العلامة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني كما عرفته

وفاة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي : يا لها من حادثة
نوفمبر 19, 2023
وداعاً يا علامة الهند
نوفمبر 19, 2023
وفاة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي : يا لها من حادثة
نوفمبر 19, 2023
وداعاً يا علامة الهند
نوفمبر 19, 2023

بقلم : الدكتور غريب جمعة *

تفضل الأخ الأكبر العالم الجليل والكاتب الكبير والأديب المبين ، والخطيب المصقع والصحفي المخضرم ، صاحب القلم المؤمن الحر الواعي بما يدور حوله فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ سعيد الأعظمي مدير جامعة ندوة العلماء .

تفضل حفظه الله وهو رئيس تحرير مجلة ” البعث الإسلامي ” ، وطلب من شخصي المتواضع أن أكتب مقالاً عن سماحة العلامة السيد محمد الرابع الحسني الندوي ، لكي يُنشر في العدد التذكاري الممتاز ‏الذي تصدره إدارة المجلة عن سماحته بعد انتقاله إلى جوار ربه ، وفاءاً بشيئ من حقه ، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته وأن يرفع درجته في عليين وينزل منازل ‏الأبرار والصديقين والصالحين ، ولفضيلته مني جزيل الشكر وعظيم الامتنان ، وليتني أبلغ معشار ما وصفني به جزاه الله عني خير الجزاء كما أوجه الشكر له ولأسرة تحرير البعث الإسلامي على وفائهم لذلك العالم الجليل والحديث عنه والإشادة به ليكون قدوةً للشباب الذي يبحث عن القدوة الصالحة .

والحقيقة أن أخبار العلماء الربانيين والدعاة المخلصين والنبهاء الصالحين والمجاهدين الصادقين من أنجح الوسائل التي تغرس في النفوس حب الفضائل ، وتدفعها إلى تحمل الشدائد والمكاره في سبيل الغايات النبيلة والمقاصد الجليلة .

لذلك يقول الإمام أبو حنيفة رحمه الله : ” الحكايات عن العلماء ‏ومحاسنهم أحب إليَّ من كثير من الفقه ، لأنها آداب القوم وأخلاقهم ” . وشاهده من كتاب الله : ( أُوْلَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ ٱقْتَدِهْ ) [ الأنعام : 90 ] .

والحقيقة أن الكتابة عن هذا العلامة الجليل ليست بالأمر الهين . فالرجل قد أمد الله في عمره ، حتى تجاوز التسعين عاماً .

وهو من أكبر تلاميذ الإمام الرباني السيد أبي الحسن الندوي ومن أبرز علماء الهند ، وقد نذر حياته لخدمة الإسلام ، داعيةً ومرشداً ومربياً وكاتباً ومعلماً ومؤلفاً ، له عشرات المؤلفات التي سنشير إلى بعضها لاحقاً هذا بخلاف مقالاته في الجرائد والمجلات الهندية المتعددة .

‏لقد قام الرجل يرحمه الله بكل ذلك بهمة لا تعرف الكلل ، وعزيمة لا تعرف الملل على الرغم من علو سنه وشيخوخته وتشعب أعماله وضخامة المسئوليات الملقاة على عاتقه ، كواحد من أبرز علماء الهند ورئيس لندوة العلماء وما يتبعها من المنشآت العلمية والتعليمية والدعوية ورئيس لهيئة الأحوال الشخصية لعموم المسلمين بالهند ومواظبته على حضور الندوات والاجتماعات التي يُدعى إليها في الهند وخارج الهند لخدمة الإسلام والمسلمين .

‏كيف عرفت ذلك العلامة الجليل ؟

‏تعود معرفتي به إلى عام ١٩٨١ من الميلاد ، حيث وجهت إليَّ جامعة ندوة العلماء دعوةً كريمةً للمشاركة ببحث في أول ندوة تعقدها عن الأدب الإسلامي برئاسة الإمام الرباني الموقر سماحة الشيخ السيد        أبي الحسن علي الحسني الندوي – يرحمه الله – رئيس تلك الجامعة ، وقد لبيت الدعوة شاكراً ، وشاركت ببحث عنوانه : ” كلمات وكتابات العلامة ابن الجوزي من روائع أدب المواعظ ” .

وقد أجيز البحث والحمد لله ونُشر على صفحات في مجلة البحث الإسلامي ، وكان الشيخ محمد الرابع يشغل وقتها منصب عميد كلية اللغة العربية وآدابها ، والأمين العام للمجلس الذي تم تأسيسه ليكون نواةً لرابطة الأدب الإسلامي العالمية فيما بعد .

