اللهم قد بلغت اللهم فاشهد ( الحلقة الثانية الأخيرة )

رقم سبعة في القرآن والحديث
أغسطس 3, 2024
محبة النبي صلى اللّه عليه وسلم
سبتمبر 2, 2024
رقم سبعة في القرآن والحديث
أغسطس 3, 2024
محبة النبي صلى اللّه عليه وسلم
سبتمبر 2, 2024

الدعوة الإسلامية :

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد

( الحلقة الثانية الأخيرة )

الدكتور أشرف شعبان *

وما لنا لا نساند أهل غزة :

أنقول لأهلنا في غزة ، وهم يجاهدون اليهود ، في هذا البرد القارس ، والمطر ينهال عليهم بغزارة ، بعد أن دمرت منازلهم وأماكن إيوائهم ، ومحال عملهم ومراكز خدماتهم من مستشفيات وجوامع ومدارس ، وتم حصارهم لمنع الطعام والماء والدواء والوقود عنهم لتجويعهم ، أنقول كما قال بنو إسرائيل لسيدنا موسى : ( فَٱذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاۤ إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ ) [ المائدة : 24 ] ، نقول : اذهبوا وربكم فقاتلوا ، إنا ها هنا قاعدون ، فوق الأسرة وعلى الأرائك مدثرين بالأغطية أمام شاشات التلفزيون ، ندعو بنصرتكم ، ولنا أشقاء في العروبة والإسلام ، أكثر جلدةً منا وأشد صلابة وأكثر عزيمة في مواجهة البرد والصقيع ، تراهم على المقاهي وفي دور السينما والمسرح وفي الملاهي والمراقص ، يدعون بين الحين والآخر حين يفيقون من غفلتهم بنصرة إخواننا في فلسطين ، كما لنا إخوة عاكفون في المساجد يرفعون أكف الضراعة ، مبتهلين إلى الله ، يدعون بنصرة الإسلام وعزة المسلمين ، ونصرة المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها ، وهزيمة الكفرة والمشركين ، دون تخصيص أو ذكر لليهود بالدعاء عليهم ، ولا أهل غزة بالدعاء لهم ، وإذا ذكروهما كان ذلك على استحياء .

ومن المؤكد إن كل هذا ، كان في حسبان قادة حماس ، من قبل بدء الحرب ، بالإضافة إلى سقوط عشرات الألوف من الشهداء والجرحى والمفقودين والمأسورين ، وأنهم سيقاتلون لوحدهم في هذه المعركة ، ولن يتلقوا أي مساعدة أو دعم من أي من الدول العربية والإسلامية وغير الإسلامية ، مما يؤدي بنا إلى فرضية أنه تم استدراج حماس للدخول في هذه الحرب ، لغرض تصفيتها وسائر حركات المقاومة الإسلامية ، من جانب العدو الإسرائيلي ، بمباركة الدول الغربية والعربية ، بعد ما عجزت الدول العربية على احتوائهم وتصفيتهم ، ومن يبقي بعد ذلك على قيد الحياة يتم تدجينه وترويضه ، ليحيا كما حي ما تبقى من الشعوب التي تمت إبادتها في أمريكا واستراليا وغيرهم . وسيظل مجال طرح فرضيات جديدة متاحاً كلما استجدت الأمور ، وأخذتنا الأحداث إلى منحيات جديدة إلى أن تجلو الحقيقة .

