دور أبي الكلام آزاد في النهضة التعليمية في الهند

مايو 28, 2023
رجال غيّروا مجرى التاريخ
يوليو 28, 2023
مايو 28, 2023
رجال غيّروا مجرى التاريخ
يوليو 28, 2023

رجال من التاريخ :

دور أبي الكلام آزاد في النهضة التعليمية في الهند

الدكتور السيد محمد عمر فاروق محمد موسى *

بدأت النهضة التعليمية في الهند بعد فشل ثورة 1857م في قرية شاملي – في أترابراديش – ، واستولى الإنجليز على أرجاء الهند كلها ، وأحكموا قبضتهم عليها ، فأغلقوا المدارس والمعاهد الإسلامية القديمة ، وكانت أوضاع المسلمين آنذاك مترديةً ، والمجتمع الهندي عامةً يعاني من مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية . وفي هذا العهد الخطير قد بزغت إلى حيز الوجود ” حركة علي جراه التعليمية ” بقيادة السير سيد أحمد خان ، وكانت الكلية المحمدية الإنجليزية الشرقية في مدينة علي جراه أول خطوة لها . فانضم الشيخ أبو الكلام آزاد بهذه الحركة التعليمية بكل إخلاص وحماس . والفضل يرجع إلى ما كتبه السير سيد أحمد خان من كتب ومقالات تعرف عليها الشيخ آزاد ، وتأثر بغزارة علمه وسعة فكره ، وكتب مقالات قيمةً تأييداً لها ، وبياناً لمهامها في المجتمع الإسلامي الهندي ، ودعا الناس إلى معاونتها وإلى ما تأتي به من أفكار جديدة وفلسفة حديثة . وهو يكتب في مجلة ” لسان الصدق ” الأردية :

” الحقيقة الثابتة التي يعترف بها الوطن والشعب أن الصحوة التعليمية بين المسلمين في شمال الهند وجنوبها وفي الأقاليم المتحدة وإقليم بنجاب تدين لمساعي القائد الجليل سيد أحمد خان ، إنه أول من عرف المسلمين على مرارة واقع حياتهم وهداهم إلى الطرق الناجعة التي سلكها كثير من بعده ، والنور الذي أضاءه لإزالة الظلمات استنار به كثير من الآخرين ، وأن جميع الحركات التعليمية المعاصرة والمتمثلة في المؤتمرات والندوات والمدارس في مختلف أنحاء الوطن هي ثمار جهوده وحده ، ومن لا يعترف بمساعيه الحميدة القيادية أنه غادر منكر للجميل وكافر    بالنعم ” [1] .

بعد فترة قصيرة وَقَعَ الخلاف بين مولانا آزاد وحركة سيد أحمد خان من حيث النظرية والاستراتيجية ، لأن سيد أحمد خان يقصد تطور التعليم والتربية تحت رئاسة الحكومة البريطانية ، وكان يحث الجيل الجديد على طاعة الاستعمار البريطاني [2] ، وأما مولانا آزاد فلم يكن موافقاً على هذا ، بل كان يريد نظاماً حراً مستقلاً للتعليم والتربية ، وكان يعتبر طاعة الإنجليز شيئاً من الذلة والاحتقار ، وانتقد سياسة سيد أحمد خان التعليمية وجماعة علي جراه ، واستمرت الحرب السردي بين مولانا آزاد وممثلي حركة علي جراه ، وعندما تم تقييد جامعة علي جره من قبل الحكومة البريطانية أنها لا تستطيع الانضمام أو الإلحاق إلى المدارس أو المعاهد خارج حرم الجامعة ، فانتقد مولانا آزاد سياسة الحكومة انتقاداً شديداً ، وألقى مسؤوليتها على إدارة الكلية المحمدية ، وعلى من اتخذ استراتيجيةً خاطئةً ، فهو يكتب في مجلة ” الهلال ” قائلاً :

” القرار الصادر من الحكومة حول الجامعة فيها عبرة ودرس لنا ، ومن المعلوم أن المسؤولين كانوا يعرفون عن هذا القرار قبل إعلانه ، وأنهم بالفعل استسلموا للأمر الواقع ، والآن يشتكون أن القرار نفسه قرار جائر بعيد عن العدل والإنصاف . . .وإنه حقاً كذلك ، ولكن بالنسبة إلى الهندوس الذين أجبروا على إفساد جامعتهم بقبول الضوابط والقوانين التي كانت أعدل للمسلمين وجامعتهم ” [3] .

