البلاغة والإعراب والبيان في القرآن الكريم ( أول سورتي الزخرف والدخان )
فبراير 21, 2021البلاغة والإعراب والبيان في القرآن الكريم ( أول سور الجاثية والأحقاف ومحمد )
مارس 31, 2021التوجيه الإسلامي :
محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
الرسول الأعظم وصاحب المنة الكبرى
( الحلقة الثانية الأخيرة )
بقلم : الإمام الشيخ السيد أبي الحسن الحسني الندوي ( رحمه الله تعالى )
لا يخفى على دارسي التاريخ البشري أنه واجهت البلاد الراقية ، والحضارة والمدنية ، والثقافة ، والعلوم ، والأخلاق ، والإنسانية ، والديانتان العظيمتان المؤثرتان : الإسلام ، والمسيحية وأتباعهما ، وحكوماتهما الواسعة الأطراف الراقية المتحضرة الخصبة بل ومستقبل الإنسانية بأسرها في القرن السابع الهجري ( القرن الثالث عشر المسيحي ) أزمةً شديدةً مرديةً ، كانت قد قضت على الأخضر واليابس ، وذهبت بجهود الماضي كلها أدراج الرياح ، ونسخت كل حسن وجمال ، وكل فضل ، وكمال ، وصيَّرت المستقبل وجميع إمكانياته النيرة شاحبةً ضئيلةً لا يوثق بها ، ولا يعتمد عليها ، كانت هي حملة المغول التتار الوحشية المفاجئة بقيادة قائدهم العبقري النادر جنكيز خان ( تيموجين ) على العالم الغربي والشمالي المتحضر ، التي بدأت عام 616هـ الموافق 1291م .
ويمكن أن يقدر هول هذه الهجمة الشرسة ، والدهشة التي أثارتها ، والرعب الذي ألقته في القلوب ، وصلاحيتها للقضاء على التراث الحضاري ، والمدني ، والديني ، والعلمي ، والعقلي ، والفكري ، والبنائي ، والصناعي ، وآثارها ، ونتائجها التي ظهرت على مسرح التاريخ الإنساني من هذه المقتطفات التي اقتبسناها من كتاب ” جنكيزخان ” لمؤرخه الثقة المؤلف الأستاذ هيرالد ليمب ( Harold lamb ) ، يقول المؤلف :
” إنه محا في طريقه كل مدينة من الوجود ، غيّر مجرى الأنهار ، وملأ الصحارى باللاجئين المذعورين المشرفين على الموت ، وإنه لم يكن يبقى بعد مروره بالمناطق التي كانت آهلةً بالسكان في يوم ما من الأيام أي حيّ من الأحياء إلا الكلاب ، والذئاب ، والحدأة ، والنسور [1] .
وقد كان العالم المسيحي بعد موت جنكيز خان [2] في دهشة ، وحيرة ، وفزع ، تجاه جيل المغول التالي ، على حين كان الفرسان المغول المفترسون يعيشون في أوربا يدوسونها بأقدامهم ، وقد فر منهم بول سلاس ملك بولندا ، وبيلا ملك النمسا منهزمين من ساحة القتال ، وقد قتل [3] ديوك هينري من سائي ليسيا مع فرسانه في ليك نتز ( Liegnitz ) [4] .
كانت هذه حرباً ضروساً تجاوزت كل الحدود ، بلغت إلى حد الحرب العالمية الثانية ، لقد كانت هي مقتلة عامة لنوع البشر ،لم يكن هدفها إلا إبادة الناس والقضاء عليهم [5] .
لم يكن في وسع الإنسان أن يسد سيل المغول ، فقد تغلبوا على جميع أخطار الصحارى والغابات ، ولم يقف في وجههم أي شيئ من الجبال والبحار ، وشدائد الطقوس والفصول ، والقحط والأوبئة ، ولم يكونوا يخافون أي خطر ولا مانع ، ولا هناك قلعة ترد هجومهم ، ولا كانت تؤثر فيهم استغاثة من مظلوم [6] .