وقد أرسلت إلى سماحته خطاب شكر على قبول هذا البحث وإجازته ونشره على حلقات في مجلة ” البعث الإسلامي ” ، وكانت هذه بداية التعارف بيننا ثم اتفقنا على تبادل الرسائل بيننا ، وعلى أنه إذا جاء لزيارة مكة المكرمة بصحبة الإمام أبي الحسن الندوي أن يتفضل مشكوراً ، ويخبرني بذلك لأسعد بلقائهما ولقاء أحباب وتلاميذ الإمام الندوي حيث كنت أعمل في جدة .

‏وشاء الله أن يتحول ذلك التعرف إلى ود مصفى ومحبة في الله ولله .

ويسعدني أن أقدم للقراء الكرام تعريفه كما قدمه هو بنفسه حينما وجهت إليه سؤالاً ضمن حوار أجريت معه هذا السؤال هو :

لو أردنا أن نقدم للإخوة القراء بطاقة تعريف بسماحتكم ، فماذا تحوي هذه البطاقة من حيث المولد والنشأة والتعليم والمناصب التي توليتموها فأجاب رحمه الله :

أما هذا الكاتب ( يقصد نفسه ، وقد تحدث بصيغة الغائب تواضعاً وتأدباً كشأن العلماء ) فهو :

‏محمد الرابع بن السيد رشيد أحمد الحسني نسباً والندوي دراسةً .

بدأت دراستي الأولية في البيت ، ولما بلغت سن الالتحاق بالمدرسة أسندت أمي الإشراف على تعليمي إلى سماحة الشيخ الندوي ، وكانت شقيقته الكبرى فنشأت في مجال التعليم والتربية تحت إشراف سماحته وتوجيه أخيه الأكبر سعادة الدكتور الطبيب والعالم السيد عبد العلي الحسنى أيضاً . وأسرة والدي ووالدتي واحدة يجتمعان في النسب في أجدادهما .

ولدت في قرية تكية كلان دائرة الشيخ علم الله الحسني بمديرية رائي بريلي بشمال الهند ، وكان ميلادي في ١٧/١٠/١٩٢٩م .

تعلمت اللغة العربية من سماحة الإمام الندوي بصورة خاصة ثم درست في دار العلوم ندوة العلماء العلوم الدينية والاجتماعية والآداب وانتسبت بعض الوقت للجامعات الإسلامية الأخرى أيضاً .

وأتممت دراستي في دار العلوم ندوة العلماء بإكمال مرحلة الدراسات العليا فيها ، ثم عينت معيداً ، ثم أستاذاً في قسم اللغة العربية والثقافه الإسلامية ، وكان ذلك في أوائل الخمسينيات من القرن العشرين الميلادي ، وزرت في سنة إحدى وخمسين بلاد الحجاز مع خالي الشيخ      أبى الحسن – رحمه الله – وبعد أداء فريضة الحج تركني خالي رحمه الله فيها للاستفادة العلمية من مكتبات مكة المكرمة والمدينة المنورة ومن علمائها وللاشتغال بما يسهل لي من العمل الدعوي ، فقضيت في ذلك أكثر من سنة .

‏ثم رجعت إلى دار العلوم ندوة العلماء لمواصلة العمل التعليمي في قسم اللغة العربية ، وصرت بعد عدة سنوات رئيساً للقسم ثم بعد سنوات عميداً لكلية اللغة العربية والدعوة . ثم بعد سنوات مديراً لدار العلوم  ندوة العلماء واختاروني بعد وفاة سماحة الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله تعالى لمنصب – ناظم – ( الرئيس العام ) لندوة العلماء وغيرها من أقسام ندوة العلماء الأخرى .

وبالإضافة إلى ذلك اختارني المجلس التنفيذي للمجمع الإسلامي العلمي أيضاً رئيساً له ، بعد أن كنت أميناً عاماً له في حياة رئيسه سماحة أستاذنا الشيخ الندوي ، كما اختارني المجلس التنفيذي لمجلس التعليم الديني في أترابراديش أيضاً رئيساً له بعد رئيسه سماحة الشيخ الندوي وأتمتع بالعضوية في مركز أكسفورد للدراسات الإسلامية بجامعة أكسفورد ببريطانيا ، وأتمتع بالعضوية في رابطة الأدب الإسلامي العالمية ورئاسة مكتب الرابطة في البلدان الشرقية ( الهند وما جاورها ) وبالعضوية في طائفة من الجمعيات والمؤسسات ودور العلم ، ولله الحمد والمنة .

