منهج تفسير القرآن وكيفية فهمه

التصوّر الذهني في الصناعة النحوية
يونيو 23, 2023
شبهة أن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل في الشهر الحرام
يوليو 28, 2023
التصوّر الذهني في الصناعة النحوية
يونيو 23, 2023
شبهة أن النبي صلى الله عليه وسلم قاتل في الشهر الحرام
يوليو 28, 2023

دراسات وأبحاث :

منهج تفسير القرآن وكيفية فهمه

أمالٍ تفسيرية للإمام المفسر أحمد علي اللاهوري

بقلم : الأستاذ إرشاد أحمد السالارزئي *

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على رسوله النبي الكريم أما بعد . فلا ريب أنَّ علم تفسير القرآن الكريم له أهمية بالغة تتمثل في فهم القرآن بطريقة أفضل ومعرفة الأحكام الشرعية الواردة فيه ، كما يعمل على تثبيت أصول العقيدة في النفس ، بالإضافة إلى المساعدة على معرفة أحداث السيرة النبويَّة وأخبار الأمم السابقة ، وسوف نشرح – فيما يأتي – هذه المنافع الحاصلة من علم التفسير بشكل نقاط عديدة .

(1) فهم القرآن الكريم :

لقد شرع الله تعالى الأحكام التي تنظّم للمسلم مناحي حياته كافة ، وجُمعت هذه الأحكام والمواعظ في القرآن الكريم ، وبيَّن رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – أهمية التمسّك بكتاب الله  ؛ لكونه سبباً في الهداية ، وهذا من أهم أسباب الاهتمام والإقبال على تفسير القرآن الكريم . وتكمن أهميّة تفسير القرآن الكريم بفهم المراد من آياته ، ومعرفة مقاصد الشارع ، فالإعجاز البياني والعلمي للقرآن الكريم لا يمكن معرفته إلاَّ بفهم القرآن ، وفهم مراد الله تعالى في الآيات ، وذلك ليحسن قارئ القرآن الكريم في تدّبر آيات الله تعالى . ( العجاج في معرفة الأسباب لابن حجر العسقلاني : 6 – 7 ) .

(2) معرفة الأحكام الشرعية :

تضمّن القرآن الكريم الكثير من آيات الأحكام ؛ وهي الآيات التي تحمل أحكاماً شرعيَّةً تُوضِّحُ حكم العبادات وكيفيةَ بعضها ، فكان التفسير ضرورةً في فهم الحكم الشرعي لتحرّي ما حرّم الله وما أحلَّ لعباده ، ومعرفة آيات الأحكام التي تُفسّر بعضها ، والتي شرعها القرآن الكريم ولم يبيّن كيفيتها ، فتحتاج إلى بحث وتفسير من مصدر آخر من مصادر التشريع الإسلامي . ( المقدمات الأساسية في علوم القرآن : 368 . بتصرّف بسيط ) .

(3) تثبيت أصول العقيدة :

إنَّ القرآن الكريم هو المصدر الأول للتشريع ، فقد تتضمّن أصول العقيدة قاطبةً ، وهي التي بيّنتها السنة النبويّة وعُرفت بأركان الإيمان ؛ وهي الإيمان بالله تعالى ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وبالقدر خيره وشره ، وأهميّة التفسير في ذلك هي إعانة العبد على تثبيت هذه الأصول الإيمانيّة ، وترسيخها في قلب القارئ للقرآن الكريم . ولا شك أنّ الإيمان الذي يُبنى على علم وفهم يكون أثبت وأرسخ ، فالقرآن الكريم مثلاً بيّن أنّ الإيمان يكون بتوحيد الله تعالى وحده وعدم الإشراك به ، وبيّن الله تعالى آيات من قدرته وعظمته في خلقه ، فيأتي دور التفسير في بيان هذا الأصل وأهميته وبيان الدلائل التي أقامها الله تعالى لإثبات هذا الأصل . ( التفسير الموضوعي للقرآن الكريم ونماذج منه لأحمد ابن عبد الله الزهراني : 21 . بتصرّف ) .

