الأستاذ محمد نعمة الله الندوي ينال شهادة الدكتوراة من جامعة دهلي حول : الشواهد الشعرية في تفسير الطبري
مارس 15, 2022(2) نشاطات علمية وثقافية في رحاب ندوة العلماء
أغسطس 28, 2022أخبار علمية وثقافية :
(1) رحلة تعليمية وإصلاحية إلى ولاية مهاراشتر ( الهند )
مدير التحرير
[ وجه إلينا فضيلة الشيخ عمرين محفوظ الرحماني ، مدير الجامعة الإسلامية المعروفة بمعهد الملة في مدينة ماليغاؤن بولاية مهاراشتر ، وذلك للحضور في جلسات الجامعة ومناسباتها العلمية التي كانت تترقب العقد بمناسبة علمية ودينية طيبة ، وقد عقدت هناك مناسبات علمية وتعليمية بعثت في سكان هذه المدينة والمسلمين روحاً صادقةً للتدرج إلى منازل عالية من العلم والدين ، حتى يتمكن المسلمون أن يمثلوا روح الصدق والعلاقة الأمينة الصادقة مع الله تعالى وشعوب الأمة الإسلامية .
وقد كانت إقامتنا نحن الثلاثة ( سعيد الأعظمي ، عبد الله المخدومي والأستاذ محمد فرمان الندوي ) في هذه البلدة المسلمة مبعث أمل صادق في قلوب أهلها وضيوفها الذين رأوا دوافع من الحب الإيماني والشوق التعليمي في أهل هذه البلدة قد ملأت قلوبهم بالسرور والطمأنينة ، ومن خلال ذلك كانت الرحلة ناجحةً وباعثةً على أمل العودة إلى الإسلام الصحيح .
وقد أسهم في برامج هذه الجامعة الإسلامية خلال يومين كل من الحاضرين الجدد الذين رأوا أن هذه الرحلة كانت مبعث روح من العلم والإيمان والعمل .
ونحن إذ نشكر مضيفنا الكريم فضيلة الشيخ عمرين محفوظ الرحماني على هذه الدعوة الكريمة للاستفادة العلمية ، نشكر جميع المسئولين عنها ونرجو أن يتسع طريق التبادل العلمي والثقافي في المستقبل في مناسبات علمية ودعوية كريمة بمشيئة الله تبارك وتعالى ، والله الهادي إلى طريق الحق والصواب من جميع الجهات ، وهو على كل شيئ قدير .
وقد مررنا في الطريق بمدارس إسلامية ومراكز تعليمية عديدة ، فكانت زيارتنا مبعث خير واطلاع على مراكز العلم والدين وعلى الدوافع الصادقة في أهلها بنشر العلم والدين ، وإعادة الثقة إلى الناس بأن تعاليم الدين الإسلامي من الكتاب والسنة لهي المرجع الحقيقي للناس بل للعالم أجمع نحو الأمن والسلام والعزة والاحترام ولتمثيل تعاليم الدين بين العالمين كلهم ، وكل ما عدا ذلك فليس فيه ما يدعو إلى سعادة الحياة والإنسان والعالم بكامله ، إنما هو الدين الإلهي والطريق السماوي الذي يحتوي على ذلك كتاب الله المعجز الأخير ، ويبشر المؤمنين بجنات ونعيم في الآخرة ، يقول الله تعالى : ” وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِى مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذٰلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ” . قلم التحرير ]
قام سعادة أستاذنا الدكتور الشيخ سعيد الأعظمي الندوي ( مدير دار العلوم لندوة العلماء ، ورئيس تحرير مجلة البعث الإسلامي ) برحلة تعليمية وإصلاحية إلى بعض مناطق ولاية مهاراشتر ( الهند ) ، وذلك في 24 – 25 ذي القعدة 1443هـ ، المصادف 25 – 26 يونيو 2022م ، وقد رافقه في هذه الرحلة كاتب هذه السطور والأخ العزيز محمد عبد الله المخدومي الندوي .
