الأدب العربي بين عرض ونقد للأديب الناقد الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي

الإسلام ودعائم اليقظة الإسلامية لسعادة الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله
يونيو 2, 2021
قصص ” ضفاف الحنين ” للقاصة : د . جميلة يوسف الوطني
نوفمبر 3, 2021
الإسلام ودعائم اليقظة الإسلامية لسعادة الدكتور سعيد الأعظمي الندوي حفظه الله
يونيو 2, 2021
قصص ” ضفاف الحنين ” للقاصة : د . جميلة يوسف الوطني
نوفمبر 3, 2021

قراءة في كتاب :

الأدب العربي بين عرض ونقد

للأديب الناقد الشيخ محمد الرابع الحسني الندوي

إعداد : الدكتور مستفيض الرحمن ،آسام ، الهند .

الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد .

فالشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي العالم الأديب المفكر المؤلف ، شخصية ثرية ، متعددة المواهب ، متنوعة العطاء ، علم من أعلام الإصلاح ، ونجم من نجوم الهداية وقائد من قادة الإسلام ، من مواليد بلدة راي بريلي في ولاية أترابراديش بشمال الهند عام 1929م من أسرة علمية معروفة .

ومن كتبه الجليلة هذا الكتاب المذكور : ” الأدب العربي بين عرض ونقد ” ، وقد طُبع هذا الكتاب ست مرات إلى الآن من مؤسسة الصحافة والنشر ، ندوة العلماء ، لكناؤ . وقد جمع المؤلف الجليل مواضيع كثيرةً في هذا الكتاب مثلاً : حقيقة الأدب ، الأدب : توطئة وتمهيد ، الشعر : الشعر الغنائي والتمثيلي ، التحليل والنقد ، الأسلوب الأدبي ، تحليل العمل   الأدبي ، جانبان مؤثران في الأسلوب ، اختلاف الأساليب الأدبية . اتجاهان من إنتاج الأدباء ، النماذج : نماذج العهد الأدبي الأول ، تحليل عناصر النماذج ، نماذج النثر الفني الجاهلي ، نماذج عصر التحول والانقلاب وهو عصر الأدب الإسلامي الأول ، محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم خير نموذج لأدب النثر العربي ، نماذج العهد المدنية والحضارة . الشعر ونماذجه في هذا العهد ، نموذج من شعراء العهد الفاطمي ، النهضة الحديثة : ظهور الصحافة ، الشعر والشعراء ، ظهور النزعة الجديدة في الشعر العربي ، ووصف هذا الكتاب الكاتب العربي المعروف الأستاذ أحمد الجندي كما نشرته مجلة مجمع اللغة العربية ، بدمشق ، في باب التعريف والنقد : ” هذا الكتاب مجموعة من الدروس ألقاها المؤلف على تلامذته في دار العلوم ندوة العلماء ، بلكناؤ في الهند . وقد تناول فيها شرح اختلاف الأساليب الأدبية العربية في مختلف أدوار التاريخ العربي ، كما تناول التعريف بأصحاب هذه الأساليب مع بيان القيمة الأدبية لكل أسلوب ، وقد سجل المؤلف هذه الدروس ، ثم أعمل فيها التهذيب والتنقيح وأضاف إليها نصوصاً أدبيةً من النثر ” تكون عوناً على التطبيق والشرح ” على حد قوله ، فكان من كل ذلك هذا الكتاب كنزاً أدبياً غالياً .

إن هذا الكتاب على صغره يعتبر خدمةً جليلةً لطلاب الأدب في بلد غير عربي ، وخلاصةً مفيدةً لأدبنا ، ويستحق لهذا كل تقدير  وإعجاب ” [1] .