لما كان يوم بدر نظر النبي عليه الصلاة والسلام إلى أصحابه وهم ثلاث مائة ونيف ، ونظر إلى المشركين فإذا هم ألف وزيادة فاستقبل النبي عليه الصلاة والسلام القبلة ثم مد يديه وعليه رداؤه وإزاره ثم قال : ” اللهم أين ما وعدتني ، اللهم أنجز ما وعدتني ، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام فلا تعبد في الأرض أبداً ” ، فما زال يستغيث ربه عز وجل ويدعوه حتى سقط رداؤه فأتاه أبو بكر رضي الله عنه فأخذ رداءه فرداه ثم التزمه من ورائه ثم قال : يا نبي الله ! كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك . ونحن ندعو الله ونقول : اللهم إن تهلك هذه الفئة من المجاهدين فلا نجد عما قريب من يجاهد اليهود ومن يذود عن بيت المقدس ، فنحن بين مطبع أو مستأنس أو خائف . ومن يظن أن السلام سيعم المنطقة ، وتسودها المحبة بعد الانتهاء من غزة ، فهو واهم ، ومن يظن أنه في منأى عن أن تناله أطماع وأحقاد اليهود فهو في غفلة ، أو يظن أنه في مأمن من غدرهم فهو مخطئ ، فقد وصفهم المولى تعالى بأنهم أشد الناس عداوةً للذين آمنوا ، قال تعالى : ( لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ ٱلنَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ ٱلْيَهُودَ وَٱلَّذِينَ أَشْرَكُواْ ) [ المائدة : 82 ] ، وكما أخبرنا عز وجل بأن هؤلاء الكفار والمشركون سيستمرون في قتالنا حتى يتحقق هدفهم ، قال تعالى : ( وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِن اسْتَطَاعُواْ ) [ البقرة : 217 ] ، وقال تعالى : ( وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ) [ البقرة :  120 ] ، ولذا فالحرب والقتال دائر ، وسيدور من جانبهم لردنا عن ديننا الحنيف واتباع ملتهم . وهم في حربهم لا يقيمون وزناً لأي شيئ ، لا يراعون الله ، ولا عهداً في مؤمن ، فهم متجاوزون لحدود الله ، لما يتصفون به من الظلم والعدوان ، قال تعالى : ( لاَ يَرْقُبُونَ فِى مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُعْتَدُونَ )   [ التوبة : 10 ] .

علو بني إسرائيل :

والسؤال الذي يفرض نفسه حالياً ، هل ستجتاح إسرائيل دولاً أخرى ، بعد استيلائها على غزة واستيطانها فيها ، أم ستكتفي بفرض وصاياها دون تدخل عسكري منها ؟ فمن الملاحظ أن العلو القادم في الأرض سيكون لبني إسرائيل ، ولكن هل سيعلون منفردين أم بجانبهم آخرين ؟ وكم يمتد هذا العلو ؟ وهل هذا العلو آخر علو لهم ، أم حلقة في سلسلة من العلو والهبوط ؟ وهل هذا العلو سببه أنهم عادوا إلى ربهم فجزاهم عن ذلك ، أم له أسباب أخرى ؟ والقرآن الكريم والأحاديث الشريفة وضعا لنا أسساً للإجابة عن هذه الأسئلة . بداية مفهوم العلو هو التمكين والسيطرة في الأرض بما فيها وبمن عليها ، وتعتبر دولة إسرائيل من الدول المتقدمة ، عدد سكانها يقارب العشرة ملايين ، بعد استجلابها ليهود العالم وتوطينهم في فلسطين ، وتدخل ضمن أكبر اقتصاديات في العالم بحسب إجمالي الناتج المحلي ، وتعتبر من أغنى عشرين دولة في العالم ، وعضو في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ، متوسط الدخل الفردي للمواطن الإسرائيلي 2630 دولار ، ويبلغ نصيب الفرد من الناتج المحلي 39 ألف دولار ، وقد أحدثت تغيراً في الزراعة العالمية من خلال الري بالتنقيط ، وصادرات إسرائيل تصل إلى أكثر من 35 دولة في العالم ، وفي مجال التعليم بها ست جامعات في لائحة أفضل جامعات آسيا ، وأربع جامعات ضمن أفضل 150 جامعة في العالم ، وتعتمد على البحث والتطوير ، وتتفوق في مجال البرمجيات والاتصالات والتكنولوجيا والصناعات الدوائية ، وتمتلك إسرائيل واحداً من أكبر الجيوش في العالم ، لاسيما من ناحية التجهيز العسكري ، وتعتمد على قوتها العسكرية الضخمة في تحقيق أطماعها في المنطقة ، وتتلقى الدعم المالي من أمريكا والاتحاد الأوربي ، كما تستقدم مرتزقة ومقاتلين من بعض دول العالم للقتال بجانبها ، وتعتبر من الدول العشرة الأعلى في نسبة الإنفاق العسكري في العالم ، وتمتلك إسرائيل ما بين 80 إلى 400 رأس حربي نووي ، ولديها صواريخ وطائرات قادرة على حمل رؤوس نووية ، وتتطور دائماً من أسلحتها . وفي السياسة الخارجية فلديها لوبي صهيوني يعمل على توجيه السياسة الخارجية الأمريكية بما يحقق مصالح إسرائيل ، وتسيطر المنظمات الصهيونية العالمية ، على أجهزة صنع القرار في كثير من دول العالم ، كما تمتلك بعضاً من مؤسسات المال والبنوك العالمية .

