دور العرب في التجارة البحرية

العروض العربي بين الأصالة والاستعارة
يناير 9, 2023
القيم الخلقية والتربوية
فبراير 7, 2023
العروض العربي بين الأصالة والاستعارة
يناير 9, 2023
القيم الخلقية والتربوية
فبراير 7, 2023

دراسات وأبحاث :

دور العرب في التجارة البحرية

د . محمـد أيوب الندوي *

العرب هم أصلاً سكان شبه الجزيرة العربية . وهي منطقة جغرافية تقع في جنوب غرب آسيا عند تلاقي آسيا مع إفريقيا ، وهي أكبر شبه جزيرة في العالم . وهي محاطة من الغرب بالبحر الأحمر ، ومن الشمال الشرقي بخليج فارس ( الخليج العربي ) ، ومن الجنوب الشرقي بالمحيط الهندي . ويشمل شبه الجزيرة العربية اليوم المملكة العربية السعودية وعمان واليمن والكويت وقطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة . كما يضم بعض أجزاء من الأردن والعراق . وقد استُخدمت كلمة ” جزيرة العرب ” في معظم مصادر الحديث الشريف حيث طالب النبي محـمد صلى الله عليه وسلم أتباعه بإبعاد اليهود والنصارى عن شبه الجزيرة العربية [1] .

بما أن الصحراء هي أبرز سمات شبه الجزيرة ، فإن المنطقة تعوزها المياه والمحاصيل وكثافة السكان . ويشير إلى ذلك التعبير العربي للترحيب بالضيوف ” أهلاً وسهلاً ” ، لأن كلمة ” أهل ” تعني الأشخاص المألوفين ، والسهل يعني الأرض الخصبة حيث يجد المرء الأمن والغذاء . وتهطل الأمطار فقط في الجزء الجنوبي الغربي حيث توجد سلاسل جبلية . وكان معظم السكان في شبه الجزيرة العربية يعملون في الأعمال التجارية حيث أدت قلة الأمطار إلى نقص الزراعة .

اعتاد التجار العرب السفر إلى بلاد الشام والأجزاء الشمالية الغربية الأخرى عبر البر والبحر الأبيض المتوسط في الصيف وإلى السند والهند والسيلان والسيام والصين في الشرق عبر المحيط الهندي في الشتاء . وبهذه الطريقة كانت شبه الجزيرة العربية جسراً برياً ومركزاً للتنمية الثقافية في المنطقة لآلاف السنين . ويقال أيضاً : إن قافلة التجار الذين أخذوا يوسف إلى مصر كانت من التجار العرب . لذلك فإن موقعها المركزي ، مع مصر وإفريقيا في الغرب وجنوب آسيا وجنوب شرق آسيا إلى الشرق ، منحها دوراً مهماً في التاريخ الثقافي والتجاري للشعوب المختلفة .

ومن المعروف أن الحضارات البشرية نمت بشكل رئيسي على ضفاف الأنهار والسواحل البحرية . ومن أبرز الأمثلة المصريون القدماء الذين استقروا بالقرب من النيل ، وأهالي بلاد ما بين النهرين في الهلال الخصيب على نهر دجلة والفرات ، والصينيون القدماء على النهر الأصفر والهنود القدماء على نهر السند . كان هذا بسبب الإمداد المستمر بمياه الشرب وإمكانية ري المحاصيل . علاوة على ذلك  ، وكان من الممكن نقل البضائع والأشخاص بسهولة . ولذلك سخر الناس من سيدنا نوح عندما بدأ في صنع السفينة بعيداً عن البحر . ولا يدل ذلك إلا على أن الناس كانوا على دراية بالقوارب والسفن حتى في بداية تاريخ البشرية .

ونأتي الآن إلى أن العرب لماذا وكيف انخرطوا في التجارة الساحلية ؟ ومنذ متى كانوا مرتبطين بهذه التجارة ؟ وما هي البراهين التاريخية التي تشير إلى انخراطهم المبكر في التجارة الساحلية ؟

هذه بعض الأسئلة التي سنتعامل معها في التالي .

