إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً ، وَنَرَاهُ قَرِيباً
ديسمبر 11, 2023وشهد شاهد من أهلها
مارس 3, 2024صور وأوضاع :
سجل إجرامي لليهود وفضائحهم
محمد فرمان الندوي
” والظلم من شيم النفوس ” كلمة قالها أبو الطيب المتنبي في إحدى قصائده ، هذا البيت وإن كان قد انتقده النقاد والبلاغيون ، وقالوا : العدل من شيم النفوس ، والمحبة من شيم النفوس ، لكن قول المتنبي هذا يوافق طبائع بعض الناس ، كأنهم خُلقوا على الظلم والاضطهاد ، وفُطروا على العداوة البغضاء ، فظل البغي والفساد ديدنهم ، وكان التخريب والهدم شعارهم ، فلا يُرجى منهم الوفاء ، ولا يُسمع منهم كلمة جد ، هكذا كان شأن اليهود عبر التاريخ ، فإن تاريخهم حافل بالغدر والخيانة والظلم والاعتداء ، إنهم لا يعرفون للإنسانية معنىً ، وللرحمة مفهوماً ، وقد بلغت شقاوتهم وحرمانهم من الحق مبلغاً لا يُتصور ، فطبع الله على قلوبهم ، وألحق بهم العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر .
ليست هذه الدعوى جزافاً ولا اعتباطاً ، بل هناك شواهد ودلائل تكشف الموضوع كشفاً واضحاً ، وخير ما يشهد بهذه الطبايع الشيطانية الشريرة القرآن الكريم ، فإنه ذكر استكبارهم وغرورهم ، بحيث إنهم كانوا يقولون : نحن شعب الله المختار ، ونحن أحباء الله وأبناؤه ، ولن يدخل الجنة إلا من كان هوداً أو نصارى ، وقولهم : ليس علينا في الأميين سبيل ، إشارة إلى أمة محمد صلى الله عليه وسلم ، ويعتبرونهم نجسةً وحقيرةً ، ويظنون المسلمين العرب أقل من البشر وأذل من الكلاب ، وأما خرقهم للمواثيق فإنه نتج في زمن العهد المدني ، إنهم شاركوا رسول الله صلى الله عليه وسلم في ميثاق المدينة ، ثم لم يلبثوا إلا وقد نقضوا العهد ، ونبذوه وراءهم ظهرياً ، وقد سوَّلت لهم أنفسهم بقتل الرسول صلى الله عليه وسلم شأن المشركين ، أحياناً برمي صخرة ملساء على جسده ، وأخرى بدس السم في الطعام ، وكانت هذه مساوئهم ومخازيهم ، فنُكلوا من العذاب تنكيلاً ، وشُردوا من جوار المدينة إلى مناطق شاسعة ، وفي زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أُخرجوا من جزيرة العرب ، هذا شهد به القرآن والسنة النبوية .
اتهامات سخيفة وعقاب من الله :
سجل التاريخ الإنساني من جرائم اليهود على الإنسانية أنهم يقولون : إن السيف والتوراة نزلا معاً من السماء ، وإن هناك صنفين من الناس : يهودي وغوييم ، فاليهود هم أولياء الله من دون الناس ، والغوييم هم أرذل الناس ، ( يريدون بهم المسلمين ) وهم خُلقوا لخدمة اليهود ، فإن دماءهم وأعراضهم مستباحة غير محرمة ، لا شك أن بني إسرائيل في مصر كانوا تحت الوطأة الفرعونية مضطهدين ومقهورين ، فأنعم الله عليهم ، لكن حينما نجوا من فرعون وأُغرق فرعون وقومه ، وعبروا بحر القلزم بكل طمأنينة وهدوء ، كأنهم يمشون على البر بمعجزة سيدنا موسى عليه السلام ، ونالوا من القوة والغلبة إلى حد ، وفجَّر الله لهم في الأرض عيوناً ، وآتاهم ما لم يؤت أحداً من العالمين ، فبدأت اعتداءاتهم ومظالمهم على أنبيائهم بكثرة سؤالهم ، واختلافهم عليهم ، فطلبوا رؤية الباري جل جلاله ، وسألوا السماح بعبادة الأصنام ، حتى آذوا موسى عليه السلام إيذاءً كثيراً ، واتهموه باتهامات سخيفة ، وافتراءات ظالمة ، ولما قال لهم موسى عليه السلام : ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ، قالوا بكل وقاحة : اذهب أنت وربك فقاتلا ، إنا ههنا قاعدون ، فسلَّط الله عليهم عذاباً من عنده ، حتى بدؤا يتيهون في الأرض أربعين سنةً ، هذا نوع من جرائمهم وفضائحهم .
