اللّيث بن سعد : شيخ الدّيار المصريّة وإمام وقته بلا مدافعة
أبريل 28, 2025رجال من التاريخ :
من علماء الإسلام الموسوعيين
أحمد بن قاسم البوني
الأستاذ الدكتور مرزوق العمري *
الموسوعية المعرفية خاصية من خصائص التكوين الإسلامي ؛ إذ أمر الإسلام معتنقيه بالتحصيل العلمي وعدم التفريط في ذلك مهما يكن ، فكان طلب العلم فريضةً من فرائض الإسلام . واستشعاراً لهذه الفريضة الدينية سعى المسلمون من كل جيل من أجيالهم ، واجتهدوا في التحصيل العلمي حتى تميز الكثير منهم بالموسوعية ؛ إذ أوتي لهؤلاء الإلمام بمختلف علوم الشريعة على النحو الذي كان مع أبي حامد الغزالي والفخر الرازي وابن تيمية . . . في زمانهم ، وغير هؤلاء كثير . ومنهم من أضاف إلى علوم الشريعة علوماً أخرى كالطب والفلك والفلسفة ، فاتصفوا بالموسوعية المعرفية بشكل أكبر ، ومن هؤلاء أحمد بن قاسم البوني الذي برز في نهاية القرن الحادي عشر للهجرة . فمن هو أحمد بن قاسم البوني ؟ وما هي إسهاماته المعرفية ؟ وما مكانته بين علماء الإسلام ؟
(1) مولده ونشأته :
هو أبو العباس أحمد بن قاسم بن محمد ساسي [1] التميمي البوني ، وُلد ببونة [2] سنة ( 1063ه/1653م ) ، وهو التاريخ الذي ذكره معظم مترجميه ، ومنهم أبو القاسم سعد الله [3] نشأ في أسرة ميسورة الحال ، معروفة بالعلم والوجاهة ، ولها اهتمام بالتزكية ، فقد كانت عائلتُه حسب ما ذكر البوني نفسه في كتابه : الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة تنتمي إلى مجموعة بشرية واسعة مُمتدّة غرباً إلى نواحي قسنطينة ، وشرقاً إلى نواحي الكاف وباجة من بلاد تونس ؛ حيث أخذ أحمد البوني العلم من هذه النواحي [4] وهو تميمي النسب [5] ، كما كان يضيف ذلك إلى اسمه في الكتب والمخطوطات التي خطها بيده . كما كانت أسرته ذات سمعة واشتهرت بعلاقاتها الحسنة مع الأتراك العثمانيين الذين كانوا حكاماً للجزائر في ذلك الوقت ، سواء الباشاوات في الجزائر العاصمة ، أو بايات الشرق الجزائري ، كما ساهمت هذه الأسرة مثل الكثير من الأسر العلمية الجزائرية في خدمة العلم ليس العلم الديني فقط ، بل حتى العلم الطبيعي مثل الطب ، وسنبين ذلك في ذكر تآليفه .
بدأ أحمد البوني تعليمه على يد والده قاسم بن محمد البوني الذي كان من علماء بونة المشهورين بالتقوى والصلاح ، درس في جامع بونة علوم الشريعة مثل : التفسير والحديث والفقه . . . وغيرها ، كما كان جدّه من مرابطي وعلماء القرن الحادي عشر في بونة ، وقد اشتهر بالفقه والتزكية حتى أصبح كما يقول معاصره عبد الكريم الفكون في منشور الهداية : ” مسموع القول عند الخاصة والعامة ” [6] . وقد ذكر البوني واعترف بأن جده هذا قد أثار بعض علماء زمانه ضده لمبالغته في التزكية واستعمال بعض الطرق غير السليمة لجلب المال ، وأضاف قائلاً عنه : ” إن الفقه والتصوف قد غلبا على جدي حتى امتزجا فيه ” [7] ،ثم ذكر أنه ترك بعض التآليف التي كانت في التصوف بالدرجة الأولى .
