نَشِيدُ الوَداع

وجداننا كل شيئ بعدكم عدم
نوفمبر 19, 2023
بفراقك إنا لمحزونون
نوفمبر 19, 2023
وجداننا كل شيئ بعدكم عدم
نوفمبر 19, 2023
بفراقك إنا لمحزونون
نوفمبر 19, 2023

شعر الرثاء على وفاته :

نَشِيدُ الوَداع

( بُكائيَّة إلى العلامة الربَّاني : محمد الرابع الحسني النَّدْوي )

للشاعر المصري : محمد المعصراني *

قِـــــفَـــــا نَبْكِ .. إِنَّ الْــــــحُـــــزْنَ عَاتٍ وهَائِلُ         وفَـــجْـعُ الرَّحِيلِ الصَّعْبِ غَــــاوٍ وغَائِـــلُ

نُــــــحِـــــــــبُّ بَــــــنِـــــــي الـــــدُّنْــيَـا ونُـوقِنُ أَنَّنَا     سَنَرْحَلُ عَنْهُمْ يَــــوْمَ تُــــطْـــوَى الْمَرَاحِلُ

نَـــــسِيـــــرُ إِلَــــــى آجَـــــالِـــــنَـــــا وهْــيَ رُصَّـدٌ      وتَــــــمْــــــضِـــــي بِــــنَا الأَيَّامُ وهْيَ غَوَائِلُ

هُــــــوَ الْــــعُــمْــرُ مَــهْمَا طَالَ فَهْوَ كَوَمْضَـةٍ وكُلُّ الْبَرَايَا عَنْ سَنَا الْــــوَمْـضِ غَافِلُ

نَـــــعِـــــيشُ ونَــــحْـــــيَـــا غَـــافِلِينَ عَنِ الــرَّدَى       وأَسْــــــبَــــــابُــــــهُ في كُـــــلِّ رُوحٍ جَــوَائِلُ

ونَــــذْهَــــــلُ عَــــنْ كَـــأْسِ الْــمَنُونِ كَــأَنَّنَا   نِــــــيَــــــامٌ وكُــــلُّـــــنَـــا عَنِ الْمَوْتِ ذَاهِلُ

نُـــــسَــــاقُ إِلَــــى الْــقَــبْـرِ الْمُرَجَّى انْفِسَاحُهُ  وكُــــــلٌّ إِلَـــــيْـــهِ – لا مَـــحَالَـةَ –  نَازِلُ

ومِـــــــنْ عَــــجَــــبِ الأَيَّـــــامِ أَمْـــــنَـــــةُ قَــــاتِــلٍ    هُـــــوَ الْـــــمَــــوْتُ يَـحْيَا آمِناً وهْوَ قَاتِلُ !

فَــــــكَــــــيْـــــــفَ تَــــنَــامُ الرُّوحُ وهْيَ قَــرِيرَةٌ         وأَنْـــــــفَــــــاسُـــــهَــــا مَـــعْــدُودَةٌ وزَوَائِلُ ؟!

فَلا تَــــــأْمَــــنَـــــنَّ الْــــمَــــوْتَ أَيَّـــــةَ حَـــــالَـــــةٍ    تَـــــكُـــــونُ فَـــــأَيَّــــــامُ الْــــحَــــيَـاةِ قَلَائِلُ

هُـــوَ الْمَوْتُ .. يَـــخْتَارُ الْكِرَامَ ويَصْــطَــفِي   الشُّمُوسَ ويَنــــْــــجُـو مِنْ يَدَيْهِ الْأَسَافِلُ

وهَـــــا هُـــــوَ ذَا يَـــــخْـــــتَــــارُ صَفْوَ شُيُوخِــنَا         هُـــــوَ الْــــعَـــالِـــمُ الْفَرْدُ التَّقِيُّ الْمُنَاضِلُ

مُـــــحَـــــمَّـــــدُنَـــا .. أَلـــــرَّابِعُ الْحَسَنِيُّ شَيْــــ           ـــــــخُ أَشْيَاخِــنَا .. هَـذَا الْهُدَى الْمُتَطَاوِلُ

