(2) الأستاذ محمد نسيم قمر الندوي في ذمة الله تعالى
يوليو 3, 2024(1) الدكتور صالح بن زين العابدين الشيبي إلى رحمة الله تعالى
أغسطس 3, 2024علم فقدناه :
الشيخ عبد العزيز الصديقي : شخصيته وأعماله
الأخ تقي أحمد بن عبد الخالق الندوي ( نيبال )
كان الشيخ عبد العزيز الصديقي من أبرز العلماء والدعاة الذين أوقدوا نبراس العلم والهداية في دياجير المغارات وقمم الجبال والتلال الراسيات في دولة نيبال ، إنه ترك بصمات واضحة في مجالات الدعوة والتعليم والعمل الخيري ، مما جعل سيرته مصدر إلهام للعديد من الأجيال .
وُلد الشيخ عبد العزيز الصديقي في أول شهر يناير سنة ١٩١٤م في أسرة متدينة بقرية راجفور بمديرية روتهت في دولة نيبال ، حيث كان والده غلزار أحمد وجده فوزار أحمد من رجال الدين المعروفين .
قرأ القرآن الكريم على الشيخ الحافظ عبد الجليل رحمه الله في سن مبكرة ، وتلقى علومه الأولية من الشيخ الكبير عبد الرزاق القاسمي واستفاد من المشايخ الكبار في المدرسة المحمودية الواقعة بقرب من بيته . لاحقاً ، التحق بمدرسة أنجمن الإسلامية بقرية بكهي المجاورة بمدينة موتي هاري جمبارن الشرقية لولاية بيهار الهند ، حيث أكمل الدراسة الثانوية ، ثم التحق بالمدرسة الحميدية بمدينة دربهنكه الهند ، وتعلم فيها الفقه والحديث وعلوم القرآن على أيدي كبار العلماء والمشايخ ، وحصل منها على شهادة الفضيلة في الدراسات الإسلامية ، كما حصل على شهادة الماجستير في العلوم الشرعية من جامعة شمس الهدى بمدينة بتنه عاصمة الهند . وقرأ الصحاح الستة وحصل على إجازتها من الشيخ العلامة المحدث مقبول أحمد خان رحمه الله الذي ذاعت شهرته في العلم والصلاح في عصره .
بدأ الشيخ الصديقي مسيرته التدريسية في سن مبكرة ، حيث تم تعيينه أستاذاً في المدرسة المحمودية ، وأسند إليه تدريس الحديث الشريف وتفسير القرآن الكريم وتعليم الفقه الإسلامي في بداية أيامه ، فإنه درس وأتقن في التدريس ، وأفاد كثيراً فاستفاد منه الكثير ، وتلمذ عليه عدد كبير من العلماء ، ومازال يدرس الحديث الشريف وعلومه في المدرسة المحمودية إلى أكثر من نصف قرن ، وأعد جيلاً متعلماً جديداً وأتحفه بالعلم والصلاح .
كان الشيخ عبد العزيز الصديقي خطيباً بارعاً وكاتباً قديراً . كتب العديد من الرسائل والمقالات التي تناولت قضايا الفقه والعقيدة والتربية الإسلامية .
وكان للشيخ عبد العزيز الصديقي دور كبير في تحسين الأوضاع الاجتماعية في المجتمع . أسس جمعية العلماء لدولة نيبال سنة ٢٠٠٨م ، واختير رئيساً لها ، وقام من خلالها بقيادة المسلمين وتقديم الدعم والمساعدة للفقراء والمحتاجين في البلاد ، وكان الرئيس العام للمدرسة المحمودية ، وعندما ظهرت فتنة القاديانية والشكيلية في أنحاء البلاد في أواخر القرن العشرين قام بتأسيس ” مجلس تحفظ ختم نبوت ” سنة ١٩٩٦م لتأصيل شأفة المدعين بالنبوة والمبتدعين ، والحفاظ على العقيدة الإسلامية الصحيحة النقية .
توفي الشيخ عبد العزيز الصديقي ليلة الجمعة في ٢٦/ من يونيو سنة ٢٠٢٤م بعد حياة حافلة بالعطاء والعمل الصالح . يعد الشيخ الصديقي نموذجاً يحتذى به في التزامه بتعاليم الإسلام وخدمته للمجتمع ، وسيظل اسمه خالداً في ذاكرة الأجيال القادمة في البلاد . رحمه الله رحمةً واسعةً .