(6) الأستاذ إكرام الدين في ذمة الله تعالى
سبتمبر 2, 2024(2) زوجة الشيخ المحدث محمد زكريا السنبهلي الندوي إلى رحمة الله تعالى
نوفمبر 22, 2024إلى رحمة الله تعالى :
(1) الشيخ الدكتور السيد تقي الدين الفردوسي الندوي إلى رحمة الله تعالى
قلم التحرير
فُوجئت ندوة العلماء ، وخاصةً أسرة مجلة البعث الإسلامي بوفاة العالم الجليل الشيخ الدكتور السيد تقي الدين أحمد الفردوسي الندوي في دهلي ، حيث كان مقيماً عند كريمته العزيزة ، فلبى نداء ربه عن عمر يناهز 82/ عاماً ، وذلك ظهر يوم الخميس 15/3/1446هـ ، المصادف 19/9/2024م ، ثم حُمل جثمانه إلى بلدة ” منير ” على بعد خمسة وعشرين كيلومترا من مدينة بتنه عاصمة ولاية بهار ، وتم دفنه في مقبرة أسرته بعد صلاة الجمعة ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
كان الشيخ السيد تقي الدين الفردوسي الندوي من خريجي ندوة العلماء القدامى ، درس في دار العلوم لندوة العلماء في الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي ، وأخذ العلم فيها من كبار أساتذتها أمثال الشيخ الإمام السيد أبي الحسن الحسني الندوي والشيخ محمد منظور النعماني والشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي ، والشيخ عبد الماجد الندوي وغيرهم ، وكان مندوباً لصحيفة الرائد في ندوة العلماء ، وقت صدورها . وتخرج فيها عام 1961م ، ثم وفقه الله عز وجل لمواصلة دراسته في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة ، فاستفاد من هذا الجو العلمي الروحاني ، وخاصةً من العلامة عبد العزيز بن باز والشيخ المحدث ناصر الدين الألباني رحمهما الله تعالى ، ونال منها شهادة الكلية ، وقد واصل تعليمه في القاهرة ، ثم انخرط في سلك التدريس ، فظل يدرس المواد الأدبية كأستاذ في قبائل العرب في المملكة العربية السعودية نحو ثلاثة عقود ، كما نال شهادة الدكتوراه على موضوع : القضايا المعاصرة في فتاوى علماء مسلمي الشرق الأوسط ، في سبع مائة صفحة .
كان الشيخ الفردوسي الندوي عضواً بارزاً من أعضاء الهيئة التنفيذية لندوة العلماء ، فكان يزورها حيناً لآخر ، ويحضر دوراتها السنوية ، ويشجع العاملين في شتى أقسام ندوة العلماء ، ودار علومها ، وقد زار ندوة العلماء أخيراً في شهر مارس 2024م ، وأقام عدة أيام في رحابها ، وأفاد أساتذتها وموظفيها بعلمه وفضله ، وكان له ذوق خاص للعلم والمطالعة ، فقد ألف عدة كتب حول شتى الموضوعات ، فألف حول سيرة العلامة السيد سليمان الندوي ، كما ألف كتباً أمثال : اللغة العربية من اللغات الحية ، وكيف تَكتب البحث والرسالة الجامعية ، وسجل أحواله الشخصية في كتاب سماه ( حياتي ) باللغة الأردية في أربع مائة صفحة ، وكان يذكر الشيخ الإمام السيد أبا الحسن علي الحسني الندوي بسماحة الوالد ، وقد كتب حوله وحول الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي مقالات قيمةً نشرت في المجلات الإسلامية .
كان الشيخ السيد تقي الدين الفردوسي الندوي ينتمي إلى أسرة علمية ودينية ، وُلد عام 1942م ، وكان والده السيد عناية الله الفردوسي بن السيد فضل حسين المنيري بن السيد أمجد حسين رحمهم الله ، وقد كان أعضاء هذه الأسرة علماء ربانيين ، يربون الناس على خلال من الإيمان والتقوى ، وكان في أسرته العالم الرباني الشيخ شرف الدين يحيى المنيري ، الذي اهتدى منه خلق كثير ، وانتفع به عدد كبير ، وقد كتب له الإمام السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي ترجمةً ضافيةً في سلسلة كتابه : رجال الفكر والدعوة ، فورث الشيخ تقي الدين الفردوسي الندوي هذه الخلال الطيبة ، وكان صورةً صادقةً لحياة العلم والتقوى ، رزقه الله خلقاً طيباً ، وسلوكاً حسناً ، وكل من لقيه أو زاره هش إليه وبش ، ورحب به ترحيباً حاراً ، فكان الزائرون يتأثرون بسلوكه وتعامله .
تغمده الله بواسع رحمته ، وأغدق عليه شآبيب رضوانه ، وأكرمه بجنات النعيم ، وألهم أهله وذويه الصبر الجميل .