البلاغة والإعراب والبيان في القرآن الكريم ( أول سورتي الزخرف والدخان )

محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الرسول الأعظم وصاحب المنة الكبرى ( الحلقة الأولى )
فبراير 21, 2021
محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الرسول الأعظم وصاحب المنة الكبرى
مارس 31, 2021
محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الرسول الأعظم وصاحب المنة الكبرى ( الحلقة الأولى )
فبراير 21, 2021
محمد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – الرسول الأعظم وصاحب المنة الكبرى
مارس 31, 2021

التوجيه الإسلامي :

البلاغة والإعراب والبيان في القرآن الكريم

( أول سورتي الزخرف والدخان )

بقلم : معالي الشيخ الدكتور راشد عبد الله الفرحان *

3 ( إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ) .

جَعَلْنَاهُ :

من هذه الآية اتخذ المعتزلة والشيعة والزيدية والإباضية حجةً لهم على أن القرآن مخلوق ، أما أهل السنة فقد قالوا جعلناه معدى إلى مفعولين ، أي خلقناه على ما جاء في الكشاف للزمخشري ، ولكنه مع ما أورد رأي أهل السنة والجماعة الذي ينزه الله كلامه عن الخلق قال        ( جَعَلْنَاهُ ) صيرناه معدى إلى مفعولين ، ( إِنَّا جَعَلْنَاهُ ) قال سعيد بن جبير : أنزلناه ، وقد يأتي الجعل بمعنى القول ( وَجَعَلُواْ ٱلْمَلاَئِكَةَ ٱلَّذِينَ هُمْ عِبَادُ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنَاثاً ) أي قالوا الملائكة بنات الله .

4 ( وَإِنَّهُ فِيۤ أُمِّ ٱلْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ) .

أُمِّ ٱلْكِتَابِ :

استعار لفظ الأم للوح المحفوظ الذي هو المشبه المحذوف ، وهذه الاستعارة من أجل تمثيل ما ليس بمرئي حتى يصير مرئياً ، وللإفادة من هذه الاستعارة هو الظهور .

5 ( أَفَنَضْرِبُ عَنكُمُ ٱلذِّكْرَ صَفْحاً أَن كُنتُمْ قَوْماً مُّسْرِفِينَ ) .

البلاغة – في الاستعارة التمثيلية :

كلما زادهم النبي صلى الله عليه وسلم دعاءً ازدادوا نفوراً واستكباراً ، وفيه استفهام إنكاري حيث شبه حال الذكر وهو القرآن بحال غرائب الإبل وذودها عن حوض الماء لكي لا تشرب مع إبلهم ، ثم استعمل ما كان في تلك القصة ههنا .

36 ( وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ ) .

من يتعام عن القرآن وهو يعرف أنه الحق ويتجاهل كالأعشى الذي لا يبصر بالليل ويبصر بالنهار ، والنكرة في سياق الشرط تفيد العموم ، حيث ازداد عموم الشياطين لا واحداً ، ولذا أعاد عليه الضمير مجموعاً في الآية التالية .

37 ( وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ ٱلسَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ ) .

38 ( حَتَّىٰ إِذَا جَآءَنَا قَالَ يٰلَيْتَ بَيْنِى وَبَيْنَكَ بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ ٱلْقَرِينُ ) .

بُعْدَ ٱلْمَشْرِقَيْنِ – ٱلْقَرِينُ :

أراد المشرق والمغرب ، ولكن غلَّب المشرق على المغرب متبعاً أسلوب القرآن ، كقولك الأبوين ، والقمرين ، أما القرين فهو ذلك النفس الأمارة بالسوء التي تلازم الإنسان ، تأمره بالشر وتنهاه عن الخير ، هي النفس الشيطانية الملازمة لكل نفس مقابل النفس الخيرية التي تأمر بالخير ، وهذا ملاحظ في كل إنسان .

45 ( وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رُّسُلِنَآ أَجَعَلْنَا مِن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) .

مِن قَبْلِكَ :

الخطاب للأمة سلوا وانظروا في كتب وأديان الأمم السابقة لتروا جواب هذا السؤال ، أما النبي محمد صلى الله عليه وسلم فهو متيقن بالوحدانية لله ، ولأن الرسل ماتوا ، فيكون في الكلام مجاز .

63 ( وَلَمَّا جَآءَ عِيسَىٰ بِٱلْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِٱلْحِكْمَةِ وَلِـأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ ٱلَّذِى تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُونِ ) .

بَعْضَ –  وَأَطِيعُونِ :

بعض الذي يختلفون فيه من أمور الدين ، وخصوصاً تحريف التوراة ، والآخر يبينه العلماء ، ( أَطِيعُونِ ) أصله أطيعوني النون للوقاية ، جاءت قبل ياء المتكلم المحذوفة لمناسبة فاصلة الآية ، حذف من الفعل للدلالة على أنه يبين لهم البعض ، وليس كل الذي يختلفون فيه من الأمور الدنيوية بينهم .

68 ( يا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ ) .

عِبَادِ :

منادى مضاف منصوب ، وعلامة النصب الفتحة المقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف .

71 ( يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ ٱلأَنْفُسُ وَتَلَذُّ ٱلأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) .

البلاغة – الإيجاز :

هذا حصر لأنواع النعم ، لأنها إما مشتهاة في القلوب ، وإما مستلذة في العيون .

88 ( وَقِيلِهِ يٰرَبِّ إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَّ يُؤْمِنُونَ ) .

قِيلِهِ :

مصدر سماعي قلبت الواو ياء ، لأن ما قبلها مكسور ، و ( قِيلِهِ ) معطوف على الساعة أي عنده علم الساعة وعلم قيله ، والهاء ترجع للنبي صلى الله عليه وسلم ، القول والقيل والقال كلها مصادر .

أول سورة الدخان

35 ( إِنْ هِىَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا ٱلأُوْلَىٰ وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ ) .

الإعراب :

إن حرف نفي ( إِلاَّ ) للحصر والواو عاطفة ، ( مَا ) نافية عاملة عمل ليس ، ” منشرين ” مجرور لفظاً منصوب محلاً ، خبر ما ، وجملة ( وَمَا نَحْنُ بِمُنشَرِينَ ) في محل نصب على جملة مقول القول ، ومنشرين بمعنى مبعوثين .

43 ( إِنَّ شَجَرَةَ ٱلزَّقُّومِ ) .

44 ( طَعَامُ ٱلأَثِيمِ ) .

البلاغة – التشبيه :

شبه الزقوم بالنحاس المذاب بفعل النار ، وهو مهل ، لأنه يمهل في النار حتى يذوب . وهو مجاز كما يقال : ( الحقد يغلي في قلبه ) .

48 ( ثُمَّ صُبُّواْ فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ ٱلْحَمِيمِ ) .

الاستعارة المكنية :

شبه العذاب بالشيئ المائع ثم خيّل له بالصّب مثل ( أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً ) .

*  وزير الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الكويت سابقاً .