شمولية اللغة العربية ومعنويتها ومدى إفادتها من النواحي المتنوعة ( الحلقة الثانية الأخيرة )

إيليا أبو ماضي : شخصيته وأغراضه الشعرية
يوليو 31, 2021
تحقيق كلمتي ” لِبَاسٌ وسُبَاتٌ ” الواردتين في القرآن الكريم ( في ضوء كلام العرب )
سبتمبر 4, 2021
إيليا أبو ماضي : شخصيته وأغراضه الشعرية
يوليو 31, 2021
تحقيق كلمتي ” لِبَاسٌ وسُبَاتٌ ” الواردتين في القرآن الكريم ( في ضوء كلام العرب )
سبتمبر 4, 2021

دراسات وأبحاث :

شمولية اللغة العربية ومعنويتها

ومدى إفادتها من النواحي المتنوعة

( الحلقة الثانية الأخيرة )

البروفيسور مشير حسين الصديقي *

رقة اللغة ولطافتها :

إن اللطافة في اللغة سواء كانت لفظيةً أو معنويةً أو تركيبيةً مما يزيد اللغة رونقاً وبهاءً ، وجاءت اللغة العربية بشكل يجذب القلوب ويبهر الأنظار ، فهي خالية من الحروف الثقيلة التي تتوافر في اللغات الأعجمية ، نحو بھ ، پھ ، كھ ، چھ ، ٹھ ، گھ ، وذلك ما جعل اللغة العربية عذبةً  ولطيفةً ، حتى إن العربية صاغت الكلمات الدخيلة بالصبغة العربية الجميلة ، ومن لطافة ودقة العربية أنها تكشف عن كل جزء من أجزاء المعاني بكل جلاء ووضوح ،  فنجد فيها ألفاظاً لكل وقت من أوقات النهار ، وألفاظاً لكل جزء من أجزاء الليالي المقمرة ، وألفاظاً عديدةً للشعر والعيون وأمراضها والإبل والخيول بفروق يسيرة في صفاتها ، كما نجد ألفاظاً عديدةً للسيوف باعتبار صفاتها .

كما أن العربية تملك كثيراً من الكلمات التي لا يؤدَّى معانيها إلا في سطور ، وكذلك حال المصادر والمشتقات ، فالمصدر الواحد ينشأ منه عديد من الأفعال المشتقة ، فبزيادة كلمة في الأفعال أو نقص فيها تتغير المعاني كاملاً ، فمثلاً طعِم معناه : أكل ، وأطعم معناه : جعل فلاناً يأكل ، كما أن اختلاف الصلات يجعل الأفعال تختلف معانيها ، فمثلاً رغب إلى شيئ يعني : مال إليه ، ورغب عن شيئ يعني : أعرض   عنه ، ورغب في شيئ يعني : أحبه ، واهتم به .

ولبيان التعبير عن العواطف والصفات الإنسانية تملك العربية من الألفاظ المناسبة ما ربما لا يوجد له نظير في لغة أخرى ، ففي العربية تتوافر أكثر من عشرات الكلمات في بيان معنى الحب وعواطفه ، كما أن هناك مجموعة من الكلمات تؤدي معاني الكراهية والحسد ، والبخل والكرم ، والطمع والغنى وشتى مراحلها ، مما يبين جزئيات هذه المشاعر والصفات .

كما أن العربية فريدة من بين لغات العالم في أن اللفظ الواحد كثيراً ما يشتمل على معانٍ عديدة ، فقد جمع علماء اللغة أكثر من مأتي كلمة ، لها ثلاثة معانٍ ، وأكثر من مأة كلمة تشتمل على أربعة معانٍ أو خمسة ، حتى أن هناك بعض الكلمات التي تشتمل على 25 معنى ، فكلمة الفال لها 27 معنى ، وكلمة العين لها 35 معنى ، وكلمة العجوز لها 60 معنى [1] .