دعوة أخوية كريمة :
وُجهت الدعوة إلى أستاذنا الجليل بغاية من الحب والتقدير من قبل فضيلة الأستاذ محمد عمرين محفوظ الرحماني ( سكرتير هيئة قانون الأحوال الشخصية للمسلمين لعموم الهند ، ومدير معهد الملة بماليغاؤں ) لإرساء الحجر الأساسي لمسجد هداية الإسلام ومركز التربية الرحماني في مدينة ماليغاؤں بولاية مهاراشترا ( الهند ) ، وقد وافق على هذه الدعوة سماحة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي رئيس ندوة العلماء ( أطال الله بقاءه ذخراً للإسلام والمسلمين ) .
بداية الرحلة :
بدأت الرحلة صباح يوم الجمعة في 24/ ذي القعدة 1443هـ من مطار لكناؤ مروراً بمطار دهلي الدولي إلى مطار شري ديه بمهاراشتر ، حيث وصلنا إليه قبيل صلاة الجمعة ، وقد استقبلنا على مطار شري ديه فضيلة الأستاذ محمد عمرين محفوظ الرحماني ، والمفتي محمد رضوان المظاهري والأستاذ محمد يوسف الندوي وغيرهم من العلماء ، ثم قصدنا لأداء صلاة الجمعة في أحد مساجد شري رام فور بمديرية أحمد نغر ، حيث نزلنا في منزل المفتي محمد رضوان المظاهري ، وقد وفّر لنا جميع التسهيلات اللازمة للسكن وإراحة الضيوف ، فصلينا صلاة الجمعة ، وكلفتُ أنا لإلقاء كلمة دينية قبل صلاة الجمعة وخطبة الجمعة والإمامة في الصلاة ، فتحدثت عن رسالة يوم الجمعة في ضوء الكتاب والسنة ، وما وفقني الله تعالى لإلقائه بهذه المناسبة . وكان غداؤنا في منزل المفتي محمد رضوان ، ففرغنا من الغداء ، واسترحنا قليلاً ، ثم صلينا صلاة العصر ، وقد زارنا وفد وجيه من مدينة أورنغ آباد ، حيث تقع فيها مدرسة كاشف العلوم وهي من ملحقات ندوة العلماء ، وكان الوفد مكوناً من الأستاذ عبد الوحيد الحليمي مدير كاشف العلوم ، والأستاذ الدكتور صدر الحسن الندوي ، والأستاذ الشيخ عليم الدين الندوي ، والأستاذ محمد نعيم المفتاحي وغيرهم ، وعُقد بالمناسبة مجلس قرآني تلا فيه آيات من القرآن الكريم الأخ العزيز المفتي محمد أنصار الندوي ( إمام وخطيب بمسجد مدينة فونا ) .
في مدينة شري رامفور :
كان من المقرر أن يكون بعد صلاة العصر برنامج عام لإرساء حجر الأساس لجامعة الحديبية للبنات ، فشرف سعادة أستاذنا مكان الجامعة بقدومه مع الوفد ، وأرسى حجر الأساس ، وذلك في مدينة شري رامفور ، وهي مدينة الأخ العزيز عبد الله المخدومي الندوي ، وتدير هذه الجامعة أخته الكبرى بارك الله في حياتها ونفع بها ، وألقى كلمة تشتمل على أهمية التعليم الديني في المجتمع النسوي ، قال فيها : إن النساء شقائق الرجال ، وهن في الواقع مجتمع كامل ، فتعليم الرجل تعليم فرد واحد ، لكن تعليم المرأة تعليم مجتمع بكامله ، كما ألقيتُ أنا كلمةً عن غذاء الجسد والروح ، فغذاء الجسد يهتم به كل إنسان كل حين وآن ، لكن غذاء الروح يتوافر من خلال هذه المدراس والجامعات الدينية ، كثر الله من أمثالها ، وانتهى الحفل بالدعاء ، ومعلوم أن جامعة الحديبية كانت ولا تزال تنشط منذ عشر سنوات ، في مبنى مستأجر ، وقد تم بفضل الله وكرمه شراء أراض واسعة ، وبدأ عمل البناء والتعمير فيها ، يسّر الله تعالى هذا العمل بعونه وكرمه في أقرب وقت ، وقد مررنا بمدرسة مدينة العلوم بشري رامفور التي أنشأها الشيخ مخدوم حسين رحمه الله والد الأخ عبد الله المخدومي الندوي ، ويديرها الأستاذ إرشاد الله القاسمي .