كان مولانا آزاد من دعاة جامعة المسلمين المستقلة البعيدة عن دعم الحكومة ، وكان يقول : إن الجامعة للمسلمين ضرورة هامة ، لها فوائد كثيرة ، وكتب مقالات مطولةً أوضح فيها وجهة نظره عن الجامعة المستقلة للمسلمين التي سوف تساعد على أمور علمية وسياسية وثقافية للمسلمين ، وسوف تقوم بحل القضايا الهامة التي يتعرض لها المسلمون آنذاك ، فهو يقول :

” نعتقد أن جامعة حرة مستقلة بالمعنى الحقيقي تقدم الحل الوحيد لمشاكل المسلمين في هذا البلد ، ولكن في ظل الظروف الحالية ،فإن إنشاء مثل هذه الجامعة هدف قد لا يتحقق ” [4] .

وتقرر عقد اجتماع للجنة الدستورية في لكناؤ في 11 – 12 آب/أغسطس 1912م ، لكن مولانا آزاد لم يكن متفائلاً بنتيجة الاجتماع ، ورأى أن غالبية أعضائها لم تعارض إعلان الحكومة بشأن الجامعة ، لكن تبين أن الأمر مخالف لما توقعه مولانا آزاد ، وكانت النتائج متوافقةً مع رأيه ، وكان راضياً ومرتاحاً عن نتائج الاجتماع ، وشعر أن هذه الجماعة بادرت بانتقاد الحكومة البريطانية لأول مرة منطقياً بدون الخوف عن التحفظات المادية والسياسية [5] .

وبعد هذا الاجتماع اتفق القادة المسلمون على إنشاء جامعة أخرى منفصلة عن كلية علي جراه ، وعلى أن يكون التعليم فيها في لغة الأم      ( الأردية ) بدلاً عن اللغة الإنجليزية ، ولدراسة هذه الخطة التعليمية الجديدة اجتمع عدد كبير من المندوبين من أطراف الهند وأرجائها في ديسمبر 1912م ، ومن بينهم مولانا آزاد ، وتم تشكيل وفد للقاء ممثل الحكومة ، ومولانا آزاد لم يكن عضواً لهذا الوفد ، ولم يكن مقنعاً ومطمئناً على القرارات التي اتخذت في الاجتماع ، وكان الرائد سيد حسن البلغرامي ، وشبلي النعماني ، والنواب وقار الملك من مؤيديه . والظروف أثبتت فيما بعد أن آراء مولانا آزاد كانت صحيحةً . واتفق بعض الأعيان من الوفد على إنشاء الجامعة على شروط الحكومة مهما يكن الثمن باهظاً [6] . وفي سنة 1914م بدأت الحرب العالمية الأولى ، واضمحلت حركة الجامعة المستقلة طيلة خمس سنوات ، ثم أعيدت إليها الحياة من جديد عام 1919م بعد أن وضعت الحرب أوزارها . وفي 14 ديسمبر عام 1920م أعطى المجلس التشريعي المركزي موافقته لمشروع الجامعة ، وسميت الجامعة بـ ” جامعة علي جره الإسلامية ” وأعطى لها الحق في ضم الكليات والمدارس ، وأجريت التخفيضات في سلطات رئيس الجامعة ، مما ساعد في الحفاظ على استقلاليتها لحد كبير [7] . كان مولانا آزاد معترفاً بخدمات حركة علي جراه في مجال التعليم والتربية رغم خلافاته مع إدارتها .

إسهاماته في مجال التعليم بعد تقسيم الهند :

لقد حصلت الهند على استقلالها في عام 1947م من براثن الإنجليز الغاشمة ، ولكن بسوء الحظ انقسمت الهند إلى بلدتين : الهند وباكستان . ومولانا آزاد انتخب وزيراً أولاً للمعارف في الهند المستقلة ، وبذل قصارى جهوده في نشر التعليم والتربية في جميع أنحاء الهند ، أنشأ كثيراً من المدارس والمعاهد والجامعة في مناطق مختلفة من البلاد ، وساعد على الجامعات القديمة خاصةً جامعة علي جراه الإسلامية – التي كانت تمر بأخطر حالة وأصعب مراحل في تاريخها – بأموال طائلة ، ووفر لها كافة الأنواع من الفرص الممكنة للتطور والرقي .

