(3) مساهمة المرأة الهندية في الدراسات العربية

(2) حفل توقيع كتاب : ” شخصيات أعجبتني ” لمؤلفه الأستاذ محمد نعمان الدين الندوي
نوفمبر 22, 2024
(2) حفل توقيع كتاب : ” شخصيات أعجبتني ” لمؤلفه الأستاذ محمد نعمان الدين الندوي
نوفمبر 22, 2024

(3) مساهمة المرأة الهندية في الدراسات العربية

د . غياث الإسلام الصديقي الندوي *

استضاف قسم اللغة العربية بجامعة دلهي بالتعاون مع مجمع الفقه الإسلامي ( الهند ) ندوةً وطنيةً حول موضوع ” مساهمة المرأة الهندية في الدراسات العربية ” ، استغرقت يومين 21 – 22 أغسطس ، 2024م ، أدارها البروفيسور السيد حسنين أختر رئيس القسم المستضيف ، ونسّقها البروفيسور نعيم الحسن رئيس القسم سابقاً . وفي جلستها الافتتاحية تقدم بكلمة الترحيب رئيس القسم المستضيف ، ورحب ترحيباً حاراً بجميع الحضور من الأساتذة والباحثين من مختلف الجامعات والمؤسسات التعليمية ، وأوضح أن مجمع الفقه الإسلامي الهندي اقترح موضوعاً مهماً لهذه    الندوة ، وهو ” مساهمة المرأة الهندية في الدراسات العربية ” ويمكن به إبراز دور تاريخي ومعاصر للمرأة الهندية في مجال العلم والأدب .

وقدم الشيخ عتيق أحمد البستوي ، أستاذ الحديث والفقه بدارالعلوم لندوة العلماء ، لكناؤ ، وسكرتير مجمع الفقه الإسلامي ، كلمةً افتتاحيةً ، وألقى ضوءاً على علاقة الهند باللغة العربية قديماً وحديثاً ، ونشاطات علميةً لجامعة دلهي ، وخدمات اجتماعيةً وثقافيةً لمجمع الفقه الإسلامي ، كما أكد على أهمية موضوع الندوة وقال : ” قدمت الهنديات خدمات مميزةً في اللغة العربية وآدابها ، ونرجو أن ندوة اليوم ستفتح آفاقًا جديدةً لهن في العلم والأدب ” . وألقت البروفيسورة تسنيم كوثر قريشي ، أستاذة قسم اللغة العربية ، جامعة علي كره الإسلامية ، خطاباً  رئيسياً ، وتناولت بإسهاب خدمات نساء الإمبراطورية المغولية في العلوم العربية والإسلامية ، وأكدت على دور ملحوظ للنساء الهنديات في مجال الأدب العربي وتأسيس المؤسسات الدينية .

في كلمة الرئاسة تناولت البروفيسورة عائشة كمال ، عميدة كلية الآداب ورئيسة قسم اللغة العربية بجامعة بركة الله بوفال ، اهتمام أميرات بوفال بتطوير الدراسات العربية ، وأشادت بمشروعاتهنّ التي استهدفت تعليم الفتيات ، وجهودهنّ في نشر العلوم الإسلامية والفنون الأدبية . وبهذه المناسبة حضرت من جامعة دلهي البروفيسورة بائل ماغو ( مديرة مدرسة التعليم المفتوح ) ، والبروفيسورة نيرا أغني مترا ( رئيسة لجنة العلاقات الدولية ) ، والدكتور أميتاب جكربورتي ( عميد كلية الآداب ) وهم كانوا ضيوف الشرف ، والبروفيسور بلرام باني ( عميد لشؤون الكليات ) كان الضيف الرئيس . وتحدث كل منهم حول الموضوع ، وأفادوا الحضور بتوجيهات قيمة تبدي مكانة المرأة في المجتمع وتأثيرها في مجالات الحياة المختلفة . وجرت نشاطات الجلسة الافتتاحية بإدارة الدكتور محمد أكرم ، أستاذ القسم المستضيف . وانتهت بكلمة شكر ألقاها المفتي أحمد نادر القاسمي .