وبسبب  تفوقها العلمي والتكنولوجي والعسكري ، فضلاً عن دعم معظم دول أوربا وأمريكا الغير محدود لها ، مما يتيح لها بسط سيطرتها وهيمنتها ونفوذها على دول المنطقة الأضعف والأقل قوةً وتقدماً ، من منطلق قانون سيادة القوي على الضعيف ، وما يتبعه من السيطرة على مراكز صنع وإدارة القرار السياسي في هذه البلاد ، بتعين العملاء وشراء ذمم ضعاف النفوس ، والسيطرة على عوامل الإنتاج والموارد الاقتصادية في هذه الدول ، بشرائها للمصانع والشركات بكافة أنواعها والمناجم والأراضي الزراعية والموانئ والمطارات وخطوط السكك الحديدية ، وتضع يدها على كل ما تمتد إليه وما لا تمتد إليه عنوة أو شراء ، ثم التآمر والإفساد وتؤلب الفئات والطوائف والأجناس والأديان بعضها على بعض ، وتجنيد القوى الأمنية في هذه البلاد للبطش بالمعارضين لها ولسياستها ، ليتحول هذا الاحتلال بدون تدخل لجيش أو لقوة عسكرية . فضلاً عن تطبيعها للعلاقات مع بعض الدول لتحيدهم عن أي عمل عسكري تقوم به ضد أي دولة أخرى . وهذا هو حال كل مستعمر ، وإلا فكيف سيطرت بريطانيا على معظم دول العالم في القرن الفائت ، وقد كان عدد جنودها في أي دولة احتلتها أقل بكثير جداً من عدد أبناء هذه الدولة . فقد شملت الإمبراطورية البريطانية ، على دول ذات سيادة خاضعة لتاجها ، ومستعمرات ومحميات ودول تحت الانتداب ، حكمتها أو أدارتها المملكة المتحدة ، وبسطت سلطتها عليها ، ففي سنة 1913م بسطت سلطتها على تعداد سكاني يقارب من 23% من سكان العالم ، غطت مساحة تقترب من 24% من مساحة الكرة الأرضية ، لذا كان يطلق عليها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس . وذلك بالسيطرة على الحكومة والجيش والبوليس والمالية ورجال السياسة ، وقد حدث في مصر عندما استكان الوضع لبريطانيا ، حتى إنها أنقصت أعداد قواتها العسكرية من 50 ألف جندي عام 1882م في مصر إلى 3 آلاف جندي .

وهذا كله يفند ما زعمه البعض من أن علوهم في الأرض ، بسبب عودتهم لربهم فجزاهم عن ذلك ، لا وألف لا ، فلو عادوا إلى ربهم ، لأمنوا بما أنزل على سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، ولكننا بعدنا نحن عن ديننا ، فسلطهم الله علينا لكي نعود لرشدنا . قال تعالى : ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ ) [ آل عمران : 85 ] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” والذي نفس محمد بيده ! لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ” ، رواه مسلم . وقال عز وجل : ( قُلْ يَـۤا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَىٰ شَيْءٍ حَتَّىٰ تُقِيمُواْ ٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ مِّن رَّبِّكُمْ )     [ المائدة : 68 ] ، وقال تعالى : ( وَرَحْمَتِى وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ ٱلزَّكَوٰةَ وَٱلَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ . ٱلَّذِينَ يَتَّبِعُونَ ٱلرَّسُولَ ٱلنَّبِىَّ ٱلأُمِّىَّ ٱلَّذِى يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِى ٱلتَّوْرَاةِ وَٱلإِنْجِيلِ ) [ الأعراف : 156 – 157 ] ، كما إن إفسادهم في الأرض واضح  لكل ذي عينين ، في كثير من مجالات الحياة وعلى كل المستويات ، كاستحلالهم المحرمات ، وتدمير الأخلاق ، ونشر الإباحية ، وبث الأفكار المسمومة ، وإثارة الحروب والفتن بين الدول بكل ما أوتوا من مكر ودهاء ، ونقضهم العهود ، ومن قبل إيمانهم ببعض الكتاب وكفرهم ببعض ، وتمردهم على أنبيائهم ، إلى حد القتل ، وقد قتلوا زكريا ويحيى ، وتآمروا على المسيح عليهم السلام ، إلى آخر ما سجله القرآن عليهم من تجاوزات وانحرافات خطيرة في سور القرآن . قال تعالى : ( وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِالله والنَّبِىِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَآءَ وَلَـٰكِنَّ كَثِيراً مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ) [ المائدة : 81 ] ، ولو أن هؤلاء اليهود قد آمنوا بالله تعالى والنبي ، وأقروا بما أنزل إليه ، ما اتخذوا الكفار أصحاباً وأنصاراً ، ولكن كثيرا منهم خارجون عن طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