جعل الله لكل قوم يوم فرح ومسرة ، وخيَّرهم تخييراً في اختيار يوم من أيام الأسبوع ، فاختار اليهود يوم السبت ، كما اختار النصارى يوم الأحد ، وجعل الله للمسلمين يوم الجمعة ، كل يحتفل بيومه ، ويبدي فيه سروره وحبوره ، وقد نهى الله كل قوم عن ارتكاب المعاصي والمنكرات في ذلك اليوم ، ولا سيما نهى اليهود عن الصيد يوم السبت ، وكانت الحيتان تأتي يوم السبت كثيراً ، وتطفو لأهل القرية ، بحيث يسهل لهم تناولها ، فإن اليهود بجراءتهم وسوء طبائعهم احتالوا لذلك حيلاً ماكرةً ، وتبنوا أساليب خداعة ، وارتكبوا صيد الحيتان في اليوم المنهي عنه ، فثار غضب الله عليهم ، وجعل شبابهم قردةً ، وجعل شيوخهم خنازير ، وهذا المسخ لم يكن معنوياً وباطناً ، بل كان حقيقياً وظاهراً ، غير أن الله تعالى لم يجعل لهم نسلاً ، فماتوا على عجل ، غير متناسلين ، ولم تستمر ذريتهم ، قال تعالى : ( فَلَماَّ عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) [ الأعراف : 166 ] .
ثلاث جرائم من اليهود ونكالهم في الدنيا :
وهناك قائمة سوداء لجرائم اليهود ومكايدهم ، نذكر بهذه المناسبة ثلاثاً منها على سبيل المثال ، وهي تكفي لبيان خبث باطنهم ، وما يكنّون في صدورهم من عواطف الظلم والاضطهاد والسيطرة والاستيلاء على الإنسانية جمعاء :
(1) كان إيذاء الأنبياء والرسل عليهم السلام وقتلهم من طبايع اليهود المنتنة القذرة ، فقد ورد في بعض كتب التفسير : إنهم قتلوا : أشعياء ، وأرميا ودانيال وزكريا ويحيى عليهم السلام ، فكانت هذه الجريمة من أشنع الجرائم وأنكدها ، فسلط الله عليهم الملك الفارسي بختنصر ، الذي حكم الأرض من شرقها إلى غربها ، وكان من أرض بابل ، فاقتحم بيت المقدس عام 587 قبل المسيح ، وخرَّب القدس تخريباً ، وحرق التوراة ، فتحولت هذه الأرض الخضراء المعمورة بجرائم اليهود إلى قاع صفصف ، فقتل اليهود سبعين ألفاً ، وأسر الباقون ، وظلوا سبعين سنةً من الذل والاستعباد ، قال المفسرون : هذا هو مصداق قوله تعالى : ( فَإِذَا جَآءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَاداً لَّنَآ أُوْلِى بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلاَلَ ٱلدِّيَارِ وَكَانَ وَعْداً مَّفْعُولاً ) [ الإسرأ : 5 ] .
(2) وبعد زوال حكومة الملك بختنصر سيطر على أرض فلسطين سائرس الثاني من فارس ، فإنه أسكن هذه الأرض من جديد ، وقام ببناء المباني القديمة التاريخية ، وفي هذه الفترة ظل اليهود على طبائعهم السالفة ، فبعث فيهم سيدنا عيسى عليه السلام ، فدعاهم إلى الله تعالى ، لكنهم رفضوا دعوته ، وحاولوا لقتله وصلبه ، وقد صلبوه حسب زعمهم ، فهجم على اليهود عام 67م الملك الرومي تايتس ، بستين ألف جندي ومقاتل ، وسيطر على فلسطين وقتل عشر مأة ألف يهودي ، كما أسر مأة ألف يهودي ، وابتاعهم عبيداً وإماءً ، وهذا هو الوعد الثاني من الله تعالى لتنكيل اليهود وتعذيبهم على جرائمهم .