في معهد الملة بماليغاؤن :
خرجنا صباح 25/ ذي القعدة 1443هـ ، من شري رامفور إلى مدينة ماليغاؤن ، حيث يقع معهد الملة ، الجامعة التعليمية الدينية ، التي أنشأها الشيخ الأديب عبد الحميد النعماني أحد العلماء الكبار في الهند في عام 1953م ، وقد خرجت الجامعة عدداً كبيراً من العلماء والحفاظ ، وهم يخدمون الإسلام في شتى بقاع الهند ، ويرأس الجامعة الآن الشيخ عبد الأحد الأزهري ، وانتُخب لها كمدير جديد الأستاذ محمد عمرين محفوظ الرحماني ، وهو من خريجي هذه الجامعة عام 2005م ، وله نشاطات دينية ملموسة .
عُقد في معهد الملة مؤتمر تعليمي وتربوي في هذا اليوم ، لكن وصلنا إلى المؤتمر بتأخير ، فكانت فيه كلمة رئاسية لسعادة أستاذنا الشيخ الدكتور سعيد الأعظمي الندوي ، إنه فور ما وصل إلى المعهد شرَّف المؤتمر بكلمته قال فيها : الإخلاص هو مصدر كل خير وبركة ، ومنبع كل سعادة ورحمة ، فالمخلصون هم عباد الرحمن الذين وضع الله لهم القبول في الأرض ، وكل عمل بدون الإخلاص يكون هباءً منثوراً ، ولا قيمة له مقدار ذرة ، وأضاف الشيخ قائلاً : العلم يستمر ويبقى بالعمل ، وإلا يرتحل من ذهن الإنسان ، وهناك رجال يعلمون ، لكن لا يعملون ، وقد نهى الله تعالى هذا العمل في القرآن الكريم فقال : كَبُرَ مَقْتاً عِندَ ٱللَّهِ أَن تَقُولُواْ مَا لاَ تَفْعَلُونَ ، وقال الشيخ : أنا أكثر احتياجاً إلى العمل بدلاً من أن أقول للآخرين ، يقول الشاعر العربي :
يا أيـــهـــا الــرجل المـعلم غيره هلا لـــنفسك كان ذا التعليم
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
لا تنه عن خلق وتـــأتــي مثله عار علـــيـــك إذا فــعلت عظيم
وكانت لي كلمة في المؤتمر حول أهمية اللغة العربية وطرق تعلمها ، لكن ما تمكنت من إلقائها لضيق الوقت ، وقد أجاز أستاذنا على طلب من الأستاذ محمد عمرين محفوظ الرحماني ، جميع من حضر من العلماء والطلاب برواية الحديث النبوي الشريف من جميع أسانيده ومروياته ، كما كان هناك أيضاً بعد صلاة العصر مجلس قرآني في دار الضيافة لمعهد الملة حيث نزلنا فيه ، حضره الضيوف وأساتذة وطلبة المعهد ، قرأ آيات من القرآن الكريم أمام الحفل قراء معهد الملة وحفاظه بالقراءات العشرة ، وهم المقرئ شهزاد أحمد ، والمقرئ محمد عمران ، والمقرئ زبير أحمد العثماني ، والمقرئ محمد سعد ، والمقرئ محمد عمرين محفوظ الرحماني ، بارك الله في حياتهم ، ونفع بهم .