(2) رحلته في طلب العلم :
اشتهر الشيخ أحمد البوني بكثرة الترحال طلباً للعلم ، وقد ساعده في ذلك وضع أسرته الميسورة الحال فقد انتقل إلى أهم العواصم العلمية في ذلك الوقت مثل : تونس والمغرب ، ومصر ؛ حيث أخذ العلم عن الشيخ عبد الباقي الزرقاني [8] ، والشيخ يحيى الشاوي الملياني [9] . . . وغيرهما ، كما سافر إلى الحجاز واستقر هناك فترةً بعد أدائه فريضة الحج يتصل بشيوخ الحجاز والعلماء الذين يقصدون البقاع المقدسة من مختلف أقطار العالم الإسلامي ليأخذ منهم ، وقد دون رحلته الحجازية وعنونها بـ : الروضة الشهية في الرحلة الحجازية . وهذا ما يدل على علو همته العلمية وسعيه المتواصل في طلب العلم ، وهو جهد يعد بقريحة مبدعة وأفق علمي كبير . وبالفعل تأكد ذلك في مرحلة لاحقة بما تركه من تآليف كثيرة في مختلف المجالات المعرفية .
وبعد اجتهاده في التحصيل العلمي تيسر له الإلمام بمختلف علوم الشريعة ؛ ولذلك فهو يذكرنا بكبار علماء الإسلام الموسوعيين الذين اشتهروا في العصر العباسي . وعلى الرغم من الموسوعية العلمية التي اشتهر بها البوني إلا أنه كان يصنف من المحدثين لما كان له من ميل إلى هذا العلم من علوم الشريعة ، وقد ترجم له أبو القاسم سعد الله ضمن علماء الحديث في كتابه تاريخ الجزائر الثقافي [10] ، كما ذكره الزركلي بأنه عالم بالحديث [11] ، ولعل كثرة احتكاكه بعلماء الحديث جعلته يهتم بهذا العلم بشكل متميز ، ومن ثم صنف بأنه من المحدثين . ولم يغفل الدكتور سعد الله عن اهتمامه بالفقه والإحسان ، بل علّق على ما قاله أحمد البوني عن جده حينما قال بأنه غلب عليه الفقه والتصوف علق عليه قائلاً : بأن ذلك يصدق عليه بشكل أكثر [12] ومن شيوخه في الحديث في الجزائر والده ، ويحيى الشاوي وأحمد العيدلي الزواوي الملقب بالصديق ، وأبي مهدي عيسى الثعالبي ، وأبي القاسم بن مالك اليراثني الزواوي أيضاً وبركات بن باديس القسنطيني وهؤلاء جميعاً من الجزائريين [13] ، كما ذكر غيرهم من التونسيين والمصريين والمغاربة مثل : اللقاني المالكي ، والخرشي المالكي أيضاً ، والزرقاني . . . وغيرهم [14] .
ومن صور اهتمامه بالحديث وعلومه التأليف في هذا العلم إضافة إلى المجالس التي كان يعقدها لرواية وشرح الصحاح الستة والموطأ ، كل ذلك دال على الاهتمام الكبير الذي كان يوليه للحديث الشريف روايةً ودرايةً حتى لقب بالمحدّث والمسند والجمّاع والمطلع . . . وغيرها من الألقاب والأوصاف التي عرف بها . ومن صور اهتمامه بالحديث أيضاً منحه إجازات لطلبته من ذلك : إجازته لولده أحمد الزروق الذي خصه بالذكر في الدرة المصونة وأثنى عليه بأبيات منها :
بأحـــمـــد الــزروق ولـــدي قوّى به الله الكريم خلدي
حوى فنـوناً مع تقوى الله أحـي بـــــه ســـلـــفـــنـــا إلــهي [15]
كما أجاز محمد بن علي الجعفري مفتي قسنطينة ، وهي الإجازة التي جمع فيها أكثر شيوخه كعادة المحدثين في إجازاتهم ، وهذه الإجازة كتبها في أخريات أيامه سنة 1136هـ ، وقد قال عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس والأثبات : ” وقد وقفت على إجازة المترجم أحمد بن قاسم المذكور العامة لولده أحمد الملقب زروق ورفيقه محمد بن علي السعيدي الجعفري المعروف بمفتي قسنطينة ، وهي في نحو أربع كراريس اشتملت على فوائد وغرائب ، عدد فيها شيوخه وأسانيد الستة وبعض المصنفات المتداولة في العلوم [16] وذكر الدكتور أبو القاسم سعد الله أنه اطلع على نسخة من هذه الإجازة التي كتبت سنة 1140هـ ؛ أي : بعد وفاته بفترة قصيرة [17] .