إن أعداءه من المؤرخين ذكروا فتوحه وانتصاره أكثر من غيرهم ، لقد كانت غارته على الحضارة ، والمدنية بلغت من الهول والتدمير والإبادة أن عادت نصف الكرة الأرضية كأن لم تغن بالأمس ، وبدأت الحياة من جديد ، لقد دمرت حكومات بريسترجان ، وختا ، وقراختائي ، وخوارزم ، ثم بعد موته حكومة بغداد ، ودول روسية ، وبولندا ، وكلما فتح هذا الوحش الضاري الذي لم يلق هزيمةً في حياته شعباً من الشعوب انتهت جميع الحروب والمعارك الداخلية ، وتغير مثار الأوضاع والظروف سواء كان صالحاً ، أو غير صالح . ويبقى الأمن مدةً طويلةً بين أناس يبقون أحياء بعد انتصار المغول [7] .
وقد تصدى المؤلفون لتاريخ العهد المتوسط الصادر من كمبردج بذكر صدام المغول الشديد الذي كان سببه جنكيز خان بما يلي :
” إن ظهور هذه القوة الجديدة في تاريخ العالم ، أعني قدرة رجل واحد على تغيير حضارة النوع البشري ، يبتدئ من جنكيز خان ، وينتهي إلى حفيده قوبيلائي خان الذي بدت في عهده آثار الفرقة والانشقاق في مملكة المغول المتحدة المتماسكة ، والحقيقة أن التاريخ لم يشهد إلى الان قوةً تشبه قوة هؤلاء المغول ” [8] .
ولم يكن العالم الإسلامي وحده فريسة هذه الفتنة التتارية ، وإنما العالم المتمدن كله كان متوجلاً من هذه الغارة ، وقد تغشى الذعر والخوف في الأمكنة التي لم يكن يرجى فيها وصول التتار ، يقول جبون في كتابه الشهير ” تاريخ انحطاط وسقوط روما ” :
” حينما اطلع سكان السويد على أخبار غارة التتار عن طريق روسيا تسلط عليهم من الذعر والخوف ما منعهم عن الخروج إلى سواحل إنجلترا لصيد الأسماك وقد كان ذلك عادةً متبعةً لديهم ” [9] .
وقد دخل التتار بخارى ، وأتوا عليها من كل جانب ، فدمّروها حتى عادت كومةً من تراب ، ثم توجهوا إلى سمرقند وأحرقوها ، وأبادوا أهلها ، ولقيت نفس المصير المدن الشهيرة للعالم الإسلامي ، وقد كان من المتوقع أن يتوجه التتار بعد تدويخ القوة الإسلامية الموحدة الأخيرة في هذه المنطقة مملكة خوارزم شاه والقضاء عليها وتحويل المدن الإسلامية المركزية المعمورة الكبرى إلى خراب يباب ، نحو التسرب المسيحي – وقد كانت حالة أوربا الخلقية والفوضى السياسية وانحراف المجتمع ، وفساده ، وانحطاطه فيها – وقد تعرضنا لذكرها في ضوء أقوال الباحثين والمؤلفين الغربيين المنصفين يدعو إلى هذه الحملة ، ويمهد لها السبيل ، ثم يلقى الغرب المسيحي كذلك نفس المصير المشؤوم الذي لقيه الشرق الإسلامي .
وقد كنا ذكرنا قول هـ ، ج ، ويلز ( H. G. Wells ) :
” كان يسوغ لمتتبع – غير محنك ناضج الفكر – للأوضاع السائدة في أوائل القرن السابع المسيحي أن يتنبأ بسهولة وبثقة بأن أوربا وآسيا ستقعان تحت رحمة المغول الوحوش في غضون بضعة قرون قادمة ” [10] .
