الشيخ يوسف القرضاوي : فقيد الدعوة والفكر الإسلامي

(2) والدة الأخوين العزيزين شجيع نهال ووجيه نهال إلى رحمة الله تعالى
أكتوبر 17, 2022
(1) الأستاذ نسيم أختر شاه قيصر إلى رحمة الله تعالى
نوفمبر 5, 2022
(2) والدة الأخوين العزيزين شجيع نهال ووجيه نهال إلى رحمة الله تعالى
أكتوبر 17, 2022
(1) الأستاذ نسيم أختر شاه قيصر إلى رحمة الله تعالى
نوفمبر 5, 2022

علم فقدناه :

الشيخ يوسف القرضاوي : فقيد الدعوة والفكر الإسلامي

قلم التحرير

خسر العالم الإسلامي بوفاة العلامة الشيخ يوسف القرضاوي عالماً كبيراً ، وداعيةً إسلامياً ، ومؤلفاً بارزاً ، في 28/ صفر 1444هـ ، المصادف سبتمبر 2022م ، رحمه الله رحمةً واسعةً ، وغفر له زلاته ، وأسكنه فسيح جناته ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

كان الشيخ القرضاوي من بلدة تسمى ” القرضة ” التابعة لمحافظة ” كفر الشيخ ” في جمهورية مصر العربية ، وُلد في 1926م ، وتوفي أبوه وهو في الثانية من عمره ، وتوفيت أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره ، فكان أعمامه وأخواله هم الذين اعتنوا بتعليمه وتثقيفه ، وهو من أسرة الفلاحة كما أشار إلى ذلك في كتابه ” ابن القرية والكتاب ” ، التحق القرضاوي في الخامسة من عمره بأحد كتاتيب القرية ، ثم التحق بالمدرسة الحكومية التابعة لوزارة المعارف في مصر ، وقد أكرمه الله تعالى بحفظ القرآن الكريم ، وأكمل الشيخ القرضاوي في معهد طنطا الابتدائية والثانوية ، ثم واصل دراسته في جامعة الأزهر ، وكان في كلية أصول الدين ، وهذا هو الزمن الذي زار فيه سماحة شيخنا العلامة السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي مصر عام 1951م ، فلقي الشيخ القرضاوي شيخنا رحمه الله وأعجب به ، ومنذ ذلك الحين استمرت هذه الصلة الدينية إلى آخر حياته ، وقد ألف حول حياته وأعماله كتاباً قيماً باسم : ” أبو الحسن الندوي كما عرفته ” .

تخصص القرضاوي في التدريس بكلية اللغة العربية وآدابها ، كما درس في معهد البحوث والدراسات العربية العالية التابع لجامعة الدول العربية ، ونال شهادة الدبلوم ، ثم التحق بقسم الدراسات العليا في علوم القرآن والسنة من كلية أصول الدين ، وأكمل رسالته للدكتوراه حول ” الزكاة وأثرها في حل المشاكل الاجتماعية ” عام 1973م ، وتخلل بين ذلك اعتقالات وامتحانات له من الحكومة المصرية بسبب علاقته بالإخوان الممسلمين – وقد صبر على ذلك بإيمان واحتساب – وسافر الشيخ القرضاوي إلى دولة قطر 1961م ، ونال هناك جنسيةً قطريةً ، وظل مشتغلاً بنشر العلوم الإسلامية والدعوة والفكر الإسلامي ، وتولى في قطر إنشاء كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر عام   1977م ، وكان عميدها ورئيسها حتى لبى نداء ربه ، وانتقل إلى الدار الآخرة راضياً مرضياً .

زار الشيخ يوسف القرضاوي ندوة العلماء عدة مرات ، إنه شارك في المهرجان التعليمي لندوة العلماء ، الذي انعقد في 1975م في رحاب ندوة العلماء ، وشرف ندوة العلماء للمرة الثانية عام 1980م ، وألقى محاضرات حول الغزو الفكري في العالم الحديث ، ثم زار ندوة العلماء عام 1996م ، وأقام أسبوعاً كاملاً ، وافتتح مبنى كلية اللغة العربية وألقى محاضرات قيمةً حول التربية الإسلامية : عناصرها وخصائصها ، وزار بهذه المناسبة المدارس والكليات التي توجد في مدينة لكناؤ ، وأخيراً بعد وفاة شيخنا أبي الحسن علي الحسني الندوي ، جاء من دولة قطر وفد مكون من ثمانية أعضاء ، وفي مقدمته الشيخ القرضاوي ، زار لكناؤ ، ومكث هنا ، وقد استقبلناه من مطار لكناؤ ، وأنزلناه في فندق كلارك ، ثم رجع مع وفده إلى دولة قطر .

وقد أصدر رئيس ندوة العلماء سماحة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي بيان تعزية حول وفاة العلامة الدكتور الشيخ يوسف القرضاوي ، كما قد تحدث الدكتور سعيد الأعظمي عن زيارته لندوة العلماء عدة مرات وإعجابه بهذا المركز العلمي الكبير في الهند ، نشر هذا البيان في الصحف والمجلات ومواقع التواصل الاجتماعي نبأ وفاته ، جاء فيه : ” لقد ودعت الأمة الاسلامية اليوم علماً من أعلامها الأفذاذ ، العلامة الدكتور يوسف القرضاوي الذي عاش عمره المبارك للعلم   والأدب ، يعلم ويدرس ، ويجيب ويفتي ، بحكمة بالغة ورفق وبصيرة ، فعاش جندياً وحارساً للإسلام ” .

رحم الله الفقيد الشيخ يوسف القرضاوي رحمةً واسعةً ، وأدخله في جنات الفردوس ، وتقبل جهوده وإنجازاته العلمية والدعوية ، وألهم جميع تلامذته ومحبيه وأهل أسرته الصبر والسلوان ، فإنه على كل شيئ   قدير .