والبروفيسور رشيد أحمد الصديقي تناول الدور الذي لعبه مولانا آزاد على النحو الآتي : ” . . . . . لكن الخدمات التي قدمها مولانا آزاد لحماية الجامعة وسط الثورات التي أعقبت تقسيم البلاد ، لا يمكن للمؤرخ أن يذهب دون ذكره . . . ومن بين هذه الخدمات أنه نجح في إقناع الدكتور ذاكر حسين بتولي منصب نائب المستشار في السنوات التي أعقبت تقسيم البلاد ، والغريب أن كل من مولانا آزاد والدكتور ذاكر حسين اتخذوا موقفاً مضاداً لنا وحركة علي جراه التعليمية ، لكنهما توليا حماية نفس الحركة وثمرتها – الجامعة – عندما اقتضت الظروف بذلك ” [8] .

والشيئ المهم الذي اعتنى به مولانا آزاد في أيام وزارته هو نشر العلوم التقنية والفصول المهنية من المرحلة البداية حتى النهاية ، ووضع خطةً لها وأنشأ الدوائر العلمية والصناعية والبحثية والتدريبية ،كما وفر لها البنية التحتية والتسهيلات الأخرى التي تحتاج إليها تلك الدوائر الحكومية ، والتي كان لها أثر إيجابي لدفع وتيرة التطور العلمي في جميع المجالات . وفي عام 1947م تم تشكيل لجنة القوة البشرية العلمية تحت إشرافه ، وعين الدكتور شانتي سروب بهانتاغر كأول رئيس لها ، وكانت تستهدف إلى أن ترصيد القوة البشرية في مجال العلوم والتكنولوجيا الجديدة في البلاد [9] . وهو يقول في خطبة ألقاها في عام 1951م :

” بعدما توليت على منصب وزارة التعليم والتربية ، كان القرار الأول هو توفير جميع التسهيلات لمواصلة الدراسات العليا في مجال العلوم والتكنولوجيا التي تسد أكثر حاجاتنا ، والتي تمكن كميةً هائلةً من طلبتنا التي تتوجه لتحصيل الدراسة العليا إلى خارج البلاد ، من حصولها في داخل الوطن ، ما زالت أن تطلع لرفع مستوى التعليم الفني في الهند إلى حد أن الأجانب يقصدون إلى الهند لتلقي العلوم والتكنولوجيا ” [10] .

رغم الصعوبات والعراقيل والأزمات المالية وقلة الموارد أن مولانا آزاد لم يدخر وسعاً في تطوير العلوم والفنون في الهند ، وظل مستعداً لتوفير جميع أنواع المساعدات الممكنة ، وتوسيع العمارات والمباني واستيراد الماكينات ، وتعيين خبرات ماهرة في أي فرع من فروع المعرفة ، وأنه أنشأ عدداً كبيراً من المعاهد والجامعات واللجان والمجالس والهيئات لتطوير التعليم والتربية ، وصرف عناياته الخاصة إلى العلوم المعاصرة والمستحدثة من العلوم والتكنولوجيا في مختلف أنحاء الهند . ومن أهم تلك المجالس والهيئات :

  • المجلس الوطني للتعليم التقنيAICTE All India Council for Technical Education
  • المجلس الأعلى للجامعات University Grants Commission (UGC)
  • المجلس الهندي للبحوث الطبيةIndian Council of Medical Research (ICMR)
  • المجلس الهندي للبحوث الزراعيةIndian Council of Agricultural Research (ICAR)
  • المجلس الهندي للبحوث في العلوم الاجتماعيةIndian Council of Social Science Research (ICSSR)
  • مجلس البحوث العلمية والصناعية Council of Scientific & Industrial Research
  • معهد العلوم الهندي في مدينة بنغلور Indian Institute of Science (IISc)
  • المعهد المركزي البحثي للطرق Central Road Research Institute (CRRI)
  • معهد العلوم والتكنولوجيا Institute of Science and Technology

تحول ” معهد العلوم والتكنولوجيا ” في عهد وزارته إلى مركز هام للبحوث والدراسات العليا في مجال العلوم والتكنولوجيا ، ولعب دوراً مهماً في مجال هندسة الطيران ، والهندسة الداخلية الاختراقية ، وهندسة علم المعادن لتنظيف المواد الأولية ، والهندسة الكيماوية ، والهندسة الكهربائية وما إلى ذلك [11] .