لقد سبق أن ناقشنا أن نقص الأراضي الخصبة أجبر العرب على استيراد البضائع وتصديرها . وقد ذكرنا أيضاً أن العرب اعتادوا السفر غرباً وشرقاً لشراء وبيع سلع مختلفة . وكانت الكعبة في مكة المكرمة مكاناً مقدساً يزورها كثيراً جميع قبائل العرب ، وكانت هناك العديد من الأسواق الشهيرة التي تقام في الحجاز . ولم تكن هذه الأسواق محلات للبضائع فحسب ، بل كانت تقام هناك أيضاً العديد من الفعاليات الثقافية . واشتهرت سوق عكاظ للإنشاد الشعري في عصر ما قبل الإسلام . وكانت القصائد المختارة تعلق على جدران الكعبة ومنها المعلقات . وقد ذكر الله تعالى كل ذلك معتبراً فضلاً منه ونعمةً في سورة الإيلاف . قال تعالى: ( لإِيلاَفِ قُرَيْشٍ . إِيلاَفِهِمْ رِحْلَةَ ٱلشِّتَآءِ وَٱلصَّيْفِ . فَلْيَعْبُدُواْ رَبَّ هَـٰذَا ٱلْبَيْتِ . ٱلَّذِيۤ أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خوْفٍ ) .

شارك العرب في التجارة الساحلية منذ العصور القديمة . واعتاد العرب السفر على الطرق البحرية قبل فترة طويلة منذ ظهور الإسلام . وازدادت هذه الأسفار بعد ظهور الإسلام . تساعدنا دراسة الأدب العربي على معرفة المجالات التي كان العرب يهتمون بها . يكتب العلامة السيد سليمان الندوي : ” من الممكن ذكر ثلاثة مصادر تحدثت أن العرب سافروا في البحر وكانوا منخرطين في صناعة السفن في عصر ما قبل الإسلام . وهي مفردات اللغة العربية والشعر العربي والقرآن الكريم . وهذه المصادر تثبت أن العرب كانوا بحارة وملاحين ” [2] .

تشمل اللغة العربية العديد من الكلمات المتعلقة بالإبحار والسفن والقوارب . وقد استعيرت بعض الكلمات من لغات أخرى . وليس ذلك إلا دليلاً على أن العرب كانوا على اتصال مع بلدان أخرى أيضاً .

وإذا درسنا اللغة العربية – لغة شبه الجزيرة العربية – وجدنا عديداً من الكلمات التي ترتبط بالبحر ارتباطاً مباشراً . فعلى سبيل المثال استخدم العرب كلمة البحر لوصف النهر والبحر كليهما في لغتهم . قال الله تعالى في القرآن الكريم : ( فَٱضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقاً فِى ٱلْبَحْرِ يَبَساً ) [3] . وكذلك نجد استخدام كلمة اليم في نفس المعنى ،  كما في قصة موسى في سورة طه : ( أَنِ ٱقْذِفِيهِ فِى ٱلتَّابُوتِ فَٱقْذِفِيهِ فِى ٱلْيَمِّ فَلْيُلْقِهِ ٱلْيَمُّ بِٱلسَّاحِلِ) [4] . وإن كلمتي  ” القاموس ” و ” خضم ” أيضاً تدلان على نفس معنى البحر .

وهناك كلمتان لمعنى السفينة في اللغة العربية ، وهما ” سفينة ”   و ” فلك ” ، وقد استخدمت هاتان الكلمتان في القرآن الكريم . فقد قال تعالى في موضع : ( أَمَّا ٱلسَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِى ٱلْبَحْرِ ) [5] ، وفي موضع آخر قال تعالى : ( وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا ) [6] . وإن القرآن الكريم استخدم كلمة جارية وجوار لسفينة كبيرة . ففي سورة الرحمن قال  تعالى : ( وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِى ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ ) [7] .