(4) معرفة أحداث السيرة النبوية :

قد كان نزول القرآن الكريم منجّماً ، أي إنّه نزل على دفعاتٍ بحسب الوقائع والأحداث التي حدثت في زمن النبيّ – صلَّى الله عليه  وسلَّم – ، وكثير من أسباب النزول كان سببه الأحداث التي وقعت مع رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – ، ولا يمكن معرفة أسباب النزول إلا بتفسير القرآن الذي تضمّن قصصاً من السيرة النبويَّة ، وبالتالي : يعين التفسيرُ على معرفة أحداث السيرة النبويّة ، ومعرفة القصة وفهم المراد منها . ( المنار في علوم القرآن مع مدخل في أصول التفسير ومصادره : 69 . بتصرّف ) .

(5) التعرف على أخبار الأمم :

لقد قصّ القرآن الكريم كثيراً من قصص السابقين التي لم يكن للنّاس سبيل إلى معرفتها والقطع بصحتها سِوى في القرآن الكريم ، فبيّن الله تعالى للناس قصص الأنبياء السابقين ودعوتهم لأممهم ، وبيان حال أقوام وأناس مرّ على قصصهم الوقت الكثير ، وكانت أهمية التفسير في ذلك توضيح هذه القصص وربْط الأحداث ببعضها ، حيث كانت القصة الواحدة ترد في أكثر من موضع في القرآن الكريم ، فوضع المفسّرون مؤلفات عديدةً عن قصص القرآن الكريم بناءً على فهم هذه الآيات . ( كتاب علوم القرآن الكريم لنور الدين عتر : 245 . بتصرّف ) .

وقال الإمام الطبري : ” فقد كان العلماء من قبله يرحلون إلى بلاد بعيدة من أجل الوقوف على معنى آية وتفسيرها ، كما قال عبد الله بن مسعود : ما من آية في كتاب الله عز وجل إلا وأنا أعلم أين نزلت وفيم نزلَتْ ، ولو أعلم أحداً أعلم بكتاب الله مني تُرْكَبُ إليه الإبل لركبتُ .     ( تفسير ابن كثير : ١/٣ ) .

وقد أشار الإمام القرطبي رحمه الله إلى أهمية علم التفسير فعقد لذلك فصلاً موجَزاً في مقدمة تفسيره ” الجامع لأحكام القرآن ” فأورد فيه ما يدل على أهمية التفسير ومن ذلك ما يلي :

” ورد عن إياس بن معاوية في فضل التفسير قال : مثل الذين يقرءون القرآن وهم لا يعلمون تفسيره كمثل قوم جاءهم كتاب من ملكهم ليلاً وليس عندهم مصباح فتداخلهم روعةً ، ولا يدرون ما في الكتاب ، ومثل الذي يعرف التفسير كمثل رجل جاءهم بمصباح فقرأوا ما في الكتاب ” . ( الجامع لأحكام القرآن : ١/٢٦ ) .

وعلى هذا فإن علم التفسير أشرف العلوم لتعلقه بكتاب الله الذي هو أشرف الكتب على الإطلاق ، وقد جعل بعض أهل العلم : العلم بالتفسير من فروض الكفاية التي لا تبرأ ذمة الأمة إلا بوجود ولو طائفة منها على مر الزمان تتعلمه وتتقن أصوله وتدل الناس عليه .

فليعلم طلاب العلم – خصوصاً – والمسلمون عموماً أن التفسير مهم جداً فهو الطريق إلى العمل بكتاب الله تعالى وتطبيقه كمنهج للحياة .

وإن امتلأت نفس طالب العلم بجلالة علم التفسير وأهميته دفعه ذلك إلى مضاعفة جهده وحثه على مواصلة ليله بنهاره في البحث ، والدرس ، والتنقيب ، وجعل التعب لديه راحةً .