(3) علاقته بعلماء وحكام عصره :
لقد أتاحت حياة الترحال هذه للبوني الاتصال بمشاهير عصره من العلماء والساسة على حد سواء ، فاشتهر بعلاقاته الواسعة ومراسلاته الكثيرة وتواصله مع علماء عصره ، ومن هؤلاء الشيوخ : شيخه بركات ابن باديس القسنطيني ، وتلامذته حسن بن سلامة الطيبي المصري ، وعبد الرحمن الجامعي ، وعبد القادر الراشدي القسنطيني . . . وغيرهم من الطلاب النجباء الذين أسهموا بنشاط علمي بارز ، ثم برزوا كمؤلفين في مختلف مجالات العلوم الإسلامية ، ويكفي ذكر ابنه المحدث المسند أحمد الزروق الذي أجاز مرتضى الزبيدي سنة 1179هـ ، وكذلك أبو زيد عبد الرحمن الجامعي الفاسي المغربي الذي نزل عنده وأخذ عنه وطلب منه الإجازة ، وترجم له في رحلته المسماة بـ ” نظم الدرر المديحية في محاسن الدولة الحسينية ” وفي ” التاج المشرق الجامع ليواقيت المغرب والمشرق ” ؛ حيث قال عنه : ” لما دخلتها ( يعني بونة ) أممت دار الشيخ الرباني العالم العرفاني أبي العباس أحمد بن الولي الصالح البر الناجح أبي عبد الله قاسم بن الولي الصالح أبي عبد الله محمد المعروف ساسي ، فوجدته طلق المحيا ، وأنزلني بمنزل لإكرام أضيافه مهيأ ، فأقمت عنده ينزهني في كل يوم في رياض تآليفه الحديثة وغيرها ، وينثر علي كل ساعة من فرائد فوائده ما تبخل به على الغائصين قعور بحرها ، وكنت أحضر أثناء تلك المدة مجلس رواية الصحيحين بين يديه مع مشايخ بلده وولديه ومما رويت عنه فسح الله في أجله وأسهب ، وإن تآليفه بلغت ما ينيف على المائة ما بين مختصر ومسهب ، ولما وقفت في علم الحديث على البحر العباب والعجب العجاب سألته الإجازة فيما وقفت عليه وغيره من تصانيفه ” [18] .
