(5) نصوص من رحلة الشيخ عبد الرشيد إبراهيم للأستاذ سالم محمد القحطاني
الشيخ عبد الرشيد إبراهيم داعية إسلامي ، وقف حياته للدعوة إلى الله تعالى ، ينتمى إلى تركستان ، فهو سايبري الأصل ، ولد في 23/ أبريل 1847م وخرج من وطنه طلباً للعلم ، حيث قضى عشرين سنةً يستفيد من أجواء المدينة المنورة ، ثم رجع إلى وطنه واشتغل بالدعوة إلى الله ، وقد سافر إلى دول مختلفة للشرق الأوسط وآسيا الجنوبية وأوربا ، واستغرق ذلك ثلاثة أعوام ، ثم رجع إلى وطنه ، وزج به في السجن نظراً إلى نقده اللاذع على اعتداءات فرقة آرثوذكس المسيحية ، وبعد سنوات أطلق سراحه ، وقد خاض في حرب ليبيا ضد إيطاليا عام 1911م ، وفي عام 1917م انتقل إلى تركيا ، وأقام في قونيه ثم وفقه الله إلى أن يهاجر إلى اليابان ، ويشتغل بالدعوة إلى الله فيها ، فقام ببناء الجامع في توكيو ، وكان إماماً وخطيباً في هذا الجامع منذ عام 1938م إلى آخر حياته ، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة ناشراً رسالة الإسلام ، ومدافعاً عن حقوق المسلمين ، خلف وراءه أكثر من عشرة كتب ومؤلفات ، وألف بعض الباحثين حول أعماله وآثاره رسالات جامعيةً ، منها رسالة طُبعت عام 1910م في تركيا باسم العالم الإسلامي وانتشار الإسلام في اليابان ، ثم ترجمها إلى العربية الدكتور صالح السامرائي ، وطُبعت هذه الترجمة باسم العالم الإسلامي في رحلات الشيخ عبد الرشيد إبراهيم في مجلدين في ألف صفحة .
أما هذا الكتاب ” نصوص من رحلة الشيخ عبد الرشيد إبراهيم ” فقد اطلع عليه الأستاذ الفاضل سالم محمد القحطاني ( إمام وخطيب بجامع عبد الله بن الزبير ، بالدوحة ، قطر ) فدرسه دراسة تدبر وإمعان ، وجمع من هذا الكتاب مواد كثيرةً لسيرة الشيخ عبد الرشيد إبراهيم ، ثم اقتبس منه ما له علاقة بموضوعات متنوعة : دينية ، وسياسية ، واجتماعية ، وتاريخية ، وثقافية ، والتقط منه ما يضحك الدارس أحياناً ، وما يبكيه أخرى ، كأنه باقة اجتمعت فيه أنواع وألوان من الأزهار الجميلة ، ويحمد المؤلف لهذا الكتاب الله تعالى على أنه وفق لاقتباس أهم عبارات الكتاب ، كما عنون بعض العبارات والمقتطفات ، وعلق عليها تعليقاً جامعاً حسب الموضوع ليتجلى أمام القارئ الجمال الفني للعبارات والمقتطفات ، ونظراً إلى هذه المواد الغزيرة رأى الأخ العزيز محمد أبو الحسن الندوي من ولاية بنغال ( نزيل دولة قطر ) أن ينقل هذا الكتاب إلى اللغة الأردية ، فنقل هذا الكتاب إلى الأردية الفصحى ، ونقل روحها وجوهرها ، ليطلع على موضوعات الكتاب الناطقون باللغة الأردية ، وقد اعترف بذلك أدباء الأردية كما يتجلى من تقديمات لهذا الكتاب ، طُبع الكتاب من مكتبة إحسان بلكناؤ في مائة وستين صفحة .
ونحن نهنئ المؤلف والمترجم لهذا الكتاب على هذه الهدية الغالية ، وندعو الله تعالى للقبول والتوفيق الخالص ، فإن الله على كل شيئ قدير .