(4) والد الأستاذ الأديب محمد علاء الدين الندوي في ذمة الله تعالى

(4) والد الأستاذ الأديب محمد علاء الدين الندوي في ذمة الله تعالى

توفي الشيخ محمد صديق والد الأستاذ الأديب محمد علاء الدين الندوي ( عميد كلية اللغة العربية وآدابها بدارالعلوم لندوة العلماء ، لكناؤ ) بالغاً من العمر مائة وعشر سنوات في 21/ جمادى الأولى 1446هـ ، المصادف 24/ نوفمبر 2024م ، وذلك في رانشي ، بولاية جهار خند ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .

كان الشيخ محمد صديق من مواليد 1914م ، وقد أفادنا الأستاذ محمد علاء الدين الندوي ” أن والده نشأ يتيماً ، فتربى تحت رعاية جده من الأب ، وقد تعود على الجد والكد ، والصبر والمثابرة ، فشب مستقلاً بشخصيته ، يقاوم الحياة بعد زواجه بكد يمينه ، وكان ذا مهارة وبراعة في استخدام العصا ، فدعا ” أستاذاً ” ، وأسكنه في بيته ، وأكرم مثواه ، وتعلم منه هذا الفن ، ولم يدخل والدي رحمه الله في مدرسة رسمية ، وما وُجدت آنذاك في المنطقة مدرسة دينية ، إلا أنه تعلم عدة سور قصار يقرؤها في صلواته ” .

وأضاف الأستاذ الندوي قائلاً : ” كان والدي رحمه الله ذا همة عالية ، وصاحب صلابة وشكيمة وصراحة ، يلجأ إليه المسلمون وغير المسلمين في كثير من القضايا ، يحلها ويعالجها أو يرفعها إلى المحاكم الحكومية ، والحق أن أبي كان رجلاً اجتماعياً ، له ثقل في المنطقة ، وكان الناس يتلقون منه دروس الغيرة والأنفة والقوة ، وقد زار والدي رحمه الله الدكتور ذاكر حسين ، وكان حاكم ولاية بهار ، قبل تقسيم الهند ، كما زار مهاتما غاندي ، وزار العلامة الشيخ السيد أبا الحسن علي الحسني الندوي حينما زار فرع ندوة العلماء في هذه المنطقة عام 1980م ، فاعتنقه الشيخ الندوي ، وزار كذلك الشيخ السيد محمد الرابع الحسني الندوي ، وكان يجالس العلماء وكبار الناس ” .

رزقه الله تعالى حوالي عشرة أولاد ، لكن عاش خمسة منهم أحياء : اثنين من الذكور ، وثلاثاً من الإناث ، ومن أبرزهم الأستاذ الأديب محمد علاء الدين الندوي فإنه خير خلف لوالده ، رباه والده أحسن تربية ، وأرسله للتعليم العالي إلى ندوة العلماء ، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة ، وهو يشغل الآن منصب عمادة كلية اللغة العربية وآدابها بدار العلوم لندوة العلماء ، ويدرس مؤلفات الأدب العربي ، وهو من الأساتذة البارعين في دار العلوم .

فنحن إذ نعزي الأستاذ محمد علاء الدين الندوي وأسرته الكريمة على وفاة والده ، ندعو الله تعالى أن يكرم الفقيد بجنات النعيم ، ويغفر له زلاته ، ويمطر عليه شآبيب رحمته ، إنه على كل شيئ قدير ، وبالإجابة جدير .