من نوادر التراث العربي : عمدة الكتاب
مايو 4, 2024(2) ” مناظر أحسن الكيلاني حياته ومآثره ” للأستاذ جنيد أحمد القاسمي
يونيو 4, 2024قراءة في كتاب :
(1) لا تحزن : دراسة وصفية
الأستاذ عبد الله بنوت بونكوزي
الشيخ عائض بن عبد الله القرني ( 1379هـ – 1959م ) داعية إسلامي سعودي ، وشاعر مقتدر ، وكاتب بارع إسلامي ، وله العديد من المؤلفات في الموضوعات الإسلامية ، منها كتابه ” لا تحزن ” .
هذا الكتاب من أهم تأليفات الدكتور الشيخ عائض القرني ، ومن دلالة قبول العالم بقلب رحب أنه ترجم إلى اللغات العالمية الحية العديدة ، وبلغت مبيعات الكتاب 10 ملايين نسخة ، وهو لا يزال تتناوله أيدي الناس وأعينهم وأفئدتهم يوماً فيوماً ، وقد اعتنى الكاتب فيه بتقديم التحفيز للقراء والدافعة إلى الإيجابيات تجاه الحياة الدنيوية ومراعاة الظروف والأحوال بإزالة الهموم والغموم ، والكتاب في 584 صفحة .
والكتاب ” لا تحزن ” محاولة الكاتب إلى ” حل لمشاكل العصر على نور من الوحي ، وهدي من الرسالة وموافقة مع الفطرة السوية ، والتجارب الراشدة ، والأمثال الحية ، والقصص الجذاب ، والأدب الخلاب ، وفيه نقولات عن الصحابة الأبرار ، والتابعين الأخيار ، وفيه نفخات من قصيد كبار الشعراء ، ووصايا جهابذة الأطباء ، ونصائح الحكماء ، وتوجيهات العلماء ” .
يقول الدكتور في مقدمة الطبعة الأولى لهذا الكتاب عن تأليفه : ” لمن عاش ضائقة أو ألمَّ به هم أو حزن ، أو طاف به طائف من مصيبة ، أو أقضّ مضجعه أو أرَّق ، وشرّد نومه قلق . . . هذا الكتاب يقول لك : ” أبشر وأسعد ، وتفاءل واهدأ ، بل يقول : عِش الحياة كما هي طيبة رضية بهيجة ” ، وقد افتتح الشيخ الكتاب بباب ” يا الله ” الذي يحتاج الجميع إليه ولا يحتاج أحداً وهو الصمد ويصعد إليه الكلم الطيب والدعاء الخالص والهاتف الصادق والدمع البريئ والتفجع الواله .
يعد هذا الكتاب من أعماله الرائعة موضوعاً وأسلوباً ، ولم يهتم أن يقوم بدراسة مستفيضة أو دراسة تحليلية مملة ، بل اعتنى بتقديم التحفيز ودوافع الترغيب بجمع النصوص القيمة المناسبة لمقتضى الأحوال بأسلوب سلس وسهل وممتع يجذب على نفوس القراء ويقعده باستمرار القراءة ، ولم يستخدم مصطلحات صعبةً وأفكاراً غامضةً وآراءً مكرهةً ، بل أراد أن يتماشى مع المخزون اللغوي البسيط الذي يملك نفس القراء ويؤثر في حياته ويغير آراءه تجاه الحياة رأساً على عقب ، والقضايا التي يتناولها الكاتب في كتابه هي المشاكل التي يواجهها الإنسان سواءً في مواقفه اليومية ، أو المشاكل الحياتية العامة .
وكان صدور هذا الكتاب حدثاً كبيراً ورغباً جماً في أوساط الشبان الذين يحيط بهم الغم والهم والحزن والكآبة ، وصار حديث المحافل والمجالس ثم في الوسائل الاجتماعية ، ينقل الشبان منه وينشرون في صفحاتهم من فيسبوك وانستغرام وتويتر يوماً فيوماً ، كأن أقوال الشيخ تنفخ في الصور ، فتحيي نفوساً وتشعل أرواحاً ، وتجعل الناس يقرؤونه مبهورين يخافون أن تنفذ صفحات الكتاب ، ويمتاز هذا الكتاب باختيار موضوع يهم شريحة واسعة من المجتمع وتمس كل أفراده وفئاته وشرائحه ، والشيخ يعرض فيه النصائح والحلول بأسلوب جذاب شائق مؤثر ولغة سهلة واضحة ، ومن ميزاته أيضاً تنوع الأدلة على ما طرحه الكاتب من آرائه وأفكاره وإرشاداته قل ما يوجد مثله في اللغة العربية إلا النادرة ، ولا نبالغ إذا قلنا : إن الشيخ قد نجح في تعميم آرائه تجاه الحياة البشرية في كتابه ” لا تحزن ” ، وهو غاية الجمال والروعة يخرج صاحب الغم من همومه وأحزانه إلى فضاء السعادة والرضا ، و ” عمد عائض إلى جنان العلم فنهل منها رحيقها ، وارتشف من عذب المعاني ريقها . . . ثم خلطها خلطة سرية . . . قرنية فظهرت . . . تُعجب القراء يكاد سنا برقها يذهبُ بالأبصار . . . .