  • المعهد الهندي للتكنولوجيا Indian Institute of Technology (IIT)

هذا المعهد يُعد من أهم وأكبر خدماته الجليلة في العلوم والتكنولوجيا ، تم إنشاؤها أولاً في مدينة كهركفور في محافظة بنغال الغربية في عام1951م . وهذا المعهد يتضمن بعض الفنون الهامة ، مثلاً : هندسة المعمار ، وهندسة بناء السفن ، والهندسة الزراعية ، وهندسة الإنتاج ، وهندسة الاحتراق ، وفتحت الأبواب للبحوث أيضاً في مجالات متنوعة للهندسة . ويعتبر هذا المعهد أكبر معهد من المعاهد الأخرى في مجال العلوم والفنون ، وكذا في البحوث الصناعية والتعليمية .

مولانا آزاد والمدارس الدينية والإسلامية :

لا مرية في ذلك أن مولانا آزاد كان معترفاً بخدمات المدارس الإسلامية والدينية ، وبمجهوداتها المكثفة ومساعيها المحمودة في الحفاظ على الإسلام والمسلمين في شبه القارة الهندية ، ولكنه لم يكن يتفق على منهج التعليم الرائج ، والمقررات الدراسية القديمة المسماة بـ ” درس  نظامي ” ، وكان يؤكد أن المناهج لابد أن تتغير بتغير الأحوال والزمان ، وأن تكون المواد أو المقررات الدراسية تشتمل ببعض العلوم الحديثة لكي تمشي أجيالنا وأبناؤنا مع الأمم الراقية حذو النعل بالنعل . لقد رأى مولانا أبو الكلام آزاد أن الهند تمتاز بكثرة المدارس الدينية التي تنتشر في أرجاء الهند شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً ، فلا بد لها أن تفحص نبض الزمان والمكان ، ويصرف عنايتها إلى ما يقتضي إليه الأوضاع والظروف ، وهو لم يكن منكراً للعلوم القديمة ، بل كان يعتبرها مادة أساسية للعلوم الحديثة ، فهو يقول في خطبة ألقاها في لجنة المناهج التعليمية :

” هذا شيئ من الجرأة لأن أقول : إن المناهج التعليمية والمقررات الدراسية الرائجة في المدارس الدينية توفر علماً لبعض الكتب فقط ، لا يمكن منها الحصول على العلوم والفنون بشكل أكمل وأتم ، وهناك بون شاسع بين علم بعض الكتب والعلم بنفسه ، ونتيجة لذلك لقد أصبح المدار والاعتماد على الكتب فقط ، وطريقة الإملاء القديمة وطريقة التدريس شفوياً صار متروكاً أو كالعدم ” [12] .

كما أنه لفت أنظار العلماء وعناياتهم الخاصة إلى العلوم المعاصرة والفنون المستحدثة التي ظهرت في العصر الحديث ، وهو يقول : ” اليوم أن المدارس الإسلامية تهتم بتدريس العلوم العقلية هي العلوم التي مرت الدنيا بها قبل مأتي سنة ، وليس لها مكان وأهمية في العصر الحديث ، فلابد لمسؤولي هذه المدارس أن يتقلبوا أطراف أعينهم إلى العلوم المعاصرة التي ظهرت على أفق العالم المعاصر ” [13] .

استدل مولانا آزاد من الكتاب والسنة في جميع جوانب الحياة حتى  في السياسة والدين والثقافة والاجتماع . إنه كان رائداً في تحديث التفكير الديني والمذهبي ، ودائم الفكر في قضايا المجتمع الإسلامي وإصلاحه ، وتخليصه من الجهل والخرافات ، ورأى أن التعليم وحده يستطيع أن يُخرج الأمة الإسلامية من قعر الظلمات والمذلة إلى النور والهداية ، وإلى التطور والازدهار ، وهذا لن يتحقق إلا باهتمام العلوم المعاصرة ، وكان يريد أن يملأ الفراغ في تعليم الدين والدنيا بتعليم العلوم الجديدة والفنون المستحدثة مع تربية ثقافية بوجه أفضل وأتم ، وكان يريد أن يضع منهجاً فريداً للتعليم في ” مدرسة عالية ” بكلكتا يستفيد منه جميع المدارس في جميع الأقاليم والمناطق الهندية ، وقد دعا مولانا آزاد إلى منهج التعليم الذي ينسجم بشأن الصناعات الثقيلة والبحوث العلمية المميزة .