هُـــــوَ الْـــــعَـــــالِـــــمُ الْــــفَــذُّ الَّذِي جَلَّ عِلْمُــهُ         يَـــــقِــــيـناً ، وكَمْ شُدَّتْ إِلَيْهِ الرَّوَاحِلُ

وكَانَ فَـــــــتًــــــى يَــــسْـــتَـيْقِظُ الْوَرْدُ عِــنْدَهُ وتَسْعَـى حَوَالَيْهِ الرُّبَى والْـــــخَــــمَــــائِــلُ

فَـــــــتًـــى يَــــسْــــتَـــــحِثُّ الْمَجْدَ كُلُّ فِعَالِــهِ وتَهْفُو إِلَــــيْـــــهِ الـــــصَّــــالِـحَاتُ الْعَقَائِلُ

فَــــــتًــــى يَــــسْــــتَــــحِــــيــــلُ الْيَوْمَ مَوْلِدُ مِثْلِهِ         وأَنَّى لَهُ الْمِثْلُ الْعَدِيلُ الْــــمُـــشَاكِلُ ؟!

فَـــــتًـــــى خَــــالُهُ عَلامَةُ الْــعَصْرِ .. تَـــغْــــتَنِي        بِذِكْرِ اسْمِهِ النَّدْوِيِّ هَذِي الْمَحـَافِـــلُ

أَبُو الْحَسَنِ النَّدْوِيُّ شَـــــيْــــــخُ شُــــيُـــــوخِـنَا            بِذِكْرَى أَيَادِيهِ الْــــــقُــــــلُـــــوبُ أَوَاهِــــلُ

مُــــحَـــمَّــــدَنَــا .. يَــا قُــــرَّةَ الــرُّوحِ والْـحِجَى          ويَا خَيْرَ مَنْ تَأْوِي إِلَـــــيْـــــهِ الأَمَــــــاثِـــــلُ

يُــــــــؤَمِّــــلُكُ الـــــرَّاجُـــونَ صَــفْوَ حَدِيـثِكُمْ وهَذِي دُمُوعُ الْــــمُـــــومِـــــلِــــيــكَ هَوَاطِلُ

وهَذِي شِعَابُ الْهِنْدِ تَبْكِي عَلَيْكَ والسَّــــــ        ــــــــــمَـــاوَاتُ تَــــبْــــكِـي مِثْلَهَا والْهَوَادِلُ

إِلَـــــــــــى أَيِّ رَابِــــــــعِــــــيَّــــــةٍ حَـــــسَــــنِـــــيَّـــــةٍ          نَــــفِـــــيءُ وقَدْ أَضْنَى خُطَانَا الْعَقَابِلُ ؟!

تَــــثَـــــاقَــــلَـــتِ الأَقْــدَامُ مِــــنْ هَــوْلِ فَـــقْـــدِهِ         وبَـــاتَ كَــــئِــــيـــــباً خَــــطْوُهَا الْمُتَثَاقِلُ

وتَـــــبْــــكِـــــي الأَيَـــــامَـــى عُــمْـرَهُ والْقَبَائِلُ           وتَـــــــبْـــــكِــــي الْــيَتَامَى بِرَّهُ والأَرَامِـــــلُ

عَــــجِــــبْـــــــتُ لِــــمَـــــنْ يَسَّاءَلُ الْــــعِــلْمَ بَعْدَهُ       فَأَيُّ سُــــؤَالٍ يَــــسْـــأَلُ الْـــيَـــوْمَ سَائِلُ ؟!