ومن المعروف أن القرآن الكريم يعتبر مصدراً أكثر أصالةً للغة العربية وعلومها . وقد تحدث بالتفصيل عن المواقف المختلفة التي يواجهها البحارة في البحر . وإن الآيات التي تصور هذه المواقف نزلت على العرب الذين كانوا أول من تلقوا القرآن . وبما أنهم كانوا بالفعل على دراية بهذه المواقف فلذلك نجدهم يدركون معاني هذه الآيات القرآنية إدراكاً كاملاً ويقدرون بلاغة هذه التعبيرات الجميلة ويشيدون بها .

يقول القرآن الكريم : ( مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ . بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ . فَبِأَىِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . يَخْرُجُ مِنْهُمَا الُّلؤْلُؤُ وَالمَرْجَانُ . فَبِأَىِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ . وَلَهُ ٱلْجَوَارِ ٱلْمُنشَئَاتُ فِى ٱلْبَحْرِ كَٱلأَعْلاَمِ . فَبِأَىِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ ) [8] .

وفي مكان آخر يقول الله تعالى : ( هُوَ ٱلَّذِى يُسَيِّرُكُمْ فِى ٱلْبَرِّ وَٱلْبَحْرِ حَتَّىٰ إِذَا كُنتُمْ فِى ٱلْفُلْكِ وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُواْ بِهَا جَآءَتْهَا رِيحٌ عَاصِفٌ وَجَآءَهُمُ ٱلْمَوْجُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَظَنُّوۤاْ أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ لَئِنْ أَنْجَيْتَنَا مِنْ هَـٰذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ ٱلشَّاكِرِينَ ) [9] .

وفي الآيات التالية من القرآن الكريم نجد صورةً بلاغيةً جميلةً تصور حال البحر والبحارة تصويراً حقيقياً يدركها جيداً من كانت له معرفة بشؤون البحر ( أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِى بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَآ أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ ٱللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُورٍ ) [10] .

وقد ذكر الشعراء العرب في العصر الجاهلي العديد من الكلمات التي تتعلق بالحياة البحرية والساحلية . يقول الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد :

كأن حدوج المالكيــــــة غدوة   خلايا سفين بالنواصف من دد

عدولية أو من سفين ابن يامــن   يجور بها الملاح طوراً ويــهتدي [11]

ويصور الشاعر هنا رحيل حبيبه مشيراً إلى السفن الكبيرة ، وكيف يضل قبطان السفينة أحياناً في البحر ، وأحياناً يهتدي للطريق .

وهناك شاعر آخر شهير من الجزيرة العربية يسمى أعشى   الميمون ، ويمتدح سيده الذي ينعم عليه بثروة البحر المائج . فيقول :

يكب الخلية ذات القلاع  قد كاد جؤجؤها ينحطم

تكأكأ ملاحها وسطها  من الخوف كوثلها يلــتزم [12]

فكما أن الجواري المنشآت في البحر شبهت لشراعها بالأعلام كذلك اشترك السفن وأعلام الجبال في اسم القلع .

ويقول شاعر آخر من العراق عمرو بن كلثوم :

ملأنا البر حتى ضاق عنا  وموج البحر نملؤه سفينا

ويشير الاستخدام الكثير للأشياء المتعلقة بالبحر والشؤون الساحلية في مصادر الأدب العربي إلى أن العرب كانوا هم الأشخاص الذين كانوا على دراية جيدة بالتجارة الساحلية . وقد كانوا من أولئك الذين لا يخافون من السفر عبر البحار والمحيطات .