انعقد المؤتمر الوطني للتعليم في مدينة دلهي في 13 يناير 1948م ، وفي خطابه الرئيسي تحدث بالتفصيل عن المناهج التعليمية ووجهة نظره عنها ، وأراد أن يخضع التقدم التكنولوجي والتطور المادي للقيم الدينية والأخلاقية والثقافة الإسلامية ، وكانت رؤيته هي إخراج الجماهير المسلمة من النظام القديم إلى التعليم الحديث ، وأشار إلى تنوع المواد في التعليم الديني والابتكار في طرق التدريس التي عفا عليها الزمن في حاجة إلى التغيير ؛ وهو يقول :

” أنتم نسيتم شيئاً مهماً ؛ ألا ! وهو التعليم ، وينبغي أن يكون التعليم ومنهجه منسجماً مع الظروف والأحوال ، ولا يمكن لكم النجاح الأكاديمي مع الانفصال بينهما ، أما التعليم الذي أنتم تتلقونه في المدارس لا يمكن به الاتصال ، ولا يمكن التطابق ، ونتيجةً لذلك هناك جدار مرتفع بينكم وبين الزمان ، وأنتم بعيدون عن متطلبات الوقت والزمن في مجال التدريس والتعليم ” [14] .

فعصارة القول ؛ إن مولانا أبو الكلام لمس مواطن الضعف في المناهج التعليمية في المدارس الدينية ، وأشار إلى العيوب والنقائض قبل سبعين سنةً ، ولكن لم يتم وضع خطة ملموسة لعلاجها حتى الآن . وفي الواقع فإن معظم المدارس اليوم بعيدة كل البعد عن تدريس العلوم المعاصرة . حينما نمعن النظر في أفكار مولانا آزاد وسيد أحمد خان نجد أنهما متفقان على أن يكون القرآن في اليد اليمنى والعلوم والتكنولوجيا في اليد اليسرى للمسلمين ، ولكن مولانا محمد قاسم النانوتوي – مؤسس دار العلوم بديوبند – يحلم التعليم الديني البحت ، وبغاية من الأسف هاتين النظريتين لم تتم صياغتهما كنظرة واحدة ، إلا في بعض المدارس الموجودة في جنوب الهند وشمالها .

ويجدر بالذكر أن مولانا أزاد ولد في 11 نوفمبر 1888م ، وتحتفل الهند بيوم 11 نوفمبر كيوم التعليم الوطني في ذكرى ميلاده في جميع أنحاء البلاد ، تقديراً للدور الكبير الذي لعبه مولانا آزاد في مجال التعليم والتربية ، حيث أنه كان أول وزير للتعليم في بلاد الهند .


* أستاذ مساعد ( متعاقد ) ، مديرية التعليم عن بعد ، جامعة مولانا آزاد الوطنية الأردية ، حيدرآباد ، الهند . البريد الإلكتروني :  umarfaruqmusa@gmail.com

[1] مجلة لسان الصدق ، المجلد : 2 ، عدد : 6 – 7 ، يونيو 1904م ، رئيس التحرير : أبو الكلام آزاد الدهلوي ، رتبه : عبد القوي الدسنوي ، مكتبه جامعه نئي  دهلي ، ص 221 .

[2] موج كوثر ، محمد إكرام ، ص 77 .

[3] نفس المصدر ، ص 85 .

[4] موج كوثر ، ص 107 .

[5] الهلال ، 1 سبتمبر 1912م ، ص 9 – 10 .

[6] ثقافة الهند ، المجلد 39 ، العدد  3 – 4 ، 1988م ، ص 91 – 92 .

[7] ثقافة الهند ، عدد ممتاز عن مولانا أبي الكلام آزاد ، 1988م ،ص 96 – 97 .

[8] مولانا أبو الكلام آزاد مرحوم : سيرت  ، شخصيت ، علمي اور عملي كارنامى ، أبو سليمان شاه جهان بوری ، سنة 1986م ، مولانا سعيد أحمد أكبر آبادی أكيدمي باكستان ، ص 26 – 28 .

[9] مجلة ثقافة الهند ، عدد ممتاز عن مولانا أبو الكلام آزاد ، سنة 2011م ، 353 – 354 .

[10] تذكره ، رتبه : سيد همايون كبير ، ص 131 .

[11] ثقافة الهند ، سنة 2011م ، ص 353 .

[12] خطبات آزاد ، ساهتيه أكاديمي دهلي ، ص 311 ، مجله فكر ونظر ، أبو الكلام آزاد نمبر ، أغسطس 1989م ، جامعة علي جراه الإسلامية ، ص 166 .

[13] مجله فكر ونظر ، أبو الكلام آزاد نمبر ، أغسطس 1989م ، جامعة علي جراه ،       ص 167 .

[14]  خطبات آزاد ، ساهتيه أكاديمي دهلي ، ص 311 .