وجود الحكم والأمثال :

إن أداء المعاني الكثيرة في الألفاظ القليلة بشكل جذاب أمر تتمتع به كل لغة من لغات العالم ، وهذا ما يسمى بالأمثال ؛ ولكن العربية تتمتع بكمية هائلة من الأمثال ، فالعرب كانوا يصافحون الفطرة وعناصرها مباشرة ، وذلك لمقتضيات حياتهم الساذجة ، فكانوا يستفيدون من تجاربهم في الحياة ، ويصوغون هذه التجارب في أسلوب لغوي حكيم ، يتميز بجمال اللفظ وعمق المعنى ، وهذا ما يعرف بضرب الأمثال .

إضافةً إلى المميزات السابقة تميزت العربية بالسجع في النثر ، والذي كان يستعمله الكهان والخطباء في عصر ما قبل الإسلام .

وتصوير المعاني بالأصوات مما تتفرد به اللغة العربية ، فقد مضى بعض الأدباء الذين كانوا يصورون الأشياء بأصواتهم ؛ حتى تتجلى الأشياء بصورها الواضحة [2] .

فالعربية بمميزاتها المتنوعة مرت في حياتها الطويلة بمراحل الصعود والهبوط ، مقيمة صلاتها مع شتى البلدان والأقوام ، معرضة عنها في حين من الأحيان ، وملتقية معها في غالب الأحيان ، حتى وصلت اليوم إلى أرقى درجات العلو والتطور ، وهي في تطور مستمر في مجالات العمل والنفع والاختصاص .

اللغة العربية سياسياً :

ظلت العربية تحتل أهميةً كبيرةً منذ قديم ، وقد ازدادت أهميتها في العصر الحاضر ، حيث صارت مرتبطةً بالقضايا السياسية والعالمية في ظل الاتجاهات الجديدة ، وإذا قلبنا صفحات التاريخ علمنا أن العالم العربي كان متعرضاً للحالة العجيبة ، ففي جهة كان الأتراك يحاولون صبغ مناطق الخلافة العثمانية كلها بالصبغة التركية ، ومن جهة أخرى كان العرب منقطعين إلى التخلص من نفوذ الأتراك بحال من الأحوال ، وبينما كانوا كذلك نشبت الحرب العالمية الأولى ، التي ساند فيها الأتراكُ الألمانيين ، بينما تحالف العرب مع بريطانيا وحلفائها طمعاً في أن القوى الغربية تقوم بتحريرها وتساعدها في إقامة الولايات المستقلة ، ولكن بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى جاءت القوى الغربية لتتقاسم الولايات العربية ، واستوطنوا اليهود في فلسطين ، مما جعل العالم العربي يتقلب على الجمر ، وحدثت موجات شديدة للثورة والانقلاب ، وعاد العالم العربي في أشد حاجة إلى الوحدة والتماسك ، وهنا نهض عدد لا بأس به من الأدباء والشعراء والصحفيين ليكرسوا جهودهم ، ويوظفوا كل مؤهلاتهم الفكرية والأدبية لتحقيق هذا الهدف النبيل ، ومن هنا يسمى أدب تلك الفترة بـ ” أدب الثورة والتجمع ” ، ومن الأدباء والشعراء الذين برزوا في هذا الميدان : الرصافي والكاظمي من العراق ، والبارودي وحافظ إبراهيم ومحرم وأديب إسحاق من مصر ، والكواكبي من    حلب ، والثعالبي ومحمد بيرم الخامس من تونس ، وعبد القادر المغربي وإبراهيم اليازجي من الجزائر ، ونوفل من طرابلس ، والسلاوي من المغرب الأقصى .