هذا عن العلماء ، أما عن الساسة والحكام فقد كانت تربطه بهم علاقات طيبة خاصة الباشوات والبايات العثمانيين ، ويتجلى ذلك من خلال محاولاتهم التقرب منه وطلب وده ، نظراً للمكانة العلمية والروحية التي كانت تتمتع بها الأسرة ، وما اكتسبه البوني من حب الناس واحترامهم له ، فتوددوا إليه وأرسلوا له الهدايا والعطايا ، وبذلك صار يصنف عند المؤرخين بأنه من أعلام بونة [19] . ومما يجدر ذكره هنا أن الباشا محمد بكداش [20] عندما كان موظفاً في حكومة الباشا السابق له حسين خوجة – وهذا الباشا حسين خوجة كان صديقاً للبوني ولوالده من قبله – قد نُفِيَ إلى مدينة بونة ، فحضر دروس الشيخ أبو القاسم البوني وتتلمذ له ، وقامت بينهما صداقة دامت حتى بعد تعيين محمد بكداش في أعلى هرم السلطة ، وتوليه حكم ( باشوية ) الجزائر . فكانت بينهما مراسلات وسفارات ، وحين استرد هذا الباشا مدينة وهران سنة 1120ه ، بعد احتلالها من قبل الإسبان ، ذكر هذا الحدث أحمد البوني في درته حين قال : مهنِّئاً إياه فيها بفتح وهران :
وفـتحت على يده وهــران فكمل المجد له والبرهان
أطـال الله لنـا أعوامـــــــــه وســدد الله لــــنــــا أقوامـــه
ثم كاتبه بعد فتح وهران مهنئاً له بهذا الإنجاز ولافتاً انتباهه إلى حالة بلاده بونة مشيراً إليها بهذه القرية فقال :
أريـــد أن أخــــبركــم أدام ربي نصركـم
بحال هذه الــــــقـــريــة بالصدق لا بالفريــة
قد صال فيها الظالم وهان فيــها العالـــم
خــربت الــــمــساجــــد وقل فيها الساجـــــد
حــــبســها قد أســـرفا ناظــــره فأشـــــــــرفا
وأهــــمــــــلت أسعارها وبــدلـــت شـــعـــارها
والشرع فـــــيها باطـل والظـلم فيها هاطـل
والخوف في ســـبيــلها والقحط في سنبلـها
وكــم مــن الـقبـــائح وكم من الفضائح
إلى أن خاطبه قائلاً :
والله قــــــد ولاكــــم حكما وقد علاكم
فـــداركوا الإسلاما ونــــــــوّروا الــــظــــلاما
(4) وفـاتــه :
توفي أحمد البوني بعد ما جاوز السبعين من العمر سنة 1139هـ/1726م ، ودفن بمسقط رأسه مدينة عنابة – بونة – تاركاً وراءه إرثاً علمياً ثميناً ، هو من التركات العلمية الكبيرة في تاريخ الإسلام .
(5) آثـــاره :
عدّ أحمد البوني في نظر المؤرخين وعند المشتغلين بتراجم الأعلام عدّ من المكثرين في مجال الكتابة والتأليف ، وقد كتب عن نفسه في هذا المجال ، فله رسالة عنونها بـ : ” التعريف بما للفقير من التآليف ” ، عرف فيها بالكتب التي كتبها ، ومن الذين ذكروا تآليفه أبو القاسم الحفناوي بالاعتماد على كتابه التعريف السابق الذكر [21] . ومن المعاصرين الذين اهتموا بتراثه الدكتور أبو القاسم سعد الله الذي قال عنه : ” فقد ألف أحمد البوني تآليف كثيرةً بلغت كما أخبر بنفسه أكثر من مائة تأليف بدون المنظومات والمقطوعات ” [22] ، وهو ذات العدد الذي ذكره الزركلي في ترجمته له [23] .
وفي الحقيقة ما وقفت عليه من تآليفه المختلفة يعني الكتب والمنظومات بلغت مائتين وثمانية أعمال ، وهو عدد كبير جداً ، فأشرت في بداية هذه الترجمة أنه يذكرنا بعلماء الإسلام الكبار الذين برزوا في القرون الأولى ، ومما يؤسف له أنه لم يحظ تراثه بالدراسة والتحقيق وهذا سر بقائه مجهولاً ، وقد تنوعت أعماله العلمية هذه فتوزعت على مختلف العلوم الإسلامية والعربية مثل : الفقه ، والعقيدة ، والنحو ، والتصوف ، والحديث ، والسيرة النبوية ، والتاريخ الإسلامي ، وحتى بعض العلوم الطبيعية مثل الطب . . . وغير ذلك .