ويقول هيرالد ليمب (Harold Lamb ) :
” إن حملة جنكيز خان وغارته الشعواء المدمرة ألحقت بالمدنية خسائر فادحةً عظيمةً ، فقد قضى على الحضارة والثقافة في نصف الكرة الأرضية ثم عادتا بعد موتهما إلى الحياة من جديد ” … وقد محيت سلطنة خوارزم شاه ، وخلافة بغداد ، ومملكة روسيا ، ودولة بولندا لمدة لا بأس بها من الوجود ” [11] .
” وإن جيوش ألمانيا ، وبولندا لم تتحمل صدمة الهجمة الطاغية التي قام بها المغول الذين أبادوها ، ودمّروها تدميراً ” [12] .
ولكن فاجأ العالم حادث لا يقل عن معجزة غيّر مجرى التاريخ ، وأعطى العالم المتمدن المعمور فرصةً ليس لأن يتنفس بطمأنينة وراحة فحسب ، بل ليخدم من جديد المدنية والحضارة ، والعلم والفكر ، وينال القوة والاستقرار والرقي والازدهار ، وهو أن هذا الشعب الفاتح الذي لم تلحقه هزيمة ، والذي استعصى على الشعوب والأمم اعتنق ديانة الشعب المغزو المفتوح ، المضطهد المظلوم ، الذي فقد قوته السياسية والمادية ، والذي كان ينظر إليه نظرة احتقار وازدراء ، يقول البروفيسور آرنلد في كتابه ” الدعوة إلى الإسلام ” (Preaching of Islam ) وهو يبدي حيرته ، واستغرابه من هذا الحادث :
” ولكن الإسلام نهض من تحت أنقاض عظمته الأولى ، وأطلال مجده التالد ، واستطاع بواسطة الدعاة المسلمين أن يجذب أولئك الفاتحين الذين قد أنقذوا جمعيتهم في اضطهاد المسلمين ويحملهم على اعتناقه ” [13] .
إن هذا الحدث مثار دهشة وعجب ، ولكن استغرابنا يشتد حينما لا نجد تفاصيله وافيةً في بطون التاريخ ، إننا لا نكاد نعثر على أسماء هؤلاء الأعلام والأبطال الذين حققوا هذه المأثرة ، وأدخلوا هذا الشعب الهمج في حظيرة الإسلام ، مع أن هذه المأثرة لا تقل أهميةً عن أي مأثرة إسلامية في التاريخ ، ولهم فضل لا ينكر لا على رقاب المسلمين فحسب ، بل على الإنسانية كلها ، إلى أن يأذن الله لها بالفناء ، فإنهم أنقذوا العالم من دمار محتوم ، وهمجية مجنونة ، وحالة رعب ، ودهشةٍ ، وهلع ، إلى جو الإيمان واليقين ، والأمن والسلام والاجتماع والنظام ، وحب العلم وتشجيعه ، وتنمية وتقدير أهل الفضل والكمال ، وبدأ العلم ، والفكر ، والتأليف والبحث ، والتدريس ، والتحقيق والأدب ، والفن رحلته من جديد ، في جو معتدل متزن ، وفي ظل المقدرين بجهود أصحاب الفضل والنبوغ ، والمعترفين لدورهم ، ومنتهم ، والمشجعين لهم على أعمالهم العلمية والفكرية .
لقد توزعت دولة جنكيز خان بعد وفاته إلى أربعة فروع ، وبدأ الإسلام ينتشر في هذه الفروع الأربعة ، وأصبح التتر يعتنقون الإسلام بجهود الخاقان حتى دخلوا في ظرف مأة سنة في دين الله [14] .
إن قصص هؤلاء الدعاة المسلمين والمشايخ الصالحين ، والأمراء المخلصين الذين أثرت أخلاقهم الكريمة العالية ، وسيرتهم المخلصة النزيهة ، وربانيتهم الصادقة ، وإشراقهم وجاذبيتهم في هؤلاء الهمج المغول المقاتلين الظامئين للدماء ، فتحولوا إلى اعتناق الدين الإسلامي ، لقصص حية مثيرة ، لا تزال تشعل مجامر القلوب ، وتهز النفوس وتجذب القلوب [15] .