وبدأ الشعر السياسي في سبيل التحرر من القوى الغربية ، كما أنه قام الشعر الوطني لإيقاظ القومية العربية على أسلوب أشعار القبائل العربية القديمة ، والشعر السياسي يرمي إلى الرد على الاحتلال ، ومعاملته القاسية مع المواطنين ، كما أن الشعر الوطني كان يشتمل على كثير من الوقائع التاريخية وأمجاد العرب الأقدمين ، ونفخ في الشعوب روح الحرية والوطنية ، وكان حافظ إبراهيم أكبر ممثل لهذه الرؤية ، الذي كتب كثيراً ضد الاستعمار بشكل مكشوف في غالب الأحوال وبشكل مستور في بعض الأحايين ، وعلى سبيل المثال أذكر موقف حافظ إبراهيم عندما صدر أمر بتوقيف الجرائد المصرية صاح حافظ قائلاً :

كانــــت تـــــواســــيــــنا عــــلـــى آلامنا  صحف إذا نــــزل الــبــلاء وأطبقا

فإذا دعوت الدمع فاستعصى بكت عــــنـــا أسـى حتى تفيض وتشرقا

كانت لنا يوم الــــشـــدائــــد أســـهماً  نرمي بها وســـــوابـــــقاً عـند اللقا

مالي أنوح على الــــصــــحــافة جازعاً  ماذا ألم بـــــهــــــا ومــــاذا أحـــدقـا

قــصـوا حواشيها وظــــنـــــوا أنـــــهــــم  أمنوا صواعــقـها فكانت أحذقا

كانـــــت صــــمامـاً للنفوس إذا غلت  فيها الهموم وأوشكت أن تزهقا

كـــــم نـــفــسـت عن صدر حر واجد  لولا الـــصـــمام من الأسى لتمزقا

إضافةً إلى حافظ إبراهيم ، فقد تغنى كل من خليل مطران وأبي القاسم الشابي بالاستقلال ، وأيقظوا الأمة من سبات عميق .

بينما كانت هذه المساعي جاريةً إذ حدثت حربٌ عالميةٌ ثانيةٌ ، وقف العرب فيها مع الاتحاد الغربي ، وخرج الاتحاد الغربي من هذه الحرب منصوراً ، وبعد نهاية الحرب لما أعلنت هيئةُ الأمم المتحدة استقلال البلاد والأمم ، تنفَّس العرب الصُّعداءَ ، ومنذ 1950م استقلت البلاد العربية بشكلٍ تدريجيٍ ، وتم إلغاء الرقابة على اللسان والقلم ، فتطوَّر الأدب العربي وانتقل إلى مرحلة ثورية ذهبية ، فتطور العديد من أصناف الأدب تطوراً باهراً ، بل نشأ كثير من الأصناف الأدبية ، التي لم يعرفها الأدب العربي من ذي قبل ، وبرزت مصر مركزاً للعلوم والفنون وفق تقاليدها القديمة وصلاحياتها الطبيعية ، فقد نجم في هذه البلاد نوابغ وعباقرة ، أثروا الأدب العربي ، وجعلوه باقة الأزهار الزاهية الألوان ، الفائحة العبير ، كما أن الخطابة لقيت تطوراً كبيراً ، فقد اشتهر كل من السيد عبد الله نديم والشيخ محمد عبده ومصطفى كامل في الخطابة الدينية والسياسية ، وسعد زغلول في القضايا السياسية وقضايا الدولة والوطن ، كما نشأ من بين رؤساء البلاد خطباء بارزون .

إن اللغة العربية تعد إحدى اللغات العالمية الست ، وذلك لسعتها وثراء تراثها الأدبي ، فهي خامسة اللغات العالمية الست ، التي هي أكثر انتشاراً ونطقاً في العالم كله ، فينطق بها نحو 400 مليون من العرب كلغتهم الأم ، كما أن نحو بليون مسلم في كل مكان يستخدمونها كلغة ثانية ، فهي لكونها لغة القرآن تحظى بقداسة ، حيث لا تتم الصلاة وذكر الله والعبادات الأخرى بدونها .

وفي القرون الماضية لعبت فتوحات وانتصارات السلاطين المسلمين دوراً كبيراً في تنمية وتطوير هذه اللغة ، حيث تركت اللغة العربية آثاراً بارزةً على عدد من لغات العالم بشكل مباشر أو بواسطة ، وقد تأتي من ضمنها كل من اللغات التركية والفارسية والكردية والأردية والمليالية والإندونيسية والألبانية بالإضافة إلى الإنجليزية والبرتغالية والإسبينية ، فقد سعدت العربية بكونها لغة عدد من المنظمات المحلية والعالمية ، بما فيها الجمعية العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الإفريقي وهيئة الامم المتحدة ، والوحدة الإفريقية منظمة تشتمل على 52 دولةً ، وقد نشأت هذه المنظمة بعد اندماج كل من AEC و OAU ، والاتحاد الإفريقي هدف إلى توحيد العملة والقوات الدفاعية المشتركة وتشكيل عدد من مؤسسات الدولة ، كما أن الاتحاد يسعى إلى إرساء دعائم الجمهورية والحقوق الإنسانية والاقتصاد القوي والقضاء على نزاعات بين الشعوب الإفريقية وإقامة سوق ذات الاهتمام المشترك ، واللغة العربية هي لغة الاتحاد الإفريقي .

وفي 18 من ديسمبر عام 1973م اتخذت الأمم المتحدة قراراً بشأن إدخال اللغة العربية في لغاتها الرسمية ، وفي 19من نوفمبر عام 2010م اتخذت يونيسكو التابعة لهيئة الأمم المتحدة قراراً بالاحتفال بيوم اللغة العربية في 18 من ديسمبر ، اعترافاً بدور العربية في الحفاظ على التراث الإنساني والحضاري ، وبناءً عليه كان 18 من ديسمبر عام 2012م أول يوم ، تم فيه احتفال بيوم العربية العالمي .

وفق الإحصائيات الأخيرة كانت اللغة العربية أسرع اللغات العالمية وأكثرها استخداماً على الانترنت ، فالعربية تتحلى بجميع المواصفات التي تجعلها في عصر العولمة هذا جديرة بأن تكون لغةً مشتركةً بين الأمم كلها ؛ ولكن المؤسف أن هذه اللغة الحبيبة لم تلق مثل هذه المكانة بسبب عداوة الأعداء وغفلة الأصدقاء ، فالوقوف بجانب العربية حتى تنال ما تستحق من أهم الواجبات علينا جميعاً ، وهذا أمر يتطلب جهوداً جماعيةً مكثفةً مخلصةً .

اللغة العربية اقتصادياً :

إن العربية لغة الكتاب والسنة ، وترجمان لدين الفطرة : دين الإسلام ، وأمينة الثقافة الإسلامية ، ولغة رسمية عالمية للإسلام والمسلمين ، فهي من ناحيتها الأدبية والثقافية أكثر اللغات سعةً وشمولاً ، فهي تفوقها جميعاً في سعة التعابير والأساليب البيانية ، وليس هذا ادعاءً محضاً ؛ بل الحقيقة المسلمة أنها ليست في الدنيا لغة تضاهي العربية في جمال البلاغة وروعة الأداء ، وفي العصر الحاضر عند ما شهدت الدول العربية ازدهاراً باهراً في مجال الاقتصاد ، حيث منحها الله سبحانه آبار النفط : الذهب الأسود والمعادن السائلة الأخرى ، بلغت الأمة العربية من المجد والعظمة ما جعل كلاً من روسيا وأمريكا وفرنسا تضطر إلى تعلم العربية والنطق بها تحقيقاً لمصالحها الاقتصادية والتجارية واستمالة لقلوب العرب ، مما يزيد العربية أهمية في العصر الحاضر ، فقد أصبحت الدول العربية أكبر الأسواق المصدرة لثروتها بسبب تصاعد عمرانها والوفاء بحاجاتها   المتنوعة ، وفي عامي 2015 – 2016م قد بلغت التجارة الخليجية – الهندية إلى 97467061 مليون دولار ، فالهند تستورد نحو 45% من النفط والدهون من دول مجلس التعاون الخليجي .