وقد عُقدت للندوة أربع جلسات ، قدم فيها الدكاترة والأساتذة من الجامعات العصرية الهندية بحوثهم ودراساتهم ، وكل ذلك برئاسة البروفيسور نعمان خان الندوي والشيخ عتيق أحمد البستوي والأستاذ عبد الماجد قاضي الندوي ، والبروفيسور رضوان الرحمن ، وكذلك جرت جلستان افتراضياً ، أولاهما برئاسة البروفيسور زبير أحمد الفاروقي ، رئيس قسم اللغة العربية بالجامعة الملية الإسلامية سابقاً ، وأدارها د . صهيب عالم ( أستاذ القسم نفسه ) ، وثانيتهما برئاسة البروفيسور مشير الحسن الصديقي ، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة لكنؤ سابقاً ، وأدارتها د . هيفاء الشاكري ( الجامعة الملية الإسلامية ) ، وقدمت فيهما عدة مقالات .

في الجلسة الختامية تقدم الدكتور محمد بن عبد الله الصواط ، أستاذ قسم الفقه ، كلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى ، مكة المكرمة ، بكلمته ، ونوه بموضوع الندوة ، وأعرب عن خواطره تجاه مؤلفات علماء الهند التي نقلت أو كتبت باللغة العربية كثيرة ، وخص بالذكر كتاب ” حجة الله البالغة ” للإمام ولي الله الدهلوي ، وكذلك قال : ” هدية الهند إلى اللغة العربية وأهلها ، ألا وهو الإمام أبو الحسن الندوي وجهوده لخدمة اللغة العربية جهود كبيرة ، لا تنكر بل تشكر . . ولو لم يكن له من جهوده إلا تأسيس رابطة الأدب الإسلامي العالمية لكفى ذلك فخراً وشرفاً ” .

وأشاد البروفيسور محسن العثماني الندوي ، رئيس قسم اللغة العربية بجامعة اللغة الإنجليزية واللغات الأجنبية بحيدر آباد سابقاً ، في كلمة الرئاسة بموضوع الندوة ، وألقى ضوءاً على وضع المرأة في الهند والعرب عند بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنها كانت تدفن في طفولتها في بعض قبائل العرب ، وتُحرق حية مع جثة زوجها بعد موته في الهند ، وكذلك كانت المرأة مصابةً بالذلة والحرمان في جميع المجتمعات والشعوب ، فردّ الإسلام إلى المرأة حقوقها وشرفها ، وتأثرت بذلك الديات الأخرى السائدة في العالم البشري ، فاعترفت بحريتها وكرامتها . وتؤدي المرأة اليوم مسؤوليات متنوعةً في أرجاء المعمورة ، فمنهن مصنفات وشاعرات ، ومعلمات وهلمّ جرّاً ، وقد سبقن الرجال في بعض المجالات ، وكلّ ذلك في الحقيقة من فضل الإسلام على المرأة .

وصلت الندوة إلى نهاية المطاف بعدما أدلى الدكتور مجيب أختر ، أستاذ القسم المستضيف بكلمة الشكر والامتنان لجميع الأساتذة والباحثين الحضور في هذه الندوة والقائمين عليها . وقبل ذلك قدم الدكتور أصغر محمود ، أستاذ القسم المستضيف تقريراً شاملاً لفعاليات الندوة . وقُدمت فيها حوالي ثمان وثلاثين مقالة علمية وأدبية قيمة باللغات العربية والأردية والإنكليزية ، وتمت الندوة في ست جلسات أكاديمية حضورياً وافتراضياً بالإضافة إلى الجلستين الافتتاحية والنهائية . وقد شارك فيها نخبة من الأساتذة والباحثين افتراضياً عبر منصة ” جوجل   ميت ” ، كما حضرها كثير من كبار الشخصيات العلمية والثقافية وأساتذة اللغة العربية ، والأكاديميين والباحثين والباحثات من مختلف الجامعات والمؤسسات المتواجدة في مختلف أرجاء الهند وخارجها .

* محاضر ضيف للغة العربية بالكلية الطبية الآيورفيدية واليونانية التابعة لجامعة دلهي .