ويتضح أيضاً من الأدلة التاريخية المنبثقة عن المصادر المختلفة أن الناس في شبه الجزيرة العربية كانت لهم علاقات عريقة وعميقة مع البلدان التي تقع في أو حول المحيط الهندي . فكانت تشمل هذه العلاقات العلاقات التجارية بين العرب والهنود . وقد اشتهرت البهارات والعطور والملابس الهندية بين العرب منذ بداية التاريخ . وقد جاء وصف السيوف المصنوعة من الفولاذ الهندي في الشعر الجاهلي وصفاً كثيراً . وإن الكلمات الهندية مثل كافور وزنجبيل ، والعديد من الكلمات الأخرى المستخدمة في القرآن الكريم هي دليل واضح على وجود اتصال عميق للغاية بين الهنود والعرب . وكانت هذه التجارة في الغالب تجارة ساحلية .

ومن المرجح أن العرب من شبه الجزيرة العربية كانوا أقدم الناس الذين كانوا على اتصال دائم بالهنود من خلال التجارة الساحلية . وكانوا يسافرون مراراً وبتكرار على السواحل الغربية والجنوبية للهند . وتعززت تجارتهم الساحلية بفضل الرياح الموسمية التي ساعدتهم في المراكب الشراعية الصغيرة والسفن على القيام برحلتين في السنة على الأقل . وإن بحر العرب ، الذي يغسل شواطئ المنطقتين ، قام بدور كبير وهامّ في تنمية هذه العلاقات . و ” كانت البضائع الهندية تنقل إلى اليمن ثم إلى بلاد الشام ، ومن هناك أخيرًا إلى أسواق مصر وحتى أوروبا ” [13] .

وإن ظهور الإسلام في الحجاز لم يعزز اتصال العرب بالهند والهنود فحسب ، بل إنه أضاف أيضاً بُعداً جديداً . فقد استمرت التجارة بعد أن أن دخل العرب في دين الله وأوصله التجار العرب إلى منطقة مالابار على الفور تقريباً . وأصبحت مستعمرات العرب مستوطنات إسلامية ووجدت هذه المستوطنات في الموانئ الرئيسية مثل كامباي وشاول وهوناوار . وفي المستوطنات الأخرى التي توجد على طول خليج البنغال ، يعود وجود المسلمين فيها إلى القرن الثامن الميلادي . وإن أكبر المستوطنات الساحلية العربية كانت في مالابار حيث يشكل المسلمون اليوم جزءاً كبيراً من السكان .

وإضافةً إلى ذلك ، كانت مكة بمثابة مركز للتجارة في شبه الجزيرة العربية . ولم يكن حج البيت في مكة مجرد عبادة ، بل تحولت مكة إلى موقع لتبادل الأفكار والبضائع . وكان تأثير التجار العرب المسلمين الذين كانوا يخرجون في أسفارهم من وإلى مكة المكرمة على طرق التجارة الأفريقية العربية والعربية الآسيوية كبيراً وهائلاً . وهكذا تطورت الحضارة العربية الإسلامية وتوسعت إلى العالم البحري المجهول آنذاك جنباً إلى جنب مع شبكة التجارة . ويقال أيضاً : إن العرب كانوا أول من لعب دوراً حاسماً في ظهور فكرة ” هندوستان ” وحتى في تسمية الديانة الهندوسية .

ومن المعروف أنه قبل دخول الإسلام في الهند ، دخلت العديد من الكلمات السنسكريتية إلى اللغة العربية عن طريق التجارة . وكانت البضائع الهندية تصدر عبر شبه الجزيرة العربية إلى إفريقيا وأوروبا .

هناك ثلاث كلمات حسب قول العلامة السيد سليمان الندوي     ( 1884 – 1953م ) وردت في القرآن الكريم ، وكلها مرتبطة بالنعم المباركة التي أـودعها الله تعالى أهل الجنة . وهي على النحو التالي :

زنجبيل وهي كلمة مستخدمة في القرآن الكريم يعود أصلها إلى زارانجابر السنسكريتية . يقول الله تعالى في القرآن : ( وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْساً كَانَ مِزَاجُهَا زَنجَبِيلاً ) [14] .