ومن المعلوم في سنن الحياة أن بعد كل علو هبوطاً ، وهذا ما جرى على كل الإمبراطوريات القديمة ، وكل الحضارات القديمة ، الحضارة السومرية والمصرية والإغريقية والصينية ، والإمبراطوريات الفارسية ، المغول ، الروم والإسبانية والروسية والبريطانية فضلاً عن الإسلامية . وفي قوله تعالى : ( وَقَضَيْنَآ إِلَىٰ بَنِى إِسْرَائِيلَ فِى ٱلْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِى ٱلأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً ) [ الإسراء : 4 ] ، يذكر المولى عز وجل ما أخبر به بني إسرائيل لتفسدن في الأرض مرتين ، ولتعلن علواً كبيراً ، فإذا جاء أولى المرتين من فسادهم ، قال تعالى : ( فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ ٱلدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً ) [ الإسراء : 5 ] ، جاسوا خلال الديار أي عاثوا وقتلوا ، وفيما يعقب هذه المرحلة ، قال تعالى : ( ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ ٱلْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيراً ) [ الإسراء : 6 ] أكثر نفيراً أي أكثر عدداً ورجالاً من عدوكم ، مع إنذارهم بثالثة ورابعة ، فالجزاء حاضر والسنة ماضية ( وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا ) [ الإسراء : 8 ] أي متى عدتم للإفساد عدنا إلى عقوبتكم في الدنيا مع ما ندخره لكم في الآخرة من العذاب والنكال ، وكلما ارتفعوا ، اتخذوا الارتفاع وسيلة للإفساد ، فسلط الله عليهم من يقهرهم ، ويستبيح حرماتهم ، ويدمرهم تدميراً ، قال تعالى : ( إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ ٱلآخِرَةِ لِيَسُوءُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ ٱلْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيراً ) [ الإسراء : 7 ] ، وما نؤمن به وما نجزم به ، هو لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود ، وسيصل بهم الضعف والجبن ، إلى اختبائهم وراء الحجر والشجر ، والذي سينطق بأن وراءه يهودياً فتعال يا مسلم فاقتله ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ” لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ” .

الآن وجب الثبات :