لِـــــقَـــــرْيَــــتِـــــهِ أَنْ تَــــزْهُــــوَ الـــدَّهْرَ بِاسْمِهِ        فَإِنَّ اسْـــمَـــــهُ لِلْـــعِــــلْـــمِ كَافٍ وكَافِلُ

فَـــــكَـــــمْ أَنْــــــفَــــــقَ الأَيَّــــامَ في بَذْلِ عِلْمِهِ            ولَــــمْ تُــــلْــــهِــــهِ عَـــنْــهُ السِّنِينَ الشَّوَاغِلُ

أَلا أَيُّـــــــهَـــــا الْـــــمَـــــوْتُ الْوَشِيكُ أَلا تَـــعِـــي       بِأَنَّـــــــــكَ في رُوحِ الْـــــمُحِـــــبِّــينَ رَافِلُ ؟!

تَـــــمَـــــادَتْ بِــــــيَ الأَحْــــــــزَانُ وهْــــيَ عَـتِــيَّـةٌ    كَـــــــأَنَّ خُـــطَـــاهَا في دَمِــــي تـَـــتَدَاخَلُ

فــــكَـــيْــفَ أُعَزِّي النَّفْسَ والْفَقْدُ فَادِحٌ ؟!       وكَيْفَ أُعَزِّي النَّاسَ والثُّكْلُ هَائِلُ ؟!

وفَـــــقْــــــــدُكَ فَــــــــقْـــــــــدٌ لِلْــمَـعالي ولِلْمُنَى        وهَلْ بَعْدَ هَذَا الْفَقْدِ تُــــرْجَى الْمَنَاهِلُ ؟

وكَــــــيْــــــفَ أُعَـــزِّي الـنَّفْسَ بَعْدَكَ سَيِّدِي   وقَــــــلْـــبِــي بِــــأَحْـــزَانِ الْـمَمَالِكِ آهِلُ ؟!

وكَيْفَ يُــــعَافَــــى النَّاسُ مِـــنْ وَيْلِ حُزْنِهِمْ    وفَــــقْــدُكَ يَا مَــــوْلايَ في الــرُّوحِ مَاثِلُ ؟

وكَــــــــيْـــــــــــفَ نَــــرُدُّ الْمَوْتَ وهْوَ مُقَدَّرٌ ؟!          وقَدْ ذَاقَـــــهُ قَــــبْـــــلَ الْــــقُـــرُونِ الأَوَائِـــلُ

وكُـــــــــنَّـــــا نُـــــرَجِّـي الْخُلْدَ والْخُلْدُ بَاهِظٌ   ولَكِنَّـهُ لِلْــــمُـــــؤْمِـــــنِ الْـــــحَــــقِّ آجِــــــلُ

فِـــــــــرَاقُـــــــــكَ يَا مَــــوْلايَ فُــــــرْقَـــــــةُ أُمَّـــــةٍ ولَــــيْـــــسَ لأَيَّـــــامِ الْــــــفِــــرَاقِ سَوَاحِـــــلُ

وفَـــــــقْـــــــدُكَ يَـــــا مَوْلايَ فِــــــقْــــــدَانُ أُمَّــــةٍ      مِنَ الْعِلْمِ أَرْدَتْـــــــهَــــا الـــسِّــنِينُ الْقَوَاتِـلُ

وكُـــــنْــــــــتُ أُرَجِّــــــــي أَنْ تَــــعِــــيــشَ لِـقَابِلٍ      لَعَلِّي أُلاقِـــــي الـــــنُّـــــورَ والــنُّـــورُ حَافِـلُ

وكُــــــنْـــــتُ أُمَـــــنِّي الــنَّـفْسَ لُقْيَاكَ سَيِّدِي   ولَـــكِـنَّهَا الأَيَّــــــــــامُ دَوْمـــــاً تُـــــخَــــاتِــلُ

وكُــــــــنْــــــــــــتُ أُرَجِّــــي أَنْ تَــكُونَ مُخَلَّداً           ويَـــسْــــأَلُــــنِي قَلْبِي : أَلِــــلْــــخُلْدِ آمِلُ ؟!

أَرَى حُــــــزْنَ أَنْــــــفَــــــاسِــــي يَــــجُــودُ بِدَمْعِهِ       لَــــقَــــدْ غَـــالَــنِي هَذِي الدُّمُوعُ الْهَوَامِـلُ

تَـــــنُـــــوءُ الْــــجِــــبَالُ الــشُّمُّ بِالْحُزْنِ والأَسَى          وتَــــضْــــعُـــفُ عَنْ حَمْلِ الَّذِي أَنَا حَامِـلُ

رَأَيْـــــــــتُ جُـــــــمُـــــوعَ الـــنَّــاسِ تَدْمَى قُلُوبُهُمْ       وهَلْ مِثْلُ هَذَا الــــرَّاحِـــلِ الْيَوْمَ رَاحِلُ ؟

جَـــــــــــرَى قَـــــدَرُ اللهِ الْــــــــــعَــــــــزِيــزِ عَلَيْهِمُ   وأَقْـــدَارُ رَبِّــــنَــــا هَـــــدَايَـــــا فَــــوَاضِـــــلُ

قَـــــــضَـــــــــاءٌ مِـــــــنَ اللهِ الْـــــعَــــــزِيــــزِ مُقَدَّرٌ   وحُــــكْـــمٌ .. لَهُ فِــي الْعَالَمِــيـنَ رَسَائِـلُ

قَـــــضَـــــاءٌ قَــــــضَــــــاهُ اللهُ لا رَيْـــــبَ نَــــافِــذٌ     وكُــــلُّ قَــــضَـــــاءِ اللهِ لا شَــــكَّ نـــــازِلُ

أَرَى لَـــــيْـــــلَ قَــــلْــــبِــي اعَصْوَصَبَتْ ظُلُمَاتُهُ         فَضَلَّتْ سَبِيلَ الـــرُّشْـدِ هَذِي الْمَجَاهِــلُ

يَـــــجُــــــوبُ بِــــيَ الْـــحُـــزْنُ الْفَرِيدُ فَيَافِيَ الْـ          ـعَذَابِ ويــــَهْـــــوِي بِـي إِلَى الْمَوْتِ خَاتِــلُ

لِـــــــقَــــــلْـــــبِـــــــي مِــنَ الْوَجْدِ الْمُمِضِّ عَوَالِمٌ        تَــــــصَـــــاغَرُ جِـــدًّا في مَدَاهَا الـــــزَّلازِلُ

أَلا أَيُّـــــهَـــــا الْــــقَــــــلْـــــبُ الأَسِـــيفُ أَلا تَــرَى      بِـــــحَــــــارَ دُمُــــــوعِـــــي ثَرَّةً لا تُـــــزَايِلُ ؟

يُــــــــــــرِيـــــدُ جَــــــنَـــــانِـــــي أَنْ تَــجِـفَّ دُمُوعُهُ   ولَــــــكِــــــنْ يَــــــــرُدُّهُ إِلَــــى الدَّمْـعِ وَابِلُ

مُـــــحِــــيــــطٌ مِنَ الدَّمْعِ الْحَمِيمِ يُحَاصِرُ الْـ   ـــــحَـــيَـــاةَ وعُــــمْـــــرٌ مُـــسْتَحِيلٌ وقَاحِــلُ

رَأَيْــــــــتُ نُـــــــــجُـــــومَ الأُفْـــــقِ تَـــغْـتَالُ نَفْسَهَا     أَسًى فَــــهْـــــيَ حَـسْرَى بَاكِيَاتٌ أَوَافِلُ

تَــــــــرَكْـــــــتَ تُــــرَاثاً يَــغْـمُرُ الْأَرْضَ فَيـْضُهُ         وتَـــــزْهُــــــو بِـــــهِ في الْــعَالَمِينَ الْجَلائِلُ

تُـــــــــرَاثُـــــــكَ يَــــا مَوْلايَ فَـــــيْــــضُ عَـــوَارِفٍ   تُــــــرَاثٌ بِـــــأَنْـــــفَــــاسِ الْمُحِبِّينَ وَاصِلُ

