علماء أهل الحديث في الهند

العلامة المحدث الشيخ حليم عطاء : أستاذ المحدثين والعلماء في عصره
يوليو 25, 2020
العلامة الشريف السيد عبد الحي الحسني : شخصيته البارزة
أغسطس 12, 2020
العلامة المحدث الشيخ حليم عطاء : أستاذ المحدثين والعلماء في عصره
يوليو 25, 2020
العلامة الشريف السيد عبد الحي الحسني : شخصيته البارزة
أغسطس 12, 2020

رجال من التاريخ :

علماء أهل الحديث في الهند

معالي الشيخ الدكتور راشد عبد الله الفرحان *

نحن أهل الكويت في الماضي لا نعرف شيئاً عن الهند سوى التجارة في اللؤلؤ والعلاقة السياسية وكون حاكم الهند هو المسؤل عن الشئون الخارجية للكويت قبل الاستقلال ، وهناك نزر يسير من الصناعات التي يجلبها التجار مثل طبع بعض الكتب وتجليدها ، وجلب الأرز وبعض التوابل ، حيث نصدر لهم التمر واللؤلؤ .

وفي أثناء مطالعاتي الأخيرة وأنا أكتب في ( تدوين الكتاب  والسنة ) اطلعت على كتاب ( أهل الحديث في شبه القارة الهندية ) فوجدته يتحدث عن علماء لهم نشاط كبير وعلم غزير ، وخدمة للحديث في القرون الماضية يوم أن خفت ذلك النشاط ونامت الهمم لدى الناس عن رواية وتدريس الحديث ، وإلى القارئ الكريم أسوق نبذةً مما قرأته في ذلك الكتاب الذي ادهشني ، في تاريخ تلك الحقبة .

أهل الحديث في الهند :

دخل الإسلام الهند في عهد الخلافة الراشدة ، في عهد الخليفة عمر بن الخطاب وعثمان وعلي ثم فتحت بلاد السند على يد المجاهد محمد بن القاسم الثقفي ووفد معه مجموعة من التابعين الذين ساهموا في تنشيط حركة الحديث ، منهم :

  1. موسى بن يعقوب الثقفي
  2. يزيد بن أبي كبشة الدمشقي
  3. أبو موسى إسرائيل البصري
  4. أبو حفص الربيع بن صبيح السعدي

كان أهل الهند منذ الفتح حتى أواخر القرن الرابع الهجري عاملين بالكتاب والسنة على مذاهب أهل الحديث ، تتابعت الفتوحات ، وظلت ثمانية قرون تحت الحكم الإسلامي وبعد أن دخلهم التعصب المذهبي ، وقل الاهتمام بالحديث ، فنشأت البدع والخرافات .

لم تكن تخلو تلك الحقبة من الزمن من العلماء الذين نشروا الحديث عملاً وتدريساً ووجدت مراكز للحديث في السند وملتان والبنجاب ، ونشطت حركة الحديث في مناطق متعددة أخرى بعد ذلك ، فمن هؤلاء العلماء : جاء الشيخ المحدث إسماعيل اللاهوري ( ت 448هـ ) من بخارى إلى لاهور سنة 395هـ ، قبل أن يفتحها المسلمون فدعا الناس إلى الإسلام ، وأسلم على يديه آلاف من الهنادك ، وهو أول من نشر السنة في لاهور ، وتصدر لتدريس الحديث والتفسير بها ، وهو من رجال القرن الخامس .

  • وفي القرن السادس نجد الشيخ أبا الحسن علي بن عمرو بن الحكم اللاهوري ( ت 529هـ ) أنه سمع أبا علي المظفر بن إلياس بن سعيد الحافظ ، وأسند عنه أبو الفضل محمد بن ناصر السلامي البغدادي ببغداد ، وأسند عنه السمعاني صاحب ( الأنساب ) بواسطة أبي الفضل السلامي .
  • ومن أهل القرن السابع : الإمام المحدث أبو الفضل رضي الدين الحسن بن محمد الصغاني اللاهوري ( 577 – 650هـ ) ، كان من مشاهير محدثي الهند وأئمة اللغة ، وكان معروفاً بعلمه وفضله ، ومؤلفاته القيمة في الحديث واللغة والأدب .
  • وتشرفت الهند – بفضل الله تعالى – في القرن الثامن الهجري ، بقدوم بعض تلامذة شيخ الإسلام ابن تيمية من مصر والشام ، وقيامهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ونشرهم علوم الكتاب والسنة ، وتزويدهم المكتبة الإسلامية بما أتوا به من كتب السنة ، وتأثيرهم في ملوك ذلك العصر وخاصةً الملك محمد تغلق الذي أحدث تغييراً في السياسة والحكم ، وقضى على كثير من مظاهر الشرك والوثنية ، وأتى على انحرافات المتصوفة من بنيانها ، ومن هؤلاء التلاميذ البررة :
  • العلامة عبد العزيز الإردبيلي ( وقد أثر في الملك محمد تغلق تأثيراً كبيراً ) .
  • والعلامة عليم نجم الدين ( حفيد بهاء الدين زكريا الملتاني ) ( ودعا الملك إلى إزالة البدع والخرافات ) .
  • والعلامة شمس الدين ابن الحريري ( وجاء إلى الهند بأربع مأة كتاب من كتب الحديث ) [1] .

لا نغفل بالذكر همة ونشاط الندويين في لكهنؤ بالهند بالعناية بالحديث وخاصةً الداعية الكبير أبو الحسن الندوي ورفاقة المناضلين ، كذلك مجلة البعث الإسلامي بقيادة الشيخ الدكتور سعيد الأعظمي ، ومن تلاميذه في جامعة الصالحات بمدينة رامفور الشيخ عبد الخالق الندوي والشيخ الإصلاحي ، جزى الله الجميع خيراً .

*  وزير الأوقاف والشئون الإسلامية في دولة الكويت سابقاً .

[1] راجع تقديم الشيخ عبد الحميد الرحماني لكتاب ( دعوة شيخ الإسلام بن تيمية وأثرها ، في الحركات الإسلامية المعاصرة ) لصلاح الدين مقبول أحمد .