إن التتار لم يدخلوا الإسلام رسمياً كشعب يعتنق هذا الدين بأسره فحسب ، بل برز فيهم عدد كبير من العلماء ، والفقهاء ، والمجاهدين ، والدعاة ، والربانيين ، وأهل الصدق واليقين ، وأدوا دورهم الثمين في حماية حمى الإسلام في ظروف دقيقة ، ولحظات عصيبة من التاريخ .
إن حادث دخول التتار في الإسلام الذي غيّر طبيعتهم ، وذوقهم ، وميولهم ، ونظرتهم إلى المدنية والإنسانية ، ليس منةً على الشرق الإسلامي فحسب ، بل هي منة عظيمة على الغرب المسيحي ، وشبه القارة الهندية أيضاً ، التي حملوا عليها في نفس القرن السابع الهجري ( القرن الثالث عشر المسيحي ) تسع أو عشر مرات ، ولكن الملوك الأتراك المسلمين وعلى رأسهم السلطان علاء الدين الخلجي ( م 716هـ الموافق 1316م ) وقائد جيوشه الغازي غياث الدين تغلق شاه ( م 725هـ الموافق 1324م ) ردوا هجماتهم على وجوههم ، وهزموهم ، وهكذا استطاعوا أن يحموا هذه البلاد القديمة المخصبة ، وتراثها العلمي والحضاري ، وديانتيها الكبيرتين الإسلام والهندوسية – بفروعها الكثيرة – من غارة التتار الوحشية .
لقد كانت هذه المأثرة العظيمة منةً للإسلام على عالم البشرية بصفة عامة وعلى الغرب المسيحي بصفة خاصة – الذي كان قد قُدّر له في مستقبل الأيام أن يلعب دوراً هاماً في الكشوف العلمية ، والمخترعات المادية ، والبحث عن الوسائل والآلات التي تيسر سبل الحياة ، وطرق تبادل العلم ، والثقافات ويهيئ للعالم مرافق الحياة ، كانت هذه المنة على الغرب منة الحماية والصيانة له من الدمار المتوقع ، والغزو الشرس الذي لا يعرف الرحمة .
هذا ، وبجانب آخر كانت للإسلام مأثرة عظيمة خالدة ، ومنة أخرى جسيمة على الغرب عن طريق تعريفه للغرب بمصادر العلم والمعرفة الجديدة ، ومنابع الثقافة الأصيلة ، بل إمتاعه بها ، وفتح الأبواب أمامه للاستفادة منها ، فقد كانت هذه العلوم والثقافات الإسلامية هي التي أضاءت للغرب الطريق في غياهب قرونه المظلمة ( Ages Dark ) ووهبته نوراً جديداً مهّد له السبيل لنهضته العملاقة الحديثة ( Renaissance ) التي لم تغيّر عالم الغرب رأساً على عقب فحسب ، بل أفادت العالم كله بحقائق ومعلومات جديدة ، وبدأ بها عهد جديد للعلوم التجريبية ( Science ) التي أحدثت في هذه الدنيا انقلاباً مدهشاً وثورةً كبيرةً ، وإن أكبر منحة وهدية قدمتها الأندلس الإسلامية ( Spain Muslim ) التي انتقلت عن طريقها إلى الغرب العلوم ، والآداب ، والفلسفة ، والحكمة ، والطب ، والرياضيات هي الواقعية والمنطق الاستقرائي ( Logic Inductive ) الذي حل محل القياس والاستنباط ( Logic Deductive ) والذي غير مجرى الفكر في الغرب ، والذي لم يسبب رقي التكنولوجيا الحديثة والعلوم الجديدة ، وازدهارها فحسب ، بل إنهما مدينتان له في وجودهما ، وظهورهما ، في جميع بحوث الغرب وتحقيقاته المفيدة النافعة ، والتجارب العملية الحديثة ، والانتصارات المحدودة ، والجزئية في تسخير هذا الكون ، وإزالة العوائق من طريق رسالة محمد – صلى الله عليه وسلم – للعالم ، ولا نجد نظيرها في تاريخ الإصلاح والديانات وحياة النوابغ والأبطال :
” اكتست صحراء العرب بفضل هذا النبي حلةً أنيقةً ، وأنبتت زهرةً يانعةً ، إن عاطفة الحرية نشأت في ظل هذا النبي ، بل ترعرعت ، ونمت في حجره ، وهكذا كان يوم هذا العالم المعاصر مديناً لأمسه .