تَــــــفَــــــــرَّغْـــــــتَ لِلْــــعِـــــلْـــمِ الــشَّرِيفِ وأَهْلِهِ    ولَلْعِلْمُ شُـــــغْــــــــلٌ لِــــلْــمُـــحِــبِّيهِ شَاغِلُ

وكُــــــنْــــــــتَ إِمَــــامــــاً لِلْــــــعُـــــلُـــــومِ وقِـــبْلَةً   وبَـــحْـــرَ عُـــــلُـــــومٍ مَا لَهُ الدَّهْرَ سَاحِلُ

وكُـــــنْـــــــتَ لِـــهَـــذَا الــنَّـاسِ رُكْناً ومَوْئِـــلاً           فَـــــغَـــــالَــــكَ مُـــغْتَالُ النُّفُوسِ الْمُخَاتِلُ

وكُـــــــنْــــــــتَ لِــــــهَــــذَا الــنَّـاسِ عِزًّا ودَوْحَــةً      مُـــــبَــــــارَكَــــةً تَــــسْعَى إِلَيْكَ الْقَوَافِلُ

وكُــــــنْـــــــتَ أَباً فَذّاً لِــــــــنَــــــدْوَتـــــِنَـــــا الَّتِي      يَــــحُــــــجُّ إِلَــــيْــهَا الْمُصْلِحُونَ الْبَوَاسِلُ

وكُــــــنْــــــتَ حَــــنَــــــانـــاً لِلْــــقُــــلُـوبِ ورَحْـمَةً     تَـــــوَافَــــــــتْ إِلَـــــيْــــهَـــــا رِقَّـــــةٌ وشَمَائِلُ

وكُـــــنْــــــتَ لِطُلابِ الْـــــحَـــــقِــــيـــقَـــةِ مَلْجَأً         وكُــــــنْــــــتَ إِمَـــامــاً والـسِّنِينُ قَوَاحِلُ

وكُــــــنْـــــــــــتَ مَــــآلاً لِلْــــــغَــــــرِيــــبِ تَــضُمُّهُ   وكَانَــــــتْ سِــــــنِــــيــنٌ بَائِسَاتٌ هَوَائِلُ

وقَــــضَّـــــيْـــــــتَ عُمْراً حَافِلاً بِالْــعَطَاءِ والنَّــــ        ـــــدَى ؛ تَــــشْــهَـــــدُ الدُّنْيَا بِهِ والْمَقَاوِلُ

وفِي مَـــــــوْكِــــبِ الإِسْلامِ عِشْتَ مُجَاهِـــداً تُــــــنَـــــافِـــــحُ عَــــــــنْ آدَابِــــهِ وتُــــــجَادِلُ

دَعَـــــــوْتَ إِلَــــــى اللهِ الْــــــــعَـــــلِــــــيِّ ودِيـــــنِــهِ  لَكَ الْيَوْمَ في كُلِّ الْبِلادِ سَـــــنَـــــابِـــــلُ

مَــــتَــــــى مَــــا تَقُلْ شَــــيْــــئاً مِنَ الْعِلْمِ والْحَـيَا         ةِ يَــــسْـــتَأْسِـــرِ الْقَلْبَ الَّذِي أَنْتَ قَائِــلُ

و ” لِلرَّائِدِ ” الْـــــــمَـــــــيْـــــمُـــونِ سَبْعُونَ حِــجَّةً     كَـــــــأَنَّ لِــــيَــــــــالِـــيهَا بُـدُورٌ كَوَامِــلُ

وفِي ” الرَّائِدِ ” الـنَّدْوِيِّ كُـــــنْتَ مُــــبَارَكـــاً وكَمْ صَدَعَتْ بِالْحَقِّ والْـــحَقُّ مَائِـــــلُ

تَــــــــرَكْـــــــتَ فَـــــرَاغـــــاً هَـــــائِلاً لا يــــَسُـدُّهُ     سِوَاكَ ، فَــأَيَّامِي عَلَيْكَ ثَــــــوَاكِــــــلُ

