(8) الشيخ السيد إحسان الحق الندوي إلى رحمة الله تعالى
يونيو 2, 2021(1) البروفيسور الدكتور محمد راشد الأعظمي الندوي إلى رحمة الله تعالى
يوليو 13, 2021رجل فقدناه :
الأستاذ السيد محمد حمزة الحسني الندوي إلى رحمة الله تعالى
قلم التحرير
فقدت ندوة العلماء رجلاً عظيماً من رجالها ، وهو الأستاذ السيد محمد حمزة الحسني الندوي بن الشيخ محمد الثاني الحسني رحمه الله ، وذلك عن عمر يناهز 71/ عاماً ، في 24/ من شهر رمضان المبارك 1442هـ ، المصادف 7/ من شهر مايو ، 2021م ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
لم تكن وفاة الأستاذ السيد محمد حمزة الحسني الندوي حادثةً كبيرةً للأسرة الحسنية ، وسماحة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي رئيس ندوة العلماء فحسب ، بل كانت مفاجأةً محزنةً لأسرة ندوة العلماء ، فقد فقدت ندوة العلماء بوفاته رجلاً إدارياً ، وعاملاً كبيراً بصدق وإخلاص ، فقد كان الأستاذ محمد حمزة الحسني أميناً عاماً لندوة العلماء ، ونائب الرئيس لندوة العلماء ، كما كان ابن أخي الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي حفظه الله ، وزوج كبرى بناته ، ولد الأستاذ السيد محمد حمزة الحسني في 15/ ديسمبر عام 1950م ، وعاش في تربية الإمام السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي رحمه الله تعالى ، واستفاد من توجيهاته ، وقد درس أولاً في المعهد الثانوي لدار العلوم لندوة العلماء ، ثم في الصفوف العليا لدار العلوم ، ونال شهادتي العالمية والفضيلة منها في علم الحديث الشريف ، كما درس في جامعة لكناؤ ، وأحرز شهادة الليسانس بالدرجة الأولى ، وكان جلُّ اشتغاله بالكتب الدينية ، بحيث كان مسئولاً عن مكتبة الإسلام ، في لكناؤ ، وهذه المكتبة قد أنشأها والده الكريم الشيخ محمد الثاني الحسني رحمه الله لنشر الكتب والمؤلفات الدينية ، وهي تنشط في هذه الأيام كذلك ، ونشر عدداً من الكتب الدينية ، ولا سيما مؤلفات الشيخ أبي الحسن علي الحسني الندوي ، وكان الأستاذ محمد حمزة الحسني رئيس تحرير لمجلة رضوان الشهرية ، التي أصدرها والده الكريم الشيخ محمد الثاني الحسني لإصلاح وتربية النساء المسلمات وتزويدهن بالمواد الدينية ، عام 1956م ، وقد صدرت هذه المجلة في زمن لم تكن هناك مجلة تختص بالمقالات حول تربية النساء في المجتمع ، فكان صدورها إنجازاً كبيراً منه بتوفيق من الله تعالى ، وانتخب الأستاذ محمد حمزة الندوي رئيس تحريرها بعد وفاته في 16/ فبراير عام 1982م ، وما زال يصدر الأستاذ حمزة المجلة ، ويرأسها ، منذ أربعين عاماً ، فكانت هذه المجلة منبراً كبيراً لإصلاح المجتمع النسوي على أوسع نطاق .
عاش الأستاذ محمد حمزة الحسني الندوي حياةً مشغولةً في الإدارة والتنظيم في ندوة العلماء ، وعُين عضواً في الهيئة الاستشارية لندوة العلماء عام 1990م ، وبعد وفاة الإمام السيد أبي الحسن علي الحسني الندوي انتخب أميناً عاماً لندوة العلماء ، فظل يراقب شئون ندوة العلماء ويشرف عليها عن كثب ، ثم في عام 2018م انتخب نائب رئيس ندوة العلماء ، فكان يقضي جميع أوقاته في رحاب ندوة العلماء ، ويساعد رئيس ندوة العلماء سماحة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي حفظه الله في جميع أموره ، وقد أشرف على صحيفة ” تعمير حياة ” الصادرة من ندوة العلماء باللغة الأردية بعد وفاة الشيخ السيد عبد الله عباس الندوي رحمه الله تعالى ، وبالإضافة إلى مسئوليات ندوة العلماء أنشأ الأستاذ السيد محمد حمزة الحسني الندوي جمعية الشيخ السيد محمد الثاني الحسني التعليمية بمدينة رائى بريلي عام 1984م ، وهذه الجمعية تشرف على عدة مدراس للبنين والبنات ، منها جامعة أم المؤمنين عائشة ومدرسة السيد أحمد الشهيد لتحفيظ القرآن الكريم بزاوية الشيخ علم الله الحسني .
ألف الأستاذ السيد محمد حمزة الحسني الندوي عدداً من الكتب الدينية ، منها سيرة أمهات المؤمنين وسيرة الصحابيات ، وسيرة الإمام أحمد بن عرفان الشهيد ، وقد دوّن رسائل الإمام الندوي باللغة الأردية ، وطبعت هذه الرسائل في خمسة مجلدات ، ولا شك أن جمع هذه الرسائل وتدوينها عمل مشكور ، قام به الأستاذ السيد محمد حمزة الحسني الندوي رحمه الله تعالى . ترك الأستاذ السيد محمد حمزة الحسني الندوي خلفه زوجةً صالحةً ، وهي بنت سماحة الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي ، وابنين ، وهما رشيد أحمد الندوي وسعيد أحمد الندوي .
رحمه الله رحمةً واسعةً ، وغفر له زلاته ، وأسبغ عليه شآبيب رحمته ، وألهم أبناءه وأهله الصبر الجميل ، وقال الله تعالى : كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ ٱلْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ .