التعليم الديني للناشئين وملامحه الإيجابية
أبريل 20, 2022(2) الزعيم السياسي أحمد حسن وزوجته إلى رحمة الله تعالى
أبريل 20, 2022التوجيه الإسلامي :
البلاغة والإعراب والبيان في القرآن الكريم
( سور النبأ والنازعات وعبس والتكوير والانفطار والمطففين والانشقاق )
بقلم : معالي الشيخ الدكتور راشد عبد الله الفرحان *
4 ( كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ ) .
5 ( ثُمَّ كَلاَّ سَيَعْلَمُونَ ) .
6 ( أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ مِهَاداً ) .
7 ( وَٱلْجِبَالَ أَوْتَاداً ) .
التكرير :
كرره تأكيداً للمبالغة في التأكيد والتشديد ، وهو وعيد إثر وعيد ، وذلك غاية التهديد .
البلاغة – التشبيه :
شبه الجبال بأوتاد الخيام التي تمنعها من الاضطراب ، كما تمنع الجبال أن تميد بأهلها ، أشار تعالى في هذه الآيات إلى الأدلة الدالة على قدرته وكمال عظمته ليقيم الحجة على الكفار فيما أنكروه من أمر البعث والجزاء ، فهو يقول : إن الإله العظيم الذي قدر على إيجاد الأشياء قادر على إحياء الناس بعد موتهم .
10 ( وَجَعَلْنَا ٱللَّيْلَ لِبَاساً ) .
البلاغة – تشبيه بليغ :
وجه الشبه والجامع الستر .
20 ( وَسُيِّرَتِ ٱلْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً ) .
البلاغة – التشبيه البليغ :
شبه الجبال بالسراب ، وحذف الأداة ووجه الشبه ، والجامع أن كلاً من الجبال والسراب يرى على شكل شيئ لا يدركه الرائي ، ويتخيل السراب ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً .
أول سورة النازعات
1 ( وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً ) .
2 ( وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً ) .
الواو :
الواو فيه للقسم ، وجوابه محذوف أي لتبعثن ، والمراد بالنازعات ما عطف عليه الملائكة ، وذكروا بلفظ التأنيث مع أنهم ليسوا إناثاً ، لأنه أقسم بطوائفها ، والطائفة مؤنثة .
أقسم الله سبحانه في هذه السورة بخمسة أصناف من الملائكة :
- ملائكة العذاب : التي تنزع أرواح الكفار بشدة وعسر .
- ملائكة الرحمة : التي تنزع أرواح المؤمنين بلطف ولين .
- ملائكة الوحي : التي تنزل بأمر الله ووحيه على أنبيائه ورسله .
- ملائكة الرضوان : التي تسبق بأرواح المتقين إلى الجنان .
- ملائكة التدبير : التي تدبر شئون الكون .
6 ( يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ ) .
إسناد الرجف إليها مجازي ، لأن رجعها ليس بيدها .
20 ( فَأَرَاهُ ٱلآيَةَ ٱلْكُبْرَىٰ ) .
ٱلْكُبْرَىٰ :
الكلام على موسى ، فأرى فرعون الآية الكبرى هي العصا ، وسميت الكبرى لتتعدد أغراضها ، ولأنها قضت على جميع الآيات التي أتى بها السحرة .
27 ( أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا ) .
28 ( رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ) .
29 ( وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ) .
30 ( وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذٰلِكَ دَحَاهَا ) .
31 ( أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا ) .
32 ( وَٱلْجِبَالَ أَرْسَاهَا ) .
33 ( مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ) .
بَنَاهَا – سَمْكَهَا – دَحَاهَا – أَخْرَجَ مِنْهَا :
بناها : أي السماء فيه تصوير للأمر المعقول ، وهو الاختراع ، والإبداع بالأمر المحسوس وهو البناء .
سمكها : سمك الشيئ سقفه ، وصنع كل جرم سماوي في وضعه لا يتعداه .
أغطش ليلها : أي جعله مظلماً ، أضاف الليل إلى السماء لأنه هو أول ما يظهر عند الغروب في أفق السماء .
دَحَاهَا :
بعد أن انفصلت الأرض عن الشمس ، وهي كروية الشكل مجوفة من الداخل ، وبعد خلق السماء دحاها ، قال الشيخ عبد الرحمن السعدي علامة القصيم في تيسير الكريم المنان : ” أودع فيها منافعها فدحى الأرض بعد خلق السماوات ” [1] . وكنا في الكويت في الماضي نعرف الدحول في البر بأنها مأوى الحيوانات ، ويقال : أداح الكيس بالعشب أو التراب أي أملاه ، قال حسن سعيد الكرمي في قاموس الهادي إلى لغة العرب : ” الدحل : فجوة واسعة داخله في جانب البئر من الأسفل ” .
ولا يتعارض هذا مع قول أهل اللغة ( الأرض دحاها بسطها ) ومهدها ، وقولهم : دحا الكرة على الأرض دفعها ، ودحا المطر الحصى على وجه الأرض دفعها فقد خرجت ، والأدحى موضع تمهده النعامة برجلها أي تحفره لتبيض فيه ، والمدحلة : آلة كبيرة من حديد مكسورة يسوى بها الأرض .
