليغ لكبار كتاب العرب في الماضي والحاضر، أما ندوة البعث فهي ندوة أصدقائنا وإخواننا، وهي ندوة علمية أدبية، تنشر فيها أسئلة الطلبة، ونجيب عليها، وننشر مقترحاتهم، ونحض الطلبة على أن يبعثوا إلينا بأسئلة تتعلق بالدراسة والتعليم، والأدب العربي والحديث والمطالعات العربية العامة، وسيفيدهم هذا الموضوع إفادة لا يستهان بها

رحلة في توسعة نطاق المجلة

وبعد صدور العدد الأول للمجلة سافر رئيس تحرير مجلة البعث الإسلامي ومدير تحريرها إلى مدينة كانفور وآغره وعلي جراه ودهلي وديوبند وسهارنفور ثم رركي، ومرادآباد ورام فور، وكانت هذه الرحلة علمية ممتعة، وذات نتائج حسنة، مكث هذا الوفد ليلةً في كانفور، ثم قضى يوماً في آجره، ثم ذهب إلى علي جراه، ونزل عند الشيخ ظل الرحمن البوفالي، ثم لقي كلاهما من الدكتور عبد العليم رئيس قسم الدراسات الإسلامية، وكثر عدد المشتركين في المجلة، كانت الإقامة في علي جراه ثلاثة أيام، ثم كان السفر إلى دهلي، وكان مضيف هذا الوفد في دهلي الشيخ السيد محمد واضح رشيد الحسني الندوي (مذيع ومترجم في القسم العربي بالإذاعة الهندية)، وساهم في اشتراك المجلة طلاب الجامعة الإسلامية الملية علي جراه، ثم كان السفر إلى ديوبند، ونزل الوفد في منزل شيخ الإسلام العلامة المحدث حسين أحمد المدني، وأقام عدة أيام، وجرت لقاءات مع طلاب دار العلوم ديوبند، وكان قد أصدر زمن دراسته في دار العلوم ديوبند صحيفة عربية باسم: اليقظة، إنه رحب بالمجلة، وصار مشتركاً فيها، كما أن عدداً من طلاب دار العلوم كانوا في عداد المشتركين، وكان في نفس الفترة الشيخ عبد الله السورتي الكابودروي، الذي عين على منصب مدير جامعة فلاح الدارين، تركيسر، غجرات، الهند، وكان رفيقاً لهذا الوفد في ديوبند، وخير دليل على توسعة نطاق المجلة

وقد أبدى كثير من العلماء انطباعاتهم نثراً وشعراً، وقال الشيخ عبد اللة عبد الغني خياط (عضو هيئة كتار العلماء والخطيب في المسجد الحرا)
الجهاد كما يكون بالسيف والسنان،….يكون أيضاً بالحجة والبرهان، والحجة والبرهان تختلف فيهما الوسائل والدروب”
أنعت هذه المجلة بالمجاهدة، لأنها طيلة أيام، بل أعوام صدورها…. حتى الآن سائرة في جهادها، ماضية على المخطط الإسلامي المرسوم لها، لم تعقها العواصف الهوج إذ تهب عليها، ولا الأغراض السياسية التي كثيراً ما تعرقل السير بسيرتها، ولا المصالح النفعية التي هي الهدف المنشود من وراء الإصدارات للمجلات أو الصحف
كم تمنيت أن يكون لي شرف الانتماء إليها، والاندماج في سلك كتابها لأودي واجباً إسلامياً، لكني كثيراً ما تصرف الظروف، بل الواجبات الإسلامية الأخرى
إني أبارك خطواتها المسددة الموفقة العظيمة الهادية في خدمة الإسلام والدعوة إلى الله على هدى وبصيرة