الإعجاز البياني للقرآن الكريم للدكتورة عائشة بنت الشاطئ : دراسة تحليلية
ديسمبر 11, 2023من نوادر التراث العربي : عمدة الكتاب
مايو 4, 2024تعريف بكتاب :
الجُهُودُ الفِقْهِية في فرنْسَا
( المطبوع في مدينة تِطْوَان المَغْربية )
بقلم : الدكتور صالح العَوْد *
الوفاء [1] خُلُق عظيم في دين الإسلام الخالد ، لكنّه أصبح في أيّامنا هذه عُمْلةً نادرةً . وقد صدق الشاعر الحكيم فيما نسجه فكره فقال :
إذا امتلأتْ يــــدُ الــــلّــــــئيـــــم تـــــعالـــى وقـــــــال هــــــا أنـــــا أنــــا
أمّا أصيل الأصل كالغُصْنِ كُلّما حَمَل ثماراً تراخى وانْحنى
أقول ، ومن الله وحده تعالى الرّضا والقَبول :
ما معْنى أن يتولّى الكتابة عنّي ، طالب من خارج البلاد التي أَقْطنها منذ ستة وأربعين عاماً ، وهي التي اختارها لي ربّي عزّ وجلّ منذ الأزل ، مستقرّاً ومُقاماً.. إنّ ذلك في ظنّي – والله تعالى أعلم – إلا ” الوفاء ” للعلم والعُلماء ، وفي رِكابهم : هذا الفقير ، إلى مولاه العليّ القدير .
لقد أعدّ الأستاذ خليل بو علي – بارك الله تعالى فيه – ( أُطْروحة الماجستير ) بجامعة محمّد الأوّل من مدينة وِجْدة في المغرب الأقصى ؛ وبعد أن نوقِشتْ وحصل بها على درجة حسنة ، قدّمها إلى مكتبة سلمى الثقافيّة بمدينة تِطْوان المغربية ، لتَصْدُر ضِمْن سلسلة منشوراتها ( بالرقم 189 ) ؛ وكان عنوانها كالتالي :
الجهود الفقهيّة في فرنسا
للشيخ صالح العَوْد المهاجر التونسيّ
مدّة ثمانية وثلاثين عاماً ( من 1976 إلى 2014م )
وهذا الكتاب يقع في ( 257 ص ) ، صدر سنة 1403هـ – 2022م ، وقد قُمْتُ أنا شخصيّاً بعد أنْ عرَضه عليَّ – قبل النشر – بقراءته ومراجعته ، فاستوجب منّي : تعليقاتٍ عليه . . . وتصحيح بعض المعلومات التي تَخُصُّني ، ثمّ قدّمتُ له ” تقديماً ” توضيحيّاً ، إليك بيانه / ( ص 3 ) : ” أمّا بعد ، فإنّه لم يكن لي من قبل صلة بالمؤلف النبيه ، وهذا الفاضل الوجيه : الأستاذ خليل بوعلي حفظه الله تعالى دوماً ، ورعاه جمّاً ؛ إلا ما كان من شيخه المحدّث : المصطفى غانم الحَسنيّ – ( أستاذ الحديث بجامعة محمد الأوّل في وجدة ) – تعارف ثم تواصل علمي ، منذ ما يزيد على ( خمسة عشر ) عاماً ، هو في مدينة وجدة ( المغربية ) ، وأنا في مدينة باريس الفرنسية ؛ وكانت الوسيلة الوحيدة التي تقرّبنا ثمّ تجمعنا عن بُعد هو ( الهاتف ) بصورة دائمة ، وأحياناً ( المراسلة ) ، وهي جدّ قليلة ؛ وهكذا ، وعلى مرّ هذا الزمن الطويل توثّقتْ بيننا عُرى الأخوّة في الله ، والصداقة العلميّة المتينة : فمِن خلالها كنّا نتذاكر ، ونتباحث ، ونتطارح الأفكار ، حتى جاء يوم مشرق ، فتقدّم فيه الشيخ الجليل : المصطفى غانِم إليَّ بطلب ثمين وعزيز ، وهو تزويد مكتبته العامرة بكل ما صدر لي من مؤلّفات ، فلبّيت طلبه ، وأسْعفته بـ ( سبعين ) عنواناً ، وبعثتها إليه .