والكلمة السنسكريتية الأخرى الموجودة في القرآن هي كافور . فيقول القرآن : ( إِنَّ ٱلأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِن كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُوراً ) [15] . وأما الكلمة الثالثة التي وردت في القرآن الكريم فهي المسك . يقول القرآن : ( يُسْقَوْنَ مِن رَّحِيقٍ مَّخْتُومٍ . خِتَامُهُ مِسْكٌ ) [16] .

وهناك كلمات سنسكريتية أخرى كثيرة استخدمت في اللغة العربية ، ومنها ” الصندل ” و ” العود ” ( كلاهما من أخشاب العطور ) ، والساج ( خشب الساج ) ، والقرنفل والفلفل والقسط ، وإطريفل ، والدازي أو تاري ( وهو نوع من الشراب ) ، النارجيل والقرمز (  نوع من اللون الأحمر ) ، وغيرها الكثير .

وإن كل هذه السلع التي تم استيرادها إلى شبه الجزيرة العربية من جنوب آسيا تدل على أن العرب هم الذين لعبوا دوراً رئيسياً في نقلها إلى مصر وأوروبا عبر تجارتهم الساحلية .

ومن الحقائق المدهشة أن هناك سلسلةً من الأماكن العديدة التي تحتوي على كلمة ” … bar ” في آخرها كما هي الحال في جزيرة زنجبار في شرق إفريقيا ، ومدينة زنجبار في اليمن ، ومالابار في ولاية كيرالا في الهند ، ونيكوبار في جزر أندامان ، وكالابار في راجاستان . فقد تكون كلمة ” بار ” مشتقة من كلمة ” وار ” باللغة السنسكريتية مثل كلمة كاثياوار ، أو من اللغة الفارسية ” بور ” مثل كلمة نيسابور ، أو قد تكون مأخوذةً من الكلمة العربية ” بر ” والتي تعني الأرض .

ولعب البحارة العرب وخاصة من الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية دوراً مهماً في تطوير التجارة في منطقة المحيط الهندي . وتجدر الإشارة أيضاً إلى أن تجارة التوابل التي تتم عن طريق البحر من الهند وإفريقيا وعلى طول الساحل الغربي لشبه الجزيرة العربية كانت إحدى المساهمات الرئيسية للعرب في تجارة المحيط الهندي .

لم تنته هيمنة العرب وسيطرتهم على التجارة الساحلية إلا بعد أن غزت الدول الغربية مثل البرتغال وألمانيا وبريطانيا وغيرها الهند ، وسيطرت على شواطئ المحيط الهندي .


* مدير المركز الثقافي العربي الهندي ، الجامعة الملية الإسلامية ، نيو دلهي .

[1] عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم : ” لأخرجنَّ اليهود والنصارى من جزيرة العرب ، حتى لا أدع إلا مسلماً ” ، أخرجه مسلم ( 1767 ) .

[2] عربون كي جهاز راني ( الملاحة عند العرب ) ، ص 3 .

[3] سورة طه : 77 .

[4] سورة طه : 39 .

[5] سورة الكهف : 79 .

[6] سورة هود : 37 .

[7] سورة الرحمن : 24 .

[8] سورة الرحمن : 19 – 25 .

[9] سورة يونس : 22 .

[10] سورة النور : 40 .

[11] ديوان طرفة بن العبد ، ص 19 ، طبعة دار الكتب المصرية ، 2002م .

[12] ديوان الأعشى ، ص 174 ، طبعة وزارة الثقافة والفنون والتراث ، إدارة البحوث والدراسات الإسلامية ، الدوحة ، قطر 2010م .

[13] مختصر تاريخ هند ، سيد أبو ظفر الندوي ، ص 27 – 28 ، ( الأردية ) .

[14] سورة الدهر : 17 .

[15] سورة الدهر : 5 .

[16] سورة المطففين : 25 – 26 .