وكُــــــنْـــــتَ أَخاً لِلـــنُّــــبْـــلِ والْـــفَضْلِ والنُّهَى        وتَقْصُرُ جِداً في ذُرَاكَ الْـــــــفَــــضَـائِــلُ

ووَجْـــــــهُــــــــكَ كَـــــــانَ الـــنُّـــبْــلُ في قَسَمَاتِهِ       وكَمْ يَأْسِرُ النَّـــاسَ الَّذِي أَنْتَ فَاعِـــلُ

مَــــــلأْتَ قُــــــــلــــــــُوبَ الْـــــــمُــــسْـلِــمِـينَ مَحَبَّةً   ولِلْحُبِّ عِنْدَ الْـــــمُـــخْـــلِصِينَ دَلائِـــــــلُ

جُـــــــمُــــــــوعٌ مِــــــنَ الْـــــحُـــبِّ الـنَّبِيلِ تَدَفَّقَتْ      إِلَـــــيْـــــكَ وحُــــــبُّ الـنَّاسِ هَادٍ وهَــادِلُ

لَـــــقَــــــدْ فُــــــضِّـــــلَتْ يَا سَيِّـــــــدِي بِـــكَ بَــلْدَةٌ     إِلَيْهَا انْتَمَى الْـــعِلْمُ الَّذِي لا يُــــطَـــــاوَلُ

لَــــــكَ اللهُ أَوَّابـــــاً ، لَــــــــكَ اللهُ قَـــــــانِــــــتــــاً      لَكَ اللهُ أَوَّاهـاً ، فَأَنَّى تُــــمَــــاثَــــــلُ ؟!

رَحَــــــلْـــــــتَ فَــــــــآفَـــــــاقُ الْـــــوُجُــودِ كَــئِيبَةٌ    وكُلُّ أَمَـــــانِينَا جَــــدِيــــبٌ ومَـــاحِــــــلُ

كَـــــــأَنَّ عَـــــــذَابَ الْـــــفَـــــقْــدِ في خَطَـرَاتِنَا           دَمٌ في مَــــسَـــامِ الـــرُّوحِ والْــعُمْرِ دَاخِــلُ

بَــــــنَــــــاتُـــــــكَ يَـــا مَوْلايَ يَــــــلْــهَـجْنَ بِالأَسَى     خُــطَــــاهُنَّ مِنْ وَيْلِ الْـــــفِــــرَاقِ ذَوَاهِــلُ

و ” مَيْمُونَةُ ” الْــــــفُـــــضْــــــلَى أَرَاهَــــا شَـجِيَّةً       وفِــــــي قَــلْبِهَا الْأَسْيَانِ فَارَتْ مَرَاجِـــلُ

و ” آمِنَةٌ ” تِلْكَ الْــــــــكَـــــــرِيـــــــمَـــــةُ في جَنَا       نِهَا عَالَــــمٌ مِـــــنْ وَاقِــــدِ الشَّجْوِ وَاغِــلُ

و” هَاجِرَةٌ ” [1] هَــــــذِي الــــتَّـــــقِــــيَّــةُ حَــسْـبُهَا       جَنَانٌ مِنَ الأَشْــــــــجَـــانِ والْـــحُزْنِ ذَابِلُ

تَـــــــرَكْــــــتَ رُبُـــــوعَ الْــهِـنْدِ تَذْوِي غُصُونُهَا         ومِـــلْءُ حَنَــــايَاهَا أَسًــــى مُـــــتَــــوَاصِـــلُ

وكُــــــلُّ رِجَـــــــالِ الْـــــهِـــــنْـــدِ بَـــــاتُوا يَتَائِمًا        ولِلْــــــيُـــــتْـــمِ في كُلِّ الْـــوُجُوهِ دَلائِــــــلُ

وسَألْتُ نَفْسِي : هَلْ يَـــمُوتُ ذَوُو النُّـــــهَى ؟! وهَلْ يَتْرُكُ الدُّنْيَا الْكِرَامُ الأَفَاضِلُ ؟!