وقد فهمتُ من خلال هذا الطلب الميمون ، أن الشيخ يرغب في الاطلاع على ما خطّتْهُ يَدايَ من موضوعات ، وبحوث ودراسات ، ومسائل ونوازل فقهيّة ، لأنّ الطلبة دائماً حوْله فلعلّهم يسْتهْدون في دراستهم بما سطّرتُه في كُتُبي .
لكنِّ الأهمّ من ذلك كلّه ، كما فهمت من بعد ، أنّ الشيخ الفاضل كان يرمي من وراء ذلك ويهدف : إلى تكليف أحد طلبته الخَواصّ ، الملازمين له على الدّوام : إعداد ( بحث ) في الدراسات العليا ، لنيل شهادة الماجستير من الجامعة المنخرط فيها ، حول ( جهودي العلميّة والفقهيّة ) في البلاد الغربيّة حيث أقيم .
وفعلاً ، فما كان من هذا الطالب الحَصيف ، إلا أن استجاب لأمر شيخه ، فعكف أياماً ولياليَ في جَلَد كبير ، وصبر مرير ، على استطلاع جُلّ مُؤلّفاتي تلك ، وقراءتها ، ليُنجز بحثه القيّم هذا ، ثمّ يقدّمه إلى ( لَجْنة المناقشة ) تحت إشراف أستاذه الدكتور نور الدين قَرَّاط حفظه الله ، لينال به في النهاية درجةً علميّةً مرْموقةً ، يغبطه عليها كل طالب أو طالبة ، يطمح إلى الفوز في خاتمة مسيرته التّعليمية .
ثمّ ما كان من الشيخ المصطفى غانم الحسنيّ إلا أن يفاجئني – بعد النجاح – بإهدائي نسخةً مِنْ تلك الأطروحة .
وبعد أن اطّلعتُ على ما كتب عن كَثَب ، وضعتُ هذا الانْطباعَ على النسخة المُهداة ، وهي عبارة عن كلمات التقدير لمجهوده البارّ ، نحو هذا الفقير إلى مَوْلاهُ العليّ القدير ، شكر الله سعْيه وأثابه على ما قام به في سبيل إبرازي كشخصيّة علميّة . . . فقهيّة . . . اجتهادية . . . حلاَّها بالنقول الكثيرة ، والاستشهادات الوفيرة . . . جزاه الله عنّي خير الجزاء وأثابه .
ثمّ سعيتُ له عند السيد الفاضل يوسف بن عبد الهادي : صاحب ( مكتبة سلمى الثقافية ) بمدينة تطوان المغربية ، ليتولّى نشره ، فَهو صاحب منشورات واسعة ودائمة [2] ، فاستجاب لي بارك الله فيه ونفع بما يُصدره ، وليس لي من غاية ، سوى الإفادةُ بهذا الكتاب الماتِع في كلّ مكان يصل إلى القرّاء إن شاء الله .
وللّه دَرُّ الشاعِر :
قل لِمَنْ لا يَرَى المَعاصــرَ شيْئاً ويـــــرى لــــلأوائــل التــقـديــما
إنّ ذاك القديــــمَ كان حديثاً وسَيَبْقى هذا الحديثُ قديما
* مُجاز في الشريعة / جامعة الأزهر .
[1] ( الوفاء ) يعني كما جاء في كتاب ( النهاية في غريب الحديث والأثر للإمام ابن الأثير ، ج 5 ، ص 211 ، وَفَى بالشيْئ وأوْفى ووَفّى بمعنى . أيْ : بالوعد والعهد .
[2] نشرت لي فيما سبق – شكر الله سعي صاحبها – هذه الكتب :
- الإمام أبو الحسن علي النوري الصفاقسي/ سنة : ( 2013م ) .
- مناقب الأعلام وتأمّلات في أعمالهم وآلامهم/ سنة : ( 2014م ) .
- تحبير الكلام في شرح حديث خير الأنام/ سنة : ( 2017م ) .
- اعتداء سافر على عربية القرآن وكتابته/ سنة : ( 2017م ) .
- عظمة الأخلاق والسلوك في معاملات السّلف والخلف وحياة السلوك/ سنة : ( 2018م ) .