فما يلاحظ على هذه التآليف إذا التنوع الموضوعي فقد توزعت على مختلف العلوم العربية والإسلامية ، ومن جهة ثانية توزعت على مختلف أنماط الكتابة ؛ فمنها الكتب ومنها الشروح والحواشي ، ومنها المنظومات ، وهو صاحب نفس طويل في نظم المنظومات مما يدل على أنه صاحب قريحة شعرية متميزة ، ومن الأمثلة على ذلك : نظم الخصائص الكبرى للسيوطي في نحو ثمان مائة بيت . ومن جهة ثالثة لوحظ على تلك الأعمال أنه منها ما أتمه في حياته ومنها ما لم يتمه ، وفي هذا يقول الدكتور سعد الله : ” ومن هذه التآليف ما كمل ومنها مالم يكمل ” [24] ومنها الشعر والنثر ، كما أن منها ما يدخل في باب الحديث والسنة وما يتناول غير ذلك ” [25] . وعند تتبع أعماله من خلال ما ذكر مترجموه بالمقطوعات والمنظومات فقد وقفت على أكثر من مائتي عمل كلها مخطوطة باستثناء كتابين اثنين [26] ولكثرتها يتعذر ذكرها جميعاً ، ولذا سأذكر نماذج من كل علم من العلوم التي كتب فيها على النحو التالي :
ففي الفقه مثلاً كتب : فتح الإغلاق على وجوه مسائل مختصر خليل بن إسحاق . نظم مشتمل على سنده في الفقه . ونظم فصول مختصر خليل مماثلاً به نظم الأجهوري . ونظم فرائض المختصر لم يكمل .
وفي العقيدة كتب : نظم قواعد الإسلام ، وعقيدة صغيرة . ونظم عقيدة السنوسي السادسة وهي مجهولة عند الكثير من الناس ، وشرحها صاحبه العلامة سيدي عبد الرحمن الجامعي ، قيل : إن الشيخ السنوسي وضعها للنسوان والصبيان ، ونظم عقائد النسفي . ونظم شعب الإيمان ، ونظم عقيدة الرسالة لابن أبي زيد القيرواني . وشرح عقيدة الوالد ، لم يكتمل . ونظم صغرى السنوسي والياقوتتان الكبرى والصغرى في التوحيد ، ضاهى بهما جوهرة اللقاني وإضاءة الدجنة للمقري ، ونظم عقيدة سيّدي أبي مدين ، دفين تلمسان . وهي المنظومة التي بين أيدينا .
وفي السيرة النبوية كتب : نظم أسماء رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ذكرها صاحب الدلائل ، ونظم أسمائه أيضاً صلى الله عليه وسلم التي شرحها الرصاع ، ونظم السيرة المحمدية . وكتاب اللمحة البارقة السنية بذكر السيرة المحمدية ، على نمط تنبيه الأنام .
وفي الحديث كتب : نظم تراجم كتاب الشمائل للترمذي ، نظم كتب البخاري . وإظهار بعض نفائس ادخاري المهيآت لختم البخاري ، والتحقيق في أصل التعليق ؛ أي الكائن في البخاري ، وفتح الباري بشرح غريب الإمام البخاري ، والإلهام والانتباه في رفع الإبهام والاشتباه ؛ أي الكائنين في البخاري .
وفي التصوف كتب : نظم أخلاق الصوفية التي حواها كتاب ” تنبيه المغترين ” للشعراني . وتعجيز التصدير وتصدير التعجيز للبردة ، وآخر قريب منه لم يكمل ، ونظم جامع لآداب الدعاء وشروطه وأركانه وأوقاته وغير ذلك . والفتح الموالي بشرح ألفاظ حزب النووي ، نظمه في حياة والده ، وبسببه مدحه بقصيدة شيخه العلامة الولي سيدي يوسف بن محمد فكيهات الأندلسي صاحب نظم الشذور . وكتاب روضة الأزهار ونفحة الأسحار في الصلاة على النبي المختار على نمط تنبيه الأنام . ومجموع في السماعين لم يكمل . وغبار نعال أهل الله تعالى . وحث الورّاد على حب الأوراد ، مشتملاً على ثمانية كتب هي : تلقيح الفكر بفضائل الذكر ، ابتهاج الأفكار بمسائل الأذكار . اليواقيت المنشورة في أسانيد الكتب المأثورة . رفع الاشتباه عن حديث الانتباه ، ملء المعى بأحكام الدعا . أنفع العطر بذكر الخضر . مرود الصفا في فضائل الصلاة على المصطفى . الكنز المختبي في الصلاة على النبي المجتبي .
وفي اللغة كتب : نظم الأجرومية في تسعين بيتاً ، وشرح عليه لم يكمل ، وصل فيه للنائب عن الفاعل ، وتحفة الأريب بأشرف غريب ، اختصر فيه غريب العزيزي للقرآن العظيم . ونظم القطر لابن هشام لم يكمل .
وفي الطب كتب : إعلام أرباب القريحة بالأدوية الصحيحة في الطب . ومختصر في الطب أيضاً لتذكرة داود . وإتحاف الألباء بأدوية الأطباء .
وفي الخطابة كتب : إتحاف النجباء بمواعظ الخطباء .
وفي السياسة كتب : نظم اشتمل على واقع مراد باي التونسي عسكر الجزائر ، وما جرى بينهما من الحروب .
وفي التراجم كتب : فتح المعين بذكر مشاهير النحاة واللغويين .
وفي الشعر له ديوان شعر لم يكتمل .
وفي الرحلات له الروضة الشهية في الرحلة الحجازية .
وفي التاريخ كتب : الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة .
هذه نماذج فقط من كل علم من العلوم التي كتب فيها ، وغير هذه التآليف الكثير ، لقد جاوزت تآليفه المئتين كما تمت الإشارة إلى ذلك .
* كلية العلــوم الإسلامية ، جامعة باتنة – 1 – الجزائر .
[1] وبذلك يتميز عن أحمد البوني صاحب شمس المعارف الكبرى ؛ فهذا ابن قاسم ، والآخر ابن علي .
[2] بونة مدينة جزائرية ، وهي التي تعرف الآن بمدينة عنابة إحدى مدن الشرق الجزائري . وخلال العهد الاستعماري عرفت بـ : Bône . كما هي في اللغة الفرنسية .
[3] أبو القاسم سعد الله : تاريخ الجزائر الثقافي ، دار الغرب الإسلامي ، ط 1 ، 1998م ، ج 2 ، ص 61 .
[4] أحمد البوني : التعريف ببونة بلد سيّدي أبي مروان الشريف ، منشورات المجلس الشعبي البلدي ،عنابة ، الجزائر ، ط 1 ، 2000م ، ص 32 .
[5] مما يدل على أنه عربي النسب ، ومما يدل أيضاً على اهتمامه بالأنساب ، وهذا شأن أبناء الأسر العريقة في كل جيل من الأجيال .
[6] عبد الكريم الفكون : منشور الهداية في كشف حال من ادعى العلم والولاية ، تقديم وتحقيق وتعليق الدكتور أبو القاسم سعد الله ، دار الغرب الإسلامي ، ط 1 ، 1408هـ/ 1987م ، ص 165 .
[7] المصدر نفسه ، ص 164 .
[8] هو أبو محمد عبد الباقي بن يوسف الزرقاني محقق وفقيه مصري ، كان من أبرز علماء المالكية في مصر في زمانه ، من آثاره شرح مختصر خليل ، توفي سنة 1099هـ/1688م . انظر الأعلام للزركلي ، ج 3 ، ص 272 .
[9] هو يحيى بن محمد بن محمد بن عبد الله بن عيسى أبو زكريا الشاوي الملياني الجزائري متكلم وفقيه مالكي . ولد سنة 1030هـ بمليانة ، وتوفي سنة 1096هـ على متن قارب في مياه البحر الأحمر ، وهو متجه لأداء فريضة الحج ودفن بمصر ، من آثاره : توكيد العقد فيما أخذه الله علينا من العهد . انظر الحفناوي : تعريف الخلف برجال السلف ، سلسلة الأنيس للعلوم الإنسانية ، الجزائر 1991م ، ج 1 ، ص 221 وما بعدها .
