التفسير الموضوعي لسور القرآن العظيم

موسوعة الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل
نوفمبر 22, 2024
أبو حنيفة : حياته وعصره ، آراؤه وفقهه
ديسمبر 23, 2024
موسوعة الجامع الكامل في الحديث الصحيح الشامل
نوفمبر 22, 2024
أبو حنيفة : حياته وعصره ، آراؤه وفقهه
ديسمبر 23, 2024

قرأت لك :

التفسير الموضوعي لسور القرآن العظيم

بقلم : الدكتور صالح العود *

كان مؤلفه الشيخ العلاّمة سيدي عبد الحميد طَهماز رحمه الله وطيّب ثراه ، يوافيني بأجزائه المطبوعة (متفرقَةً ) وهو في مكة المكرّمة ( هدية ) جزيلة منه . وبعد أن توفي ( سنة 2010م ) ، صدر في ثمانية مجلدات ضخمة فاخرة عن دار القلم الدمشقيّة في سنة ( 1435هـ – 2014 م ) ط . ثانية محققة ومَزيدة من المؤلف .

عَرَّف التفسير الموضوعي خير تعريف الشيخ محمود شلتوت     شيخ الأزهر رحمه الله ، فقال : أن  يعمد المفسّر إلى جمع الآيات التي وردت في موضوع واحد ، ثم يضعها أمامه كمواد يحللها ، ويفقه   معانيها ، فيتجلّى له الحكم ، ويتبين له المَرْمَى الذي ترمي إليه الآيات الواردة في الموضوع ” . اهـ

وبالتالي ، فإن هذا النوع من التفسير الحديث ، غير التفسير العتيق المألوف ، والذي يسمى ويُعرف بالتفسير ” المَوْضِعِي ” للآية الكريمة ، كتفسير الأئمة المشهورين : ابن سلام ، والطبري ، وابن كثير ، وابن              عطية ، والرازي ، والقرطبي ، والخازن ، والسيوطي ، والآلوسي ، والمراغى ، وابن عاشور وسيد قطب ، والشنقيطي ، والزحيلي … وغيرها .

وأول من عالج موضوع هذا النوع من التفسير – حسب علمي – الشيخ محمد عبد الله دَرَاز ، إذ تناول كمبادرة منه سورة البقرة الكريمة فقط ، وصدر تفسيره هذا تحت عنوان : ” النبأ العظيم ” ، ثم اتَّبعَ أثَرهما الشيخ محمود شَلتوت صدر له في هذا كتابان ، هما :          ” القرآن والمرأة ” و ” القرآن والقتال ” ، ثمّ ، اتَّبَعَ أَثرهما الشيخ محمد الغزالي بكتابه : ” نحو تفسير موضوعي لسور القرآن الكريم ” في مجلد ضخم سنة 1416هـ – 1996م من 558 صفحة .

ثم الشيخ عبد الحميد طهماز ، موضوع هذا المقال الخاص ، وأعرض على القراء والقارئات ما رمى إليه مُوضٍّحاً ناشر هذا التفسير بعناية فائقة : الأستاذ محمد علي دوله صاحب دار القلم ، قام بدراسة تفسيريّة للقرآن الكريم ، أثبت فيها أن سورة من سوره تعالج فكرة محددة ، ترتبط فيها جميع آيات هذه السورة ) . ص 8 وتحت عنوان ” من مزايا هذا التفسير ” ج 1 ، ص 10 كتب ، عنه ما يأتي :

(1) انصبّ اهتمامُ المؤلف على تقديم معاني الآيات القرآنية ، وعرضها على القارئ بعبارات واضحة وأسلوب سَهْل مُيَسَّر ، وأجد أنه يجب علي أن أعترف أنني حينما أحتاج لفهم معنى آية من كتاب الله سبحانه وتعالى ، فإني أراجع ما لا يقل عن عشرين تفسيراً تحتويها مكتبتي المتواضعة لكني أشهد أن معنى هذه الآية أو الآيات لا أتبينه ولا أصل إليه بالسهولة واليسر اللذين أجدهما في التفسير الذي صاغه الشيخ عبد الحميد طهماز ، جزاه الله خيراً .

(2) لم يشغل المؤلفُ القارئ بقضايا لغوية أو فقهية أو كلامية ، بل كان محور اهتمامه أن يوصل إلى القارئ فهم معنى آيات الكتاب الكريم واستيعاب ما تحتويه بكلام موجز مفيد .

(3) اعتنى المؤلفُ عند تفسيره لآية ما ، بأن يأتي في هذا التفسير بما شبهها من الآيات الأخرى التي تُعنى بالفكرة نَفْسها ، وبذلك جاء بتفسير موضوعي – حسب تعريف العلماء له – للمسألة التي تتناولها هذه الآية ومثيلاتها .

(4) تعرَّض المؤلف لعدد من القضايا العلمية المبثوثة في هذا الكون العجيب الذي أبدعته قدرة الله عزّ وجلّ ، والتي كشف عنها العلم الحديث ، وذلك حينما تناول تفسير بعض الآيات التي أشارت إلى هذه القضايا ، واستطاع أن يوضحها ويقربها من القارئ بحيث لا يشعر أنه انتقل من تفسير للقرآن الكريم إلى قراءة في موضوع علمي بحت ! وانظر في هذا المجال تفسيره لقوله : ( وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بيوتاً ) [ النحل : 68 ] .

وانظر نقله الجيد من كتاب ” بين ميزان الشرع ومنظار العلم ” لأسباب تحريم لحم الخنزير ، وذلك في تفسيره للآية ( 115 ) من سورة النحل ، وهي قوله تعالى : ( إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزير ) .

(5) انظر إيراده لقصة ذي القرنين ورحلاته والسد الذي أقامه ، ومن هم يأجوج ومأجوج ؟ وهي من القضايا التاريخية الغامضة ، التي استطاع أن يعرضها ويقربها للقارئ بكل يسر وسهولة .

(6) هذا التفسير يصلح لأن يكون مرجعاً جيداً للمسلم المعاصر ، مهما كانت درجته من العلم ولسوف يجد فيه القارئ ضالته إن شاء الله .

* مجاز في الشريعة من جامعة الأزهر .