إضافةً إلى ذلك يعمل ملايين من الهنود من الخبراء والموظفين في البلاد الخليجية ، وهم يرسلون نحو 37 بليون دولار إلى الهند ، وهي نصف الأموال المرسَلة إلى الهند من الخارج ، إلى أن العرب يتأثرون كثيراً بالمعطيات الثقافية الهندية من أفلام وكتب ونشاطات أدبية ، حيث يتم تعريب كثير من الكتب ودبلجة الأفلام السينيمائية ، ويكرم المعنيون بالنشاطات الثقافية والفنية من الشعراء والأدباء والفنانين بالجوائز العربية بشكل متواصل .

إن العلاقات الثقافية العالمية وتأثيراتها والتبادلات الثقافية تجعل اللغات تفيد وتستفيد ، فأذكر هنا بعض الألفاظ الهندية التي دخلت في الهند ، واصطبغت بصبغتها :

كرن پھول : قرنفل پيپل : فلفل زرنجبيرا : زنجبيل جائپھل : جائفل
ناريل : نارجيل نيمبو : ليمون چندن : صندل مشكاس : مسك
تري بهل : أطريفل تامبول : تنبول نيلوبل : نيلوفر كپور : كافور
آم : أنبج چترنگه : شطرنج    

وما إليها من الكلمات .

من تأثيرات ورود العرب في السواحل الهندية أن الربانين العرب والإيرانيين كانوا في رحلاتهم ومؤلفاتهم يستخدمون كثيراً من الألفاظ الهندية لا سيما مما يتعلق بالسفينة ونحوها ، ومنها لفظ بارجه ، حيث قال البيروني : إنه في الأصل كلمة هندية ” بيره ” ، وقد شرح العالم البارز محمد بن موسى الخوارزمي الهندسة الهندية ، مما شاع فيما بعد في جميع البلاد العربية .

ونظراً إلى ما تحمل العربية من أهمية بالغة قد زاد إقبال الناس عليها ، فقد كثر متعلموها كثرةً مدهشةً ، وفتحت كثير من المؤسسات التي ترمي إلى تعليم اللغة العربية ؛ بل المؤسسات التعليمية القديمة هي الأخرى بدأت تُدخِل العربية في مقرراتها الدراسية .

المصادر والمراجع :

  1. تاريخ آداب اللغة العربية ، جرجي زيدان ، دار الهلال القاهرة
  2. اردو اور عربی كے لسانی رشتے ، الدكتور إحسان الحق ، قرطاس جامعة كراتشي ، 2005م
  3. مجلة الآداب العربية ، البروفيسور شفيق أحمد خان الندوي ، قسم اللغة العربية بالجامعة الملية الإسلامية ، نيو دلهي ، 2002م
  4. تاريخ أدب عربي ، عبد الرحمن السورتي ، أشرف بك سينتر كشمير
  5. عرب وہند كے تعلقات ، العلامة سيد سليمان الندوي ، دار المصنفين أعظم جراه ، 2015م
  6. عربی ادب ميں ہندوستان كا حصہ ، شمس تبريز خان ، لكهنؤ نظامي بريس ، 1989م

* رئيس قسم اللغة العربية بجامعة لكناؤ ، الهند ، البريد الإلكتروني : siddiquimusheer1@gmail.com

[1] تاريخ آداب اللغة العربية ، لجرجي زيدان ، ج 1 ، ص 45 .

[2] أبو الفضل أحمد بن محمد بن أحمد إبراهيم النيسابوري الميداني ، مجمع الأمثال ،          ( مطبعة السنة المحمدية ) ، ص 40 .