لَـــقَـــــدْ سَــنَّ لِـــــي قَـــلْبِــي بُــكَاءَ أَحِــبَّــــتِي          وهَـــــــذِي دُمُـــــــوعِــــي حُـــضَّرٌ ومَوَاثِلُ

رَأَيْــــتُ نــــَشِيـــــجَ الشِّعْـــرِ يَمْلأُ خَـــــاطِـــــرِي      ولِلــــــشِّــــــعْـــــرِ يَـــا مَوْلايَ حَــقٌّ وبَاطِلُ

عَلَى رَغْمِ هَــذَا الْـــبُـــعْــدِ جَاءَتْ قَصـــِيــدَتِي إِلَيْكَ ومَعْنَاهَا كَـــــذِكْـــــرِكَ جَائِــــــلُ

وعِــــنْــــــدِيَ مِـــــنْ شِــعْــرِ الْــــمَـــرَاثِــي فَرَائِدٌ      رَوَاهَــــــا جَـــــنَـــــانٌ أَهْـــلَـكَتْهُ النَّوَازِلُ

يَـــــهُــــــونُ عَــــلَــــيْــــنَــا الْمَوْتُ لَوْ كَانَ مَيِّتٌ         مِـــــنَ الــــنَّــــاسِ مَجْهُولٌ لَدَيْنَا وجَاهِلُ

فَــــــكَـــــيْــــفَ وأَنْـــتَ النَّاسُ جَمْعاً وجَامِعاً  وأَنْتَ لِكُلِّ الْـــعَــــالَــــمِـــيـنَ مُوَاصِلُ ؟

وأَنْـــــــــتَ وَلِــــــيُّ الأَوْلِــــــيَـــــاءِ وشَـــــمْـــــسُهُمْ  وخَيْرُهُمُ الْــــــمُــــسْتَرْسِلُ الْـــمُتَكَامِلُ

وكَـــــمْ تَـــــشْـــــهَدُ الأَسْـــــحَــــارُ أَنَّكَ قُمْتَهَا ويَشْهَدُ    نَجْوَاكَ الـــــضُّــحَى والأَصَائِلُ

فَـــــبُــــــــشْــــــــرَى لِـــــقَـــــبْـــرٍ أَنْتَ فِيهِ مُجَاوِرٌ     وأَعْمَالُكَ الْـــــــجُـــــلَّــــى لَــدَيْكَ حَوَافِلُ

إِلَــــــى جَـــــــنَّــــــــةِ الْـــفِـــرْدَوْسِ عُــدْ مُطْمَئِنَّةً       إِلَى اللهِ نَــــفْـــسُــــكَ النَّسِيمُ الْمُشَاغِلُ

ورَاضــــــِيَــــــةً مَـــــــــرْضــــِيَّـــــةً نَــــفْسُـكَ الَّتِي   تَحِنُّ إِلَيْهَا في الْـــــجِـــــنَــــانِ الْــجَدَاوِلُ

لَــــــــعَــــــلَّـــــكَ تَــــــلْـــقَـى زَوْجَكَ الْآنَ في جِنَا      نِ رَبِّــــــي ورَبِّــــــي وَاسِـــعُ الْــعَفْوِ عَادِلُ

وإِنَّـــــا إِلَـــــى اللهِ الْـــــــكَـــــــــرِيــمِ لَــــرَاجِعُو        نَ واللهُ كَمْ طَـابَتْ لَدَيْهِ الْــــمَـــنَـــازِلُ

فَـــــيَــــــا رَبَّـــــــنَـــــا اقْـــبَلْ صَـبْرَنَا واحْتِسَابَنَا         وهَيِّئْ لَـــــنَــــا مِــــنْ أَمْـــرِنَا مَــا نُحَاوِلُ

( القاهرة في الأحد 3 شوال 1444هـ – 23/ 4/ 2023م )


* شاعرٌ وعَرُوضِيٌّ مصريٌّ .

[1] ميمونة وآمنة وهاجِرة : بناتُ الشيخ رحمه الله .