أَخْرَجَ مِنْهَا مَآءَهَا وَمَرْعَاهَا :
استعمل المرعى في مطلق المأكول للإنسان وغيره ، ويجوز أن يكون استعارةً تصريحيةً لأن الكلام مع منكري البعث والحشر كأنه قيل : أيها المعاندون المقرونون مع البهائم في التمتع بالدنيا ، والذهول عن الآخرة ، كيف دل بشيئين على جميع ما أخرجه من الأرض قوتاً ومتاعاً للأنام ، من الشعب والشجر والحب والثمر والحطب والعصف واللباس والنار والملح [2] .
سورة عبس
3 ( وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّىٰ ) .
وقال في سورة الليل ( يَتزكَّىٰ ) .جاء في سورة الليل بالصيغة الطويلة للدلالة على الطول في الزمن ، أما في عبس في الأعمى ابن أم مكتوم الذي جاء يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم ليتفقه في الدين ، ولا شك أن هذا الفعل أقل وأقصر ولم يقترن بالمال ، بل طلب الذكر ، وهو مؤمن .
سورة التكوير
6 ( وَإِذَا ٱلْبِحَارُ سُجِّرَتْ ) .
سُجِّرَتْ – فُجِّرَتْ :
وجاء في سورة الانفطار ( وَإِذَا ٱلْبِحَارُ فُجِّرَتْ ) أي سالت مياهها على الأرض فصارت بحراً واحداً ، وهي آية وعيد بما سيحدث من تسجير البحار أي صارت ناراً كالبراكين التي نراها في الدنيا وأشد تجري أنهاراً بالشوارع وتلتقي مع الأنهار التي تتفجر ، وسوف تنتشر الكواكب في الفضاء وتتساقط .
8 ( وَإِذَا ٱلْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ) .
9 ( بِأَىِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ ) .
سئلت الموؤدة المقتولة والمدفونة بالتراب وهي حية ، سئلت لتبكيت قائلها وتوبيخه بما يجيب .
14 ( عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ ) .
هذا جواب إذا الشمس كورت ، أي جواب الشرط والآيات التي بعدها ، أي علمت كل نفس ما عملت من خير أو شر كما قال تعالى في سورة الكهف ( وَوَجَدُواْ مَا عَمِلُواْ حَاضِراً ) .
قال بعض السلف : من أراد أن ينظر إلى يوم القيامة رأي العين فلينظر إلى سورة التكوير .
سورة الانفطار
17 ( وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ ) .
18 ( ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ ) .
كرره تعظيماً ليوم الدين .
سورة المطففين
1 ( وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ ) .
2 ( ٱلَّذِينَ إِذَا ٱكْتَالُواْ عَلَى ٱلنَّاسِ يَسْتَوْفُونَ ) .
عادة المطففين أن يأخذوا حقهم كاملاً ، وإذا باعوا للناس تراهم بالوزن أو الكيل يخسرون أي لا يعطون الناس كاملاً بل يغشون بالكيل والميزان ، لذلك استحقوا الويل والهلاك بالنار .
7 ( كَلاَّ إِنَّ كِتَابَ ٱلْفُجَّارِ لَفِى سِجِّينٍ ) .
8 ( وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ) .
9 ( كِتَابٌ مَّرْقُومٌ ) .
سِجِّينٌ – مَّرْقُومٌ – عِلِّيُّونَ :
سجين مأخوذ من السجن ، وهو الضيق ، والمخلوقات كل ما تسافل منها ضاق .
والمرقوم : الكتاب الذي في السجين مرقوم أي مكتوب فيه أعمالهم الخبيثة .
العليون : الآية (18) من العلو ضد السجين ، وكل ما تعالى اتسع .
والتكرار في ( وَمَآ أَدْرَاكَ مَا عِلِّيُّونَ ) للتعظيم .
سورة الانشقاق
1 ( إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ ) .
2 ( وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ) .
3 ( وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ ) .
4 ( وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ) .
5 ( وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ) .
ٱنشَقَّتْ – أَذِنَتْ :
انشقاق السماء من علامات الساعة الكبرى وهو تصدعها واختلاف نظامها ، والتعبير بالماضي لتحقق الوقوع مثل ( أَتَىٰ أَمْرُ ٱللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ ) ( وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا ) أي استمعت وأطاعت ، وفيها استعارة مكنية ، حيث شبهت حال السماء في انقيادها لتأثير قدرة الله تعالى حيث أراد بانقياد المستمع المطيع للأمر ، ثم حذف المشبه به واستعير لفظ الإذن ، وجميع المخلوقات تسبح ( وَلَـٰكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) ( وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ ) شبهت حال الأرض بحال المرأة الحامل تلقي ما في بطنها عند الشدة والهول ، ثم حذف المشبه به ، واستعار لفظ الإلقاء ، وتخلت استراحت بعد أن أخرجت الموتى مثل المرأة تماماً ، ولكن الأرض هنا تترك الناس ولا تضمهم كما تضم المرأة جنينها ، وهذا فائدة تخلت .
* وزير الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الكويت سابقاً .
[1] ج 9 ، ص 592 .
[2] لأن النار من العيدان والملح من الماء .