‏وأضيف هنا ( أي كاتب المقال ) أنه اختير رئيساً لرابطة الأدب الإسلامي العالمية بعد وفاة رئيسها الأستاذ الدكتور عبد القدوس         أبو صالح رحمه الله .

‏لقاء في إستانبول :

مما أذكره له – يرحمه الله – أننا كنا في مؤتمر رابطة الأدب الإسلامي العالمية في إستانبول سنة 1996م ، وطلبت منه في بداية المؤتمر أن يدبر لي لقاءً شخصياً بسماحة الإمام الندوي فقال : انتظر خيراً إن شاء الله .

‏وفي يوم من الأيام بينما كنا في استراحة من بعض الاجتماعات في ذلك اليوم ، وإذا بطارق يطرق باب الغرفة التي أقيم فيها بالفندق ، وإذا بذلك الطارق سماحة الشيخ محمد الرابع ، وقال بكل أدب : تفضل مولانا في انتظارك .

قلت له : ما كان ينبغي لسماحتك أن تتعب نفسك بالحضور إلى غرفتي ، وكان يكفيك الاتصال لهاتفي أو إرسال أحد المرافقين فقال وهو يبتسم ابتسامة تفيض أدباً وتواضعاً : والله كأن صوته يرنُّ في أذني  الآن : ” أنا جئت بنفسي لأن سماحة مولانا يحبك ، وأنا أشاركه هذا الحب ، وكذلك بقية أعضاء الوفد الهندي ، ولا بد أن تعرف قدرك عندنا ” . ثم وصلت معه إلى حيث يقيم مولانا الندوي ، وكان لقاءً لا أنساه ما حييت رحمهما الله تعالى .

‏لقاء في مكة المكرمة :

‏كان ذلك اللقاء عام 2001م عند حضوره إلى مكة المكرمة بعد انتقال سماحة الإمام أبي الحسن الندوي إلى جوار ربه ، وكان في منزل أحد تلاميذه وهو الدكتور عبد الله عباس الندوي – يرحمه الله – حيث كان الإمام الندوي يؤثر نزوله عند تلاميذه على الإقامة في الفنادق الضخمة التي يُدعى إليها من جهات رسمية ، ومضى على هذه الطريقة سماحة الشيخ محمد الرابع أيضاً من بعده .

ولقيني الرجل بتواضع العلماء وأدب الكبراء وبشاشة الكرماء في غير ما تكلف ولا تصنع ، ورحب بي ترحيباً حاراً على كثرة محبيه وتلاميذه الذين يرون في شخصه سماحة إمامهم الندوي يرحمه الله .

‏وطرحت عليه فكرة الحوار معه ليكون أول حوار مع خليفة الإمام الندوي حتى يعرف الناس من هو ذلك الخليفة وما هو رأيه في قضايا تهُمُّ العالم العربي والإسلامي .

وأجاب الرجل عن جميع الأسئلة التي وجهتها إليه ، وقد نشر هذا الحوار على حلقتين في الملحق الإسلامي التي تصدره جريدة أخبار الخليج  ” بمملكة البحرين ” وكانت الحلقة الأولى بتاريخ ٢١/١٢/٢٠٠١م ، والثانية بتاريخ ٤/١/٢٠٠٢م ونشرته جرائد ومجلات أخرى ، من بينها مجلة ” البعث الإسلامي ” وقد ألقى الرجل الضوء على قضايا هامة يجب أن يعرفها المسلمون في الهند وخارج الهند .

( أقول : إذا رأت أسرة تحرير البعث الإسلامي إعادة نشر فقرات من ذلك الحوار – الطويل – إتماماً للفائدة ، فهي وما تراه ) [1] .

‏طرفة غذائية :

كان – رحمه الله – يصر أن أجلس على يمينه إذا جمعنا لقاءً مهما كان عدد وشخصيات الحاضرين وجنسياتهم . وفي أحد لقاءات مكة المكرمة جاء وقت العشاء وكنا في بيت أحد الهنود ونظراً لأنني أجلس عن يمينه كان يضع أمامي أصنافاً متعددةً من الطعام مبالغةً في إكرامي ، ولم أكن أعرف أن الإخوة الهنود يعشقون الأطعمة الحارة جداً عشقاً لا حدود له ، وكلما ذقت صنفاً من الطعام ظناً مني أنه سيخفف من حرارة سابقه إذا به يشعلها فيبدو عدم الرغبة فيه على وجهي وهو ينظر إليَّ مبتسماً ومتعجباً ، حتى إذا قُدم له طبق خاص به قال : هذا طعام نسميه الطيبة نأكله بالخبز ويصنع خصيصاً لي ، وآمل أن تشاركني فيه فتناولت لقمةً منه فكنت كالمستجير من الرمضاء بالنار !! ولاحظ ذلك على وجهي ، فضحك حتى علا صوته . فقلت له : إذا كانت هذه هي الطيبة فما هي الشريرة ؟ فاستغرق في الضحك وهو يرى تعبيرات وجهي التي تظهر عدم استساغتي لهذا الطعام الشرير .