ومن أوامر الله أيضاً ، قوله تعالى : ( يا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) [ الأنفال : 45 ] ، أي إذا لقيتم جماعةً من أهل الكفر ، قد استعدوا لقتالكم ، فاثبتوا ولا تجبنوا ، واذكروا الله كثيراً ، داعين مبتهلين ، لإنزال النصر عليكم ، والظفر بعدوكم لكي تفوزوا . وقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ ) [ الأنفال : 15 ] ، وقال عز وجل : ( وَكَأَيِّنْ مِّنْ نَّبِىٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَآ أَصَابَهُمْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا ٱسْتَكَانُواْ وَٱللَّهُ يُحِبُّ ٱلصَّابِرِينَ . وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُواْ ربَّنَا ٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِىۤ أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وٱنْصُرْنَا عَلَى ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ ) [ آل عمران : 146 – 147 ] أي ما وهنت أبدانهم ، وما ضعفت قلوبهم ، ولا ذلوا أو انهزموا لعدوهم ، بل صبروا وثبتوا ، وقال سبحانه وتعالى : ( فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ ) [ محمد : 35 ] فلا تضعفوا وتجبنوا عن قتالهم ، وتدعوهم إلى الصلح والمسالمة ، وأنتم القاهرون لهم والعالون عليهم ، فإن كانوا هم أكثر منكم قوةً وأكثر عدةً فإن الله معكم ،  ( قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ ٱللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ . وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) [ التوبة : 14 – 15 ] ، وفي إخبار من المولى عز وجل بمحبته لعباده المؤمنين الذين يواجهون عدوهم مصطفين صفاً واحداً ملتصقين بعضهم في بعض لا تفرقهم الأهواء ولا يشق صفهم الوهن ، قال تعالى : ( إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِى سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ ) [ الصف : 4 ] ، وقال تعالى : ( وَلاَ تَهِنُواْ فِى ٱبْتِغَآءِ ٱلْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ ٱللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً ) [ النساء : 104 ] ، أي إن ما يصيبكم من آلام وجراح ونحو ذلك ، فإنه يصيب أعداءكم مثله ، فضلاً عن ذلك أنكم ترجون من الله ما لا يرجون ، فأنتم ترجون رضا الله ، وإعلاء كلمته ، وإظهار دينه ، وحسن مثوبته في الآخرة ، وقال تعالى في سورة آل عمران 140 ( إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ ٱلْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ ٱلأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ ٱلنَّاسِ ) ، وها نحن نرى تساقط أعداد من جنود وأبناء العدو ، بين قتلى وجرحى وأسرى في ساحة المعركة وخارجها ، وحدوث أضرار لمبانيهم ومنشآتهم ، وإجلاء للكثير من منازلهم ، وإيواءهم في فنادق ومنشآت تم إخلاؤها لذلك ، وفرار ونزوح أعداد منهم لخارج إسرائيل ، كما اندلعت مظاهرات داخل وخارج إسرائيل ، مطالبة بوقف الحرب وتحرير الأسرى ، وعطلت المدارس والجامعات وكثير من المرافق ، وكبدت مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية والأسواق وفروع العمل خسائر مالية فادحة ، مما ألحق أضراراً جسيمةً على اقتصاد إسرائيل ، وبسبب الإنفاق العسكري والخسائر المباشرة للاقتصاد الإسرائيلي حدث ارتفاع في تكلفة ديون إسرائيل . ولو المساعدات التي تتلقاها إسرائيل منذ بدء المعركة ، لحماس مثلها ، لتغير وجه منطقتنا ، وكما تصاب به إسرائيل من جراء المعركة ، تصاب بمثلها دول أخرى ، قال تعالى : ( وَلاَ يَزَالُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ تُصِيبُهُم بِمَا صَنَعُواْ قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيباً مِّن دَارِهِمْ حَتَّىٰ يَأْتِىَ وَعْدُ ٱللَّهِ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ ) [ الرعد : 31 ] ، أي بسبب ما هم عليه من الكفر ، لا تزال القوارع تصيبهم أو تصيب من حولهم ، ليتعظوا ويعتبروا ، ومن هذه الفتن والبلايا ، ما لا يصيب الذين ظلموا فقط ، بل يصيب عامة الناس ، قال تعالى في سورة الأنفال الآية 25 ( وَٱتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً ) ومن هذه النوازل أو الدواهي ، على سبيل المثال لا الحصر ، وباء كورونا ، وما سبقه وما سيعقبه من الأوبئة المختلفة ، الأعاصير ، والفيضانات ، تسونامي ، التغيرات المناخية ، موجات الحر الشديد والبرد القارس والصقيع ، الانهيارات الثلجية ، الزلازل ، والبراكين ، حرائق الغابات ، الجفاف ، الجدب ، المجاعات ، الأخطار التكنولوجية والبيولوجية .

ثم يأتي نصر الله ، وقتما يشاء ، وكيفما شاء ، لعباده المؤمنين ، كما بينت الآيات ، قال تعالى في سورة الحج الآيات 40 – 41 ( وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ . ٱلَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِى ٱلأَرْضِ أَقَامُواْ ٱلصَّلواَةَ وَآتَوُاْ ٱلزَّكَاةَ وَأَمَرُواْ بِٱلْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ ٱلأُمُورِ ) ، وقال عز وجل :  ( يا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن تَنصُرُواْ ٱللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) [ محمد : 7 ] ، وقال سبحانه وتعالى : ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ فِى ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ٱلأَشْهَادُ ) [ غافر : 51 ] ، وقال سبحانه وتعالى : ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ . إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ . وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ ) [ الصافات : 171 – 173 ] ، وقال عز وجل : ( وَلَوْ يَشَآءُ اللَّهُ لاَنْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَـٰكِن لِّيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ  بِبَعْضٍ ) [ محمد : 4 ] ، ( وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَكِيمِ ) [ آل  عمران : 126 ] ، ( وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ٱلْمُؤْمِنينَ ) [ الروم : 47 ] ، ( بِنَصْرِ ٱللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ ٱلْعَزِيزُ ٱلرَّحِيمُ ) [ الروم : 5 ] ، ( وَٱللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَآءُ )  [ آل عمرن : 13 ] ونحن نؤمن بالله ونثق بنصره الذي كتبه لعباده .

