موقف النقد العربي القديم من ظاهرة التناص المعاصرة ( الحلقة الثانية الأخيرة )
فبراير 23, 2025دراسات وأبحاث :
مكتبة شبلي النعماني العامة لندوة العلماء
تاريخها ، وذخايرها العلمية
( الحلقة الثالثة الأخيرة )
الأستاذ محمد فيضان النغرامي الندوي *
المكتبات الشخصية في مكتبة ندوة العلماء :
وعدد الكتب المستعارة هي كالتالي :
الرقم | اسم المكتبة | عدد الكتب |
1 | مكتبة نواب علي حسن خان | 1996 |
2 | مكتبة الطبيب السيد عبد العلي الحسني | 1590 |
3 | نواب السيد نجم الحسن خان | 1268 |
4 | الشيخ افتخار الفريدي | 208 |
5 | الشيخ محمد شبير عطا الندوي | 2938 |
6 | الدكتور عبد الله عباس الندوي | 1783 |
7 | الدكتور ولي الحق الأنصاري | 657 |
تحتوي المكتبة أيضاً على مجموعة هائلة من المجلات والجرائد منها مجلة ” الندوة ” الأردية ومجلة ” الضياء ” العربية الصادرتين من لكناؤ ، والمجلة الشهرية ( معارف ) من أعظم جراه ، وهناك أيضاً يتوافر الملف الرقمي لجميع إصدارات مجلة ” صدق ” للشيخ عبد الماجد الدريابادي من 1925م إلى 1985م .
مبنى جديد للمكتبة :
ووقعت هذه المكتبة في وقت سابق في المكتب القديم لندوة العلماء الواقع في غوله غنج ، وانتقلت منها إلى القاعة العباسية الفسيحة والجميلة في سنة 1908م على اقتراح العلامة السيد سليمان الندوي إلا أنها لم تكن كافيةً برغم سعتها وجمالها ، وإدراكاً لهذه الحاجة أسست تحت رعاية الشيخ السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي بيد الشيخ أحمد بن عبد العزيز آل مبارك ( رئيس قضاة دولة الإمارات العربية المتحدة ) مبنى من خمسة طوابق في 2/نوفمبر 1975م المطابق 28 من شوال 1395هـ ، وتم وضع حجر الأساس للمكتبة في حضور الشيخ حسن الحبنكه رئيس رابطة لعلماء سوريا والشيخ عبد الحليم محمود شيخ من جامعة الأزهر ، والدكتور الشيخ محمدحسين الذهبي وزير الأوقاف .
ترتيب جديد للمكتبة :
بفضل الله يزداد عدد الكتب الجديدة في المكتبة باستمرار قلمياً وخطياً ، وفي البداية كان في المكتبة منهج قديم لإعداد الفهارس ، وسيطر على نظامها الخلق والبلى ، ومست الحاجة منذ فترة طويلة للاستفادة من المرافق الجديدة والتحديث في تنظيم المكتبة ، والجدير بالذكر في هذا الصدد جهود الشيخ إسحاق جليس الندوي ( المتوفى 1979م ) ، مدير تحرير مجلة ” تعمير حيات ” الأسبق لكناؤ ، الذي رتب وهذب العلوم والفنون باختيار الطراز الجديد لفهرسة الكتب ، ويذكر مساعيه المجهودة الشيخ الطبيب عبد القوي الدريابادي رئيس التحرير الأسبق لمجلة ” صدق ” الأسبوعية كاتباً في مجلته :
” أصبح إعداد فهارس المكتبات فناً دائماً في العلوم الغربية تحت اسم ” علم المكتبات ” وراجت طريقة الفهارس ذات النمط الغربي في مكتبات الجامعات ، ويتم تقليدها في الدول الإسلامية . وإنه لمن دواعي السرور أن الأستاذ محمد إسحاق جليس الندوي خريج فاضل من خريجي دار العلوم ندوة العلماء ، رتب بعد قراءة كتب علوم المكتبات في مكتبات الهند الشهيرة ، وقام بترتيب نظام جديد للفهارس من حيث العلوم الشرقية والإسلامية باسم النظام الندوي ، وقدم نظاماً جديداً للفهارس لمكتبة دار العلوم ندوة العلماء مقابل مع الغرب ، ولم تعط العلوم الإسلامية كالفقه والتفسير والحديث أي مكان في الفهارس الغربية ، لكن في هذا النظام الجديد ، أعطيت لكل فن إسلامي مكانته المرجوة ، ويستحق الندوي الثناء والإعجاب على هذا الجهد الذي بذله من جميع النواحي ، لأنه أعطى العلم الغربي الخالص ” علم المكتبات ” شكلاً إسلامياً . ( مجلة الأسبوعية الصدق الجديد ، 1/فبراير 1974م ) .