‏لقاء في جدة :

ليسمح لي القارئ أن أنقل هذا اللقاء كما سجلته في حينه بتاريخ : ٢ من ذي القعدة ١٤٢٧هـ الموافق ٢٣ نوفمبر ٢٠٠٦م التقيت اليوم بسماحة الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي رئيس ندوة العلماء ورئيس هيئة الأحوال الشخصية لعموم الهند .

‏وكان اللقاء في منزل الأخ ضياء عبد الله الندوي ( رقم ٢ شارع مسجد الأخوين – حي الرحاب – مدينة جدة ) ‏الساعة الحادية عشرة صباحاً ، وكان الرجل على سفر في المساء إلى الهند .

‏هو شيخ جليل جم التواضع ، يقابلك ببشاشة لا تكلف فيها . . يشعرك بأنك قريب منه ، وأنه يكن لك المحبة والود والإخلاص ، وهو بعيد النظر سديد الرأي فيما يتعلق بما يواجهه المسلمون في الهند من مشكلات .

وقد تشعب الحديث إلى أكثر من شعبة ، فقد تحدثنا عن مجلة البعث الإسلامي فقال : إنها تتميز بالصبغة العلمية حيث تنشر البحوث والدراسات والمقالات الرصينة التي تهم الدارسين والباحثين في مجالات متعددة .

أما جريدة ” الرائد ” التي تأسست سنة 1959م ( وقال في تواضع وكان لي دور لا بأس به في تأسيسها ) فيغلب عليها الطابع الإخباري الصحافي بحيث تعطي للقارئ فكرة عما يدور في الهند وفي العالم الإسلامي حتى يكون هناك نوع من المشاركة والتواصل والتعاون على حل المشكلات التي تهم المسلمين في أوطانهم .

ثم تحدثنا عن قضية المسجد البابري ، فقال : ” هي الآن في يد المحكمة ، والمسئولون لن يسمحوا للمسلمين بعمل شيئ حرصاً على عدم إغضاب الهندوس ، ولن يسمحوا أيضاً للهندوس بعمل شيئ حرصاً على عدم إغضاب المسلمين ( يقول كاتب المقال : هذا كان عام 2006م : ( ولا ندري ما هو الحال في ظل الحكومة القائمة الآن ) . وهكذا تظل القضية معلقةً ولو لعقود من السنين [2] .

ثم تحدث عن حرية العمل الدعوي والصحفي فقال : إن الدستور الهندي يكفل ذلك لكل طائفة ، ولكن المسلمين بكل أسف غير عقلاء وليس لديهم خطة واضحة أو ما يسمونه استراتيجيةً واضحةً في هذا المجال لذلك يسيئ بعضهم إلى بعض مما يؤدي إلى وجود ثغرات ينفذ منها الأعداء وقال على سبيل المثال :

عندما تحدث الانتخابات تجد أكثر من مرشح مسلم في الدائرة الواحدة فتتفتت أصوات المسلمين ، ولا ينجح أي واحد منهم بينما لو تجمعوا خلف مرشح واحد لكان ذلك أنفع لهم وأدعى إلى احترامهم ، والمسئولون والأحزاب بصفة خاصة يحسبون حساباً كبيراً لأصوات المسلمين ، وكل يحاول أن يستنيلهم إلى جانبهم ليفوزوا في الانتخابات وكان يجب على المسلمين أن يستغلوا هذه الفرصة لصالحهم ، ولكنهم يضيعون الكثير من الفرص .

ثم قال : وبالنسبة للأحوال الشخصية ، عندما يحدث خلاف اجتماعي نحن نطالب بالاحتكام إلى الشريعة الإسلامية ، والمصيبة أن بعض المسلمين يطلب الاحتكام إلى المحاكم الرسمية .

وعلى الرغم من أن الطوائف غير الإسلامية تعامل المرأة كالخادمة إلا أنهم يستغلون بعض الأخطاء التي يقع فيها المسلمون ويضخمونها ليظهروا المسلمين بصورة سيئة أمام الجميع .

