(2) العلامة الشيخ مجاهد الإسلام القاسمي : الفقيه الألمعي ، والقاضي الحكيم بقلم الأستاذ الدكتور محمد رحمة الله حافظ الندوي
أبريل 28, 2025(4) المحدث محمد يونس الجونفوري وجهوده في الحديث وعلومه
دراسة تاريخية وصفية تحليلية
هذا بحث مقدم لنيل درجة الدكتوراه في الحديث وعلومه ، قام بإعداده الباحث الأخ العزيز عبد الله تسليم النيبالي الندوي ( رئيس جامعة القرآن بدولة نيبال ) ، وذلك من جامعة القرآن الكريم وتأصيل العلوم بدولة السودان ، وقد نال الباحث درجة الامتياز في المناقشة .
اشتمل البحث على بابين وعدة فصول ، فالباب الأول يتحدث عن حياة الشيخ المحدث محمد يونس الجونفوري ، فقد ذكر في هذا الباب عصر المحدث الجونفوري ونشأته وعقيدته ، ووفاته ، مع بيان شيوخه وتلامذته وأبرز صفاته ، وقد تناول الباحث في شيوخه ذكر الإمام محمد زكريا الكاندهلوي والشيخ أسعد الله الرامفوري والشيخ محمد السهارنفوري والشيخ أمير أحمد بن عبد الغني الكاندهلوي ، فهؤلاء المشائخ الكبار اعتنوا بتعليمه وتربيته حتى فاق الشيخ المحدث محمد يونس الكاندهلوي أقرانه في الحديث وعلومه .
يتحدث الباب الثاني عن جهود الشيخ الجونفوري الحديثية ، ورحلاته العلمية ، قام المحدث الجونفوري برحلاته إلى دول الخليج ، ودول أوربا ، كما سافر إلى عدة مدن للهند نشراً لهذا العلم المبارك ، فقد حج أكثر من أربعين حجة ، وخلال هذه الحجات والعمرات استفاد منه العلماء وطلبة العلم ، وكان يلقي دروسه ومحاضراته في أماكن مختلفة ، وقد سافر الشيخ الجونفوري إلى قطر ، والإمارات العربية المتحدة وأفاد أساتذة الحديث وعامة الناس ، كذلك سافر الشيخ بريطانيا على دعوة من المفتي شبير أحمد ، وهو من تلاميذه المخلصين ، فإن الشيخ دعا له بأن يقوم بتدريس صحيح البخاري ، فوفقه الله تعالى ، وتقبل دعاء الشيخ الجونفوري .
اشتغل الشيخ الجونفوري طول حياته بتدريس كتب الحديث الشريف نحو مشكاة المصابيح وسنن أبي داود ، وسنن النسائي ، وسنن ابن ماجه ، وصحيح مسلم ، والمؤطأ ، وقد درّس صحيح البخاري خمسين عاماً ، في جامعة مظاهر العلوم ، وترك وارءه تعليقات وحواشي ، وهي مفيدة ونافعة ، ولها أنواع ، منها حواش مختصرة ، وملخص البحوث ، وتحقيقاته في مسألة ، ومباحث تحقيقية لها علاقة بشرح بعض الأبواب الدقيقة ، كما له تعليقات على كتب الفقه ، وطبعت باسم نوادر الفقه ، وهي في عشرة أبواب ، أما إفاداته الحديثية فهي اليواقيت الغالية في تحقيق وتخريج الأحاديث العالية ، في أربعة مجلدات ، وقد بلغت تعليقاته على مسألة إلى ثلاثين ، وهذا وأمثال هذه المواد توجد في الكتاب ، وهي تدل على جهود جبارة بذلها الباحث في إعداد هذه الرسالة العلمية .
وقد شهد بعلو الشيخ الجونفوري في علم الحديث أساتذته ومعاصروه ، وكان أحق به ، فكان مرجع المحدثين في الفترة الأخيرة ، قام الأخ الأستاذ عبد الله المكي الندوي بإعداد هذا الكتاب ، وأشاد به العلماء المعاصرون أمثال الدكتور مشعل بن حميد اللهيبي من جامعة أم القرى ، مكة المكرمة ، والأستاذ الدكتور عبد الرحمن بن جميل بن عبد الرحمن قصاص ، جامعة أم القرى ، مكة المكرمة ، وطُبع الكتاب من جمعية السنة الخيرية ، نيبال 1446هـ .
فنحن نهنئ الباحث عبد الله المكي الندوي على إصدار هذه الوثيقة ، وندعو الله تعالى أن يسبغ عليه لباس القبول ، فإنه على شيئ قدير وبالإجابة جدير .