(3) هتلر ، وما أدراك ما هتلر ؟ إنه تولى سُدة الحكم في ألمانيا ، خلال 1933 – 1945م ، ومات هو منتحراً نفسه رغم ما يملك من قوة وسيطرة ، ورد في كتب التاريخ أنه قتل 6/ ملايين من اليهود إحراقاً ، لماذا فعل هذه الأفاعيل ؟ ولماذا ارتكب هذه الجريمة الشنعاء ؟ هل كان على خطأ فاحش ؟ ذكر المحللون أن اليهود قاموا بالسيطرة على الإعلام والفن ونظام الحكم قبل توليه مقاليد الحكم ، وقيل : إن والدة هتلر توفيت بسسب خطأ طبي من قبل الطبيب اليهودي ، على كل ، فإن لهم جرائم ومكايد ظلت له مبعث خطر كبير حسب زعمه ، ففعل بهم ما فعل .
شعب مشرَّد ومطارد بجرائمهم :
وهناك تسجيلات وتفاصيل لجرائم اليهود ، الذين لم تسمح لهم أي حكومة أو مملكة في الغرب بالاستيطان والإقامة ، فحيثما سكنوا وأقاموا ما راعوا إلاً ولا ذمةً ، وبداؤا ينسجون خيوط محاولات ماكرة ، ومساع ظالمة ضد الحكومات ، فشردتهم تلك الدولة أو الحكومة ، حتى سمحت بريطانيا زمن انتدابها على فلسطين بإقامتهم فيها ، فبدؤوا يهاجرون من أقصى العالم إليها ، والغرب كان يكره اليهود ، ويعاديهم ، ليس منذ زمن هتلر ، بل من العصور القديمة ، وقد عاملت معهم محاكم التفتيش أسوء معاملة في القرنين الخامس عشر والسادس عشر الميلادي ، وقد أجبروا على ارتداء شارة صفراء أو قبعة خاصة ، ليكونوا منفردين من المسيحية ، وقد طردوا خلال هذه المدة من فرنسا وألمانيا والبرتغال وإسبانيا ، كما حُرموا من الجنسيات والحريات المدنية والتصويت ، فسنحت له فرصة للنقل إلى الشرق الأوسط قسراً ، ومنذ ذلك الوقت لا تزال المحرقة الدموية على أرض فلسطين ، وتتصاعد نسبتها يوماً فيوماً ، وإن طوفان الأقصى كان كرد على هذه المجازر والمذابح التي جرت منذ خمس وسبعين سنة ، ونظراً إلى هذه الجرائم البشعة نقول بلسان غوستاف لوبون : ” تأثير اليهود في تاريخ الحضارة صفر ، وأن اليهود لم يستحقوا بأي وجه أن يعدوا من الأمم المتمدنة ، وتاريخ اليهود الكئيب لم يكن غير قصة لضروب المنكرات ، وإن قدماء اليهود لم يجاوزوا أطوار الحضارة السفلى التي لا تكاد تميز من طور الوحشية ، ولا أثر للرحمة في وحشية اليهود ، فكان الذبح المنظم يعقب كل فتح ” [ اليهود في تاريخ الحضارات الأولى : تعريب : عادل زعيتر ] .
وقد هدد الله تعالى اليهود أنهم إذا تمادوا في الظلم والغطرسة ، ولم يرعووا عن غيهم ودهائهم ، ولم يمتنعوا عن جرائمهم ، وظلوا يعيثون في الأرض فساداً ، ويهلكون الحرث والنسل ينزل الله عليهم عذاباً من عنده ، فيكون أخذه أخذ عزيز مقتدر ، قال تعالى : ( عَسَىٰ رَبُّكُمْ أَن يَرْحَمَكُمْ وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا وَجَعَلْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ حَصِيراً ) [ الإسرأ : 8 ] .