لقد وضع قلباً نابضاً خفاقاً في جسد الإنسان البارد، وأزاح الستار عن طلعته الجميلة الوضاءة .
هزم كل طاغوت ، وحطّم كل صنم ، وأورق به كل غصن يابس وأزهر ، وأثمر ، إنه روح معركة بدر وحنين ، وإنه مربي الصديق ، والفاروق ، والحسين .
أذان صلاة الحرب ، وجرس سورة الصافات غيض من فيضه .
جعل سيف صلاح الدين البتار ، ونظرة بايزيد النافذة ، مفتاح كنوز الدنيا والآخرة .
جرعة من كأسه أروت العقل والقلب ، والتقى بها روح الرومي بفكر الرازي ، واجتمع بها العلم ، والحكمة ، والدين ، والشرع ، والإدارة ، والحكم مع قلوب مخبتة منيبة في الصدور .
إن جمال قصر الحمراء ، والتاج ، الذي نال خراج الملائكة ، وإعجاب القدسيين هو نفحة من نفحاته ، ولمحة قصيرة من لمحاته ، وومضة من أنواره وبركاته .
ظاهره تلك التجليات والنفحات ، وباطنه در مكنون ، لم يطلع عليه العارفون ، ولم يصل إلى كنهه السالكون .
فلا ريب أنه يستحق ثناء الجميع وشكرهم وحمدهم ، لأنه أسبغ نعمة الإيمان على هذه الحفنة من التراب ” .
[1] Harold Lamb, Genghis Khan, (London 1928) p. 11-12
[2] عام 624 سنة هـ .
[3] Harold Lamb, Genghis Khan, p. 12 (London 1928)
[4] ليك نتز ( Liegnitz ) تقع في مديرية ( Wroclaw ) في بولندا قرب حدود ألمانيا الشرقية واسمها الجديد لكنيكا ( Legnica ) .
[5] Harold Lamb-Genghis Khan, p. 166. (London, 1928
[6] Harold Lamb-Genghis Knan, (London, 1928) p. 210
[7] Harold Lamb-Genghis Knan, (London, 1928) p. 206
[8] Harold Lamb-Genghis Knan, (London, 1928) p. 210
[9] Edward Gibbon- The Decline and fall of the Roman, Empire, Vol New-york, n. d, p. 634
[10] A Short History of the World-op. cit, p. 144
[11] Genghis Khan-op. cit, p. 206
[12] Genghis Khan-op. cit, p. 231
[13] T. W. Arnold, The preaching of Islam, (London-1953) p. 227
[14] يرجع لمزيد من التفصيل في هذا الموضوع إلى فصل ” انتشار الإسلام في التتار ” في كتاب العلامة الندوي ” رجال الفكر والدعوة ” ، ج/ 11 ، ص/ 221 – 306 .
[15] انظر لنماذج منها كتاب البروفيسور آرنلد ” الدعوة إلى الإسلام ” ، وكتاب العلامة الندوي ” رجال الفكر والدعوة ” ، ج/ 1 ، طبع دار ابن كثير بدمشق .