أمناء المكتبة عبر العصور :
هناك شخصيات أخرى لعبت دوراً مهماً في تطوير مكتبة ندوة العلماء ، وفي مقدمتهم الأستاذ عارف الزمان ، والأستاذ السيد علي محسن ، والأستاذ السيد هاشم ، والأستاذ محمد مرتضى ، والأستاذ السيد عزيز الرحمن ، والأستاذ عبد الحق ، والأستاذ السيد كليم أحمد الندوي ، والأستاذ السيد محمد مرتضى المظاهري ، والأستاذ القاضي محمد هارون الندوي المظاهري ، ففترة الشيخ السيد محمد مرتضى النقوي البستوي المظاهري ( المتوفى 1995م ) أطول فترة ، وكان الشيخ أميناً لمكتبة ندوة العلماء لسنوات طويلة وبذل قصارى جهده لتطوير المكتبة وتصعيدها ، وأعطاه الله ذوقاً حسناً جداً ، واتصف بصفات الجهد المتواصل والعمل الدائم ، لذلك كان يحاول في كل حين وآن في شأن تزيين المكتبة بالكتب الثمينة ، وكان رجلاً ذا شجاعة وهمة عالية ، وكان أقرب الناس إلى الشيخ السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي واستفاد منه كثيراً ، وكانت فترة إدارته للمكتبة هي فترة مجيدة من حيث تطوير المكتبة ، وكانت من فضائله العظيمة أنه لم يعتبر نفسه مجرد موظف في المكتبة ، بأنه يعمل فقط في الوقت الذي يحصل عليه راتبه ، وفي الحقيقة وقف نفسه لا لندوة العلماء فقط بل أيضاً لمكتبتها ، لذلك كان صباحه صباح المكتبة ومساءه مساء المكتبة ، كان يبذل قصارى جهده لاقتناء واستيراد الكتب للمكتبة ويعد أذهان الآخرين لها ، ولصيانة الكتب في المكتبة كان ينازع أحياناً مع أصدقائه ، لكنه لا يتحمل أدنى خسارة للمكتبة ، ويحزن كثيراً ويوبخ توبيخاً شديداً لعدم اهتمام الكتب .
الصفات التي جعلته أميناً صادقاً للمكتبة هي التقوى والأمانة والإخلاص والخوف من الله وكان كل أصدقائه ممتازين ، ولقب صديقه المقري السيد صديق الباندوي ( المتوفى 1982م ) بتاج العارفين ، وأيضاً كتب صديقه الشيخ السيد محمد الثاني الحسني ( المتوفى 1992م ) أنشودة ندوة العلماء ، وكلما يذكر تاريخ مكتبة ندوة العلماء لا يمكن غض البصر عن جهود الشيخ السيد محمد مرتضى النقوي .
بعد وفاة الشيخ مرتضى ، عُين القاضي محمد هارون الإندوري الندوي المظاهري ( المتوفى 2018م ) أميناً للمكتبة ، وتم إنشاء نظام حديث للمكتبة في عصره بحمد الله ، وجهزت برمجة الكمبيوتر لتنظيم مشمولات المكتبة بعد جهد متواصل بعدة سنوات ، وبمساعدة هذا البرنامج سهل للباحثين والمصنفين حصول معلومات حول محتويات المكتبة بدون أي صعوبة .
رتب جميع كتب المكتبة في هذا البرنامج ، العربية والإنجليزية والفارسية والهندية بطريقة تظهر فيها المعلومات الإجمالية للمحتويات ( اسم المؤلف ، وتاريخ النشر ، ورقم التسلسل وما إلى ذلك ) ، وهذا العمل كان عملاً عظيماً أقيمت أول مرة في أي مكتبة في العالم ، وتم إنشاء ملف رقمي لمخطوطات المكتبة لكي توفر النسخة الرقمية للكتاب والعلماء والباحثين .
نداء إلى المخلصين :
بعد وفاة الشيخ هارون الندوي تم تسليم مسؤولية المكتبة إلى كاتب هذه السطور .
أخيراً ، نطلب من جميع العلماء ومحبي الكتب التعاون لهذه المكتبة ، لكي يستمر فيضها ، ويستفيد منها الطلاب والباحثون بكل سهولة .
* أمين مكتبة شبلي ، ندوة العلماء ، لكناؤ ( الهند ) ، البريد الإلكتروني : shiblinomanilibrary@gmail.com