هذا وقد قام علماء الأمة الإسلامية – قديماً وحديثاً – بخدمة القرآن الكريم شرحاً وبسطاً وما إلى ذلك من النواحي التفسيريَّة المتنوِّعَة ، فألَّفُوا في التفسير مؤلفاتٍ ، ومصنفاتٍ وأبدعوا الكلام ، وأجادوا البحث فأبلَوْا بلاءً حَسَناً فجزاهم الله عنا خيراً ما يجازي به عبادَه المقرَّبين .

ومن ذلك ما نزل بين أيدينا في الأمس القريب في ساحة المكتبات العلمية من سِفْرٍ جليل وتفسير مهم قيم عظيم ، ألا وهو ” التفسير اللاهوري ” المؤلف باللغة الأردية الرسمية السلسة ، وهو في الحقيقة مجموعة للأمالي التي دوَّنها الشيخ سميع الحق مستفيداً من دروس الشيخ العلامة أحمد علي اللاهوري – رحمه الله رحمةً واسعةً – خلال تدريسه لتفسير القرآن الكريم ، وذلك أنه لما تخرج الشيخ سميع الحق – جامع هذه الأمالي – في دورة الحديث في عام 1959م من تحصيل العلوم الدينيَّة ، ونال شهادة العالميَّة ، ونِيطَت به العمامة في حرم الجامعة الحقانيَّة الحبيبة ، فأمره والده العزيز الشيخ المحدث العلامة عبد الحق – رحمه الله رحمةً واسعةً –  ليتلقَّى تفسير القرآن الكريم من الإمام الكبير شيخ التفسير الشيخ أحمد علي اللاهوري – رحمه الله – مدير مدرسة خدام الدين       بـ ” لاهور ” ، فشدَّ رحاله وسافر إليه ، وأخذ تفسير القرآن ببالغ الاهتمام وكامل العناية ، وكان من عادته خلال دورة التفسير أنه كان يكتب جميع دروس الشيخ اللاهوري في كراسته ، ولا يفوته أدنى شيئ ممَّا تفوهت به شفتا الشيخ أحمد علي اللاهوري وكلما التفت إليه أثناء التدريس يراه دائماً مُكِبّاً على الكتابة وتدوين الدروس فيقول له متلاطفاً : ” ما لهذا الكتابِ لا يُغادِرُ صغيرةً ولا كبيرةً إلا أَحصَاها ” ، ونال الشيخ سميع الحق شهادة الفضل والتفوُّق في التفسير .

وأما الداعي إلى إنجاز هذه المهمَّة فهو أنَّ صاحب هذا التفسير الشيخ اللاهوري قد حاز منزلةً رفيعةً ومكانةً شاسعةً بين المفسرين المعاصرين ، هذا بالإضافة إلى أنَّه كان من المرشدين والموجِّهين في باب الإحسان والتصوف عالميّاً ، وعرف بـ ” شيخ التفسير ” في أنحاء البلد . . . . وخاصةً قد منحه الله عز وجل قدرةً نادرةً وموهبةً بارزةً في فهم القرآن وتطبيق آياته على أرض الواقع ، فكانت الحاجة ملحةً إلى تدوين فوائده التفسيريَّة بشكل ثابت وكتاب برأسه لتعم الفكرة القرآنيَّة التي حملها الشيخ اللاهوري في قلبه ، ولكي يستشعر الناس الرسائل الإلهيَّة المذكورة في كتاب الله عز وجل في أماكن مختلفة ، وأيضاً لكي يقفوا على أساليب بيان القرآن الجديدة التي قلما يوجد لها مثال في غيره من التفاسير المعاصرة المؤلفة باللغة المحليَّة القوميَّة في هذه الديار الهنديَّة ، هذا وقد رزقه الله تعالى خبرةً كافيةً في العلوم المنقولة والمعقولة حتى عُرِفَت دروسُه وحلقتُه في قارة آسيا الجنوبيَّة ، وعُدَّت مدرستُه من أكبر مراكز القرآن .

فنظراً إلى ذلك كله افتقر الأمر إلى من يقوم بجمع تفسيراته للقرآن الكريم من تلاميذه الكثيرين فقدَّرَ الله أن تكون هذه الحظوة في صحيفة أعمال الشيخ سميع الحق وهو من تلاميذه الأجلاء في العهد الراهن ، فعزم وحزم أن يجمع تلك الأمالي التفسيريَّة في حُلَّةِ كتاب جامع تفسير للقرآن الكريم .

فشمَّر عن ساعد الجد والاجتهاد للقيام بهذه المهمَّة المباركة فأخذ يجمع ويرتِّب كل ما كتب في ذلك الحين البعيد ، وقضى أربع سنوات من حياته الأخيرة السعيدة في تأليف هذا التفسير الجليل ، ولطالما تمنَّى من الله تعالى أن يحقق أمنيته ويتمِّمَ له هذا الأمر العظيم في حياته الرهينة ، وكان قبل استشهاده قد بلغ إلى تحرير تفسير سورة النجم ، وأوشك أن يكمله إلا أنَّه سبقه القدر المحتوم فلم تحالفه الحياة ووافاه الأجل المسمى قبل إتمامه – رحمه الله ورفع درجاته في أعلى الجنة وأحسنها –  ، ثم قام بتكملة ما فاته أنجاله الأفذاذ وأحفاده الأجلاء فأكملوه على نمط الأب الفقيد والجد العزيز ، وها هو بين أيدي القراء اليوم بحلة قشيبة رائعة ، فأدعو المولى سائلاً أن يدر على مرقده شآبيب الرحمة والغفران .

وكان عليَّ ( كاتب هذه السطور ) أن أتحدث أوَّلاً عن حياة الشيخ أحمد علي اللاهوري شيئاً هنا لكنَّني بيَّنتُها في مقالتي عن مشايخ الشيخ سميع الحق – رحمه الله – في بحث مستفيض لي عن ترجمة الشيخ سميع الحق – رحمه الله – فلا أعيدها هنا مخافة تكرار يتبعه الإملال .

ولا شك أنَّ جمع هذه الأمالي التفسيريَّة القيِّمة سعادةٌ لا تُدَانِيْهَا سَعَادَةٌ ، وشرفٌ ما بعده شرفٌ ، فأردتُ أن أبيِّن لها بعض المميِّزات ، وأحببتُ أن أوضح كيف أبرز هذا التلميذ الرشيد معارف شيخه أحسن إبراز وعبَّر عن علومه الشريفة خير تعبير فإليكم ببيان بعض مزايا تفسيره بشكل النقاط فيما يلي :

أوَّلاً : بيَّن ترجمة جميع آيات ركوع واحد على غرار أن تكون الترجمة النصيَّة للشيخ أحمد علي اللاهوري دون من سواه من المفسرين المعاصرين أو المتقدمين .

ثانياً : تلخيص تفسير الآيات الواردة في الركوع وفق أسلوب شيخه العلامة اللاهوري بصفة إجماليَّة ، وإذا لم يؤثَر عنه تفسيرٌ في آية فنقل تفسيرها من كُتُبه الأخرى ، وعزاها إلى المرجع الأصيل .

ثالثاً : شرح جميع الآيات القرآنيَّة آيةً آيةً شرحاً وافياً ببيان المعنى مع وضع عناوين جامعة شاملة لكل آية حتى تتضِّح به معاني الآيات كلَّ الوضوح .

رابعاً : قد تَتَضَمَّنُ الآياتُ مباحثَ علميَّةً دقيقةً مفصَّلةً تتطلَّب عنواناً مستقلاً فيعقد لها الشيخ سميع الحق – رحمه الله – عنواناً بديعاً يفي بالغرض ويوضح المراد .

خامساً : ذكر أمالي الشيخ اللاهوري بقضِّها وقضيضها بكل أمانة دون التصرف فيها كالتنقيح والتعديل حذفاً وإضافةً ، ثم راعى في ذلك كله سلامة اللغة والكلام ليزيد في المعنى قوةً ووقعاً .

سادساً : والذي يُبنَى عليه كلام العلامة اللاهوري هو كلام الإمام ولي الله الدهلوي – رحمه الله – وهو المرجع الأول الأصيل لعلومه الفياضة في بيان تفسيره ، ولذا عزا الشيخ اللاهوري كلامه إلى كتب الإمام ولي الله وخاصة إلى كتابه القيم ” حجة الله البالغة ” ، واتَّبعه الشيخ سميع الحق أثناء تأليف التفسير ، فنقل عبارة الإمام بتمامها من أصل الكتاب في هامشه بأسلوب سلس سهل جميل .

سابعاً : وكان من المراجع الرئيسية لهذا التفسير هو الفوائد العثمانيَّة المعروفة بـ ” التفسير العثماني ” في شبه القارَّة الهنديَّة لشيخ الإسلام العلامة شبير أحمد العثماني فهو المرجع المهم بعد كتب الشاه ولي الله ، فإنَّ الشيخ سميع الحق إذا لم يجد حلاًّ لغوامض بعض الآيات ورفع إبهامها في المرجع الأول – من أمالي الشيخ أحمد علي اللاهوري وكتبه الأخرى – فاستعان بالفوائد العثمانيَّة ، ونقل توضيحها للآيات في هوامش المجموعة التفسيريَّة فزاد نفعها بتحرير هذه الفوائد الشريفة ما كشفت الأستار عن خرائد أغراض كتاب الله الحكيم ، وعسى أن لا يوجد لبعضها نظير في هذه المادة الوافرة من كتب التفاسير ، فما ظنك بكلها . واعتمد عليها في بيان التفسير بعد كلام الشيخ اللاهوري ؛ لأنَّ أوراق الأمالي رثَّت وتمزَّقت إذ طال عليها الأمد فتعذَّرَ فهمُ ما كتب فيها من الألفاظ والعبارات ؛ حيث كتبها في كراساته حين حضر دروس التفسير للشيخ اللاهوري في عقد الخمسينيات قبل أكثر من خمسين سنةً على ما قدَّمنا الذكر .

ثامناً : تفسيرات الإمام اللاهوري وعلومه بمنزلة الموسوعة الشاملة في باب تفسير القرآن ؛ فإنَّه بيَّن بعض الفوائد التفسيريَّة في كتبه ومجالسه وخطبه ، فاستطاع الشيخ سميع الحق البحث عنها أينما وجدها في كتب شيخه الإمام اللاهوري علماً بأنَّها مكتوبة بقلمه السيال ، وكتبها في مجموعة الأمالي التفسيريَّة بأسلوب بديع واضح .

تاسعاً : لقد أجهد المؤلف الجامع نفسه وبذل جهده في تنسيق هذه المجموعة فأجاد وأبدع في تدوين تفسير القرآن ، إذ كان يشتغل في تصحيحها وتنقيحها ووضع العناوين عليها في ساعات الليل والنهار ، وقد جمع فيه فأوعى ، وتكلم بأحسن كلام وأنفسه ، وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها في العصر الراهن حتى أصبح كالسهل الممتنع ، وكل ما جاء به في هذه المجموعة ما هي إلا أمور واقعيَّة حقيقيَّة حتى لا يكاد ينقدها أحد أو يجد الناقد فيها موضع الريب فيسارع إليه ، وبالذات فإنَّها تنفع العلماء وطلاب العلم وعامة الناس على حد سواء .

عاشراً : قد قام الشيخ سميع الحق بتخريج جميع الأحاديث والأخبار والآثار الواردة خلال تفسير القرآن الكريم من أمهات كتب الأحاديث الشريفة على ما هو الأحسن والأتم ، وتلك عشرة كاملة [1] . هذه نبذة ما ذكرته عن هذا التفسير العظيم ، وأسأله جل جلاله أن يعمم نفعه للعلماء والدهماء في الأوساط الطلابية ومعاشر العلم ، فإنه ولي التوفيق وهو المستعان وما علينا إلا البلاغ .


* المدرس بجامعة العلوم الإسلامية محمد يوسف ، بنوري تاؤن ، كراتشي .

[1] حيات جاودانی كے حامل شخصيت ، منقول من الأردية : 372 .