[10] أبو القاسم سعد الله : تاريخ الجزائر الثقافي ، ج 2 ، ص 61 .
[11] خير الدين الزركلي : الأعلام : دار العلم للملايين ، ط 16 ، 2005م ، ج 1 ، ص 199 .
[12] أبو القاسم سعد الله ، تاريخ الجزائر الثقافي ، ج 2 ، ص 62 .
[13] المرجع نفسه ، ص 64 .
[14] تجدر الإشارة إلى أن أحمد البوني ذكر شيوخه من الجزائريين وغير الجزائريين في منظومته الدرة المصونة ، انظر الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة ، تقديم وتحقيق : أ . د سعد بوفلاتة ، منشورات بونة للبحوث والدراسات ، 1428هـ/2007م ، ص 105 وما بعدها .
[15] أحمد البوني : الدرة المصونة ، ص 79 .
[16] عبد الحي الكتاني : فهرس الفهارس ، اعتناء إحسان عباس ، دار الغرب الإسلامي ، بيروت لبنان ، ط 2 ، 1402هـ/1982م ، ج 1 ، ص 239 .
[17] انظر : أبو القاسم سعد الله : تاريخ الجزائر الثقافي ، ج 2 ، ص 64 .
[18] عبد الرحمان الجامعي : نظم الدرر المديحية في محاسن الدولة الحسينية ، نقلاً عن عبد الحي الكتاني : فهرس الفهارس ، ج 1 ، ص 236 .
[19] المهدي البوعبدلي : لمحة من تاريخ بونة الثقافي والسياسي ودور بعض علمائها عبر التاريخ ، محاضرة قدمت في ملتقى الفكر الإسلامي المنعقد بعنابة سنة 1976م ، طبعت ضمن أعمال الملتقى ، منشورات وزارة الشؤون الدينية والتعليم الأصلي ، الجزائر ، ج 1 ، ص 53 .
[20] هو محمد بن أبي الحسين نور الدين علي بن محمد النكيد نسبة إلى نكيدا من بلاد الترك ، وهو الذي حرَّر مدينة وهران الجزائرية من حكم الإسبان ، وكان ذلك يوم الجمعة 26 شوال 1119هـ الموافق 20 جانفي 1708م ، وهو أحد باشوات الجزائر أيام الدولة العثمانية ، قتل على يد دالي إبراهيم يوم السبت 21 محرم 1122هـ/ 22 مارس 1710م . انظر : كتاب : التحفة المرضية في الدولة البكداشية في بلاد الجزائر المحمية ، تأليف محمد بن ميمون الجزائري ، تقديم وتحقيق الدكتور محمد بن عبد الكريم ، الشركة الجزائرية للنشر والتوزيع ، الجزائر ، ط 2 ، ص 30 ، 44 .
[21] أبو القاسم الحفناوي : تعريف الخلف برجال السلف ، المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية ، الجزائر ، 1991م ، ج 2 ، ص 376 وما بعدها .
[22] أبو القاسم سعد الله : تاريخ الجزائر الثقافي ، ج 2 ، ص 62 .
[23] خير الدين الزركلي : الأعلام ، دار العلم للملايين ، ط 16 (2005م) ، ج 1 ، 199 .
[24] أبو القاسم سعد الله : تاريخ الجزائر الثقافي ، ج 2 ، ص 62 .
[25] المرجع نفسه والصفحة .
[26] هما : الدرة المصونة في علماء وصلحاء بونة ، نشرته مؤسسة بونة للأبحاث والدراسات بعنابة – الجزائر – بتحقيق الدكتور سعد بوفلاتة ، سنة 1428هـ/2007م ، والثاني هو التعريف ببونة بلد سيّدي أبي مروان الشريف طبعته نفس المؤسسة في نفس السنة .