وبعد صلاة المغرب تم إرساء حجر الأساس لمسجد هداية الإسلام ومركز التربية الرحماني بمنطقة بسم الله باغ ، ماليغاؤن ، بيد سعادة أستاذنا الجليل حفظه الله تعالى ، كما تم إنشاء مسجد باسم والد الأستاذ محمد عمرين محفوظ الرحماني ، وهو الشيخ محفوظ الرحمن القاسمي رحمه الله ( شيخ الحديث بمدرسة بيت العلوم ماليغاؤن سابقاً ) ، وبالمناسبة عُقد اجتماع ديني كبير حضره العلماء من مختلف مناطق ولاية مهاراشتر ، وعدد كبير من نساء مدينة ماليغاؤن ، وذلك بعد صلاة المغرب في ” حبيب لانس ” ، ألقى في هذا الاجتماع سعادة أستاذنا كلمةً ضافيةً قال فيها : المساجد بيوت الله ، وهي خير بقاع الأرض ، وقد جعلها الله تعالى من شعائر الإسلام ، فكان بناؤها وتعظيمها عملاً جليلاً ، ومباركاً للمسلمين ، وأول بيت وضع على الأرض هو الكعبة المقدسة ، ثم تفرعت منها المساجد في شتى بقاع الأرض ، وقد هنأ الشيخ ( أطال الله بقاءه ) الأستاذ محمد عمرين محفوظ الرحماني على اهتمامه بإنشاء المسجد ، ومركز التربية الرحماني ، وهو دليل على علمه وعمله وتقواه ، بقوله صلى الله عليه وسلم : إذا رأيتم الرجل يعتاد إلى المسجد فاشهدوا له بالإيمان ( رواه الترمذي ) .
وكانت لي كلمة حول مكانة العلماء ، وكيفية الاستفادة منهم ، فتكلمت حول الموضوع مستشهداً بالكتاب والسنة ، ولا شك أن العلماء مثل النجوم في السماء يهتدي بهم في ظلمات البر والبحر ، وقد خلق الله النجوم لثلاث غايات : زينة السماء ، رجوماً للشياطين ، والاهتداء إليها في رحلة البحر ، فجعل الله تعالى العلماء زينة الأرض ، ورجماً للباطل ، وهدايةً للناس أجمعين .
وقد خطب الأستاذ محمد محفوظ عمرين الرحماني خطبةً قويةً مؤثرةً ، كان لها صدى في نفوس السامعين ، وقد ظهرت ملامحها على وجوههم ، ركز في الخطبة على جوانب من العلم والعمل ، وتزكية النفوس ، وتطهير القلوب ، كما لفت عناية الناس إلى بناء المساجد ومراكز التربية الروحية ، وأدار الاجتماع الأستاذ المفتي محمد حسنين محفوظ النعماني قاضي دار القضاء بولاية مهاراشتر ، وأستاذ الحديث بمعهد الملة .
حضر الاجتماع كثير من العلماء أمثال الشيخ محمد إدريس عقيل الملي القاسمي ، والشيخ سعيد أحمد الملي ، والشيخ حامد ظفر الندوي ، والأستاذ جمال عارف الندوي ، والأستاذ محمد إدريس الندوي ، والأستاذ آصف الملي الندوي ، والأستاذ عبد الرحمن الملي الندوي ( رئيس تحرير مجلة النور بأكل كوا ) ، والجدير بالذكر أن مدينة ماليغاؤن توجد فيها مدارس دينية كثيرة ، منها جامعة أبي القاسم ، وجامعة الشيخ أبي الحسن الندوي ، وهما ملحقتان بندوة العلماء ، يدرس فيها عدد وجيه من الطلبة ، ولا يزالون يأتون إلى ندوة العلماء لإكمال دراستهم ، وينالون منها شهادات التخرج في العلوم الإسلامية .
غادرنا مدينة ماليغاؤن في الساعة التاسعة صباحاً من 26/ ذي القعدة ، ووصلنا إلى مطار شري ديه ، ومن هنا إلى دهلي ثم إلى لكناؤ ، واستقبلنا على مطار لكناؤ الأستاذ الدكتور عطاء الرحمن الأعظمي الندوي والأستاذ عبيد الرحمن الأعظمي ، بارك الله في حياتهما ونفع بهما .