ووصف العلامة السيد أبو الحسن علي الحسني الندوي هذا الكتاب بكلماته الثمينة أيضاً عند تقديم المؤلف ، مثلاً يقول : ” وجاء هذا الكتاب وسطاً بين العرض والنقد والجمع والتاريخ ، وهي الحلقة الأخيرة في سلسلة تدريس الأدب العربي ، والحلقة الأولى في سلسلة تدريس النقد الأدبي ، وعلى هذا الأستاذ يقدر عمل المؤلف فينظر إليه ويحكم عليه على أنه أول كتاب يوضع لشباب ( في المرحلة العالية ) لم يعرفوا من الأدب العربي إلا مجموعات ومختارات في النثر والشعر ، ومعلومات بسيطة بدائية عن تاريخ الأدب العربي ( والنقد ) ، وسيعلمون إذا وقفوا في حقول التعليم وفي مجالات الأدب والثقافة والتأليف في شبه القارة الهندية وهي محاولة سريعة في هذا الموضوع ، ومجموع إملاءات كان يقدم بها المؤلف إلى تلاميذه في الفصول ، وهو مرهق بأعمال تدريسية مضنية كما هو الشأن في مدارس الهند التي يكثر فيها الدروس ويقل فيها المعلمون . إذن لا يستغرب إذا وجد القارئ المتبصر في هذه المادة قضايا أو أحكاماً أو آراء لا يقرها ولا يوافق عليها ، ولا يخلو من آراء سيعدل عنها المؤلف بدوره في الطبعات التالية .

يسرني أن أقدم هذا الكتاب ، كذلك أن أقدمه إلى الأوساط التعليمية والأدبية في الهند ، وهي لم تصل بعد إلى لامرحلة التي تستطيع أن تقدر فيها هذه الجهود التي تبذلها ندوة العلماء وتنتفع بثمراتها ، ولا تزال المدارس التي تعلم اللغة العربية والأدب العربي تنظر إلى من قال قبل أن تنظر إلى ما قيل ، وتنظر إلى المصدر قبل أن تنظر إلى الصادر ، وتحكم على الأشياء وقيمتها بموازين خاصة ومعايير أشخاص وأحزاب وأوساط ، ورغم ذلك ، فإن الكاتب واثق بأن هذه الجهود ستثمر في يوم من الأيام ، وتلقى من التقدير والترحيب ما تستحق ” وليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ” [2] .

وفي هذا الموضوع بعض الكتب التي نعالجها خلال التعليم والتعلم في أقسام الجامعات الهندية حكومية أو غير حكومية والكليات المختلفة منها : النقد الأدبي لأحمد أمين ، وفي النقد الأدبي لشوقي ضيف ، والنقد الأدبي لسيد قطب ، والنقد الأدبي لهلال الغنمي ، وما بين النقد والأدب لزياد أبو لبن ، وبحوث ورؤى في النقد والأدب للكتور عادل الفريحات وفي النقد التطبيقي للدكتور فاروق إبراهيم مغربي ، وفصول في النقد طبع من قسم اللغة العربية وآدابها بجامعة علي جراه الإسلامية ، Classical Arabic Poetics: An Introduction للأستاذ الدكتور إقبال حسين ، والنقد المنهجي عند العرب للأستاذ محمد مندور وأصول النقد الأدبي للأستاذ الشائب ، والأدب العربي بين عرض ونقد لمحمد الرابع الحسني الندوي وغيرها .

حسب السطور المذكورة يمكن لنا أن نقول : إن لهذا الكتاب أهميةً كبيرةً في مجال الأدب العربي عامة وفي النقد الأدب العربي خاصةً . ونظراً إلى أهميته في الدرس والتدريس في الجامعات والكليات حكومية أو غير حكومية ينبغي للدارسين من الأساتذة والباحثين أن يأخذوا المؤلف بعيون الاعتبار خلال الدرس والتدريس والكتابة والتأليف كما نستفيد منه ، وسوف نستفيد إن شاء الله مستمراً ، والله ولي التوفيق .

[1] الأدب العربي بين عرض ونقد ، محمد الرابع الحسني الندوي ، مؤسسة الصحافة    والنشر ، طبعة سادسة ، ندوة العلماء لكناؤ ، 2003م .

[2] الأدب العربي بين عرض ونقد ، محمد الرابع الحسني الندوي ، مؤسسة الصحافة    والنشر ، ندوة العلماء ، لكناؤ .