لا حجة لمن يتقاعس :

وختاماً فلا حجة لمن يتقاعس ، عن بذل المال والنفس في سبيل الله ، وخاصةً في ظل حكومات راعية للاحتلال ، متعاونة معه ، ولهما هدف مشترك ، هو القضاء على فصائل المقاومة الإسلامية ، والإبقاء على الخانع والخاضع والمستسلم منهم ، قال تعالى : ( لاَ يَسْتَأْذِنُكَ ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِٱلْمُتَّقِينَ ) [ التوبة :  44 ] ، فليس من شأن المؤمنين الصادقين أن يستأذنوا ، في أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم ، في سبيل إعلاء كلمة الله ، ونصرة دينه ، وإنما من شأنهم وعادتهم أن ينفروا خفافاً وثقالاً ، عندما يدعو الداعي إلى الجهاد ، دون أن ينتظروا إذناً من أحد ، فهم لقوة إيمانهم ، وصفاء نفوسهم ، يسارعون إلى الجهاد ، بقلوب مشتاقة إليه ، وبنفوس تتمنى الموت عن طريقه . ولا يكونون كالذين قال فيهم : ( وَيَقُولُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لَوْلاَ نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا ٱلْقِتَالُ رَأَيْتَ ٱلَّذِينَ فِى قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ ٱلْمَغْشِىِّ عَلَيْهِ مِنَ ٱلْمَوْتِ ) [ محمد : 20 ] ، فإذا وجب القتال رأيتهم ينظرون إليك نظر من غشي عليه الموت من شدة الخوف والرعب . أو كالذي قال فيهم : ( فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ ٱلْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ ٱلنَّاسَ كَخَشْيَةِ ٱللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُواْ رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا ٱلْقِتَالَ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ ) [ النساء : 77 ] ، فلما وجب عليهم القتال إذا فريق يخشون ملاقاة عدوهم ويستنكرون فرض القتال عليهم في الوقت الحالي متضرعين إمهالهم لوقت آخر . ( أَتَخْشَوْنَهُمْ فَٱللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُمْ مُّؤُمِنِينَ ) [ التوبة : 13 ] ، أو يكون جوابهم كما ذكرت الآية 167 من سورة آل عمران       ( وَقِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتِلُواْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ أَوِ ٱدْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قِتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ ) ، الذين قيل لهم تعالوا قاتلوا معنا في سبيل الله أو كونوا عوناً لنا بتكثيركم سوادنا ، خذلوا المقاتلين وقالوا : لو نعلم قتالاً لاتبعناكم . قال تعالى : ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّىٰ يَأْتِىَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِ ) [ التوبة : 24 ] لمن يخشى زوال ملكه أو ضياع عرشه وفقدان كرسيه في الحكم لو حارب أو اشترك في محاربة اليهود ، فينتظر عقاب الله . والله تعالى أخبرنا بأنه : ( لاَّ يَسْتَوِى ٱلْقَاعِدُونَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِى ٱلضَّرَرِ وَٱلْمُجَاهِدُونَ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى ٱلْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ وَفَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَاهِدِينَ عَلَى ٱلْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً . دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ ٱللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً ) [ النساء : 95 – 96 ] ، ( ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ وَلاَ يَطَأُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ ٱلْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ ٱلْمُحْسِنِينَ . وَلاَ يُنفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً وَلاَ يَقْطَعُونَ وَادِياً إِلاَّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحْسَنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) [ التوبة : 120 – 121 ] ، ( فَلْيُقَاتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يَشْرُونَ ٱلْحَيَاةَ ٱلدُّنْيَا بِٱلآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِى سَبِيلِ ٱللَّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً ) [ النساء : 74 ] ، فليجاهد في سبيل نصرة دين الله وإعلاء كلمته الذين يبيعون الحياة الدنيا بالدار الآخرة وثوابها ومن يجاهد في سبيل الله مخلصاً فيقتل أو يغلب فسوف نؤتيه أجراً عظيماً .  أما الذين تقاعسوا عن القتال وحاولوا تثبيط من قام به ، قال تعالى عنهم : ( ٱلَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ) [ آل عمران : 168 ] ، وقوله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ ٱلْبَأْسَآءُ وَٱلضَّرَّآءُ وَزُلْزِلُواْ حَتَّىٰ يَقُولَ ٱلرَّسُولُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ ٱللَّهِ أَلاۤ إِنَّ نَصْرَ ٱللَّهِ قَرِيبٌ ) [ البقرة : 214 ] .

ختاماً أشهدك يا الله إني قد أفرغت ما في جعبتي في هذا الأمر ابتغاء وجهك الكريم وحباً للمسلمين وخوفاً على عزتهم ورفعتهم وبغضاً في أعداء الدين .

* جمهورية مصر العربية .