ثم تحدثنا عن رئيس الهند المسلم في ذلك الوقت ، وهو الدكتور أبو بكر زين العابدين عبد الكلام المشهور باسم عبد الكلام  فقال : هو لا يملك شيئاً من السلطة إلا عن طريق رئيس الوزراء ، كما ينص على ذلك الدستور الهندي ، وهو رجل ذو عقلية علمية ، وأبعد ما يكون عن السياسة ولكنهم أتوا به لأنه كان له فضل في وضع خطة لحماية الهند من العدوان .

وعلى كل حال فإن وجوده في هذا المكان يعتبر دعايةً طيبة للمسلمين بأن منهم علماء كباراً يستطيعون أن يقدموا أجل الخدمات لمجتمعهم ، وهو في نفس الوقت يعرف ما يدور في مجلس الوزراء ولن يقبل بأي حال من الأحوال بمؤامرة ضد المسلمين .

والهندوس وغيرهم من أشد الناس مكراً وخداعاً ، ولديهم من الإمكانيات الصحفية ما يفوق ما لدى المسلمين .

إن الصحافة الإنجليزية بقضها وقضيضها تقف معهم وكذلك صحافتهم الهندوسية وغيرهم .

ونحن حينما نريد تصحيح ما ينشر في صحفهم من أكاذيب ضد الإسلام والمسلمين ، فإنهم يبترون ما نكتبه وينشرون ما يوافق أهواءهم .

ثم تحدثنا عن تعداد المسلمين في الهند فقال : إن الجهات الرسمية تعلن أنهم 140 مليون نسمة ، وأنا أشك في ذلك إنهم يصلون إلى مائتي مليون نسمة وإلا لما حسبوا حساباً لأصواتهم ، ولكنهم يحاولون أن يظهرونا دائماً بمظهر الأقلية .

ثم تحدثنا عن مؤلفاته ، وقلت له : إن سماحة الإمام أبي الحسن الندوي قال في بعض كتبه : إن لكم بعض المؤلفات التي كانت بإشارة   منه ، فقال : أما عن مؤلفاتي فإليك نماذج منها :

  1. الأدب العربي بين عرض ونقد بالعربية .
  2. منثورات من أدب العرب بالعربية .
  3. معلم الإنشاء .
  4. تاريخ الأدب العربي ( القسم الإسلامي ) .
  5. مختار الشعر العربي ( في مجلدين ) بالعربية .
  6. الأدب الإسلامي : فكرته ومنهاجه .
  7. التربية والمجتمع .
  8. واقع الثقافة الإسلامية .
  9. الأمة الإسلامية ومنجزاتها .
  10. حج ومقامات حج ( في الأوردية والعربية ) .
  11. الدين والأدب ( في الأوردية ) .
  12. مقامات مقدسة .
  13. إسلامي شريعت : إيك محكم قانون .
  14. شهران في أمريكا .
  15. أمت إسلامية إيك رهبر أور مثالي أمت .
  16. مسلمان أور تعليم .
  17. سمرقند وبخارى كى بازيافت .
  18. سماج كى تعليم وتربيت .

إلى جانب مؤلفات أخرى تنتظر الطبع والنشر إن شاء الله تعالى . وكان قد سبق له أن أرسل لي بعض مؤلفاته عن طريق البريد . وكنت قد حملت له هدية متواضعة ، فأخجلني بتواضعه وشكره على ذلك .

وسلمته رسالةً إلى فضيلة الدكتور الشيخ سعيد الأعظمي ( بارك الله في عمره ) وأخرى إلى فضيلة الأستاذ واضح الندوي رحمه الله تعالى .

ثم اضطررت للاستئذان لضيق وقته وكثرة الزوار والمحبين وبعد . .

فهذا هو سماحة العلامة الشيخ السيد محمد الربع الحسني الندوي كما عرفته ، وأرجو أن أكون قد نجحت في تقديمه إليك أخي القارئ العزيز .

وهذه رسالة من سماحة الشيخ محمد الرابع إلى صاحب المقال كنموذج للمراسلات التي كانت بينهما .


* جمهورية مصر العربية .

[1] نُشر هذا الحوار كاملاً في هذا العدد الممتاز ( التحرير ) .

[2] وقد جرت محاكمة القضية في المحكمتين : العالية والعليا إلى مدة طويلة ، وأخيراً أصدرت المحكمة العليا قراراً لمنح أرض المسجد البابري لفريق الهندوس عام 2019م ، بغض النظر عن الوثائق والشهادات التاريخية . ( التحرير ) .